قال سفير مصر لدى الجزائر مختار وريده، إن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى القاهرة حملت طابعًا استراتيجيًا، وأكدت العلاقات الثنائية القوية والراسخة بين البلدين.

وأضاف السفير مختار وريده -في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الإثنين- أن زيارة الرئيس الجزائري لمصر هي الأولى له عقب إعادة انتخابه لولاية جديدة، إذ إن الرئيس الجزائري اختار مصر لتكون أول دولة يتوجه إليها خلال جولاته الخارجية، تقديرًا للدور الرائد والمهم الذي تقوم به في الإطار العربي والإفريقي والدولي.

وأوضح أن تلك الزيارة المهمة والتي تمت في أجواء إيجابية للغاية واتفاق تام في وجهات النظر بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وعبد المجيد تبون، جاءت في توقيت بالغ الأهمية بالنظر إلى الأوضاع الراهنة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

وأكد تقدير الجزائر للجهود المصرية الحثيثة من أجل وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة، بجانب جهود القاهرة الرامية إلى تحقيق الأمن الاستقرار في محيطها العربي والإفريقي.

وتابع أن الرئيسين اتفقا على تعزيز التكامل الاقتصادي والشراكة الاقتصادية القوية بين البلدين، وهو ما كان محل مباحثات طويلة شهدت ترحيبًا من الرئيس الجزائري وتقديره لعمل الشركات المصرية في الجزائر، وإسهاماتها في جهود التنمية وتحديث البنية العمرانية وإنشاء المدن الجديدة والذكية في الجزائر.

ولفت إلى أن السفارة المصرية لدى الجزائر قد بدأت على الفور في تنفيذ التكليفات الرئاسية، والإعداد لانعقاد اللجنة العليا المشتركة المصرية الجزائرية على مستوى رئاسة الوزراء والمرتقبة أوائل عام 2025.

وأشار إلى حرص وترحيب الجزائر بالشراكة المصرية بمختلف المجالات لاسيما البنية التحتية ومشروعات التنمية العمرانية والطاقة، مشددًا على العلاقات المصرية الجزائرية المتميزة والضاربة بجذورها في عمق التاريخ والتي تتسم بالأخوة والمحبة.

وسلط الضوء على التنسيق السياسي المتواصل بين الدولتين والحرص على الزيارات المتبادلة، مشيرًا إلى أن زيارة الرئيس الجزائري إلى القاهرة هي الثانية، حيث قام بزيارة أخرى لمصر في يناير عام 2022، علاوة على مشاركته في قمة المناخ بشرم الشيخ، كما أن الرئيس عبد الفتاح السيسي توجه كذلك إلى الجزائر في نوفمبر 2022 لحضور القمة العربية، فضلًا عن التواصل الدبلوماسي المستمر بين البلدين.

وأكد -في الختام- حرص واهتمام القيادة السياسية في مصر والجزائر بدفع التعاون المشترك لآفاق أرحب تلبي طموحات الشعبين الشقيقين.

اقرأ أيضاًبث مباشر.. الرئيس السيسي يستقبل نظيره الجزائري عبد المجيد تبون

المحكمة الدستورية الجزائرية تعلن فوز عبد المجيد تبون لفترة رئاسية ثانية

تبون: الجزائر تولي أهمية بالغة للاستثمار في البنى التحتية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: سفير مصر لدى الجزائر زيارة الرئيس الجزائري إلى مصر الرئیس الجزائری عبد المجید تبون زیارة الرئیس بین البلدین

إقرأ أيضاً:

ليبراسيون: استخدام فرنسا الأسلحة الكيميائية بالجزائر قررته أعلى مستويات الدولة

قالت صحيفة ليبراسيون إن المؤرخ كريستوف لافاي والصحفية كلير بييه كشفا، خلال وثائقي جديد، عن أن قرار استخدام الجيش الفرنسي الأسلحة الكيميائية المحظورة دوليا خلال حرب الجزائر كان متخذا على أعلى مستويات الدولة الفرنسية.

وأوضحت الصحيفة -في حوار مع المؤرخ والصحفية أعدته ليا ميسيغين- أن الوثائقي، رغم إلغائه المفاجئ، أثار ردود فعل قوية على جانبي البحر الأبيض المتوسط، لكشفه النقاب عن محرم ظل مدفونا لأكثر من 6 عقود، عندما استخدم الجيش الفرنسي الأسلحة الكيميائية للقضاء على الثوار الجزائريين المتحصنين في الكهوف.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: "حملة مدمرة" تطال التعليم الجامعي في أميركاlist 2 of 2جدعون ليفي: أنى لرئيس الشاباك أن يقدم دروسا في الأخلاق حتى لنتنياهو؟end of list

وتحدث لافاي عن نقطة البداية التي جمعت بينه وبين بييه في مجال التحقيق التاريخي، وذلك في أثناء دراسته وحدات الجيش الفرنسي في أفغانستان، واكتشافه أن بعض الأساليب المستخدمة مستوحاة من حرب الجزائر، مما قاده للبحث في تاريخ وحدات الأسلحة الكيميائية، ليفتح لقاء له مع جندي فرنسي سابق -تعرض لأضرار صحية نتيجة الغازات- الباب على شهادات الجنود وأرشيفات خاصة.

أما كلير بييه، فقالت إن إخبار لافاي لها بهذه الحقيقة كان بمنزلة صدمة كبيرة، لأنها لم تكن تعلم -بصفتها صحفية فرنسية- عن استخدام بلادها الأسلحة الكيميائية في الجزائر، وقد دفعها ذلك لإجراء بحث مكثف لتوثيق شهادات نادرة وصادمة من الناجين والجنود المشاركين.

إعلان صدمة لا يمكن التغلب عليها

وأشار لافاي إلى أن الحصول على شهادات الجنود كان تحديا كبيرا بسبب الخوف والشعور بالذنب والعار، حتى إن كثيرين رفضوا الحديث بسبب التجارب المروّعة التي واجهوها، خاصة أن بعض الكهوف التي استهدفتها هذه الأسلحة كانت ملجأ للسكان المدنيين.

وقال المؤرخ إن مقاتلا سابقا تراجع بعد أن وافق على لقائه قائلا "في الـ20 من عمري، كانت لديّ الشجاعة للنزول إلى الكهف، ولكنني اليوم لا أملك حتى الشجاعة للحديث عنه"، ووصف آخرون حروب الكهوف بأنها صدمة لا يمكن التغلب عليها.

وواجه الباحثان عقبات قانونية وسياسية حالت دون الوصول الكامل إلى الوثائق الرسمية، رغم رفع الحظر عنها بقرار من مجلس الدولة الفرنسي، لأن وزارة الدفاع استمرت في تقييد الوصول إلى الوثائق الحساسة بحجج أمنية، مما يعوق رسم صورة شاملة عن هذه الجريمة.

ورغم إغلاق أرشيف وزارة الدفاع، "تمكنا -كما يقول لافاي- من تتبع هذه القصة بفضل وثائق شخصية وشهادات قدامى المحاربين (..)، وثبت لدينا أن استخدام الأسلحة الكيميائية لم يكن مجرد قرار عسكري، بل كان مدعوما من أعلى مستويات الدولة الفرنسية"، إذ تشير الوثائق إلى توقيع وزير الدفاع في الجمهورية الرابعة موريس بورجيس ماونوري على قرارات تسمح باستخدام هذه الأسلحة في الجزائر.

وسلطت الأبحاث الضوء على خطورة الغازات التي استخدمتها فرنسا، مثل مركب "سي إن 2 دي" (CN2D)، الذي كان فعالا بشكل مميت في الأماكن المغلقة كالكهوف، وقد أدى هذا الغاز إلى إصابة المقاتلين الجزائريين بحالات اختناق حادة كما تسبب في تدمير الكهوف بالمتفجرات، ومن ثم دفن عديد من الجثث تحت الأنقاض.

كما أدى تعرض الجنود الذين تعاملوا مع هذه الغازات على الجانب الفرنسي إلى مضاعفات صحية طويلة الأمد، ولا يزال بعضهم يسعى للاعتراف القانوني بما لحقهم من أضرار.

إعلان

فتح الأرشيف ضرورة ملحة

وفي ظل الأزمة الدبلوماسية المستمرة بين الجزائر وفرنسا، يخشى الباحثان أن تقود هذه التوترات إلى زيادة القيود على الأبحاث المتعلقة بحرب الجزائر، ويؤكدان أن فتح الأرشيف ضرورة ملحة لإنقاذ التاريخ من التعتيم.

وحسب لافاي، فإن الأرشيفات "ملك للشعب" وليس لأولئك الذين يحجبونها لأغراض سياسية، ويوضح أن حجب الوثائق انتهاك للديمقراطية ويمنع من استيعاب الماضي بصورة عادلة، مما يُبقي الجراح مفتوحة.

ومن جانبها، تؤكد بييه على أهمية مواجهة الإرث الاستعماري الفرنسي بشجاعة، مشددة على أن الكشف الكامل عن الحقيقة ضروري لأجيال المستقبل، وأن المجتمعات المدنية قد تكون المفتاح لتجاوز الخلافات بين الدول.

وختم المؤرخ والصحفية بدعوة السلطات الفرنسية إلى اتخاذ خطوات جريئة لفتح الأرشيف، ورفع الحواجز أمام البحث التاريخي، ومواجهة سياسات التعتيم التي تبقينا في دوامة من الصراعات السياسية والذاكرة المؤلمة، وخلصا إلى أن كشف الحقيقة ليس فقط حقا إنسانيا، بل شرطا أساسيا لبناء علاقات صحية بين فرنسا والجزائر في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • تصاعد التوتر بين الجزائر وفرنسا بسبب ملف العقارات والاتفاقيات الثنائية
  • الرئيس الشرع يبحث في اتصال هاتفي مع أمير دولة قطر تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات
  • حزب المصريين: كلمة الرئيس في أكاديمية الشرطة أكدت قوة مصر
  • ليبراسيون: استخدام فرنسا الأسلحة الكيميائية بالجزائر قررته أعلى مستويات الدولة
  • وسط تصاعد الخطاب العدائي.. مقارنة قدرات الجيشين الجزائري والمغربي
  • اتصالات الجزائر تتحصل على شهادة دولية لنظام إدارة الجودة
  • 2025 سيكون سنة حاسمة للإقتصاد الجزائري
  • إجتماع هام حول صناعة مركبات شيري بالجزائر
  • طرد سفير جنوب إفريقيا في واشنطن يؤجج توتر العلاقات بين البلدين
  • الرئيس العراقي يبحث مع الشيباني العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها