قهوة وكتاب.. ملتقى ثقافي عراقي يتحدى هيمنة التكنولوجيا
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
في زمن تهيمن فيه التكنولوجيا على حياتنا اليومية، وتشتت وسائل التواصل الاجتماعي انتباهنا، يبرز مقهى "قهوة وكتاب" في بغداد كمنارة ثقافية تعيد إحياء جمال القراءة والحوار الهادف ونموذج ناجح للمشاريع الثقافية التي تجمع بين الترفيه والتعليم.
يقدم مقهى "قهوة وكتاب" أو "گهوة وكتاب" كما يعرف باللهجة العراقية، الذي تأسس عام 2016 بعد انتهاء أحداث تنظيم الدولة الإسلامية، ملاذا هادئا لعشاق الكتب والمثقفين، حيث يمكنهم الاستمتاع بقهوتهم المفضلة بين رفوف الكتب، والمشاركة في نقاشات ثقافية مثرية.
يشعر من يدخل إلى المقهى بأنه انتقل من الزمن الحاضر إلى عقود ماضية بفضل ديكوراته التي تعكس التراث العراقي. يعتمد الديكور على شناشيل بغدادية قديمة ومعالم تراثية، مما يضفي جوا من الروحانية والتراث على المكان. يحتوي المقهى على مكتبة عامة للقراءة وبيع الكتب، بالإضافة إلى تقديم مجموعة متنوعة من المشروبات والحلوى والمعجنات.
ويحتوي المقهى على مكتبة عامة للقراءة وبيع الكتب، بالإضافة إلى تقديم مجموعة متنوعة من المشروبات والحلوى والمعجنات. كما يتميز بتوفير خدمة الإنترنت، لكن الغالبية من الزوار يفضلون الاستمتاع بقراءة الكتب والحديث عن القضايا الثقافية بعيدا عن تعقيدات وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقول صاحب المقهى ياسر علاء، "بدأت فكرة مقهى قهوة وكتاب عام 2016 بعد انتهاء أحداث تنظيم الدولة والمشاكل الأمنية في العراق، حيث كان لدينا بوقت سابق مكتبة في شارع المتنبي"، موضحا أن الهدف من إنشاء هذا المقهى في بداياته خارج شارع المتنبي هو توفير مساحة حيث يمكن للناس الاستمتاع بالقهوة والكتب في الوقت نفسه، وتنظيم جلسات وأمسيات ثقافية وحفلات توقيع لكتاب معروفين. كان هذا المقهى الأول من نوعه في المنطقة، حيث لم تكن هناك مكتبات داخل مقاه في تلك الفترة.
جلسات حوار ونقاش في "قهوة وكتاب" (الجزيرة)ويوضح علاء خلال حديثه للجزيرة نت، منذ افتتاحه، نجح المقهى وخلال السنوات الثماني الماضية في جذب جمهور متنوع من الشباب الجامعي والمثقفين والمخرجين والفنانين، كما أصبح مصدر إلهام للعديد من الأفلام والمسلسلات التي بدأت رحلتها الإبداعية من هذا المكان الذي أصبح وطنا لهؤلاء الكتاب والمثقفين.
ويضيف: "تميز المقهى بعدم وجود أركيلة أو ضوضاء، مما جعله مكانا مثاليا للاستماع إلى الموسيقى الناعمة والقراءة الهادئة في خطوة لإشاعة روح القراءة وحب الكتب. كما يمكن للزوار استعارة كتب للقراءة أو شراؤها"، مما يعكس رؤية ياسر علاء في تعزيز ثقافة القراءة والتواصل الثقافي.
القراءة وتبادل الأفكار والثقافة بين رواد قهوة وكتاب (الجزيرة)يعتبر المقهى، من أبرز المقاهي الثقافية التي تجمع بين القهوة والكتب، وتقدم بيئة هادئة للنخب الثقافية والفنية، وقد حقق نجاحا كبيرا في توفير مكان يضمن الحوار والنقاش الثقافي والفني.
عبد الله الدباغ، الاستشاري القانوني وأحد مرتادي المقهى، يؤكد أن المكان "يعطي فكرة عن جمالية الكتاب والثقافة، مما ينعكس على رؤيتنا المستقبلية لتربية وتعليم أبنائنا على هذه الثقافة". يعتبر مقهى "قهوة وكتاب" نموذجا يحتمل التوسع والنمو في المستقبل، مع توفير مزيد من الفرص الثقافية والفنية للمجتمع.
وأوضح خلال حديثه للجزيرة نت، أن هناك قلقا من هيمنة التكنولوجيا حيث أصبح الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي أساسا في الحياة اليومية للعديد من المواطنين، فكان "قهوة وكتاب" مكانا للعزلة والهدوء عن الضوضاء الخارجية.
المكتبة في مقهى "قهوة وكتاب" (الجزيرة)ويضيف: "يعتبر قهوة وكتاب من أفضل الأماكن للعديد من الساعين إلى الثقافة والهدوء. يتضمن المقهى حلقات ثقافية ونقاشات متنوعة تجذب الشعراء والأدباء والفنانين والنخب الثقافية. كما يتميز بمكتبة تحوي كتبا منوعة يمكن للزوار قراءتها مجانا".
الإعلامي العراقي مصطفى لطيف، أكد أن المكان حصل على شهرته وسمعته من خلال أسلوب الطرح والتسويق لعمله من خلال الاعتماد على الكتاب والقهوة.
وقال لطيف خلال حديثه للجزيرة نت، إن عناوين الكتب التي تضمنتها مكتبة المقهى مختلفة بحسب اهتمام كل شخص ما بين التأريخ والطب والثقافة والفن، مشيرا إلى أنها بمجملها مثلت مراجع للطلبة الباحثين عن مصادر خاصة لاستكمال بحوثهم الدراسية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
ملتقى صُنّاع التأثير يناقش دور حسابات الأندية الرياضية
ناقشت الجلسة الحوارية من اليوم الختامي لملتقى "صُنّاع التأثير ImpaQ"، التي جاءت تحت عنوان "حسابات الأندية الرياضية.. وسيلة تأثير جديدة" دور حسابات الأندية المهم في تعزيز العلاقة بين الأندية وجماهيرها، وتأثيرها الكبير في مجالات مختلفة، إما اجتماعي أو رياضي أو اقتصادي أو إعلامي.
وأكد المتحدثون خلال الجلسة على دور حسابات الأندية في تعزيز هوية النادي وشعبيته من خلال المحتوى الذي يعكس تاريخه وقيمه، التواصل مع الجماهير بتوفر قناة مباشرة للتفاعل مع المشجعين، ما يعزز شعور الانتماء، بالإضافة إلى تأثيرها الاقتصادي من خلال زيادة الإيرادات باستخدام الحسابات للترويج لبيع التذاكر، البضائع، والاشتراكات، إلى جانب توفر منصة لتسليط الضوء على الرعاة، ما يزيد من فرص الشراكات التجارية، كما تتيح الوصول إلى جمهور عالمي، ما يفتح الأبواب أمام استثمارات جديدة.
الوجود الرقمي كمؤثر فارق في الجماهيرية والانتماء.. جلسة حوارية ممتعة بعنوان: حسابات الأندية الرياضية.. وسيلة تأثير جديدة. #ملتقى_صناع_التأثير pic.twitter.com/COQ4W4MGsX— ملتقى صناع التأثير | ImpaQ (@ImpaQMakers) December 19, 2024ملتقى صُنّاع التأثيروأشار المتحدثون إلى أهمية الحسابات الرياضية إعلاميًا، من خلال نشرها للأخبار الرسمية، إذ تعد الحسابات مصدرًا رئيسيًا لأخبار النادي من تعاقدات، إصابات، وإنجازات، نشر التوضيحات الرسمية، بالإضافة إلى ابتكارها للمحتويات الإبداعيًة مثل الفيديوهات الحصرية، التي تساهم في جذب فئات جديدة من المشجعين.
أخبار متعلقة محمد هنيدي يكشف مواطن الإلهام في خفة الظل خلال ملتقى صناع التأثيرملتقى صناع التأثير يناقش صعوبات التوازن بين الحياة والعملحوارات متنوعة.. تفاصيل برنامج اليوم الأول من ملتقى صُنّاع التأثير .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جلسة "حسابات الأندية الرياضية.. وسيلة تأثير جديدة" - إكس ملتقى صُنّاع التأثير
وتطرق المتحدثون إلى تأثير حسابات الأندية الرياضي من خلال الترويج للمباريات والتشجيع على الحضور سواء في الملعب أو عبر البث, ودعم اللاعبين بعرض إنجازاتهم اللاعبين، الأمر الذي يرفع من شعبيتهم لدى الجماهير.المراكز الإعلامية في الأنديةوأوضح مدير الإعلام والاتصال بنادي الفتح محمد الضيف أنه بهدف زيادة شعبية النادي لابد أن تبحث المراكز الإعلامية في الأندية الأقل جماهيرية عن محتوى إبداعي مختلف غير تقليدي, ما فعله نادي الفتح من خلال الترويج للمدن التي يزورها الفريق في كل مباراة بالدوري.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جلسة "حسابات الأندية الرياضية.. وسيلة تأثير جديدة" - إكس ملتقى صُنّاع التأثير
ونوه مدير الإعلام والتواصل بنادي النصر الوليد المهيدب أن حجم المسؤولية كبير بعد انضمام اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى النادي الذي يعد من أكثر اللاعبين شعبية في العالم, وكان لابد من مواكبة هذه الشعبية من خلال العمل بالتوازي مع الفريق الإعلامي للاعب لإنتاج محتوى مميز للنادي واللاعب.كفاءات سعوديةوأكد مدير الاتصال بنادي الهلال هشام الكثيري أن نسبة نمو متابعين حسابات الأندية من أوروبا وأمريكا الجنوبية نمت بشكل ملحوظ, بعد الاستقطابات الكبيرة للاعبين التي حصلت خلال الفترة الماضية، وبناء على ذلك سٌخرت كفاءات سعودية استطاعت مواكبة هذا النمو من خلال إخراج محتوى إعلامي بلغات متعددة شكل صدى في مختلف بلدان العالم.