بوريل: أوربان لا يمثل الاتحاد الأوروبي خلال زيارته لجورجيا
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
أكد المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان لا يمثل الاتحاد الأوروبي في زيارته التي يقوم بها لجورجيا.
وقال بوريل اليوم الاثنين في مقابلة مع إذاعة "RNE": "ما سيقوله السيد أوربان خلال زيارته لجورجيا لا يمثل الاتحاد الأوروبي أيا يكن".
وأشار بوريل إلى أن أوربان، الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي حتى نهاية العام، "لا يملك أي سلطة على السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي".
وفي وقت سابق أعلنت الحكومة الهنغارية أن أوربان سيقوم بزيارة رسمية لجورجيا يومي 28 و29 أكتوبر الجاري، بدعوة من رئيس الوزراء الجورجي إيراكلي كوباخيدزه الذي تم الإعلان عن فوز حزبه "الحلم الجورجي" في الانتخابات البرلمانية يوم السبت الماضي.
ومن المقرر أن يضم الوفد المرافق لفيكتور أوربان وزير الخارجية بيتر سيارتو ووزير المالية ميخاي فارغا ووزير التنمية الاقتصادية مارتون ناد، حسب بيان للمتحدث باسم رئيس الوزراء الهنغاري، نشر يوم الأحد.
وسبق لأوربان أن هنأ حزب "الحلم الجورجي" بالفوز في الانتخابات، حيث أعلنت لجنة الانتخابات المركزية في جورجيا حصول الحزب الحاكم على نحو 54% من أصوات الناخبين.
وأجريت الانتخابات البرلمانية في جورجيا في 26 أكتوبر ووفقا للجنة الانتخابات المركزية، فحصل حزب "الحلم الجورجي" الحاكم الذي يدعو إلى الحفاظ على العلاقات مع روسيا ويناهض العقوبات الغربية ضدها على 53.93% من الأصوات.
كما دخلت أربعة أحزاب معارضة إلى البرلمان وحصلت على إجمالي 37.78%، حيث صرح ممثلو المعارضة بأنهم لا يعترفون ببيانات لجنة الانتخابات المركزية.
وأشار المنسق الخاص لبعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا باسكال أليزار إلى التنظيم الجيد والسير الحسن للانتخابات في جورجيا، فيما أشار إلى عدد من الانتهاكات التي سجلها بعض المراقبين، دون الإفصاح عن انتماءاتهم أو توجهاتهم السياسية.
ودعت الرئيسة الجورجية سالومي زورابيشفيلي المؤيدة للمعارضة الموالية لأوروبا - على الرغم من أن الدستور يلزم الرئيس بأن يكون غير حزبي - إلى الخروج في مظاهرات احتجاج على نتائج الانتخابات، واصفة إياها بغير الشرعية.
بدوره صرح كاخا كالادزي الأمين العام لحزب "الحلم الجورجي" الفائز بالانتخابات البرلمانية بأن أي مشارك في الاحتجاج المقرر سيخالف القانون، ويواجه أشد العقاب.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الاتحاد الاوروبي الانتخابات البرلمانية الرئاسة الدورية جوزيب بوريل حزب الحاكم مجلس الاتحاد الأوروبى الاتحاد الأوروبی الحلم الجورجی
إقرأ أيضاً:
لماذا يعد فوز لوكاشينكو برئاسة بيلاروسيا انتصارا لموسكو وخسارة للغرب؟
موسكو- انتهت الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا بتحقيق الرئيس ألكسندر لوكاشينكو فوزه السابع على التوالي، بحصوله على 86.82% من الأصوات، مكرسا بذلك حضوره السياسي كأطول زعماء أوروبا في هذا المنصب، ومعززا في الوقت ذاته قوة أهم حليف لروسيا.
وبينما رفض الاتحاد الأوروبي نتائج الانتخابات في بيلاروسيا ووصفها بأنها "غير شرعية"، وهدد بفرض عقوبات جديدة، رد لوكاشينكو على اتهامه بتزوير الانتخابات بقوله إنه "لا يهمه، سواء اعترفت بلدان الاتحاد بنتائج الانتخابات أم لا".
وفي تصريح لا يخلو من التهكم، قال لوكاشينكو إنه "لو أدليت بتصريح الآن بأنني لا أعترف بالانتخابات في الولايات المتحدة ولا أعترف بدونالد ترامب، فهل سيغير هذا أي شيء في أميركا؟ أو لو قلت إنني لا أعترف برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، فماذا سيحدث في بريطانيا؟ لا شيء. لن يحدث نفس الشيء هنا في بيلاروسيا".
وقالت كل من مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس ومفوضة التوسع بالاتحاد الأوروبي مارتا كوس، في بيان مشترك، إن "الانتخابات الصورية التي جرت اليوم في بيلاروسيا لم تكن حرة ولا نزيهة"، ودعتا الحكومة البيلاروسية إلى إطلاق سراح السجناء السياسيين، وقدرت عددهم بأكثر من ألف معتقل، بمن فيهم موظف في وفد الاتحاد الأوروبي بالعاصمة مينسك.
إعلانأما السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديمتري بيسكوف فاعتبر فوز لوكاشينكو "أكثر من مقنع"، مضيفا أن الكرملين واثق من شرعية الانتخابات الرئاسية وأن التصريحات في الغرب حول عدم الاعتراف بالانتخابات البيلاروسية متوقعة.
انقلاب السحراعتبر محلل الشؤون الدولية سيرغي بيرسانوف، في تعليق للجزيرة نت، أن نتائج الانتخابات البيلاروسية وفوز حليف روسيا الأقوى فيها أثبت أن الخيارات الغربية لانتزاع مينسك من "حضن" موسكو ليست بسيطة.
ويضيف أن الغرب كان يعتبر أنه إذا تمكن من الإطاحة بالنظام السياسي الحالي في بيلاروسيا، فإن روسيا ستكون الهدف التالي، وبالتالي فإن الاستقرار في بيلاروسيا من وجهة النظر الروسية يسهم إلى حد كبير كذلك في استقرارها.
ويتابع بأن موقع بيلاروسيا الإستراتيجي المحصور بين حلف شمال الأطلسي وروسيا، سيجعل من مينسك "مفتاحًا" لأي نقاشات بخصوص مستقبل الأمن الأوروبي، وهي ورقة مهمة تريد موسكو التمسك بها لوضع بصماتها على صياغة هذا المستقبل.
وحسب رأيه، فقد نتج عن السياسات الغربية ضد مينسك عبر سلاح الضغوط والعقوبات مفاعيل عكسية، فبدلًا من إبعادها عن موسكو أدت إلى تعزيز التعاون العسكري والتقني والاقتصادي، وإتمام خرائط الطريق لتعميق تكامل الاتحاد بين البلدين، وتموضع السلطات في البلاد بشكل كامل إلى جانب موسكو.
علاوة على ذلك، اتهم المتحدث الحكومات الغربية بأنها لم تتسامح مع مساعي لوكاشينكو للعب دور متوازن بين موسكو وبروكسل، لا سيما مع اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ولجأت إلى خيار "الثورات الملونة" لتطويعه، لكن النتيجة كانت أن بيلاروسيا أصبحت أكثر استفادة من الدعم الروسي، من توريد الطاقة الرخيصة إلى الاستثمار في الشركات البيلاروسية وغيرها من الامتيازات.
لوكاشينكو فاز بنسبة تجاوزت 86% من الأصوات (الفرنسية) استقرار مشروطمن جانبه، يربط مدير مركز التنبؤات السياسية، دينيس كركودينوف، استقرار الأوضاع في بيلاروسيا ما بعد الانتخابات بالتطورات المحتملة على خط إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
إعلانويقول إنه في حال التزم الرئيس الأميركي ترامب بتعهداته بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا فإن العقوبات على بيلاروسيا والضغوط التي تمارس ضدها ستتراجع إلى حد كبير.
ويوضح في سياق الحديث أن أهمية بيلاروسيا لا ترجع إلى قوتها الاقتصادية أو عدد سكانها، بل إلى موقعها الإستراتيجي بين كتلتين متنافستين متعارضتين، الشيء الذي يفسر دخول هذا البلد في بؤرة اهتمام الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، لا سيما على ضوء دورها في الحرب الروسية الأوكرانية.
أما من وجهة نظر روسيا الإستراتيجية، فيرى كركودينوف أن بيلاروسيا تمثل منطقة عازلة أو موقعًا دفاعيا متقدما للأراضي الروسية، كما شهدت على ذلك تجربة الحرب العالمية الثانية، عندما هاجمت القوات الألمانية بيلاروسيا التي فقدت جزءا كبيرا من سكانها.
ويتابع بأنه "على الرغم من اختلاف الوضع السياسي الآن، فإن الحقيقة الجغرافية والإستراتيجية لا تزال دون تغيير، أو على الأقل مماثلة، فبالنسبة لموسكو، تعتبر العلاقة التحالفية مع مينسك أمرًا أساسيا، لأنها تمثل أيضا معقلا ضد أي ثورة ملونة ينظمها الغرب -وخاصة الولايات المتحدة- لتآكل الحاجز السياسي والإستراتيجي الروسي".
ولذلك، فإن مفهوم العمق الإستراتيجي لروسيا يفترض أن تكون محاطة بسلسلة من الدول الحليفة أو الصديقة، أو على الأقل بدول محايدة أو غير معادية لحماية أمنها الإقليمي، فضلا عن الحصول على إمكانية توسيع نطاق نفوذها، حسب قوله.
ويشير إلى أن نجاح لوكاشينكو في الانتخابات يحافظ على دور بيلاروسيا بالنسبة لروسيا في كثير من النواحي العسكرية والسياسية، فهي تمثل ممرًا نحو الأراضي الروسية، والمعروفة باسم "بوابات سمولينسك" وهي حدود بطول 100 كيلومتر بين بولندا وليتوانيا، والتي تربط بيلاروسيا كذلك بجيب كالينينغراد الروسي.
إعلانأما على الصعيد السياسي، فيرى كركودينوف أن بيلاروسيا تعتبر بمثابة "نموذج مثالي" لإعادة التكامل التدريجي المحتمل بين روسيا والدول الأخرى، في منطقة ما بعد الاتحاد السوفياتي، وهو ما يفسر أنها باتت موضع اهتمام مكثف ومتزامن من جانب روسيا والغرب.
الرئيسان الروسي بوتين والبيلاروسي لوكاشينكو (يسار) تربطهما علاقة تحالف قوية ممتدة لسنوات (غيتي) حقائق وأرقامفي السنوات التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي، وقّعت بيلاروسيا -تحت قيادة لوكاشينكو- وروسيا سلسلةً من الاتفاقيات نحو التكامل الاقتصادي والعسكري والسياسي، شملت معاهدة الاتحاد بين بيلاروسيا وروسيا عام 1997، تبعتها اتفاقية تشكيل دولة اتحادية بين البلدين عام 1999 لا تزال سارية حتى اليوم.
وتعد بيلاروسيا عضوًا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، الذي أنشأته روسيا للرد على التحالفات العسكرية والاقتصادية في الغرب.
وتبلغ مساحة البلد الإجمالية 207 آلاف و600 كيلومتر مربع، أي حوالي 2% من إجمالي مساحة أوروبا، وهي الدولة الـ13 من حيث المساحة بين 44 دولة في أوروبا القارية، والدولة رقم 84 من حيث المساحة في العالم، تعادل مساحتها تقريبًا مساحة رومانيا وبريطانيا.