جريدة الوطن:
2025-01-31@13:55:37 GMT

سياحة التأمل فـي ظفار «5» محمية الإبل فـي حمران

تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT

سياحة التأمل فـي ظفار «5» محمية الإبل فـي حمران

شاهدت عشرات المركبات تركن بالقرب من المسيلة البيضاء الواقعة بين المعمورة غربًا وسهل حمران شرقًا؛ يترجل منها أعداد كبيرة من الناس رجالًا ونساء وأطفالًا قدِموا من دول عديدة لمشاهدة أعداد كبيرة من الإبل وهي تعبر الشارع. يتزاحم الناس لالتقاط الصور وهم يتأملون هذه النوق العجيبة التي تحرك مشاعر الإعجاب والانبهار لدى الناس من مواطنين ووافدين وتُعِيد من يراها إلى قصة ناقة النبي صالح عليه السلام التي تحدَّى الله بها جبابرة قوم عاد.


أوقفت سيارتي وأنا أتأمل مع الناس هذا المشهد الذي يتكرر أمامي كلَّ يوم ويثيرني ويشدُّ انتباهي، كان المشهد رائعًا من هذا المكان تسير أعداد غفيرة من الإبل متجهة إلى السواحل المحاذية للبحر ترعى وتتجنب وعورة الجبال والسفوح خلال فصل الخريف، وعندما يحين المساء تقفل راجعة إلى أحواشها المتناثرة على امتداد السهل من خور صولي إلى ساقية رزات غربًا، هذه المنطقة تعرف كمحمية طبيعية للحياة الفطرية وخصوصًا الإبل.
تدور أسئلة كثيرة في عقول المارَّة والسيَّارة، منذ حوالي 42 عامًا وتحديدًا في شهر مارس 1981م تقدَّم عدد من سكَّان سهل حمران بطلب إلى السُّلطان الراحل قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ استلم جلالته رسالتهم ولم يمكثوا طويلًا حتى جاءهم المرحوم جمعان ديوان يزف إليهم نبأً سارًّا بأنَّ جلالته أمَرَ بأن تبقى المنطقة التي تمتدُّ من طاقة إلى سهل رزات محمية طبيعية للإبل في جميع المواسم، وصارت توجيهات جلالته ـ رحمه الله ـ عرفًا يحترمه المسؤولون والمواطنون على حدٍّ سواء، وغدت تلك المحمية الواسعة وعاء بيئيًّا يحفظ التوازن البيئي ويتيح تنوُّع المُكوِّنات البيئية من حيوانات أليفة وحيوانات بَرِّية وطيور وأشجار، وقد أتاح ذلك نمو أعداد الإبل التي صارت مَعلمًا جميلًا من مَعالم محافظة ظفار.
ويتيح هذا العدد الهائل من الإبل مجالًا واسعًا للسياحة الريفية التي من شأنها استقطاب المهتمين بهذا النَّوع من السياحة لبناء التقارب مع الإبل للتأمل فيها والتعافي بحليبها والتخلص من التوتر وأسباب الضغوط من خلال مداعبتها وركبوها.
ويستطيع السكَّان المحليون من رعاة الإبل إقامة مخيَّمات سياحية على امتداد سهل حمران والسهول المحاذية من الشرق والغرب، فضلًا عن سلسلة جبال ناشب التي تشرئب في شموخ وتتخللها الكهوف والأشجار والحيوانات البَرِّية المختلفة، وعلى امتداد السهول الواسعة لهذه المحمية البيئية المتميزة تتوزع معالم أثرية غير قابلة للحصر. وتتيح تلك الآثار مجالات استثمارية عملية على مستوى الأفراد والأُسر والتجمُّعات السكَّانية، ومن سهل حمران تحديدًا يستطيع القائمون على السياحة تنظيم رحلات إلى تلك الأماكن والمواقع الأثرية عبر ركوب الجِمال والتواصل مع الثقافة المحلية بمختلف أنواعها.
وستبقى حمران متحفًا طبيعيًّا فاعلًا ينبض بالثقافة التقليدية ويحافظ على الذاكرة الشَّعبية والعادات والحكايات المرتبطة بهذه الحياة، ويتيح للسكَّان المحليين فرصًا عديدة لتحويل مواردهم الطبيعية إلى مشروعات فردية وجماعية.
د. أحمد بن علي المعشني ✱
✱ رئيس أكاديمية النجاح للتنمية البشرية

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

أستاذ بجامعة الأزهر يكشف سبب تعدد الطرق الصوفية «فيديو»

أكد الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن تعدد الطرق الصوفية ليس غريبًا أو متناقضًا، بل هو أمر طبيعي يعود إلى اختلاف اجتهادات البشر في فهم وإدراك الحقيقة الإلهية.

وأضاف: كما هو الحال في مذاهب الفقه المختلفة، فإن التصوف يعد علمًا يتعلق بمعرفة الله تعالى، ويسعى كل مريد للوصول إلى الله تعالى من خلال التربية الروحية والصدق في التوجه إليه.

وأشار أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج «الطريق إلى الله»، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، إلى أن التصوف يرتكز على مفهوم الصدق الذي يعد ثاني أعلى درجات الإيمان بعد النبوة، حيث يقتضي أن يكون المسلم في حال من الارتباط القوي بالله سبحانه وتعالى.

مشيرًا إلى أن الطرق الصوفية متعددة بناءً على اختلاف قدرات الناس على إدراك هذه الحقيقة، فكل طريقة تعبّر عن فهم الشخص للحقيقة حسب تجربته الروحية ودرجة وصوله إلى الفهم والمعرفة.

وأضاف، أن التصوف يقوم على مبدأ «مقام الإحسان»، وهو ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل، حيث بين أن الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فاعلم أنه يراك، موضحًا أن هناك طرقًا روحية تتفاوت بين المشاهدة والمراقبة، حيث يرى بعض الصوفية الحقيقة بعيون الإيمان، في حين يكتفي آخرون بالمراقبة والتقوى في العبادة.

وأوضح الدكتور محمد مهنا أن الطرق الصوفية تتنوع بحسب استعدادات النفوس، فبعض الناس يميلون إلى الزهد، وآخرون يجدون راحتهم في العبادة والعمل الصالح، وكل طريقة تجد تلاميذها بما يتناسب مع استعداداتهم الروحية.

ونصح كل شخص بأن يسعى لفهم نفسه واكتشاف طريقه الروحي الخاص، مع الالتزام بالكتاب والسنة، والاعتراف بتعدد الطرق في سعيها نحو الحقيقة الإلهية، طالما كانت موجهة نحو الله تعالى.

مقالات مشابهة

  • القبيلة اليمنية … استهدافها في الماضي ودورها في الحاضر والمستقبل
  • أستاذ بجامعة الأزهر يكشف سبب تعدد الطرق الصوفية «فيديو»
  • كيف كان النبي يستقبل شهر شعبان؟ أعمال مأثورة ومستحبة
  • المأثور عن النبي في شهر شعبان .. علي جمعة يوضح بالدليل
  • رحالة بريطانيون يقطعون 400 كم على ظهور الإبل في محمية الملك سلمان .. فيديو.
  • بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة
  • دار الإفتاء: بعد غد الجمعة أول أيام شهر شعبان 1446 هـ 2025 م
  • حميد الأحمر: ''الظروف والجهات التي أوصلت الحوثيين إلى صنعاء وتواطئت معهم قد تغيرت ومأرب عصية عليهم''
  • ضبط مواطن لارتكابه مخالفة الرعي في محمية الملك عبد العزيز
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: العداوة والبغضاء سبب عدم إقامة العدل والمساواة بين الناس