تعيش كوبا أزمات متفاقمة بعد فرض الولايات المتحدة حظراً تجارياً عليها، حيث يعاني السكان من انقطاع الكهرباء ونقص في الوقود والمواد الأساسية، ما أدى إلى زيادة الهجرة نحو الولايات المتحدة، لذلك يتابع الكوبيون الانتخابات الأمريكية بترقب، حيث أصبح تأثير سياسات الولايات المتحدة محوريًا بالنسبة لهم، ويخشى الكوبيون أن تؤدي السياسات الصارمة لترامب إلى تضييق الخناق على المهاجرين، ما قد يسبب تداعيات خطيرة على البلدين.

العداء بين الولايات المتحدة وكوبا

قالت وكالة «رويترز»، إن كوبا هي عدو قديم للولايات المتحدة التي تبعد 145 كيلومترا فقط عن حدودها، وإن العداء يعود لسنوات طويلة من الخلافات والصراعات، حيث قطعت الدولتان علاقاتهما عام 1961 خلال الحرب الباردة، واستأنفتاها في 2015، ولكن لم يتم رفع الحظر التجاري الأمريكي الشامل المفروض على كوبا منذ 1958، والذي يمنع الشركات الأمريكية من التعامل التجاري والمالي مع كوبا.

أزمات كوبا المتفاقمة

وصلت الأزمة الاجتماعية والاقتصادية المتصاعدة في كوبا إلى ذروتها خلال هذا الشهر، عندما انهارت شبكتها الكهربائية، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن الجزيرة لأيام وإشعال احتجاجات متفرقة، حيث ألقت كوبا باللوم على العقوبات الأمريكية في تعقيد شراء الوقود وقطع الغيار لمحطات الطاقة التي تعمل بالنفط. 

موقف هاريس من كوبا

تقدم هاريس موقفًا ثابتًا في دعمها لحقوق الإنسان والديمقراطية، حيث أكدت حملتها أنها ستواصل دعم الشعب الكوبي في نضاله من أجل حقوقه، مع السعي لتحقيق توازن يجنب التصعيد في المنطقة، وتركز هاريس على عدم تكرار سياسات تفرض أي أعباء إضافية على الكوبيين، وذلك في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها البلاد وأن النظام الكوبي يقترب من الانهيار، ومن المتوقع أن هاريس قد تفضل الطرق المرنة تجاه كوبا دون التخفيف بشكل كامل من العقوبات.

موقف ترامب العدائي لكوبا

أما ترامب، صرَّح سابقًا أنه سيوقف برنامج الإفراج المشروط الذي أطلقه بايدن، والذي يسمح للكوبيين برعاية أمريكية الدخول للبلاد بشكل قانوني، كما أعاد فرض قيود صارمة علي كوبا خلال فترة رئاسته السابقة وصنفها كدولة راعية للإرهاب، ما أسهم في تراجع الجهود التي بدأت في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما لتخفيف الحظر التجاري وتحسين العلاقات، والتي وصفتها المتحدثة باسم اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري بأنها «سياسة كارثية» كما وصفت هاريس بـ«الضعيفة» بعد إعلان موقفها من كوبا.

وتعهد ترامب بتشديد القيود مجددًا إذا فاز بفترة رئاسية جديدة، بما في ذلك وقف برنامج الإفراج المشروط الذي يسمح للكوبيين بدخول الولايات المتحدة قانونيًا، وهو ما يقلق العديد من الكوبيين الذين يرون في هذا البرنامج فرصة للهجرة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الولايات المتحدة كوبا هاريس ترامب الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

نائب أمريكي: بايدن وترامب فشلا في وقف سعي إيران نحو الأسلحة النووية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال النائب الأمريكي براد شيرمان، أحد أبرز الأصوات الديمقراطية في الكونغرس الأمريكي المعارضة لإيران، إن الرئيسين الأمريكيين جو بايدن ودونالد ترامب فشلا في إيقاف تقدم إيران نحو امتلاك الأسلحة النووية.

ويشغل شيرمان، الذي يمثل منطقة مالبو وبيل إير في لوس أنجلوس، منصب عضو في مجلس النواب الأمريكي منذ 28 عامًا، وكان جزءًا من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب لسنوات عديدة. وقد اختلف شيرمان مع كل من الرئيسين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في سياستهما تجاه إيران.

ويعد شيرمان من المنتقدين البارزين لحكام إيران الإسلاميين، حيث يدعم التشريعات التي تنتقد معاملتهم للشعب الإيراني وتزيد من فرض العقوبات.

كان شيرمان من القلة القليلة من الديمقراطيين الذين صوتوا ضد خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) في عام 2015، وهي الاتفاقية التي تهدف إلى الحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات.

وقال شيرمان: "كان يجب أن يكون هناك اتفاق أفضل". وأشار إلى أن "إدارة ترامب، رغم الضغط الكبير الذي مارسته على النظام، لم تقلل من البرنامج النووي، كما أن بايدن أيضًا لم ينجح في إبطاء هذا البرنامج".

وأشار إلى أنه يفهم خيبة أمل بعض الديمقراطيين الأمريكيين من أصل إيراني الذين صوتوا لصالح ترامب في الانتخابات الماضية بسبب استراتيجيته "الضغط الأقصى" على إيران، لكنه قال إن خطاب الرئيس المنتخب لم يحقق نتائج ملموسة أيضًا. وأضاف: "أعرف أن معارضي النظام يعجبون بتصريحات ترامب الحازمة والعاطفية ضد النظام، وبالتأكيد يظهر ترامب عاطفة أكبر ضد النظام من بايدن، لكن لم يوقف أي منهما عمل أجهزة الطرد المركزي. ولم يوقف أي منهما قتل أي شخص يجرؤ على رفع صوته".

وفي وقت لاحق، أصدرت مجموعة E3، وهي ائتلاف دبلوماسي يضم ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، بيانًا الثلاثاء يعبر عن قلقها من زيادة تخصيب اليورانيوم في إيران، ودعت طهران إلى التراجع عن تقدمها النووي.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي المنتهية ولايته، أنتوني بلينكن، خلال حديثه في مجلس العلاقات الخارجية الأربعاء، إن النظام الإيراني قد يفكر في تطوير سلاح نووي بعد الانتكاسات التي تعرض لها في المنطقة، مشيرًا إلى قدرة إسرائيل على تدمير الوكلاء العسكريين لإيران في هجوم مباشر في أكتوبر.

وقال بلينكن: "أعتقد أن هناك فرصة للتفاوض"، مشيرًا إلى أن "السلاح النووي ليس أمرًا حتميًا".

لكن شيرمان اعتبر أن وجهة النظر التقليدية للحزب الديمقراطي، التي تعتمد على إظهار ضبط النفس في المفاوضات مع إيران، هي خطأ كبير. وقال: "هناك من في إدارة بايدن يعتقدون أنه من خلال القيام بالقليل، ومن خلال بعض التريث، سيتمكنون من التفاوض. لا، هذا نظام إذا كنت ستتفاوض معه، يجب أن تفعل ذلك من موقع قوة".

عقوبات أشد

وفيما يتعلق بالعقوبات، طالب شيرمان بفرض عقوبات أكثر صرامة على الصادرات الإيرانية. وقال: "لدينا الآن عقوبات أشد على الصادرات الروسية مقارنة بالعقوبات المفروضة على إيران".

وشدد شيرمان على ضرورة أن تضاعف أمريكا جهودها للحد من البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تمول مجموعات الديمقراطية السرية التي تقاوم النظام الديني الإيراني، لكنه امتنع عن الخوض في التفاصيل.

وأضاف: "لقد دعمت بالتأكيد كل ما فعلناه لدعم القوى الديمقراطية، وبعض ذلك مصنف".

وبينما يدعم شيرمان نهج "التفاوض من موقع قوة" الذي يتبناه الرئيس المنتخب دونالد ترامب، فإنه يعتقد أن النظام الإيراني مصمم على بناء قنبلة نووية. وقال: "طالما أن هناك جمهورية إسلامية في إيران، فإنها ستكون دولة تسعى لامتلاك الأسلحة النووية".

 

 

مقالات مشابهة

  • معضلة تؤرق الاقتصاديين في الولايات المتحدة.. هل يضع ترامب حلولا لسقف الدين؟
  • نائب أمريكي: بايدن وترامب فشلا في وقف سعي إيران نحو الأسلحة النووية
  • الولايات المتحدة تعقد صفقة مع الشركة المصنعة للطائرة التي رصدت السنوار
  • قبل شهر من نهاية ولايته..رئيس كوبا يتقدم مظاهرة ضد تشديد بايدن الحظر الأمريكي
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات إيرانية والحوثيين في تصاعد للتوترات.. العقوبات تهدف إلى تعطيل تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام الإيراني لتمويل الإرهاب في الخارج وللقمع الداخلي لشعبه
  • خبير علاقات دولية: موقف ضبابي لأمريكا من توغل إسرائيل في سوريا
  • "واشنطن بوست": عمليات ترحيل المهاجرين في الولايات المتحدة تسجل رقما قياسيا
  • عمليات ترحيل المهاجرين في الولايات المتحدة تسجل رقما قياسيا
  • مع وجود رؤساء جدد وشرق أوسط متغير، ما هي فرص إعادة ضبط العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران؟
  • «أسوشيتد برس»: فصل جديد لأمريكا مع الذكاء الاصطناعي