واتهمت وسائل إعلام محلية قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات ضد السكان، شملت القتل والاختطاف والتهجير القسري والإذلال.

وقالت إن الانتهاكات جاءت انتقاما من أهالي تلك المناطق بعد انشقاق قائد قوات الدعم السريع في الولاية أبو عاقلة كيكل وانضمامه إلى الجيش السوداني.

وأفادت منصة "مؤتمر الجزيرة" الحقوقية بأن هجوم قوات الدعم السريع على قرية السريحة بالولاية خلف 124 قتيلا، وأكثر من 200 جريح، كما تم اعتقال حوالي 150 شخصا من القرية.

وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كلمنتاين نكويتا سلامي في بيان إن "مقاتلي الدعم السريع بولاية الجزيرة أطلقوا النار على المدنيين بشكل عشوائي، وارتكبوا أعمال عنف جنسي ضد النساء والفتيات، ونهبوا الأسواق والمنازل على نطاق واسع، وأحرقوا المزارع..".

وتداولت منصات سودانية وناشطون مشاهد لما قالوا إنها جثامين القتلى في القرى التي تمت مهاجمتها، ومشاهد أخرى قالوا إنها توثق اعتقال قوات الدعم السريع عددا من المواطنين في قرية السريحة والتنكيل بآخرين.

"انهيار وانتقام"

ورصد برنامج "شبكات" -في حلقته بتاريخ (2024/10/28)- تعليقات لنشطاء سودانيين على ما يجري في ولاية الجزيرة وما شهدته من انتهاكات واعتقالات وسقوط ضحايا ومصابين.

ورأى رشدي أن هذه الانتهاكات تشير إلى مأزق حقيقي تواجهه قوات الدعم السريع، إذ قال "تصرفات مليشيا الجنجويد في اليومين السابقة في ولاية الجزيرة دلالة على انهيار المليشيا ومحاولة تخويف الشعب من أنه يرفع السلاح ضدها، يؤكد أنها أضحت في أضعف حالاتها".

وقال حساب يحمل اسم أديان "السودان مظلوم إعلاميا، ولاية الجزيرة تموت يا عالم! تم إبادة ولاية كاملة بما فيها من رجال ونساء وأطفال".

وأضاف "مليشيا الدعم السريع ترتكب أبشع المجازر وأبشع القتل والبشع من كل شيء، حالات اغتصاب وانتحار عالية جدا".

واستهجن منصور انتهاكات "الدعم السريع" متسائلا "لماذا هذه الأفعال المشينة بأهلنا في السودان؟ هل هذه الأفعال متجذرة في جينات الشعب السوداني الرقيق الودود الجميل؟ إني حزين جدا على ما حصل ويحصل لهذا الشعب الكريم".

بدوره، يقول حساب يحمل اسم الخطيب "شعب ولاية الجزيرة بوسط السودان يستحق الحماية والعدالة، علينا جميعا أن نعمل على رفع الوعي بما يحدث ونطالب بتدخل فعال لحماية المدنيين، ونناشد المنظمات الحقوقية الدولية بالتحقيق في هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين".

وكان والي ولاية الجزيرة المكلف الطاهر إبراهيم الخير أعلن "حالة التعبئة العامة والاستنفار في الولاية لكل قادر على حمل السلاح" لوقف ما سماها "الممارسات التي تنتهجها المليشيات"، التي وصفها بالإرهابية والمتمردة.

ونفت قوات الدعم السريع في بيان ما نسب إليها، وقالت إن تعليمات قيادتها "تمنع إساءة معاملة النساء والأطفال أو التحرش بهم أو الاعتداء عليهم أو الاستيلاء على ممتلكات الناس أو تعذيبهم أو سرقتهم، ومن يرتكب أي مخالفة من هذا النوع سيُحاكم".

وتسبب ما جرى في ولاية الجزيرة في فرار آلاف الأسر من ديارها إلى عدة مناطق داخل الولاية، في حين شُرد آخرون إلى ولايتي القضارف وكسلا، بحسب تقارير الأمم المتحدة.

وطالبت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي بالضغط لفتح ممرات آمنة للوصول لمواطني قرى الجزيرة الذين يتعرضون لما وصفته بالإبادة الجماعية.

28/10/2024المزيد من نفس البرنامجمغردون يؤيدون ناشطة نددت باعتذار بايدن عن إبادة تاريخية بوقت تباد فيه غزةplay-arrowمدة الفيديو 03 minutes 55 seconds 03:55رواد المنصات يتغنون بأداء برشلونة الجماعي وتألق جمال في الكلاسيكوplay-arrowمدة الفيديو 04 minutes 03 seconds 04:03غضب وحزن عميق بالمنصات عقب اقتحام الاحتلال مستشفى كمال عدوان بالقطاعplay-arrowمدة الفيديو 04 minutes 16 seconds 04:16لماذا جاء الهجوم الإسرائيلي على إيران على هذا النحو؟.. جدل على المنصاتplay-arrowمدة الفيديو 05 minutes 45 seconds 05:45على أعتاب الموساد.. أكبر عملية دهس تهز تل أبيب وتشعل المنصاتplay-arrowمدة الفيديو 04 minutes 52 seconds 04:52"إلى متى؟".. المنصات تتساءل بعد تضور الغزيين جوعا جنوبا وقتلهم شمالاplay-arrowمدة الفيديو 03 minutes 45 seconds 03:45ناشطون يعدّون الهجوم على شركة "توساش" محاولة لإخضاع تركياplay-arrowمدة الفيديو 04 minutes 13 seconds 04:13من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع ولایة الجزیرة

إقرأ أيضاً:

وضعية قوات الدعم السريع على الأرض في السودان وما التوقعات

الانسحابات وإعادة التموضع

شهدت قوات الدعم السريع خلال الأسابيع الأخيرة تحولات ملحوظة في انتشارها الميداني داخل السودان. انسحبت بعض وحداتها من أجزاء من الخرطوم وولاية الجزيرة، وهو ما يراه المحللون خطوة محسوبة ضمن استراتيجية إعادة التموضع. هذه الخطوة قد تكون استعدادًا لحرب طويلة الأمد بدلاً من الاكتفاء بالمواجهات المباشرة التي قد تؤدي إلى إنهاك القوات.
الوضع في الفاشر ومعارك النفوذ
لا تزال الفاشر نقطة محورية في العمليات العسكرية، حيث تسعى قوات الدعم السريع إلى تثبيت نفوذها في دارفور، والتي تعد معقلًا رئيسيًا لها. تدور المعارك في محيط المدينة وسط تقارير عن تعزيزات جديدة وتحركات تكتيكية، ما يشير إلى أن الدعم السريع يسعى لتأمين موقعه هناك كجزء من خطته للحفاظ على عمقه الاستراتيجي.
التحضير لحرب طويلة الأمد
وفقًا لمحللين عسكريين، فإن الدعم السريع يعيد هيكلة وجوده العسكري بما يسمح له بخوض صراع طويل الأمد. من خلال الانسحاب المنظم من بعض المناطق والتوجه نحو مناطق نفوذه القوي، يحاول حميدتي وقادته تحويل الصراع إلى معركة استنزاف بدلاً من المواجهات المفتوحة مع الجيش السوداني. ويؤكد بعض التقارير أن الدعم السريع يتبنى سياسة "الأرض المحروقة" في بعض المناطق، ما أدى إلى تدمير بنى تحتية واستهداف مرافق حيوية.
الوضع الدولي والقانوني
أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، أن مكتبه سيطلب إصدار مذكرات توقيف ضد المتهمين بارتكاب فظائع في منطقة غرب دارفور بالسودان. ويعكس هذا الإعلان تصاعد الاهتمام الدولي بالانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع في تلك المنطقة، وهو ما قد يكون له تداعيات على مسار الصراع مستقبلًا.
تأمين مستقبل الحكومة القادمة
في ظل غياب تسوية سياسية شاملة، يبدو أن قوات الدعم السريع تسعى إلى ترسيخ نفوذها على الأرض بحيث تكون جزءًا لا يمكن تجاوزه في أي عملية تفاوضية مستقبلية. تسعى القوات إلى فرض واقع عسكري وسياسي يجعل من الصعب استبعادها من أي اتفاق بشأن الحكم في السودان.
التحسب لخطوات الجيش والقوى السياسية
في المقابل، يراقب الدعم السريع التحركات السياسية والعسكرية التي قد يقوم بها الجيش، خصوصًا فيما يتعلق بتحالفاته مع القوى السياسية والمليشيات المناصرة له. قد يكون أحد أهداف الدعم السريع من إعادة التموضع هو تقليل فرص الجيش في فرض حل عسكري شامل. وفي هذا السياق، قامت قوات الدعم السريع بشن هجمات بطائرات مسيرة على مرافق حيوية، مثل المحطة التحويلية للكهرباء في منطقة الشوك بولاية القضارف، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عدة ولايات.
معركة ود مدني والتحديات المستقبلية
في 11 يناير الجاري، تمكن الجيش السوداني من استعادة السيطرة على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع. وقد أشارت تقارير إلى ارتكاب انتهاكات بحق المدنيين أثناء هذه العملية، مما يزيد من تعقيد المشهد ويجعل من الصعب الوصول إلى حل سياسي في المدى القريب.
يتجه الدعم السريع نحو فرض معادلة عسكرية وسياسية جديدة على الأرض، تضمن له موطئ قدم قويًا في أي تسوية مقبلة. ومن خلال إعادة التموضع وتحسين انتشاره في مناطق النفوذ، يحاول الدعم السريع الاستعداد لمرحلة طويلة من الصراع، مع التركيز على تأمين دوره في مستقبل الحكم في السودان. في ظل هذه التطورات، ستظل معارك السيطرة على الأرض وتحالفات القوى المتصارعة عوامل رئيسية في تحديد مسار النزاع خلال الفترة القادمة.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن يدين هجمات قوات الدعم السريع في دارفور
  • 54 قتيلا في قصف لقوات الدعم السريع على سوق في ضواحي الخرطوم  
  • الجيش يقتحم مناطق في الجزيرة بضربات جوية كبيرة وسقوط قتلى ومصابين في قصف لقوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يتقدم في ولاية الجزيرة ويهاجم دفاعات الدعم السريع
  • الدعم السريع يعترف بالانتكاسات ويتعهد بطرد الجيش من الخرطوم  
  • الجيش السوداني يسيطر على أم روابة وسط مخاوف من انتهاكات بحق المدنيين
  • وضعية قوات الدعم السريع على الأرض في السودان وما التوقعات
  • اتهامات جديدة للجيش بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين في مدينة بحري
  • من سوريبا.. حكاوي وقصص انتهاكات مليشيا الدعم السريع
  • مستشار المليشيا الباشا طبيق لمذيعة الجزيرة: يا استاذة لا تكذبي