هل استخدم نتنياهو الضربة الإيرانية كوسيلة لحرف الانتباه عن الفظائع بغزة؟
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
تمكن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو من جعل إيران والضربات المتبادلة معها وسيلة لحرف انتباه الناس والرأي العام العالمي عن الفظائع التي تجري في قطاع غزة.
وقال الكاتب دونالد ماكنتير، في تحليل نشرته صحيفة "آي نيوز" في لندن: إن البيان الوحيد الصادر باللغة الإنجليزية عن مكتب نتنياهو بعد إتمام الضربة الإسرائيلية ضد إيران صباح يوم السبت، هي صور له يبدو "جادا فيها ومحاطا بمسؤولين يتابعونه باحترام، مع تعليق موجز وهو أن رئيس الوزراء كان في مركز العمليات التابع لوزارة الدفاع في تل أبيب أثناء الهجوم على إيران".
وأضاف الكاتب "جاء السؤال الملح في عواصم الشرق الأوسط وخارجه وهو إن كان الهجوم وهو الأول على التراب الإيراني الذي تعترف به إسرائيل، سيغلق في الوقت الحالي الحساب مع إيران وبعدما أطلقت صواريخ باليستية في 1 تشرين الأول/ أكتوبر ضد إسرائيل، أو أنه كان تحضيرا لهجوم أخطر ضد المواقع النووية في إيران؟".
وبالنسبة لنتنياهو، ترمز الصور لما سيراه من سيطرة على الأحداث وتعاف سياسي، ويعلق ماكنتير أن "الرجل الذي ينظر إليه غالبية الإسرائيليين بأنه المسؤول عن مظاهر الفشل الأمني والعسكري التي سبقت هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، تعرض لانتقادات لاذعة من عائلات الأسرى الـ 101 المتبقين في غزة ولأنه فشل بوقف الحرب ولانتقادات دولية بسبب سلوك إسرائيل في غزة الذي كان أقرب كثيرا إلى ما يريد أن يكون".
وقد توقع نقاد نتنياهو إلى أنه يريد إطالة أمد الحرب في غزة قدر الإمكان وحماية لمصالحه وبقائه السياسي (ومن أجل تجنب الوقوف أمام المحكمة بتهم الفساد التي ينفيها). وهو يريد استمرار الحرب حتى الإنتخابات الأمريكية التي يتطلع بشدة أن يفوز فيها دونالد ترامب.
وقد صدقت توقعات النقاد، وحصل منها على ما يريد من ثمار، فقد لخص الإجماع الإسرائيلي على ضرب إيران موقف زعيم المعارضة يائير لابيد، وبشكل واضح، الذي تحسر من أن الجيش لم يضرب "الأهداف الإستراتيجية والإقتصادية" والتي حثت الولايات المتحدة "إسرائيل" على تجنبها.
ويبدو أن نتنياهو نجح بقصد أو بدون قصد في تركيز أذهان قادة الغرب على الموضوع الإيراني، والحرب الفتاكة المتزايدة ضد حزب الله في لبنان، بدلا من لفت انتباههم للظروف المتدهورة في غزة، حيث بدأ كل شيء.
ويعلق ماكنتير أنه ربما كان من الخيال تصور أن توقيت الهجوم الإيراني جاء من أجل إخفاء الأهوال التي تتكشف أمامنا في شمال غزة. ولكن الأمر ترك لوزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي لكي يدعو يوم الجمعة إلى وقف التطهير العرقي في غزة.
وجاءت دعوة الصفدي في وجه الظروف الخطيرة المتزايدة التي تواجه المرضى في مستشفى كمال عدوان الذي يعمل بأدنى قدراته بشمال غزة وتعرض لقصف وتوغل واعتقال الطاقم الطبي وتدمير لأقسامه الطبية على يد القوات الإسرائيلية.
وقال الكاتب إن "جيش الاحتلال قتل أكثر من 800 فلسطينيا في ثلاثة أسابيع من العمليات المتجددة ضد حماس في المنطقة، ولم يعد الدعم الإنساني يصل إلى الشمال إلا بالقطارة رغم الاعتراض الأمريكي والتهديدات المترددة، وأجبر عمال الصحة لتعليق لقاحات شلل الأطفال".
وذكر أن هذا "ما قاد للتكهن بأن إسرائيل تنفذ جزءا مما صار يطلق عليها خطة الجنرالات، والتي سيجبر فيها 400,000 نسمة في الشمال على الرحيل من خلال فرض الحصار عليهم ومنع وصول الطعام والدواء إليهم".
لكن الكثيرين من سكان الشمال لا يزالون مترددين للمغادرة، وبخاصة الكبار في العمر وأصحاب الإحتياجات الخاصة ولأنه لم يعد هناك أي مكان آمن في القطاع أو لخوفهم من أنهم لن يعودوا إلى حطام بيوتهم لو خرجوا.
ويقول ماكنتير إن نتنياهو "وافق على المشاركة في جولة جديدة من المفاوضات لوقف إطلاق النار، مع أنه ليس من الواضح كيف ستكون هذه أكثر نجاحا من غيرها، وما يثير الخوف هو أن نتنياهو لم يعلن النصر بعد مقتل يحيى السنوار، زعيم حماس أو يعرض وقف إطلاق النار بشرط الإفراج عن الأسرى لدى حماس".
وأكثر من هذا استمر في رفض الخطة الأمريكية لما بعد الحرب والتي تعطي دورا للسلطة الوطنية الفلسطينية والتي تسيطر على مناطق في الضفة الغربية.
وبواقع بديل، ربما وافق نتنياهو على الخطة الأمريكية التي ستسمح للحكومات العربية البدء بالمهمة الضخمة لإعادة إعمار غزة وربما تحقيق طموحه الذي تحدث عنه قبل هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، أي تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع السعودية.
وبدلا من ذلك، قال الكاتب إن نتنياهو "يتصور على ما يبدو احتلالا طويل الأمد لغزة، وبوجود عسكري لمواجهة عمليات التمرد والعمل مع شركات تعهدات أمنية خاصة، على الأرجح، وسيؤدي هذا إلى عودة الإستيطان، رغم من نفي نتنياهو غير المقنع، وسيكون هذا غير مقبول للجيران العرب وعلى افتراض كامالا هاريس لو فازت بالرئاسة إن لم يكن ترامب".
ويعتقد ماكنتير أن الأزمة الحالية في المنطقة، "تتفاقم وتستمر بسبب الحرب في غزة. وربما توقفت الحرب مع حزب الله التي أدت لنزوح 1.4 مليون لبناني، لو وافق نتنياهو على مقترح وقف إطلاق النار الذي دعمته الولايات المتحدة واستمع لنصائح جنرالاته من أن إسرائيل ذهبت بعيدا في غزة".
وأضاف "يعتقد نتنياهو، على ما يبدو، أنه يستطيع بناء نظام إقليمي بعد نزع أنياب إيران وحزب الله.
وهناك أمل ضئيل في أن يتمكن بايدن من ممارسة النفوذ على إسرائيل وبخاصة أنه تحرر من القيود الانتخابية".
وفي الوقت نفسه، باتت الحاجة لإنهاء معاناة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، والإفراج عن الإسرائيليين المتبقين، إلحاحا ويأسا من أي وقت مضى.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الإسرائيلي نتنياهو إيران غزة إيران إسرائيل غزة طهران نتنياهو المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
وزارة الدفاع الإيرانية تعلن استمرار إنتاج الصواريخ رغم الضربة الإسرائيلية
قال وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زادة إن إنتاج الصواريخ في إيران لم يشهد أي اضطراب بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي الإيراني في 26 تشرين الأول/ أكتوبر.
قبل يومين، أكد نصر زاده، أن الهجوم الإسرائيلي الأخير تسبب في أضرار خفيفة وقاموا بتعويضها على الفور.
وكانت وسائل إعلام عبرية قالت إن تعويض آثار الضربة الأخيرة للقدرات الصاروخية الإيرانية، يحتاج إلى عام على الأقل.
ونقلت وكالة أنباء "إرنا" الرسمية، عن نصر زاده، قوله إن إسرائيل التي تواصل عدوانها في المنطقة تنتهك كافة قواعد القانون الدولي.
وأضاف: "وقعت أضرار خفيفة خلال الهجمات الأخيرة التي شنها النظام الإسرائيلي ضد إيران، وباستخدام معرفتنا وقوتنا العلمية قمنا على الفور بالتعويض عنها".
على جانب آخر، قال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت الاثنين إن إيران في وضع ضعيف يمكن استغلاله في المستقبل.
وأضاف غالانت خلال اجتماعه مع قادة القوات الجوية "لقد نفذتم ضربات دقيقة على راداراتهم وأنظمة دفاعهم الجوي، مما يخلق ضعفا كبيرا للعدو عندما نرغب في الضرب لاحقا".
وتابع "لقد ألحقتم الضرر أيضا بقدراتهم الإنتاجية، مما يغير ميزان القوى... لقد تم إضعاف قدراتهم الهجومية والدفاعية".