مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.. لماذا سُمي البيت الأبيض بهذا الاسم؟
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
مع اقتراب الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 نوفمبر المقبل، يتنافس 5 مرشحين للفوز بمقعد الرئيس رقم 47 في البيت الأبيض بواشنطن، لكن لماذا سمي البيت الأبيض بهذا الاسم وما قصة حريقه الشهير؟
بداية الحرب بين بريطانيا وأمريكاوفي عام 1812، بدأت الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى واستمر الصراع لمدة عامين ونصف، ولكن كان مشهد حرق البيت الأبيض هو الأكثر فرقا في هذه الحرب، بحسب دراسة بعنوان «الولايات المتحدة بعد عام 1783: إمبراطورية أم بريطانية؟» للباحث إي جي هوبكينز، وفقا لموقع «ذا اتلانتيك» الأمريكي.
وقبل عام 1783، كانت أمريكا مستعمرة بريطانية تعرف باسم «المستعمرة الـ 13»، أو أمريكا الاستعمارية وكانت مجموعة من الكيانات التي أنشئت خلال القرنين الـ17 و18، تعرف هذه حاليا بشرق الولايات المتحدة.
وبحسب الموسوعة البريطانية، كان يوجد نحو 2.5 مليون مستعمر منهم مهاجرون إنجليز وعبيد أفارقة وخليط من أعراق المستعمرين مثل الهولنديين والإسكتلنديين والفرنسيين والألمان، وتوسع هؤلاء المستعمرون في أراضي الأمريكيين الأصليين وكانت تلك المستعمرات تخضع للحكم البريطاني وتُعد مستعمرات تجارية.
وكانت هذه المستعمرات تجمعات سكنية تمتد على الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية وكانت ذات علاقة تجارية وثقافية وسياسية قوية مع بريطانيا، ولكن مع مرور الوقت بدأت مشاعر الاستياء تتزايد بسبب السياسات البريطانية، ما أدى إلى اندلاع الثورة الأمريكية التي بدأت عام 1765 واستمرت إلى عام 1783، وبعد نيل استقلالها استمرت الولايات المتحدة في مواجهة تحديات تتعلق بتحقيق الاستقلال الحقيقي التام، فقد كانت لا تزال مرتبطة ببريطانيا تجاريا وثقافيا وسياسيا.
أسباب حرب عام 1812كان لاندلاع الحرب بين أمريكا وبريطانيا عام 1812 أسباب كثيرة أهمها إقرار بريطانيا التجنيد الإجباري على البحارة الأمريكيين وفرض حصار تجاري على الولايات المتحدة لتقويض التجارة الأمريكية مع فرنسا، ما أثر سلبا على الاقتصاد الأمريكي، وكانت في نفس الوقت تسعى أمريكا للتوسع غربا وترغب في السيطرة على الأراضي التي كانت حينها تحت سيطرة البريطانيين أو الهنود الأمريكيين، وكان هذا يتطلب مواجهة البريطانيين الداعمين لقبائل الهنود في مقاومة التوسع الأمريكي.
الهجوم الانتقامي على واشنطنفي أغسطس 1814 خلال ذروة الحرب البريطانية الأمريكية، عملت قوات بريطانيا على اجتياح واشنطن بقيادة الجنرال روبرت روس دون مقاومة تذكر، وأحرقت البيت الأبيض وكان يسمى حينها «منزل الرئيس» ثم تم إحراق الكابيتول انتقاما من الهجمات الأمريكية على كندا، وكانت كندا حينها جزءا من بريطانيا، وعند إحراق البيت الأبيض تم تدمير محتوياته وتحطيم معنويات الأمريكيين.
رمز للهزيمة الأمريكيةبقى حريق منزل الرئيس رمزا للهزيمة الأمريكية في تلك الحقبة وأثار ردود فعل قوية في الولايات المتحدة ثم أعيد بناؤه فيما بعد وكان تصميمه الجديد مطليا بلون أبيض، فسُمي البيت الأبيض، وتعد الحادثة واحدة من الأحداث البارزة في تاريخ الحرب، حيث أظهرت ضعف الدفاعات الأمريكية في هذا الوقت وأثرت على الروح الوطنية.
كيف انتهت الحرب؟انتهت الحرب بتوقيع معاهدة جنت في 24 ديسمبر 1814 بعد مفاوضات بين الولايات المتحدة وبريطانيا وتم وضع حد للقتال بين الطرفين، وعلى الرغم من أن المعاهدة لم تحل جميع القضايا التي أدت لاندلاع الحرب، ولكن تم إعادة الوضع إلى ما كان قبل الحرب وتثبيت الحدود بين الولايات المتحدة وكندا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أمريكا بريطانيا حرب البيت الأبيض الولایات المتحدة البیت الأبیض
إقرأ أيضاً:
الانتخابات الأمريكية: تكتيكات متغيرة وأهداف ثابتة في الشرق الأوسط
يبدو واضحاً أن المهمة الأكثر إلحاحاً التي ستواجه الولايات المتحدة الأمريكية، تكمن في كيفية رسم صورة جديدة لوجودها في منطقة الشرق الأوسط، أملا في الوصول إلى تغيير ملامحها التي باتت واضحة، نتيجة للمآسي المؤلمة التي سببتها الأزمة الإنسانية في غزة والجنوب اللبناني، والتي زادت من حدة حالة عدم الاستقرار، وضاعفت من احتمالات تسريع تفكيك خريطة الشرعية المرسومة دوليا، في معاهدات واتفاقيات تقاسم النفوذ منذ نهاية الحرب العالمية الأولى لدول المنطقة.
وإن كانت عملية غزو العراق قد كشفت في النهاية حقيقة زيف الأهداف الأمريكية المعلنة، والمتمثلة في إرساء الديمقراطية والسلام في العراق، ومن ثم التأثير لاستمرار سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، أظهرت شعارات الدفاع عن الحريات المدنية والدينية وحقوق الإنسان في العالم العربي والإسلامي، على أنها لم تكن إلا مجرد وهم من أوهام اللعبة السياسة، التي تتقنها القوى الكبرى في علاقتها المرسومة الثابتة في الأجندات، ومعاهد الدراسات العالمية، إذا ما نظرنا بعين الاهتمام إلى غياب الموضوعية الأمريكية الواضح، في كيفية إدارتها للأزمة التي تمر بها بلداننا، وباختلاف الإدارات التي جاءت بها الانتخابات الأمريكية.
وعلى الرغم من الأهمية الإقليمية التي تحظى بها نتائج الانتخابات الأمريكية، في حالة عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وعلى العكس من ذلك، ما قد يجلبه فوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بالنسبة لقضايا الشرق الأوسط ، بيد ان فرص نجاح أحد هذين الاحتمالين قد لا يسمح في تغيير الأفق المتصل بالجغرافيا السياسية والدور المستقبلي للولايات المتحدة في الشؤون العالمية.
وقد تتساءل دول وحكومات العالم العربي والإسلامي، عما إذا كانت قضية العرب المشتركة في الدفاع عن فلسطين، من خلال حل الدولتين وإرساء السلام، ستحظى بالأفضلية من قبل الديمقراطيين، أم من قبل الجمهوريين، وهل أن الولايات المتحدة الأمريكية وبغض النظر عن طبيعة الإدارة المقبلة، جادة لوضعها في أولوية سياستها المقبلة، لإعادة حقوق الشعوب المشروعة وإرساء السلام الدائم في المنطقة؟
لا شك في أن السمة الواضحة التي تميز السياسة الخارجية الأمريكية في السنوات الأخيرة، تتمثل في الحرص على تحجيم الدور المتزايد الذي تلعبه الصين في العالم، فعلى الرغم من الأهمية التي يتمتع بها الصراع المسلح بين روسيا وأوكرانيا، وتداعيات الحرب المدمرة الإسرائيلية على غزة ولبنان، إلا ان مقومات الخطر الاقتصادي والسياسي الصيني يبقى ضمن أولى الأولويات في استراتيجية واشنطن العالمية، إضافة للتحديات المستمرة التي تواجه الولايات المتحدة مع روسيا وعلاقة هذه الأخيرة مع الصين في الحرب في أوكرانيا وإيران، وهذا ما قد يزيد من الأهمية والأولوية للإدارات المقبلة في تعاملها مع هذا الدور المتزايد الذي تلعبه بكين.
من هنا، أصبح من الصعوبة إن لم يكن من المستحيل، أن نتجاهل قراءة واضحة للمستقبل، وفق معطيات المنطق والواقع، الذي فرضه تشابه السياسة الخارجية الأمريكية من موقفها من سياسة حليفتها إسرائيل، من دون الرجوع إلى الأسباب الحقيقة لهذا الانحياز الواضح، الذي يضمن ويؤمن مصالح الدولة العبرية.
فلا يمكن لناقد او متتبع في السياسة، أن يتجاهل حجم علاقة الغرب وأمريكا من خلال اعتبار الدفاع عن إسرائيل أحد أهم الأولويات والواجبات للسياسة الخارجية، وهذا ما يوضح حجم التباين في ميزان القوى، مقارنة بأولويات أمريكا مع أولويات الدول العربية، التي تعتبر القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار القدرة السياسية والعسكرية التي تتمتع بها هذه القوى العظمى.
لقد كان لدعم إدارة بايدن لحرب إسرائيل في غزة ولبنان، الدليل والإشارة الواضحة لحجم التباين بين هذه الأولويات، وهذا ما ترجم أسباب استمرار تقويض مصداقية الولايات المتحدة في علاقاتها مع دول المنطقة، وصمتها على منطق العقاب الجماعي الخطير بحق المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين، أو عن طريق إذلال العراقيين والسماح بمسح تاريخهم وهويتهم، عن طريق فرض الصراع السني ـ الشيعي، وجعل منطقة الشرق الأوسط بؤرة لأشكال عدة من الفوضى وتصعيد الصراعات الإقليمية بين الاشقاء لتصب في النهاية لصالح إيران وأجندتها التوسعية.
يبقى السؤال عن احتمالات تغير الموقف الأمريكي واستراتيجيته في العراق، في حال فوز مرشح الرئاسة دونالد ترامب على الرغم من تشابه أهداف الإدارات الأمريكية وحرصها في الدفاع عن الأحادية الدولية في عالم أحادي القطب، على الرغم من اختلاف الأحزاب والرؤساء لكونهما وكما يراه ويلمسه الكثيرون، وجهين لعملة واحدة، لا تختلف مواقفهم إلا من خلال التباين في طرق تنفيذ الأهداف المركزية الثابتة، التي لا تتغير بتغير من سيمثل البيت الأبيض، إلا من خلال الخصوصيات والتباين في وجهات النظر.
ففي الوقت الذي اعتبر الرئيس الجمهوري السابق الحرب على العراق بمثابة الخطأ الكبير، حرصت إدارة بايدن الديمقراطية على استمرار علاقتها «العلنية ـ السرية« مع نظام ولاية الفقيه الإيراني، في طرق التعامل والتوافق في الملف النووي سعيا لإفشال الأهداف الروسية والصينية الهادفة إلى شل القدرة الأمريكية في تثبيت أهدافها في الشرق الأوسط.
ومع استمرار الحرب على غزة وجنوب لبنان، قد يكون من الأفضل للرئيس المنتخب الجديد، تبني دور أكثر عقلانية وأكثر جرأة، من خلال إعطاء الأولوية لإدارة الصراعات في الشرق الأوسط، اذ كان راغباً في إرساء السلام، وهذا ما يلزم الجهتين، معالجة هذه الإشكالية والتفرغ لإيجاد الحلول العادلة لقضية العرب المركزية، بدلاً من تجاهلها وإجبار نظام الولي الفقيه في الوقت نفسه على وقف التحدي للنظام الإقليمي العربي، حتى لا تتحول شعارات الانتخابات الأمريكية للشرق الأوسط، منبرا لتحقيق استراتيجية انتخابية في الولايات المتحدة، وساحة للألغام لدول المنطقة نفسها.
القدس العربي