انتقادات إسرائيلية لـانقلاب سموتريتش الاستيطاني في الضفة الغربية
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
وجهت أوساط إسرائيلية انتقادات لاذعة للوزير المتطرف وزعيم حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش، بسبب ما وصفوها بـ"الانقلاب" الاستيطاني في الضفة الغربية، بهدف ضمها وتثبيت التفوق اليهودي فيها.
وأشار الكاتب السياسي الإسرائيلي ميخائيل سفارد في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، إلى أنه "قبل بضعة أيام تم استكمال الانقلاب النظامي، وحكومة نتنياهو وبن غفير وسموتريتش تآمرت على تنفيذ انقلابين نظاميين، واحد في إسرائيل والثاني في الضفة الغربية".
وأوضح أن الانقلاب الأول يهدف إلى القضاء على فصل السلطات الإسرائيلية واستقلالية جهاز القضاء، وإيجاد منظومة حكم ديكتاتوري في إسرائيل، بينما الانقلاب الثاني يهدف إلى ضم الضفة الغربية وتثبيت التفوق اليهودي فيها.
وتابع قائلا: "من أجل منع الانقلاب الأول فإن آلاف الإسرائيليين خروجا إلى الشوارع، لكن لا أحد خرج إلى الشوارع لمنع الانقلاب الثاني، لأنه ما هو السيء في زيادة قليلا تفوق اليهود؟".
واستدرك بقوله: "الانقلاب النظامي في الضفة تم تنفيذ بناء على تهد نتنياهو لـ"سموتريتش" في الاتفاق الائتلافي، وأساسه نقل تقريبا جميع الصلاحيات السلطوية في الضفة الغربية، باستثناء المتعلقة بالأمن، من الجيش إلى جهاز يترأسه سموتريتش.
ولفت إلى أنه في نهاية أيار/ مايو الماضي حدث هذا الأمر، وبهدوء وبدون احتفال وبيانات للمتحدثين بلسانه، وقّع سموتريتش على أمر لخلق وظيفة جديدة في الإدارة المدنية، وهو نائب رئيس الإدارة، إلى جانب التوقيع وثيقة تفويض الصلاحيات لهذا النائب.
واستكمل قائلا: "هذا النائب هو شخص مدني تم تعيينه من قبل سموتريتش، وهو يخضع له، ونقل جميع صلاحيات رئيس الإدارة المدنية إليه، للتخطيط والبناء والرقابة وتطبيق القانون على البناء غير القانوني في الضفة الغربية".
وأكد أن السلطة انتقلت فعليا من الجيش الإسرائيلي إلى النائب الذي عينه سموتريتش، مبينا أنه منذ القرار أصبح الضابط الملقب برئيس الإدارة المدنية بالجيش، عاطل عن العمل، ويمكنه تكريس وقته لتنظيم نشاطات ثقافية وترفيه لمرؤوسيه.
وأوضح أن نقل الصلاحيات إلى شخص يخضع لبؤرة استيطانية أقامها سموتريتش، يوجد له عدة معاني أكثر من تغيير الأدوار وترتيبات العمل، متسائلا: "هل الحديث يدور عن انقلاب دراماتيكي؟".
وذكر أن القانون الدولي ينظم وضع الاحتلال كإدارة مؤقتة للمناطق التي يسيطر عليها، وهو يحظر بشكل مطلق ضمها بشكل أحادي الجانب، وهذا ليس مجرد حظر بل هو قاعدة رئيسية استهدفت ترسيخ الحظر على استخدام القوى غير الضرورية للدفاع عن النفس.
ولفت إلى أنه يوجد معاني كارثية لحقوق الفلسطينيين، فالقليل من القيود التي بشكل معين ما زال الجيش يفرضها لطرد الفلسطينيين سيتم إزالتها الآن، فيما سترفع الإدارة الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية من الكوابح، وسينقضون على الفلسطينيين وسيمزقونهم.
وبيّن أن ما يحدث الآن يتمثل في إقامة مستوطنات جديدة وأحياء استيطانية كاملة بوتيرة غير مسبوقة، إضافة إلى إضفاء الصبغة القانونية على جميع المشاريع الاستيطانية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية سموتريتش الاستيطاني الضفة الاحتلال الفلسطينيين فلسطين الاحتلال الاستيطان الضفة سموتريتش صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
تحويل الضفة الغربية إلى غزة.. أزمة متفاقمة في الأراضي الفلسطينية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق نيويورك تايمز: الوضع فى الضفة الغربية سابقة خطيرة للمستقبل ويُقوّض أسس آمال الفلسطينيين والإسرائيليين فى السلام الاحتلال يشرد العائلاتٍ وينشر القتل والدمار ويخلف أطفالًا مُحطّمى المستقبل وشعورًا مُتصاعدًا باليأس
الكاتب نيكولاس كريستوف
يُسلّط الكاتب نيكولاس كريستوف من طولكرم الضوء على واقع العمليات العسكرية الإسرائيلية فى قلب الضفة الغربية، حيث اكتسب مخيم طولكرم للاجئين لقب "غزة الصغيرة" وتعكس هذه المنطقة التى مزقتها المعارك دمار غزة، بمبانيها المهدمة وطرقها الممزقة ونزوحها الواسع.
ويصف كريستوف كيف أن استخدام إسرائيل المتزايد للتكتيكات العسكرية - كالغارات الجوية والدبابات والتدمير الشامل - بدأ يُحوّل الضفة الغربية إلى "غزة"، مُشرّدًا نحو ٤٠ ألف فلسطينى منذ يناير/كانون الثاني. ووفقًا لمنظمات حقوق الإنسان مثل بتسيلم، فقد أدت هذه الاستراتيجية إلى ما يُطلق عليه الكثيرون "غزة" الضفة الغربية، مُخلّفةً عائلاتٍ مُشرّدة، وأطفالًا مُحطّمى المستقبل، وشعورًا مُتصاعدًا باليأس. والعنصر الأكثر مأساوية فى هذا التصعيد هو عدد الضحايا المدنيين. ومن بين هؤلاء الضحايا سندس شلبي، وهى امرأة حامل تبلغ من العمر ٢٣ عامًا، قُتلت على يد القوات الإسرائيلية أثناء حملها بطفلها الأول. يُعدّ موتها واحدًا من بين العديد من الوفيات التى تُبرز تكلفة التكتيكات العسكرية الإسرائيلية فى المنطقة. فرغم أن هذه الإجراءات ربما تكون قد خفّفت مؤقتًا من النشاط العسكري، إلا أن التكلفة فى الأرواح والنسيج الاجتماعى لا تُحصى.
كما أصبح أطفالٌ مثل محمد عبد الجليل، البالغ من العمر ١٢ عامًا، رموزًا مأساوية لهذا الصراع المستمر حيث هدمت القوات الإسرائيلية منزل محمد، وأُغلقت مدرسته بسبب استمرار احتلاله المخيم. وتحدث محمد بجرأةٍ مُقلقة عن رغبته فى أن يكبر ليصبح مقاتلًا فى صفوف حماس، موضحًا أنه يتمنى "الاستشهاد". يُعد رده مؤشرًا مؤلمًا على البراءة المفقودة والأحلام المحطمة التى تُخلفها الحرب.
من جانبه لخّص فيصل سلامة، المسئول المحلى فى السلطة الفلسطينية، حلقة العنف المأساوية قائلًا: "لماذا لا يُحب هؤلاء الأطفال الحياة؟ لأنهم طُردوا من منازلهم ومدارسهم وفقدوا كل حياة طبيعية". بالنسبة لهؤلاء الأطفال، قد يبدو الاستشهاد هو الخلاص الوحيد من حياةٍ مليئةٍ بالمعاناة.
مسار تدميري
مع إحكام الجيش الإسرائيلى قبضته على مخيمات اللاجئين، يُبرر أفعاله بزعم الحاجة إلى القضاء على الإرهاب. وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الهجمات العسكرية بأنها ضرورية لتطهير المنطقة من "الإرهابيين". ومع ذلك، وكما يشير كريستوف، فإن التكلفة البشرية لهذه الاستراتيجية باهظة. فالمدنيون الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال، يقعون فى مرمى النيران. فتوحد سهى معين، وهى أم فى منتصف العمر، فقدت منزلها على يد القوات الإسرائيلية، وهى الآن تنام مع أطفالها فى مقبرة. بالنسبة للكثيرين، هذا هو واقعهم اليومى - يُجبرون على ترك منازلهم دون مأوى.
أشار وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، إلى أن الجيش سيبقى فى هذه المخيمات للاجئين طوال العام، مانعًا السكان من العودة فى محاولة لقمع ما يعتبره إرهابًا متزايدًا. لكن هذه الاستراتيجية، وفقًا لكريستوف، قد تُعمّق دائرة العنف، وتزيد من الاستياء والغضب بين السكان الفلسطينيين.
دور حماس والسلطة الفلسطينية
يزداد الوضع فى الضفة الغربية تعقيدًا بسبب دور السلطة الفلسطينية، التى شنّت حملتها الخاصة على المسلحين فى هذه المخيمات. ومع ذلك، ينظر كثير من الفلسطينيين إلى السلطة الفلسطينية على أنها عاجزة وفاسدة، مما يزيد الوضع تقلبًا. ورغم جهود السلطة الفلسطينية للظهور كشريك موثوق لإسرائيل والولايات المتحدة، فإن تزايد فقدان شعبية السلطة بين الفلسطينيين لا يزيد الوضع إلا تأجيجًا. وقد أدى ذلك إلى تحول فى المشاعر: إذ تشير استطلاعات الرأى إلى أن حماس، وهى جماعة مسلحة، تحظى الآن بشعبية أكبر فى الضفة الغربية، لا سيما وأنها ترمز إلى مقاومة إسرائيل.
وبدلًا من القضاء على حماس، قد تُغذى العمليات العسكرية الإسرائيلية، عن غير قصد، الظروف التى تُغذى نموها. ويؤكد كريستوف أن الهجوم العسكرى على الضفة الغربية قد يُعزز عزيمة جماعات مثل حماس، التى تزدهر على مقاومة العدوان الإسرائيلي.
الضم
هناك سؤالٌ مُلحّ حول ما إذا كانت إسرائيل ستمضى قدمًا فى ضم الضفة الغربية، وهى خطوةٌ يدعمها بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة. فنجد ان رئيس الوزراء السابق إيهود باراك حذر من أن الضم الكامل ستكون له عواقب وخيمة على هوية إسرائيل كدولة يهودية. فإذا تم دمج الفلسطينيين بالكامل دون منحهم حقوق التصويت أو ملكية الأراضي، فلن يعود بإمكان إسرائيل ادعاء أنها دولة ديمقراطية. وحذّر باراك من أن هذا من شأنه إما أن يُحوّل إسرائيل إلى دولة غير يهودية أو أن يُقوّض أسسها الديمقراطية.
وتشير استطلاعات الرأى إلى أن العديد من الفلسطينيين فى الضفة الغربية يشعرون وكأنهم يعيشون بالفعل فى ظل شكل من أشكال الضم الفعلي. قد يكونون أقل قلقًا بشأن التسمية الرسمية للضم وأكثر تركيزًا على بقائهم اليومى فى بيئةٍ معاديةٍ بشكل متزايد.
المنظورات الدولية ودور الولايات المتحدة
يُسلّط كريستوف الضوء على البعد الدولى للقضية، مُشيرًا إلى دور الولايات المتحدة فى تمكين الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية. فى ظل إدارة ترامب، أضعفت الولايات المتحدة موقفها من المستوطنات وغيرها من الإجراءات التى تُفاقم التوترات بين إسرائيل وفلسطين. وبينما كانت الإدارات الأمريكية السابقة بمثابة كبح لليمين الإسرائيلي، كانت الحكومة الأمريكية الحالية أقل ميلًا للتدخل، مما زاد من جرأة الإجراءات الإسرائيلية فى الضفة الغربية.
وقد أدى هذا الدعم إلى استمرار حلقة القمع فى الضفة الغربية، مع بروز أمل ضئيل فى تحقيق السلام. وكما يحذر كريستوف، فإن هذا الوضع قد يكون مدمرًا لإسرائيل كما هو الحال للفلسطينيين، مما يهدد المبادئ التى قامت عليها دولة إسرائيل.
سابقة خطيرة للمستقبل
وعلى الرغم من أن العنف فى الضفة الغربية يحظى باهتمام دولى أقل من الصراع فى غزة، إلا أنه يُمثل أزمة متنامية قد تكون لها آثار دائمة على المنطقة. ويجادل كريستوف بأن استراتيجية إسرائيل الحالية المتمثلة فى الهجمات العسكرية والتهجير لن تحقق سلامًا دائمًا، بل ستواصل تأجيج العنف وعدم الاستقرار. يُهدد التدمير المستمر لمنازل الفلسطينيين ومجتمعاتهم فى الضفة الغربية بتقويض آفاق حل الدولتين، وقد يؤدى إلى مزيد من التطرف بين الشباب الفلسطيني.
وكما يُشير كريستوف، يُمثل الوضع فى الضفة الغربية سابقةً خطيرةً للمستقبل، قد تُقوّض أسس آمال الفلسطينيين والإسرائيليين فى السلام.