أصدرت نقابة الفنانين التشكيليين بيانا، أعربت فيه عن تخوفها من أعمال صيانة أسود قصر النيل ضمن خطة صيانة ٢١ تمثالا بالميادين العامة بالقاهرة أعلنت عنها محافظة القاهرة ووزارة السياحة و الآثار.

وقال الفنان طارق الكومي، نقيب الفنانين التشكيليين، في البيان: ”بدأ الشروع في تنفيذ أعمال الصيانة بدهان اسود كوبرى قصر النيل، التي لوحظ فيها استخدام (الرولة) في دهان التماثيل البرونز وهو ما يعد خطأ كبير، ومخالف للقواعد العلمية والفنية لأعمال الصيانة مما أفقد التماثيل قيمتها الفنية وطمس (الباتينا) اللونية الأصلية لخامة البرونز لأعمال ذات قيمة فنية وتاريخية كبيرة وصيانتها لا تتم بالطرق التقليدية وإنما تتم بطرق اكثر دقة لإزالة الأتربة الملتصقة فقط دون استعمال ورنيشات ومواد ملمعة أفسدت العمل على المستوى البصرى والتقني،  لذا وجب التنبيه والإشارة للإنقاذ».

كانت الفترة الماضية شهدت وجود العديد من التماثيل المشوهة في بعض الميادين، وكذلك تشوية بعض الحدائق العامة، ومن بينها مدخل حديقة الأسماك بالزمالك، والتي تم تعديلها بعدما أثارت جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي.

Screenshot_٢٠٢٤-١٠-٢٨-١٨-٢٠-٥٤-٣٦_a23b203fd3aafc6dcb84e438dda678b6

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نقابة الفنانين التشكيليين نقيب الفنانين التشكيليين

إقرأ أيضاً:

نقابة الصحفيين: تقرير الحريات العامة لعامي الحرب في السودان

المقدمة: عامان على الحرب في السودان عكسنا تأثيرا عميقا على الصحفيين والحريات الصحفية في البلاد، هذه الحرب التي بدأت في 15 أبريل 2013 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، كانت لها تداعيات مؤلمة على كافة جوانب الحياة في السودان، وكانت الحقيقة المستهدف الأول والأكبر فيها.

أربعة وعشرون شهر فرضت واقعاً كارتياً على الصحفيين والصحفيات والحريات الصحفية لما حمله. المشهد من خسائر بشرية ومادية فادحة، وتقييد الحريات، وتدهور حاد في بيئة العمل الإعلامي وحرمان الجمهور من الحصول على المعلومات الصحيحة والموثوقة

خلفت الحرب عددا كبيرا من الضحايا بين الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام قتل ما لا يقل عن 30 صحفيا منذ بداية النزاع في أبريل 2023 وفي أقل من شهرين ما بين شهري امارس وأبريل 2015 قتل خمسة من الصحفيين وتعرض عشرات الصحفيين للاحتجاز والتعذيب كما أصيب العديد من الصحفيين أثناء تغطيتهم للأحداث أو بسببها وتم تسجيل حالات اختطاف وضرب واعتداء جسدي على الصحفيين إلى جانب تلقى العديد من الصحفيين تهديدات بالقتل وحملات تشويه ممنهجة بتعرض لها الصحفيون بشكل مستمر.

خلال هذين العامين برزت بشكل جلي المخاطر التي يواجهها الصحفيون في ظل بيئة معادية لحرية . الصحافة هذه الأوضاع أثرت وتؤثر سلبا على التغطية الصحفية المستقلة والشفافية الإعلامية، مما يشكل تهديدا خطيرا على الحريات الصحفية في السودان.

أما المؤسسات الاعلامية السودانية فقد تضرر %90 منها أو دمر بشكل كامل بما في ذلك توقف عشرات الصحف الورقية عن العمل، ثم حرق وتحطيم مقار وسائل الإعلام في الخرطوم وعدد من الولايات الأخرى وسرقة المعدات وتوقفت العديد من المحطات الإذاعية وقنوات التلفزة عن البث.

اضطر أكثر من 400 صحفي إلى الفرار من البلاد بحثا عن الأمان ونزح آلاف آخرون داخليا ويعيشون في ظروف لا يمكن وصفها من فرط القسوة ويعمل الصحفيون المتبقيون في ظروف أمنية مضطربة ويواجهون مخاطر يومية الكثير منهم يعملون سرا وبدون أي موارد كما يواجهون صعوبات بالغة في حرية الحركة للتنقل وجمع المعلومات وهناك قيود مفروضة على الوصول إلى مناطق النزاع وتغطية الأحداث يفرضها أطراف النزاع من رقابة وتدخلاً في عمل الصحفيين فغابت حرية الصحافة ووسائل الإعلام بشكل كامل من فرط التدخل والمنع من قبل طرفي الحرب مع الغياب التام لمواد القانون الدولي الإنساني التي تضمن حرية النقل، وممارسة مهنة الصحافة في حالات الحرب كخط دفاع أول ضد الانتهاكات الجسيمة في حق المدنيين.

ادت الانقطاعات المتكررة في شبكات الانترنت والهاتف إلى صعوبة كبيرة في عمل الصحفيين ونقل الأخبار وفي بعض المناطق يحتاج الصحفيون إلى تصاريح خاصة من الجيش للتنقل ما يزيد مهامهم تعقيداً.

تدهورت الظروف المهنية للصحفيين بشكل كبير منذ اندلاع الصراع عملوا دون عقود عمل ودون أي ضمانات لحمايتهم وتحولوا إلى مخبرين ميدانيين يواجهون خطر الموت أو الاعتقال دون الحصول على تعويض حقيقي.

منذ انقلاب 21 اكتوبر 2021 حدث تراجع كبير في الحريات وأخذ السودان مكانه كبيئة معادية للصحافة لكن الوضع تدهور بشكل كبير مع اندلاع الصراع إذ ترايد القمع ضد الإعلاميين في ظل الأوضاع غير المستقرة وغرق الصحفيون السودانيون في بحر من التحديات ومع توسع رقتها، عجزت وسائل الإعلام المحلية عن أداء دورها في تقديم معلومات دقيقة ومحايدة، فخفت صوت الحقيقة وعلت مقابل ذلك أصوات التضليل والكذب.

حرب المعلومات اشتعلت بضراوة موازية الحرب على الأرض، وفي غياب المعلومات الموثوقة، انتشرت الشائعات والأخبار الزائفة، مما زاد من تعقيد الوضع وزاد من خطر التضليل وما ينطوي على ذلك من تهديد ليس فقط على حرية الصحافة في السودان، بل يمتد إلى حق الشعب في الحصول على معلومات موثوقة لاتخاذ قرارات سليمة.

وبلغت مجمل الاتهاكات التي تعرض لها الصحفيون ووسائل الاعلام منذ اندلاع الصراع (556) حالة انتهاك موثقه مذكور منها في هذا التقرير (317) حالة انتهاك مباشرة وموثقة، بينما بقية الانتهاكات وعددها (239) حالة هي الاحتجازات التي تمت الصحفيين في أماكان عملهم لفترات متفاوتة عند بداية تفجر الصراع وأخرى ماتم رصده من نهب المنازل الصحفيين بولاية الخرطوم في الشهور الأولى للحرب .


القتل

ارتفع عدد الصحفيين الذين تم اغتيالهم منذ بداية الحرب إلى (30) من بينهم (5) صحفيات ، لقي 26 صحفياً حتفهم خلال العام الثاني للحرب 4 صحفيين منهم لقوا حتفهم داخل معتقلات الدعم السريع وهم.

• عثمان الطاهر الذي يعمل بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لقي حتفه داخل معتقلات الدعم السريع بعد اعتقال دام 6 أشهر وتم إخبار أسرته في 24 سبتمبر 2024 بعد مرور عشرة أيام على وفاته

• هشام الخاتمي الذي يعمل في قناة الخرطوم، كان مغادرا هو وأسرته من منطقة الحاج يوسف متوجها إلى ولاية نهر النيل وسمحوا لأسرته بمواصلة سفرهم بينما تم القبض عليه بسبب بطاقة العمل التي أبرزها لهم ليثبت انه مدني ولكن بسبب اسم الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وتحتها قناة الخرطوم الدولية قالوا إنه فلول بحسب رواية عائلته، احتجزوه حتى فارق الحياة داخل المعتقل لا يوجد تاريخ دقيق للوفاة ولا يعلم حتى أهله المكان الذي دفن فيه.

• مكي عبد الوهاب الذي يعمل في قناة الخرطوم الدولية تم اعتقاله من منزله بحي نبتة ببحري هو وأصغر أبناءه طالباً بالجامعة وتم إطلاق سراح الابن بعد سبعة أيام من الاحتجاز وبقي الصحفي معتقلا لمدة 7 أشهر على الأقل قبل أن يفارق الحياة داخل المعتقل بسبب مضاعفات مرض السكري وعدم توفر العلاج لا يوجد تاريخ دقيق للوفاة ولا يعلم حتى أهله المكان الذي دفن فيه.

• منتصر على يعمل في قناة الخرطوم الدولية الصحفي تم اعتقاله في المرة الأولى من أم درمان وأطلق سراحه بعد شهور بسبب حالته النفسية نتيجة التعذيب وحاولت أسرته علاجه وقبل أن يتم ذلك تم اعتقاله مرة ثانية ومات داخل المعتقل بسبب مضاعفات المرض وعدم إخضاعه للعلاج لا يوجد تاريخ دقيق للوفاة ولا يعلم حتى أهله المكان الذي دفن فيه.

هذه الجرائم الاربعة تشير إلى حجم الانتهاك الذي يتعد جريمة القتل نتيجة للاحتجاز والتعذيب إلى جريمة التعتيم والتشويه واخفاء الحقائق فقد صاحبت العديد من عمليات الاغتيال حملات تشويه ممنهجة، وحجب للمعلومات حول ملابسات الجريمة.

كما لقي 10 صحفيين آخرين حتفهم منذ بداية العام 2025 وهم.

1. يحيى حماد فضل الله الكاتب والروائي والإعلامي السوداني المعروف قتل بعد اعتقاله على يد قوات الجيش السوداني بتهمة التعاون مع قوات الدعم السريع قبل أن يخضع للتعذيب، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية ووفاته.
ووفقا لرواية عائلته تم اعتقاله يوم 11 ديسمبر 2024م من قبل استخبارات الجيش السوداني برفقة ابنه وتم اطلاق سراحه في العاشر من يناير 2005م لتدهور حالته الصحية. توفي في 13 يناير بمركز صحي علي عبد الفتاح بحي الدروشاب بالخرطوم بحري ووفقا للمصادر، كان يحى حماد) يعاني من داء السكري ورغم حالته الصحية الحرجة حرم من العلاج وتعرض للضرب والتعذيب ظل الصحفي متواجدا في منزله بالدروشاب بسبب ظروفه المادية والصحية التي منعته من مغادرة المنطقة، ولكنه اتهم بالتعاون والتخابر مع الدعم السريع.

2. عبد الهادي عيسي رئيس قسم الأخبار بقناة أمدرمان الفضائية، وصحفي في عدد من الصحف الورقية منها الانتباهة والصبحة قتل بتاريخ 18 فبراير 2025 من قبل قوات الدعم السريع بمنطقة الحاج يوسف بشرق النيل، وتعود ملابسات اغتياله إلى عدة روايات أما تفاصيل الجريمة نفسها فتعود إلى اقتياده من منزله بعد تقييدة بواسطة قوة من الدعم السريع، ذهبت به إلى ساحة قريبة من المنزل وتمت تصفيته هناك عمل الصحفي في اعلام الدعم السريع قبل الحرب واثناءها.

3. سليمان ابكر يعمل التلفزيون القومي جرى قتله أثناء تدوين لقوات الدم السريع في منطقة الموردة بوسط أمدرمان بتاريخ 20 فبراير 2025

4. الطيب محمد الطيب كاتب راتب في الملفات الثقافية للصحف تعددت الروايات حول مقتله، لكن المؤكد هي رصاصة طائشة في الرأس اختارته من بين الحاضرين في منطقة سكنه بالحاج يوسف محلية شرق النيل.
* فريق من الصحفيين مكون من ثلاثة ومعهم عامل يعملون بهيئة تلفزيون السودان لقوا حتفهم بمسيرة انتحارية أثناء تغطيتم لحظة سيطرة قوات الجيش على القصر الجمهوري بتاريخ 21 مارس 2023 وهم

5. فاروق الزاهر مخرج ومدير البرامج

6. مجدي عبد الرحمن مصور تلفزيوني

7. إبراهيم مضوي مونتير ومخرج

8. وجعفر سائق عربة التغطية .

أما الصحفيين الآخرين فجرى اغتيالهما في الفاشر ولاية شمال دارفور وهما:
9. أحمد محمد صالح سيدنا مدير قطاع الإذاعة بالهيئة الولائية في ولاية شمال دارفور، الذي قتل إثر القصف العشوائي على مدينة الفاشر يوم الإثنين 15 أبريل 2025 بعد مسيرة حافلة من العمل الإذاعي بإذاعة الفاشر في الإعداد والإخراج والإدارة.
10. محمد الفاتح عباس ، معد البرامج الشاب بإذاعة العاشر الذي قتل اثر القصف العشوائي على مدينة الفاشر الأربعاء 17 أبريل 2025م

الاعتداء الجسدي والإصابة

بلغت مجمل الاعتداءات الجسدية والإصابات بين الصحفيين منذ اندلاع الصراع (12) من بينهم (4) صحفيات

تذكر منها على سبيل المثال ما تعرض له الصحفي والمحلل السياسي استيفن شائح من اعتداء بتاريخ 10 مارس 2025 من قبل قوة تتبع للدعم السريع بعد اقتحام منزله بغرب امدرمان، واصابته برصاصة في رجله وكسر في ساعده الأيمن وتعرض منزله ومتعلقاته الشخصية للنهب.

إطلاق النار

تعرض صحفيون وصحفيات إلى اطلاق نار في الطرقات أو في أماكن عملهم أو إلى القصف في مساكنهم ما عرض حياتهم إلى الخطر وأودى بحياة أفراد من عائلاتهم وتدمير واتلاف منازلهم.

وبلغ العدد الكلي لضحايا اطلاق النار (34) من بينهم (11) صحفية

ونورد هنا تفاصيل ما تعرض له الصحفي محمد عبد الباقي فضل السيد في أغسطس 2023 والتي كانت محجوبة في التقارير السابقة، بينما كان يقف الصحفي أمام منزله بأمدرمان محلية كرري بين مجموعة من أفراد الأسرة توقف قائد دراجة نارية أمام منزله وأطلق عليهم رصاصة من سلاح ناري وصاح باسم الصحفي قائلا تقول في ناس ميتين في الشارع، وأضاف أخبر صحيفتك بأنك تعرضت إلى عملية اغتيال، وفر من أمامهم وكان يقصد تحقيق صحفي كتبه الصحفي عن جثث ملقاة في الطرقات نشر في صحيفة عربية

ونذكر اغتيال نجل الصحفي المصور أحمد الأمين الذي عمل في عدد من الصحف المحلية والاقليمية واسمه غسان أحمد الأمين حدثت جريمة قتله بواسطة قوة من كتائب المستنفرين (البراء) بحي الشعبية بحري بتاريخ 29 يناير 2025 على أساس عنصري مع أن المقتول كان يحمل هويته الشخصية متوجها إلى منزله في ديم بحري ولكن وفقا لرواية شهود فإن الذين نفذوا الاغتيال كانوا ينفذون ما عرف بقانون الوجوه الغريبة الذي يجيز لهم اغتيال كل من يشتبه فيه بأنه من ولاية دارفور.

الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والاحتجاز:

يتعرض الصحفيون للاعتقال دون أوامر قانونية واضحة، وغالباً ما يكون ذلك بسبب عملهم الصحفي أو كتاباتهم المنتقدة للسلطة أو الجيش أو قوات الدعم السريع يحتجزون في أماكن غير معلومة ولا يسمح لهم بالوصول إلى محامين ويتم التحقيق مهم بشكل تعسفي ويتعرضون إلى التعنيف والضرب والتعذيب العدد الكلي لحالات الاخفاء والاعتقال والاحتجاز (73) من بينهم (12) صحفية

هنالك صحفيون لا يزالون قيد الاعتقال من بينهم الصحفية الدكتورة إخلاص خليفة التي تعمل بالإذاعة السودانية والتي تم اختطافها في مطلع أغسطس 2024 من قبل قوات الدعم السريع في إحدى نقاط التفليش وهي في طريقها من ولاية النيل الأبيض إلى بورتسودان بولاية البحر الأحمر بعد التعرف على هويتها الصحفية من البطاقة التي قدمتها علمت أسرتها انها محتجزة في سجن للنساء بتاريخ 1/2 بعد أكثر من شهرين من اختفاءها ولم تعترف الجهة التي احتجزتها باحتجازها ولم تفصح عن المكان الذي احتجزت فيه وهي لا تزال قيد الاحتجاز منذ 8 شهور في مكان غير معلوم وظروف غير معلومة..

أما الصحفي محمد كمال فقد تعرض إلى تجربة اعتقال قاسية في بيوت الأشباح بعد أن أوقفته عربة دفع رباعي أثناء خروجه من منزله بحى الحتانة بأمدرمان لشراء بعض الأغراض بتاريخ 5 مارس 2024 كان بداخل العربة حوالي سبعة أفراد من النظاميين اقتادوه بالقوة إلى مكتب قائد المنطقة، وجرى تفتيش هاتفه واستجوابه حول عملة الصحفي، وزملائه من الصحفيين والمصادر التي تزوده بالمعلومات. كان التحقيق مصحوبا بترهيب جسدي، إذ تعرض للضرب بغرض الضغط عليه للإدلاء بمعلومات استمر الاستجواب على قرب مغيب الشمس ثم تم نقله بسيارة 14 راكب، وفي منتصف الطريق، قاموا بعصب عينيه بالقميص الذي كان يرتديه، وبعد مرور عشر دقائق من العصب عن عينيه، وأعيد إليه قميصه، ومن ثم تم انزاله أمام مبنى مكون من طابقين عند دخوله استقبله أحد الحراس بصفعة قوية على وجهه قبل أن يفتح باب الزنزانة ويدفعه بقوة إلى الداخل مكث الصحفي أكثر من شهر داخل المعتقل مع التعذيب والضرب أثناء التحقيق إذ يقول الصحفي في جانب من شهادته في الصباح، نادي الحراس على المعتقلين الجدد، وكنت من بينهم نزلنا إلى الطابق السفلى علي، حيث اضطررنا للوقوف صف، وكلما مررنا بجندي تلقينا ضربات الوجه مع شتائم واتهامات بالديانة لاحظت أن اثنين من المعتقلين الذين كانوا الي كانت اجسادهم مغطاة بالدماء طلب مني الدخول إلى غرفة تحقيق حيث كان هناك شخصان بمجرد إغلاق الباب انهالوا على ضربا بماسورة خضراء ثقيلة وكانها محشوة بحديد من الداخل، تلقيت ضربات على قدمي وبعض الضربات كانت تسقط على راسي ، (خرجت مني الصرخات تتوالى) بعد الاكتفاء من الضرب والإهانات، توقفوا عن تعذيبي وطلبوا مني الوقوف، لكني لم استطع من شدة الألم دفعوني بقوة حتى وقفت، ثم أمرني بالذهاب إلى مكتب تحقيق أخر، في المكتب كان هناك شخص بملابس مدنية طلب مني الجلوس على الأرض ثم بدأ بطرح الاسئلة، منذ متى أعمل في الصحافة ؟ من هم مصادري هل أشارك في المظاهرات ؟ ومتى كانت أخر مرة والكثير من الاسئلة كان التحقيق لساعات طويلة وبعض الاسئلة تكرر، بعد انتهاء الاستجواب أخذت بصماني كاملة، ثم أعدت إلى الزنزانة خلال اليوم الثالث توفي أحد المعتقلين معنا، قام أحد معتقلين بإبلاغ الحراس، فجاءوا لاستدعاء بعض الطلبة لحمل الجنة ودفنها كان المشهد مرعبة فتساءلت هل سأموت هنا أيضا كان عددنا بين 110 إلى 119 شخصا في الزنزانة كل الوجبات التي تلقيناها كانت عبارة عن عدس مع قطعة خبز واحدة حتى لحظة خروجي من بيوت الأشباح .

الصحفي نيازي محمد علي، يعمل لصالح عدد من المواقع الالكترونية المحلية، يقيم حاليا في مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان التي تواجه القطاع في خدمات الانترنت والاتصالات قال أنه تعرض للاحتجاز والاستجواب من قبل عدد من أفراد الأجهزة النظامية والأمنية أثناء تغطيته عصر الخميس يناير في ختام امتحانات الشهادة الثانوية بمدينة الأبيض، ثم ذلك داخل غرفة بأحد مراكز الامتحانات حيث جرى حذف كافة المواد المتعلقة بالتغطية مع ابلاغة بأن النفطية ممنوعة.

امتثال سليمان الصحفية بجريدة الجريدة تم اعتقالها بواسطة السلطات العسكرية بمدينة كسلا شرقي البلاد، يوم السبت 19 أبريل 2005 عند الساعة الخامسة صباحاً وهي في طريقها للسفر إلى مدينة بورتسودان وتم عصب عينيهاونقلها إلى مباني الأمن وتفتيش هاتفها وحساباتها الشخصية بشكل تعسفي واحتجازها لمدة ثلاثة أيام، وإطلاق سراحها بتعهد جائر يقيد حركتها ويمنعها من مغادرة المدينة.

نهب مسلح واستيلاء على المنازل

حدثت حالات نهب مسلح لمنازل الصحفيين بخلاف النهب الذي تم للمنازل في غياب أصحابها والذي تجاوز المئات، تم اعتداء مسلح على منازل صحفيين في وجودهم مع ترويع أسرهم ونهب متعلقاتهم الشخصية. وبلغ العدد الكلي لحالات النهب المسلح (15) من بينهم (4) صحفيات .

ونذكر على سبيل المثال الاعتداء المسلح الذي تعرض له منزل الصحفي عبد الرحمن حنين بالوادي الاخضر محلية شرق النيل للمرة الثانية وما صاحبه من ترويع الأفراد الاسرة

كما تجدر الإشارة إلى تعرض منزل الصحفية رشا حسين بمنطقة القطينة ولاية النيل الأبيض إلى الاستيلاء من قبل أفراد ينتمون القوات الجيش مطلع ابريل 2025 إذ رفضت القوة اخلاء منزل أسرة الصحفية ومنعوا اسرتها من الانتقال إليه دون ابداء أي مبررات لهذا التصرف مع عدم توفر اجراء قانوني يوضح الأسباب.

بلاغات النشر والحملات القضائية

تستخدم القوانين الفضفاضة مثل قانون الجرائم المعلوماتية» و«أمن الدولة، لتجريم العمل الصحفي. وفتح قضايا تشهير واتهامات بإثارة الفتنة أو تهديد الأمن القومي ضد الصحفيين وتم رصد (6) بلاغات تم تدوينها في مواجهة صحفيين كوسيلة لترهيبهم وإسكات أصواتهم، وحذرت النقابة في بياناتها من استخدام القانون مطية لاسكات الأصوات المناوئة للحرب .

ومن بين هذه البلاغات تذكر البلاغ الذي تم تدوينه في مواجهة الصحفي صديق دلاي من قبل فرد يتبع الاستخبارت الجيش، وجرى فتح البلاغ في يونيو 2014 بالدمازين ولاية النيل الازرق بعد اعتقالا تعسفيا للصحفي لمدة شهرين ودون وجود مسوغات واضحة له مع تغيب الشاكي في كل الجلسات التي استمرت لشهور ما فرض عليه إقامة جبرية بالدمازين انتظارا لجلسات المحاكمة التي يتم تأجيلها شهرا بعد شهر

الفصل التعسفي

(15) حالة فصل تعسفي تعرض لها الصحفيون خلال فترة الحرب تذكر منها فصل 10 صحفيين من راديو دينقا في 1 أكتوبر 2023 فصلا تعسفيا وكان بعضهم يعمل في الراديو من الخرطوم والبعض من ولاية الجزيرة والبعض من دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق وكمبالا ولم تقدم لهم أية حيثيات للفصل وهم حسين سعد ومعتز الطيب والرشيد بريمة ومشاعر رمضان وسمية المطبعجي وخالد شرف الدين من نيالا وسهام احمد سليمان من الفاشر وهويدا من الله من الدماذين ورقية عيسى وهدى عجبنا من كادوقلي.

التهديدات الشخصية

واجه الصحفيون طيفا واسعا من التهديدات وحملات التشهير الإكترونية الممنهجة عبر الإنترنت، خصوصاً الصحفيات من اختراق حسابات ومراقبة الاتصالات وتشويه السمعة، وتتكرر حالات التهديد المباشر التي تجبر الصحفي على التوقف عن العمل أو مغادرة البلاد العدد الكلي (23) من بينها (33) حالة موجهة الصحفيات.

الصحفية زمزم خاطر تعرضت الحملات تشويه وشتم واساء وتهديد عبر صفحتها بفيس بوك وتمت حملة ممنهجة ضد الصحفي مرتضى أحمد، في فبراير 2025 وسط بيئة مشحونة بالاستقطاب الحاد وتصاعد خطاب الكراهية مما شكل تهديدا مباشرا لسلامته، وتوعده صاحب الحساب أنه سيواجهه متى ما عاد للسودان. وإذا لم يعود سيلاحقه في الخارج هذه الحملة ليست استثناء بل سبقتها موجات تحريض ممنهجة طالت عددا من الصحفيين والصحفيات، منهم مها التلب، ولينا يعقوب ومزدلفة يوسف، وسارة تاج السر التي تم تهديدها بصورة ابنتها ومعمر إبراهيم، وأحمد خليل، وحسام الدين حيدر وضفاف عبد الرحمن، وعبد الباقي جبارة، في مسعى واضح لإسكات الأصوات الحرة وترهيب العاملين في الحقل الإعلامي

التهديدات العامة

هنالك تهديدات أخذت طابها عاما وهي التهديات التي تستهدف المهنة نفسها ومؤسساتها من قوانين عقيدة وقرارت تسعى لتقويض الصحافة الجرة وحملات تضليل ممنهجة وفرض رقابة على الصحف والمواقع الإلكترونية، وإغلاق وسائل إعلام مستقلة، أو حجب مواقع الكترونية، وأحياناً تدخل مباشر من الأجهزة الأمنية في الخط التحريري.

بلغ العدد الكلي للتهديدات العامة (19) تهديداً عاماً للحريات الصحفية كان أخرها قرار الحظر الذي اصدرته وزارة الاعلام على نشاط قناة الشرق في السودان بتاريخ 20 فبراير 2015 وجاء القرار الذي أبلغ به مدير إدارة الإعلام الخارجي بوزارة الإعلام فريق الشرق الأخبارة دون تفسير رسمي الأسباب القرار

الخاتمة

التأثير الناجم عن غياب الصحافة الحرة في هذا التوقيت يتمثل في حجب الحقائق وتداول الشائعات والمعلومات المضللة واستقلال أطراف النزاع غياب الإعلام المهني للنشر دعاياتهم

* بينما التحديات الحقيقية التي برزت خلال فترة النزاع تمثلت في تحدي الوصول إلى المعلومات سواء على الأرض أو من خلال مصادر رسمية، كثير من الصحفيين يواجهون صعوبة في التنقل بسبب الاستهداف أولا ومن ثم بسبب القتال أو القصف ما يحد من قدرتهم على تغطية الأحداث بشكل دقيق ومستمر إضافة إلى الصراع الذي يعمل على اخفاء الحقائق والتضليل الاعلامي. ذلك، تم فرض قيود على الإنترنت وخدمات الاتصال في بعض الفترات وكذلك ينشط الاعلام الحربي الاطراف

* فرضت الحرب واقع تقليص التعددية الإعلامية وتراجع قدرة وسائل الإعلام على تقديم تغطية محايدة أو شاملة للأحداث وهذا ما دفعته الصحافة في السودان من أثمان إذا دفعت الحرب معظم وسائل الإعلام السودانية إلى التوقف أو التخفيف من نشاطها خوفا من الاستهداف أو بسبب نقص الموارد

* أدت الحرب إلى عودة كافة أشكال الرقابة والتضييق على الإعلام ما جعل الصحفيين مجبرين على التكيف مع ضغوط السلطات أو الأطراف المتحارية التي قد تؤثر على طريقة تغطيتهم

* تواجه الصحافة الاستقصائية التي تسعى لكشف الحقيقة حول انتهاكات حقوق الإنسان أو الفساد خطرا أكبر في ظل هذه الحرب إذ يقف الصحفيون الذين يعملون على كشف الحقائق في مرمى النيران، سواء من الجماعات المسلحة أو من السلطات.

ختاماً تحذر من خطورة استمرار هذه الانتهاكات، وتؤكد أننا لن ندخر جهدا في استخدام كل الوسائل المشروعة للدفاع عن الصحفيين السودانيين.

التوصيات

بلورة استراتيجية لدعم ومناصرة الصحفيين السودانيين على ضوء المعلومات الواردة في هذا التقرير والتقارير ذات الصلة بحقوق الإنسان والعمل على تأسيس آليات محاسبة فعالة لمرتكبي الانتهاكات وتعويض الضحايا.

1 . توفير الحماية للصحفيين وفقا للقوانين الدولية وتضافر الجهود لوضع أسس لإجراءات قانونية وإطار تشريعي وقانوني يسهم في حماية الحقوق وتقليل حجم الانتهاكات التي تقع على الحريات

2. اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل المؤسسات الدولية لضمان أمن وسلامة الصحفيين السو السودانيين، ووقف حملات التحريض الممنهجة التي تشكل انتهاكا صارحة للمواثيق الدولية التي تكفل حماية الصحة الصحفيين في أوقات الحروب والنزاعات المسلحة.

3. تحميل الأطراف المتصارعة المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي يتم ارتكابها ضد الصحفيين وكافة الانتهاكات بما في ذلك التهديدات التي يتعرض لها الصحفيون والصحفيات نتيجة للحملات التحريضية التي يتم تنظيمها ضدهم ونشدد على ضرورة وضع حد لهذه الحملات التحريضية التي لا تهدد سلامة الصحفيين فحسب، بل تفوض الحق في الحصول على المعلومات، وتعزز مناخ الإفلات من العقاب.

تقرير / ايمان فضل السيد

سكرتيرة الحريات

رصد وتحقق / فريق سكرتارية الحريات  

مقالات مشابهة

  • علامات تحدث في السيارة عند استخدام البنزين المغشوش.. الأضرار وطرق الصيانة
  • نقابة الصحفيين: تقرير الحريات العامة لعامي الحرب في السودان
  • سحب الثقة من نقيب الفنانين السوريين مازن الناطور
  • أزمة كبيرة في نقابة الفنانين السوريين بعد الانقلاب على الناطور.. كيف رد؟
  • بعد سحب الثقة.. أول رد فعل من مازن الناطور بشأن قرار «الفنانين السوريين»
  • صراع في نقابة الفنانين السوريين.. مازن الناطور يلغي قرار عزله
  • بسبب سلاف فواخرجي.. «نقابة الفنانين السوريين» تسحب الثقة من مازن الناطور
  • تفاصيل سحب الثقة من نقيب الفنانين السوريين مازن الناطور
  • الموارد المائية بحماة ومنظمة “هكس أيبر” تتفقان على تنفيذ أعمال الصيانة لسد الرستن
  • كاد الفني يُحترق حيّاً.. انفجار هاتف أثناء إصلاحه داخل ورشة صيانة