علاقات تاريخية| مصر والجزائر في مواجهة التحديات الإقليمية.. وخبراء يحللون زيارة تبون للقاهرة
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
تعتبر العلاقات المصرية الجزائرية واحدة من أبرز نماذج التعاون العربي الإفريقي، حيث تجمع بين بلدين يمتلكان تاريخًا عريقًا وثقافة غنية تجسد العلاقات روح الأخوة والتضامن بين مصر والجزائر، إذ يتشارك الشعبان في العديد من القيم والمصالح المشتركة منذ الاستقلال، ولذلك استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره الجزائري عبد المجيد تبون بمطار القاهرة، أمس، بهدف بحث قضايا التعاون الثنائي بين البلدين ومناقشة ملفات إقليمية هامة، أبرزها العدوان الإسرائيلي على غزة والأزمة الليبية، من المقرر أن يقوم تبون بزيارة لاحقة إلى سلطنة عمان، وهي الأولى من نوعها.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى القاهرة تحمل أهمية كبيرة، حيث تعتبر هذه الزيارة الثانية له بعد زيارته لمصر في عام 2022، ويعتبر تبون ضيفًا عزيزًا على الدولة المصرية، مما يعكس عمق العلاقة بين البلدين.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن ترسم العلاقات المصرية الجزائرية في سياق عدة مسارات، يرتبط بعضها بالأحداث الجارية في المنطقة المغاربية، من بين هذه المسارات يأتي ملف غزة كأحد أبرز القضايا المطروحة للنقاش في الإقليم، وقد أكدت الجزائر على دورها الحيوي في هذا السياق، حيث تتوافق رؤيتها مع الموقف المصري بشأن حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأشار فهمي، إلى أن بذل الجزائريون جهودا كبيرة في دعم القضية الفلسطينية، وقد شهدت البلاد تحركات تهدف إلى استكمال المسارات الرئيسية التي اتخذتها مصر في مراحل سابقة.
ومن جانبه، يقول جمال رائف، الكاتب والمحلل السياسي، إن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى القاهرة تمثل فرصة هامة لتعزيز التعاون المشترك بين مصر والجزائر على الصعيدين السياسي والاقتصادي، كما ستتيح هذه الزيارة مجالًا للتشاور حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خصوصًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومن المهم الإشارة إلى الروابط المتينة التي تربط بين البلدين على المستويات العربية والإفريقية والتاريخية.
دعم مصر لـ الجزائر خلال ثورتهاوأضاف رائف- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن تشهد العلاقات الجزائرية المصرية الحالية تنامياً وتطورًا ملحوظًا، خاصة بعد قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي أن تكون الجزائر أولى محطات زياراته الخارجية بعد تنصيبه رئيسًا لمصر، وقد عكست هذه الزيارة خصوصية العلاقات بين البلدين، ووجهت رسائل مهمة إلى كافة دوائر العلاقات الخارجية حول جودة العلاقات التاريخية بينهما.
وأشار رائف، إلى أن هناك تنسيق مشترك مستمر بين القيادات السياسية ودوائر صنع القرار في كل من مصر والجزائر، يتضمن اتصالات وتشاورات حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأس هذه القضايا تأتي القضية الفلسطينية، حيث يبرز التطابق في الرؤى بين البلدين، كما يتعاون البلدان على الصعيد الإفريقي فيما يتعلق باستقرار المنطقة ومكافحة الإرهاب والتطرف في منطقة الساحل.
وتعد زيارة الرئيس الجزائري أمس إلى مصر جزءًا مهمًا من تعزيز العلاقات بين البلدين، خلال هذه الزيارة، يتم مناقشة مجموعة من الموضوعات المهمة، بما في ذلك التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وكذلك القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأعرب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن شكره للرئيس السيسي على حفاوة الاستقبال، مشيراً إلى أن مصر دعمت الجزائر خلال ثورتها، ولا يمكن الحديث عن الثورة الجزائرية دون الإشارة إلى دعم مصر، التي كانت تحمل راية القومية العربية، مضيفا أن مصر ساعدت الشعوب التي كانت تناضل من أجل الحرية، ووجه شكره للرئيس السيسي على التهنئة المقدمة له، وأوضح الرئيس الجزائري أن زيارته إلى مصر تأتي في إطار التنسيق والتشاور مع الرئيس السيسي حول قضايا تهم الأمة العربية والمنطقة، وتأكيداً على العلاقات الثنائية القوية بين البلدين.
أحمد ناجي قمحة: تنسيق بين مصر والجزائر ألا تراجع عن حقوق الشعب الفلسطيني أحمد موسى: العلاقات بين مصر والجزائر تمتد عبر التاريخمن جانبه، رحب الرئيس السيسي بالرئيس تبون، وهنأه بفوزه بفترة رئاسية ثانية وبمناسبة ذكرى الثورة الجزائرية، وأكد السيسي في المؤتمر الصحفي المشترك على توافق الرؤى بين مصر والجزائر حول أهمية تعزيز الاستثمار بين البلدين، مشيراً إلى المعاملة الكريمة التي تحظى بها الشركات المصرية في الجزائر، وأعرب عن سعادته بالتعاون وتبادل الخبرات بين الشركات المصرية والجزائرية.
وجدير بالذكر، أن عرفت الجزائر ومصر مراحل مختلفة من التعاون والتنسيق، حيث تعززت الروابط السياسية والاقتصادية والاجتماعية على مر الزمن اليوم، إضافة إلى أن لاتتوجه الأنظار نحو تعزيز هذا التعاون في مواجهة التحديات الإقليمية، مما يعكس التزام البلدين بدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، مع التركيز على القضايا المصيرية مثل القضية الفلسطينية.
الرئيس السيسي: اللجنة التاسعة المشتركة بين مصر والجزائر ستنعقد في القاهرة قريبا استعراض حرس الشرف وعزف نشيدي مصر والجزائر خلال استقبال السيسي لـ تبونالمصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر الجزائر الرئيس الجزائرى تبون القضية الفلسطينية الرئيس السيسي الجزائری عبد المجید تبون القضیة الفلسطینیة بین مصر والجزائر الرئیس الجزائری بین البلدین هذه الزیارة إلى أن
إقرأ أيضاً:
عاجل| نص كلمة السيسي أمام قمة الدول الثماني.. تعاون في مواجهة التحديات الدولية
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، التي تعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة تحت عنوان «الاستثمار في الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة: نحو تشكيل اقتصاد الغد»، بحضور قادة الدول الأعضاء بالمنظمة وعدد من قادة الدول النامية والمنظمات الإقليمية والدولية.
وأشار المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إلى أن الرئيس السيسي تسلم الرئاسة الدورية للمنظمة، خلال الجلسة الأولى للقمة، وألقى الكلمة الافتتاحية، التي ركزت على سبل تعزيز التعاون بين الدول النامية في مواجهة التحديات الدولية، وفيما يلي ما نص كلمة الرئيس السيسي:
«رؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود المشاركة، إيزياكا عبد القادر إمام سكرتير عام منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي؛ السيدات والسادة؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرحب بكم جميعاً في مصر.. وبالتحديد في العاصمة الإدارية الجديدة.. بما تحمله من أبعاد ثقافية وحضارية وتنموية. وبالتأكيد، فإن لكل دولة من دولنا تاريخا وحضارة وثقافة.. وكذا خلفيتها الاقتصادية التي تميزها.. وهو الأمر الذي يعلي من قيمة منظمتنا.. ويعزز من روح التضامن والتكامل.. والعمل المشترك فيما بيننا».
وتابع الرئيس: «أغتنم هذه المناسبة، لأعرب عن بالغ تقديرى، للدكتور محمد يونس رئيس الحكومة المؤقتة لدولة بنجلاديش الشقيقة.. لما بذلته بلاده من جهود متواصلة.. خلال رئاستها للمنظمة .. كما أود أن أشكر سكرتارية المنظمة.. بقيادة إيزياكا إمام.. على عملها الدءوب وجهودها فى الإعداد لهذه القمة».
أضاف الرئيس السيسي في كلمته خلال القمة: «تنعقد اليوم، القمة الحادية عشرة للمنظمة، تحت عنوان (الاستثمار فى الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة: نحو تشكيل اقتصاد الغد).. وهو عنوان له أكثر من دلالة.. لتركيزه على الاستثمار في الشباب، الذين يمثلون عماد أوطاننا في الحاضر والمستقبل.. فضلا عن أبعاده الاقتصادية، المرتبطة بدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.. وهي قاطرة حقيقية للتنمية فى الدول النامية».
«نجتمع اليوم.. فى وقت يشهد فيه العالم، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص.. تحديات وأزمات غير مسبوقة.. تحتل فيها الصراعات والحروب صدارة المشهد.. وتسود فيه كذلك الحمائية الاقتصادية والتجارية، وازدواجية المعايير، لعل أبرز الشواهد على ذلك.. استمرار الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.. في تحد لقرارات الشرعية الدولية.. وما يصاحب ذلك من خطورة وتهديد.. بامتداد الصراع لدول أخرى، مثلما حدث مع لبنان.. وصولا إلى سوريا التي تشهد تطورات، واعتداءات على سيادتها ووحدة أراضيها.. مع ما قد يترتب على احتمالات التصعيد واشتعال المنطقة، من آثار سوف تطول الجميع، سياسيا واقتصاديا».
«وفي هذا السياق، وانطلاقا من مسؤوليتنا المشتركة، للتضامن مع الشعبين الفلسطيني واللبناني الشقيقين.. فقد قررنا تخصيص جلسة خاصة، خلال قمتنا اليوم.. عن الأوضاع في فلسطين ولبنان».
«تواجه الدول النامية تحديات جسيمة.. تعيق تحقيق تطلعات شعوبها، نحو الرخاء والتنمية.. فمع نقص التمويل، وتفاقم الديون، وتوسع الفجوة الرقمية والمعرفية، وارتفاع معدلات الفقر والجوع والبطالة، خاصة في أوساط الشباب.. تجد الدول النامية نفسها في صعوبة بالغة، في تحقيق التقدم والنمو على نحو مقبول. إن مواجهة تلك التحديات المركبة.. تتطلب تضافر الجهود لتعزيز التعاون المشترك.. وتنفيذ مشروعات ومبادرات مشتركة، في مختلف المجالات.. وعلى رأسها: الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والاقتصاد الرقمي، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والزراعة، والصناعات التحويلية، والطاقة الجديدة والمتجددة، وخاصة الهيدروجين الأخضر.. إضافة إلى دعم وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة».
«ورغم تنوع المستويات الاقتصادية بين دولنا.. إلا أننا نتفق جميعا.. على أهمية تبادل الخبرات والتجارب الناجحة.. لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.. ومصر على أتم الاستعداد.. لمشاركة تجاربها المضيئة مع الدول الأعضاء.. خاصة تجربتها في تنفيذ مبادرتي حياة كريمة، وتكافل وكرامة، ومشروعات البنية الأساسية والعمران».
وأعلن الرئيس السيسي إطلاق المبادرات التالية، خلال رئاسة مصر للمنظمة:
أولا- تدشين «شبكة لمديري المعاهد والأكاديميات الدبلوماسية».. لتعزيز التعاون فيما بينها.. وبناء قدرات الكوادر الدبلوماسية، لمواكبة قضايا العصر الحديث.
ثانيا- إطلاق مسابقة إلكترونية، لطلاب التعليم ما قبل الجامعي في الدول الأعضاء.. في مجالات العلوم والهندسة والتكنولوجيات التطبيقية.
ثالثا- تدشين «شبكة للتعاون بين مراكز الفكر الاقتصادي» في الدول الأعضاء.. لتبادل الأفكار والرؤى.. حول سبل الارتقاء بالتعاون الاقتصادي والاستثماري.. ومعدلات التجارة بين دولنا.
رابعا- تدشين اجتماعات دورية لوزراء الصحة بالدول الأعضاء.. واستضافة مصر الاجتماع الأول عام 2025 .. لمناقشة سبل تعظيم الاستفادة من التطبيقات التكنولوجية والعلمية المتطورة، لتطوير هذا القطاع المهم.
كما أعلن الرئيس اعتزام مصر.. التصديق على اتفاقية التجارة التفضيلية التابعة للمنظمة.. تأكيدا لأهمية تعزيز التجارة البينية بين الدول الأعضاء.