موقع 24:
2025-05-01@17:51:40 GMT

اغتيال السمعة.. سلاح المتطرفين الخفي

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

اغتيال السمعة.. سلاح المتطرفين الخفي

عندما تُشن حملة تشهير على رجلٍ عُرف بثبات مواقفه، لا يكون الهدف محصورًا في النقد، بل يتجاوزه إلى ما هو أعمق وأخطر. ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدًا منصة "إكس"، خلال الساعات الماضية، بتلك الهجمة التي طالت مغردًا خليجيًا مشهود له بموقفه المناهض لتيارات الإسلام السياسي، وخصوصًا تنظيم الإخوان المسلمين.

ويبدو أن ذنب الرجل الوحيد أنه تحدّث في مقطع فيديو عن حديث متداول في مجالس بعض المحسوبين على الإخوان، أُثير فيه حديث غير لائق عن نساء غزة، ما جعله يعبر عن استيائه من هذه الأمور، ليجد نفسه بعد ذلك محاصرًا بتهمة "القذف" بعدما تلقفت تلك الأطراف حديثه وأعادت صياغته؛ فكل شيء يُوظف لقتل صوته، ولم يكن الهدف أبدًا الدفاع عن العفة، بل هو كيد قديم يتجدّد كلما خرج صوت معارض.
ليس الأمر جديدًا، بل هي سياسة متجذرة، الاغتيال المعنوي؛ أداة قديمة جديدة تتقنها بعض الجماعات المتطرفة والأيديولوجيات التي ترى في الرأي المختلف تهديدًا. هذا السلاح ليس حكرًا على أتباع تلك الجماعات، فهو يمتد ليشمل أحيانًا شخصيات مرموقة، يتم جرّها دون وعي إلى هذه الحملات، فتدفعهم شعارات براقة للانضمام إلى التيار، ويجدون أنفسهم دون إدراك يدعمون جهود التشهير وهم يعتقدون أنهم يدافعون عن "الصواب".
هنا يكمن شيء من السخرية؛ فمن غير المتوقع أن تكون بعض هذه الشخصيات، برغم مكانتها الاجتماعية أو شهاداتها الأكاديمية، عُرضة للانجرار وراء تيار لا يعرف سوى التشويه والافتراء. فالمعرفة لا تعني دائمًا الفطنة، وهؤلاء الذين يظنون أنفسهم في "خدمة عامة" وهم ينتقدون الرجل، لا يخدمون إلا تنظيماتٍ متطرفة تجد في هذا الانقياد الطوعي وسيلة لإضفاء الشرعية على حملاتها وتشويه خصومها بغطاء من "المصداقية". الدرجة الجامعية والمنصب الرفيع لا يضمنان لصاحبهما الوعي، ولا يحصّنانه من الوقوع في شرَك التبسيط والانقياد الأعمى. فالوعي ليس حِلية تزين بها الشهادات، ولا وهجًا تمنحه المناصب، بل هو ثمرة قراءة عميقة، واستقصاء نقدي، وتجرد فكري بعيداً عن سطوة العاطفة وأسر الانحياز، هو القدرة على رؤية الأمور كما هي، بلا تزييف، وبلا مغالاة، يخرج من حيز القوالب الجاهزة ليبني رؤية أصيلة، متفردة، وصادقة.
وما أبلغ هذه الصورة حين نعود إلى أمثلة التاريخ. فرج فودة، ذلك المفكر الحر الذي كان هدفًا للتشويه المتواصل، حتى من قِبل أشخاص قد لا ينتمون للتنظيمات المتطرفة، لكنهم شاركوا في رسم صورة مشوهة عنه، مما هيّأ لاعتداء لاحق عليه أودى بحياته، لم يكن عشوائيًا بقدر ما كان نتيجة مناخٍ معادٍ تم صنعه وإعداده.
إن الانخراط في حملات التشهير، فقط لأن التيار جارٍ، يعكس نقصًا في الفهم وغيابًا للرؤية. ما نحتاجه اليوم ليس مجرد الدفاع الأعمى أو الانسياق الأعمى، بل الوعي النقدي، القادر على التمييز بين النقد البنّاء والتشويه الهدّام. يجب أن نعيد النظر في أفعالنا وندرك أن الاتهام والتشهير لا يخدمان إلا من أجادوا فن الإقصاء وتشويه الآخرين.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية

إقرأ أيضاً:

ملتقى الإعلام المالي يستعرض جهود تعزيز الوعي بالسياسات المالية


دبي (الاتحاد)

نظّمت وزارة المالية النسخة الثانية من ملتقى الإعلام المالي تحت شعار «مستقبل القطاع المالي.. بين التأثير والمسؤولية»، وذلك في دبي، بمشاركة نخبة من القيادات الحكومية والإعلامية، وأكثر من 100 من الإعلاميين والطلبة والخبراء في الشأن المالي والاقتصادي.
ويأتي انعقاد الملتقى في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، تأكيداً على دور الإعلام المتزايد في دعم الشفافية المالية، ونقل وتحليل البيانات الاقتصادية، وبهدف تعزيز الوعي المالي لدى فئات المجتمع كافة، بما ينسجم مع رؤية الدولة نحو تنمية اقتصادية مستدامة، كما يجسّد جهود الوزارة في تعزيز التعاون مع المؤسسات الإعلامية في بناء محتوى مالي شفاف ومؤثر، يسهم في رفع الوعي وتحقيق أهداف السياسات المالية للدولة.
وقال معالي محمد بن هادي الحسيني، وزير دولة للشؤون المالية: «تواصل وزارة المالية ترسيخ نهج مالي استراتيجي يعزز كفاءة إدارة الموارد، ويواكب التحولات الاقتصادية العالمية، ويؤسّس لسياسات مالية مرنة ومستدامة تواكب تطلعات الدولة في مسيرتها التنموية، ونعمل في هذا الإطار على تطوير منظومة مالية متكاملة، قائمة على الشفافية، والتحول الرقمي، والشراكة الفاعلة مع القطاعين العام والخاص، بما يسهم في دعم النمو الاقتصادي وتحقيق الاستقرار المالي على المدى الطويل.
وأضاف: يأتي تنظيم ملتقى الإعلام المالي في نسخته الثانية كإحدى المبادرات الاستراتيجية الهادفة إلى توثيق الصلة بين المنظومة المالية والإعلام الوطني، انطلاقاً من إيماننا بالدور المحوري للإعلام في دعم الوعي المالي ونقل السياسات بوضوح إلى الجمهور، كما يمثل الملتقى منصة حوارية مهمة لتبادل الرؤى والخبرات، واستشراف مستقبل القطاع المالي، وبناء فهم أعمق للتحديات والفرص، في إطار من الشفافية والمهنية التي تواكب طموحات دولتنا في الريادة المالية والاقتصادية، ويأتي ذلك انسجاماً مع حرصنا على تعزيز التوعية المالية لدى مختلف فئات المجتمع، باعتبارها ركيزة أساسية لبناء سلوك مالي رشيد يدعم الاستدامة والشمول المالي».
وحضر الملتقى، يونس حاجي الخوري، وكيل وزارة المالية، ومحمد سعيد الشحي الأمين العام لمجلس الإمارات للإعلام، ومحمد إبراهيم الحمادي مدير عام وكالة أنباء الإمارات «وام» بالإنابة، وعدد من مديري دوائر المالية في الحكومات المحلية ومن مديري الجامعات والمؤسسات الإعلامية المحلية.
وفي كلمته الافتتاحية للملتقى، أكد يونس حاجي الخوري، التزام الوزارة الراسخ بالشفافية المالية وأهمية تعزيز التعاون مع مختلف القطاعات لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام في دولة الإمارات.
وأشار إلى أن انعقاد الملتقى في ظل التحولات الاقتصادية العالمية المتسارعة يعكس حرص الحكومة على تطوير أدواتها واستشراف المستقبل المالي بأسس علمية واضحة، بما يتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة وتطلعات الدولة.
من جانبه، أكد محمد سعيد الشحي، خلال كلمته الافتتاحية في الملتقى أن الإعلام أصبح اليوم محوراً رئيسياً في دعم الثقافة المالية وتعزيز التمكين الاقتصادي، في ظل التحوّلات المتسارعة في أدوات التأثير وانتقال الجمهور من الوسائل التقليدية إلى بيئة رقمية تفاعلية تقودها المنصات الرقمية وصنّاع المحتوى.
وقال: الثقافة المالية أصبحت ضرورة حياتية تمكّن الأفراد من فهم حقوقهم واتخاذ قرارات واعية تعزز من استقرارهم الاقتصادي وتسهم في بناء مستقبلهم بثقة، وهنا تتجلّى أهمية الإعلام في تبسيط المفاهيم المالية ونقلها بلغة قريبة من الناس، تصل إلى مختلف فئات المجتمع.
بدوره، ألقى محمد إبراهيم الحمادي مدير عام وكالة أنباء الإمارات «وام» بالإنابة، كلمة رئيسية أكّد فيها أن ملتقى الإعلام المالي يُعد خطوة مهمة لترسيخ مفاهيم الوعي المالي كأولوية وطنية ومسؤولية مشتركة بين مختلف المؤسسات لاسيما «الإعلامية».

 

أخبار ذات صلة تعاون بين «المالية و«لولو» لتوفير عروض للكتالوج الاتحادي «المالية» تنظم «ملتقى الإعلام المالي» مايو المقبل


وشهد الملتقى، الذي استُهل بعرض مرئي بعنوان «تخيل.. مستقبل القطاع المالي»، أربع جلسات حوارية استعرضت أبرز القضايا الراهنة والتوجهات المستقبلية في القطاع المالي، بمشاركة نخبة من المتحدثين والمسؤولين من الجهات الاتحادية والمحلية والمؤسسات الإعلامية، حيث كانت أولى الجلسات بعنوان «ملامح مستقبل القطاع المالي في الأجندة العالمية»، 
تلتها جلسة ثانية بعنوان «الوعي المالي وصناعة الرفاه الاجتماعي»، أما الجلسة الثالثة، التي جاءت تحت عنوان «الشراكة بين القطاعين العام والخاص.. رؤية طموحة لمستقبل مالي مستدام»، فقد ركّزت على أهمية التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص في تمويل وتنفيذ المشاريع الحيوية، واختُتمت الجلسات الحوارية بجلسة رابعة بعنوان «الاستدامة المالية ومستقبل الإنفاق الحكومي».

 


وتضمّن الملتقى جلسة تفاعلية لطلبة الجامعات حول فرص التدريب والتعيين في المنظمات المالية الدولية (مبادرة كوادر الإمارات العالمية)، واختُتم الملتقى بورشة تدريبية مخصصة للإعلاميين بعنوان «مبادئ حوكمة وتحليل البيانات المالية».

مقالات مشابهة

  • قيادي سوري درزي بارز تعرّض لمحاولة اغتيال
  • لحج.. نجاة قاضي من محاولة اغتيال
  • ملتقى الإعلام المالي يستعرض جهود تعزيز الوعي بالسياسات المالية
  • نجاة قيادي من مليشيا طارق عفاش من محاولة اغتيال في تعز
  • بعد الحكم في قضية طفل دمنهور.. عمرو أديب: يجب توقف الهيستيريا المتطرفة
  • محاولة اغتيال وهدية السيستاني أهم ما ذكره البابا عن رحلته للعراق
  • اغتيال براءة طفل دمنهور.. ماذا حدث لـ ياسين في جراج المدرسة الخاصة؟
  • عشرات المستوطنين المتطرفين يقتحمون الأقصى بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال
  • افتتاحية - معارض الكتب.. أعراس الوعي الإنساني
  • اغتيال رئيس مصنع تطوير قدرات الحرب الإلكترونية الروسية بسيارة مفخخة