الجزيرة:
2025-03-10@14:36:27 GMT

ترتيب خاص.. هذه الشتائم فأين المسلسل؟

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

ترتيب خاص.. هذه الشتائم فأين المسلسل؟

منذ عودته من أميركا، لفت المخرج السوري الشاب ميّار النوري كل من تعاطى معه بسبب ثقافته الواسعة ورشاقة أفكاره وطرحها بطريقة جذابة، ثم تمكن من الدخول إلى سوق العمل بطريقة ذكية أكسبته مهارة وخبرة إضافية لما تعلمه عن فن الإخراج في أهم الجامعات، فقد أنهى دراسة الإخراج السينمائي في جامعة "فول سايل"، وكان من المنتظر أن يحقق حضورا مختلفا في إنجازه العملي، على المستوى المحلي والعربي، باعتبار أنه عاد مسكونا بهاجس صناعة فنّ راقٍ حتى لو استلهم من كل الخراب المحيط ببلاده والمنطقة.

ورغم عمله بصفته مدير إضاءة وتصوير في أكثر من عمل، بعدما أنجز أفلاما قصيرة وعمل ممثلا في بعض التجارب، وصل أخيرا إلى هدفه المنشود عندما أخرج مسلسلا قصيرا بعنوان "ترتيب خاص".

العمل من إخراج النوري وكتابته مع فؤاد يمين، وبطولة كلٍ من مكسيم خليل، وناتاشا شوفاني، وفؤاد يمين، وكارول الحاج، ولين غرة، في حين حل النجم عباس النوري ضيفا على تجربة ابنه الإخراجية الأولى إلى جانب مشاركة سيرينا محمد ويارا الدولاني.

لكنّ "ترتيب خاص" ظهر كأنه يجافي منطق صناعة العمل القصير من ناحية كثافة الأحداث والتصاعد المتسارع للحكاية، وبدا فعليا كأنه أنجز بمنطق يخالف القاعدة الأكاديمية لفن كتابة السيناريو التي تفيد بضرورة عناية الكاتب في صوغ التعقيدات، ومنطق البناء التصاعدي للحكاية وتتفق على أن التعقيدات ليست عقبات تمنع البطل من الوصول إلى هدفه، بل هي قضايا ومشكلات وصعوبات أخرى عليه أن يواجها ويتعامل معها.

ولا تشكل تلك التعقيدات تهديدا واضحا للشخصية الرئيسة وهدفها على الأقل حين تطرأ في البداية، وتدور بعض التعقيدات في الحبكة كي تهدد الشخصية الرئيسة.

وتدور الحكاية حول شابّ سوري اسمه أحمد الأصابيعي يعيش في لبنان، حيث تلاحقه الظروف السيئة من كلّ حدب وصوب. يتملّكه هاجس الشهرة، فتأخذه الحماسة إلى عالم من الوهم والتخيّلات والتهيّؤات، ويعيش في أحلام يقظته.

يحاول الأصابيعي صناعة أي محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي ليحقق الانتشار والشهرة، ويُجري مداخلات ويدلي بتصريحات وكأنّه مقدّم برنامج مختص بالقضايا النفسية، ما يضعه في مأزق ويتسبب في طرده من عمله في مطعم وجبات سريعة.

لكنّ حادثة انتحار تغيّر حياته تماما، إذ يصادف مروره في موقع الحادثة وعثوره على هاتف المنتحر، فيكتشف حوارا مع طفلته التي تنتظره على العشاء، ثمّ يتّضح أنه كان يعاني من مشكلات نفسية ومادية.

بعد ذلك، يتواصل من هاتف الراحل مع جمعية معنية بمساعدة الذين يوشكون على الانتحار، فيعطيها عنوانا خاطئا، ما يتسبّب للمركز والموظفة التي تلقّت الاتصال في مشكلات كبيرة.

نتابع فيما بعد كيف يصبح الرجل مديرا للمركز بعد التسبّب في فضيحة ما، قبل أن يُكتشف أمره، ثم يزج به في السجن حيث يؤلف كتابا بعنوان "ترتيب خاص"، في حين يستمر تأثيره على شبكات التواصل الاجتماعي.

تبدو القصة مهلهلة ومفككة، تفتقر لمقومات جوهرية تساعد على التصعيد المنتظر! من دون أن تحقق معادلة العمل القصير الذي يفترض أن يقدم حكاية مشدودة بمنطق سينمائي، تغيب عنه الثرثرات ومشاهد الجسور أي الأحداث الثانوية التي لا طائل منها سوى ربط الشخصيات والأحداث ببعضها.

إنما تغرق حوارات "ترتيب خاص" في مونولوجات مفبركة في حكاية هي بالأصل تجافي الصيغة الواقعية، إلى جانب حشو مقصود لسلسة شتائم بذيئة، تأخذنا نحو انحدار فني مجاني.. فلو تم حذف كلّ تلك الشتائم لما أثّرت على السياق الدرامي بشيء، إضافة لإقحام غير مبرر لشخصيات سورية ثم جنوح البطل نحو الخيال والفانتازيا بطريقة تزيد من تفكّك العمل.

كما أنه يقع في مشكلة درامية ثانية عندما تظهر فجأة بعض الشخصيات وتغيب من دون أن تترك أي أثر، بل تؤكد على فكرة فبركة وجودها لتبرير حدث معين كان من الممكن تبريره من دون وجود كل هذه الشخصية: المثال على ذلك واضح في حضور شخصية هند (لين غرة) التي تورط البطل في حوارات شخصية تجعله عرضة للمساءلة أثناء عمله، ثم تختفي بعدما تقتص من أحمد الذي تخلق بينهما مشكلة خاصة. إننا أمام غياب أي مبرر يشرح دوافع الشخصيات أو حتى إشارة لتاريخها تشير لمطرح ما جعلها على ما هي عليه اليوم.

من الصعب أن تعثر على جواب حول سبب الطرح الغريب عن هوس بطل الحكاية بأصابع النساء، خاصة أننا لم نتابع أي حدث يبرر الحالة، أو يعطي سببا مقنعا للحديث فيها ولا حتى في مشهد (فلاش باك) يروي حادثة قديمة تبرر ذلك، والأسئلة ستستمر على هذه الهيئة عندما نصل لواقعة المذيعة المشهور وهي تخون زوجها مع شخص لا يحمل أي مقومات تجعله هدفا لأي امرأة، فكيف بسيدة تعمل إعلامية مشهورة لم نجد أي سبب يدفعها نحو الخيانة في مكان عمل شريكها ما يجعلها عرضة للفضيحة.

الملمح الإيجابي بشكل ظاهر هو الصيغة التجسيدية والفاعلية اللافتة في المنطق الأدائي عند بطل العمل النجم السوري مكسيم خليل وتبنّيه اقتراحا متمايزا ومكتمل المعالم بالنسبة لشخصية إشكالية تثير الجدل في كلّ خطوة تمشيها. حتى لو لم يظهر التباين اللازم بعدما يصبح البطل مديرا ومقدم برامج، فإن الشغل بدا عميقا من الممثل وفقا لمدرسة أداء تخوّله البحث في العوالم النفسية للشخصية وفهمها بالمطلق ثم العناية بالهيئة الشكلية والملابس، وإكسائها بحركة جسد مناسبة ومشية وطريقة نظرات وتصرفات تنسجم بالمطلق مع روحها.

ويبقى العنصر البصري يشكّل ملمحا جماليا واضحا بعدما حاول المخرج الشاب استعراض كلّ مهاراته، ونجح في بناء شكل خاص في الضوء واللون، وهو ما يوضح تأثره الصريح بالمخرج ويس أندرسون ومقاربة تجربته الفريدة "فندق بودابست الكبير" (The Grand Budapest Hotel).

 كل ذلك مجرّد محاولات تصنع جمالية في الصورة، ربما وتمتّع على مستوى الأداء، لكن الأكيد يبقى الجوهر الحكائي هو ما يعول عليه في نجاح الحكاية، وهو ما أصابها بعطب واضح وجعها خارج الاهتمام الجماهيري والنقدي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترتیب خاص

إقرأ أيضاً:

أحمد العوضي: فهد البطل مختلف عن أعمالي السابقة.. وأحب التفاعل مع جمهوري بالمسابقات

أتقنت اللهجة الصعيدية من قبل وأحببت تقديم مزيج بين الصعيدي والشعبي

فخور بالعمل مع أحمد عبد العزيز.. وتأثرت بأعماله التي نشأنا عليها

كارولين عزمي موهوبة وتستحق أدوارا أكبر وأهم

التصوير في رمضان صعب بسبب ساعات العمل الطويلة وقلة النوم
 

"فهد" الشاب الصعيدي الذي يهرب من قريته بعد تعرضه للظلم،  لكنه لا يستطيع الهروب من ماضيه، خاصة بعد تعرض شقيقته لحادث مأساوي يقلب حياته رأسا على عقب، ليجد نفسه في صراعات شرسة لاستعادة حقوقه، هذه القصة التي يعود  الفنان أحمد العوضي إلى الدراما الرمضانية هذا العام من خلال مسلسل فهد البطل، الذي يحمل طابعا شعبيا ممزوجا بالأكشن والدراما الإنسانية.  

وتمكن مسلسل فهد البطل من تصدر نسب المشاهدة في مصر ودول الخليج مع  انتهاء الأسبوع الأول من شهر رمضان، فما هي التحديات التي واجهت "العوضي"، وهل اللغة الصعيدية كانت صعبة إم اتقانها كان سهلا، وهل يتأثر بطل العمل بالشخصيات التي يقدمها على الشاشة بعد إنتهاء العمل أم لا.

إلى نص الحوار:- 

ما الذي جذبك لمسلسل فهد البطل خاصة أنه ينتمي للتيمة الشعبية التي سبق أن قدمتها؟

المسلسل يحمل طابعا شعبيا، لكنه يختلف عن الأعمال التي قدمتها سابقا، وبه الكثير من مشاهد الأكشن، لكنه أيضا مليء باللمسات الإنسانية، وهذا ما أحرص عليه دائما في أعمالي، كما حدث في حق عرب، اذ ركزت على العلاقة العاطفية بين الابن والأم، وأحب أن أسلط الضوء على العلاقات الأسرية التي قد ننساها وسط انشغالات الحياة، وأرى أن من واجبنا تذكير الجمهور بأهمية العائلة.

ما هو التحدي الأكبر بالنسبة لك في فهد البطل؟

 التحدي الأكبر هو الحفاظ على النجاح الذي حققته في السنوات الماضية، بل وتجاوزه، كما طمحت لأن يكون فهد البطل أكثر تميزا من الشخصيات التي جسدتها سابقا، خاصة أن القصة قريبة من الواقع، وتحمل الكثير من الصراعات المختلفة.

 تقدم شخصية صعيدية في المسلسل..  هل واجهت صعوبة في إتقان اللهجة؟

لا، لأنني سبق أن قدمت اللهجة الصعيدية في مسلسل  "ضرب نار" من خلال شخصية جابر الكوماندا وأتقنتها، وأحبها كما أحب أهل الصعيد،  لكن هذا العام قررت تقديم مزيج بين اللهجة الصعيدية والشعبية.

 كيف تختلف شخصية فهد البطل عن أدوارك السابقة؟

الاختلاف يكمن في دوافعه وصراعاته، و المسلسل نفسه يمثل حالة مختلفة عن أعمالي السابقة، وهو ماحمسني له، فأنا أهتم  بتفاصيل الشخصيات التي أقدمها وأعمل على جعلها واقعية.

ما المختلف الذي وجدته في  التعاون  مع المخرج محمد عبد السلام والمؤلف محمود حمدان؟

المخرج محمد عبد السلام يتمتع برؤية إخراجية متميزة ولديه شغف كبير بالعمل،  وأتمنى أن يجمعنا المزيد من الأعمال مستقبلا،  وبالنسبة للمؤلف محمود حمدان، فهو صديقي وشريك نجاح، اذ قدمت معه أكثر من عمل ناجح مثل حق عرب، ونعرف كيف نفكر معا لتحقيق أفضل النتائج.

ماذا عن التعاون مع باقي فريق العمل؟

 فخور بالتعاون مع الفنان أحمد عبد العزيز، فهو أحد الفنانين الذين نشأنا على أعمالهم العظيمة مثل سوق العصر ومين ميحبش فاطمة وذئاب الجبل،  كما أنني سعيد بالعمل مع لوسي ومحمود البزاوي، بالإضافة إلى أصدقائي ميرنا نور الدين، كارولين عزمي، عصام السقا، يارا السكري، وحمزة العيلي، و بيننا جميعا "كيميا"، وهذا ينعكس على الشاشة بالتأكيد.


ماذا عن تكرار التعاون مع الفنانة كارولين عزمي؟

كارولين فنانة موهوبة وانا سعيد بالتعاون معها وهي فنانة تستحق الحصول على أدوار أكبر وأهم.

هل تتأثر بالشخصيات التي تقدمها؟

 لا أتأثر بها نفسيا، لكن جسديا نعم، على سبيل المثال، في حق عرب، جسدت شخصية مدمن، وكان علي إنقاص وزني ليبدو مظهري هزيلا،  أيضا بعض اللازمات الخاصة بالشخصيات تبقى معي لبعض الوقت،  وشخصياتي دائما قريبة من الواقع، لأنها تمثل فئات مختلفة من المجتمع.

 ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال التصوير في موسم رمضان؟

التصوير يكون صعبا جدا بسبب ساعات العمل الطويلة، كما أننا سجلنا في أكثر من 150 موقعا مختلفا، إلى جانب التمارين الرياضية وقلة النوم، لكنني معتاد على هذا النمط، والتحدي الأكبر هو الاستمرار في التصوير خلال رمضان مع الحفاظ على التركيز والطاقة.

مشاهد اكشن كثيرة في العمل.. فما هي تحديات تقديمها على الشاشة؟

 المخرج محمود طاحون كلمة السر، فأناأعتبره أشطر مخرج حركة فى مصر، والأكشن لايمثل ضعوبة بالنسبة لي  لأننى أمارس الرياضة وأتدرب على معظم الألعاب القتالية منذ أن كنت صغيرا.

تهتم بالسوشيال ميديا و بالمسابقات الرمضانية.. لماذا تحرص عليها سنويا؟

أعتبر هذه المسابقات تقليدا رمضانيا مثل الفانوس، وأقوم بها يوميا طوال الشهر، وأرى أنها فرصة للتفاعل المباشر مع الجمهور، الذي أعتبره شريك نجاحي،  البعض قد يعتبرها دعاية، لكن إن كانت دعاية مفيدة للجمهور فلم لا؟.

ماذا يفعل أحمد العوضي خارج اوقات التصوير؟

حياتي كلها مرتبطة بالجمهور لأني بالفعل أحبه، وملتصق به، وبالتالي حياتي في رمضان أو قبله أو بعده متشابهة، وهناك أوقات أريد أخذ استراحة بعيدا عن الضوضاء حتى استعيد أفكاري وأرتبها وأفكر في خطواتي المستقبلية ولا ابتعد عن التواصل مع جمهوري  واعتبره عائلتي.

ما هي مشاريعك المقبلة بعد رمضان؟

 أعمل على تحضير فيلم أكشن جديد سيكون مختلفا عن أعمالي السينمائية السابقة، وسأكشف عن تفاصيله قريبا.

مقالات مشابهة

  • لبنان في مركز مُتقدّم.. إليكم ترتيب الدول العربية التي لديها نساء متعلمات أكثر من رجالها
  • أحمد العوضي: فهد البطل مختلف عن أعمالي السابقة.. وأحب التفاعل مع جمهوري بالمسابقات
  • إسلام فوزي يسخر من شخصية أحمد العوضي في مسلسل فهد البطل .. فيديو
  • أحمد العوضي يشيد بنجاح "فهد البطل": المسلسل حقق نسب مشاهدة كبيرة
  • بأداء مؤثر.. هدى المفتي تبكي الجمهور في «80 باكو»
  • مسلسل فهد البطل الحلقة 8.. لقاء أحمد العوضي وعمه غلاب
  • فهد البطل الحلقة 9.. هل يستطيع أحمد العوضي القضاء على التمساح؟
  • العوضي يتصدر والرداد الأخير.. ترتيب نسب مشاهدة مسلسلات رمضان بدول الخليج
  • «عصام السقا»: بحب التغيير في الشخصيات التي أقدمها
  • عصام السقا: أحب التغيير في الشخصيات التي أجسدها