ترتيب خاص.. هذه الشتائم فأين المسلسل؟
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
منذ عودته من أميركا، لفت المخرج السوري الشاب ميّار النوري كل من تعاطى معه بسبب ثقافته الواسعة ورشاقة أفكاره وطرحها بطريقة جذابة، ثم تمكن من الدخول إلى سوق العمل بطريقة ذكية أكسبته مهارة وخبرة إضافية لما تعلمه عن فن الإخراج في أهم الجامعات، فقد أنهى دراسة الإخراج السينمائي في جامعة "فول سايل"، وكان من المنتظر أن يحقق حضورا مختلفا في إنجازه العملي، على المستوى المحلي والعربي، باعتبار أنه عاد مسكونا بهاجس صناعة فنّ راقٍ حتى لو استلهم من كل الخراب المحيط ببلاده والمنطقة.
ورغم عمله بصفته مدير إضاءة وتصوير في أكثر من عمل، بعدما أنجز أفلاما قصيرة وعمل ممثلا في بعض التجارب، وصل أخيرا إلى هدفه المنشود عندما أخرج مسلسلا قصيرا بعنوان "ترتيب خاص".
العمل من إخراج النوري وكتابته مع فؤاد يمين، وبطولة كلٍ من مكسيم خليل، وناتاشا شوفاني، وفؤاد يمين، وكارول الحاج، ولين غرة، في حين حل النجم عباس النوري ضيفا على تجربة ابنه الإخراجية الأولى إلى جانب مشاركة سيرينا محمد ويارا الدولاني.
لكنّ "ترتيب خاص" ظهر كأنه يجافي منطق صناعة العمل القصير من ناحية كثافة الأحداث والتصاعد المتسارع للحكاية، وبدا فعليا كأنه أنجز بمنطق يخالف القاعدة الأكاديمية لفن كتابة السيناريو التي تفيد بضرورة عناية الكاتب في صوغ التعقيدات، ومنطق البناء التصاعدي للحكاية وتتفق على أن التعقيدات ليست عقبات تمنع البطل من الوصول إلى هدفه، بل هي قضايا ومشكلات وصعوبات أخرى عليه أن يواجها ويتعامل معها.
ولا تشكل تلك التعقيدات تهديدا واضحا للشخصية الرئيسة وهدفها على الأقل حين تطرأ في البداية، وتدور بعض التعقيدات في الحبكة كي تهدد الشخصية الرئيسة.
وتدور الحكاية حول شابّ سوري اسمه أحمد الأصابيعي يعيش في لبنان، حيث تلاحقه الظروف السيئة من كلّ حدب وصوب. يتملّكه هاجس الشهرة، فتأخذه الحماسة إلى عالم من الوهم والتخيّلات والتهيّؤات، ويعيش في أحلام يقظته.
يحاول الأصابيعي صناعة أي محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي ليحقق الانتشار والشهرة، ويُجري مداخلات ويدلي بتصريحات وكأنّه مقدّم برنامج مختص بالقضايا النفسية، ما يضعه في مأزق ويتسبب في طرده من عمله في مطعم وجبات سريعة.
لكنّ حادثة انتحار تغيّر حياته تماما، إذ يصادف مروره في موقع الحادثة وعثوره على هاتف المنتحر، فيكتشف حوارا مع طفلته التي تنتظره على العشاء، ثمّ يتّضح أنه كان يعاني من مشكلات نفسية ومادية.
بعد ذلك، يتواصل من هاتف الراحل مع جمعية معنية بمساعدة الذين يوشكون على الانتحار، فيعطيها عنوانا خاطئا، ما يتسبّب للمركز والموظفة التي تلقّت الاتصال في مشكلات كبيرة.
نتابع فيما بعد كيف يصبح الرجل مديرا للمركز بعد التسبّب في فضيحة ما، قبل أن يُكتشف أمره، ثم يزج به في السجن حيث يؤلف كتابا بعنوان "ترتيب خاص"، في حين يستمر تأثيره على شبكات التواصل الاجتماعي.
تبدو القصة مهلهلة ومفككة، تفتقر لمقومات جوهرية تساعد على التصعيد المنتظر! من دون أن تحقق معادلة العمل القصير الذي يفترض أن يقدم حكاية مشدودة بمنطق سينمائي، تغيب عنه الثرثرات ومشاهد الجسور أي الأحداث الثانوية التي لا طائل منها سوى ربط الشخصيات والأحداث ببعضها.
إنما تغرق حوارات "ترتيب خاص" في مونولوجات مفبركة في حكاية هي بالأصل تجافي الصيغة الواقعية، إلى جانب حشو مقصود لسلسة شتائم بذيئة، تأخذنا نحو انحدار فني مجاني.. فلو تم حذف كلّ تلك الشتائم لما أثّرت على السياق الدرامي بشيء، إضافة لإقحام غير مبرر لشخصيات سورية ثم جنوح البطل نحو الخيال والفانتازيا بطريقة تزيد من تفكّك العمل.
كما أنه يقع في مشكلة درامية ثانية عندما تظهر فجأة بعض الشخصيات وتغيب من دون أن تترك أي أثر، بل تؤكد على فكرة فبركة وجودها لتبرير حدث معين كان من الممكن تبريره من دون وجود كل هذه الشخصية: المثال على ذلك واضح في حضور شخصية هند (لين غرة) التي تورط البطل في حوارات شخصية تجعله عرضة للمساءلة أثناء عمله، ثم تختفي بعدما تقتص من أحمد الذي تخلق بينهما مشكلة خاصة. إننا أمام غياب أي مبرر يشرح دوافع الشخصيات أو حتى إشارة لتاريخها تشير لمطرح ما جعلها على ما هي عليه اليوم.
من الصعب أن تعثر على جواب حول سبب الطرح الغريب عن هوس بطل الحكاية بأصابع النساء، خاصة أننا لم نتابع أي حدث يبرر الحالة، أو يعطي سببا مقنعا للحديث فيها ولا حتى في مشهد (فلاش باك) يروي حادثة قديمة تبرر ذلك، والأسئلة ستستمر على هذه الهيئة عندما نصل لواقعة المذيعة المشهور وهي تخون زوجها مع شخص لا يحمل أي مقومات تجعله هدفا لأي امرأة، فكيف بسيدة تعمل إعلامية مشهورة لم نجد أي سبب يدفعها نحو الخيانة في مكان عمل شريكها ما يجعلها عرضة للفضيحة.
الملمح الإيجابي بشكل ظاهر هو الصيغة التجسيدية والفاعلية اللافتة في المنطق الأدائي عند بطل العمل النجم السوري مكسيم خليل وتبنّيه اقتراحا متمايزا ومكتمل المعالم بالنسبة لشخصية إشكالية تثير الجدل في كلّ خطوة تمشيها. حتى لو لم يظهر التباين اللازم بعدما يصبح البطل مديرا ومقدم برامج، فإن الشغل بدا عميقا من الممثل وفقا لمدرسة أداء تخوّله البحث في العوالم النفسية للشخصية وفهمها بالمطلق ثم العناية بالهيئة الشكلية والملابس، وإكسائها بحركة جسد مناسبة ومشية وطريقة نظرات وتصرفات تنسجم بالمطلق مع روحها.
ويبقى العنصر البصري يشكّل ملمحا جماليا واضحا بعدما حاول المخرج الشاب استعراض كلّ مهاراته، ونجح في بناء شكل خاص في الضوء واللون، وهو ما يوضح تأثره الصريح بالمخرج ويس أندرسون ومقاربة تجربته الفريدة "فندق بودابست الكبير" (The Grand Budapest Hotel).
كل ذلك مجرّد محاولات تصنع جمالية في الصورة، ربما وتمتّع على مستوى الأداء، لكن الأكيد يبقى الجوهر الحكائي هو ما يعول عليه في نجاح الحكاية، وهو ما أصابها بعطب واضح وجعها خارج الاهتمام الجماهيري والنقدي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يؤكد ضرورة العمل على تذليل التحديات التي تواجه القطاع السياحي
أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، ضرورة العمل على تذليل عددٍ من التحديات التي تواجه القطاع السياحي، في ظل الحاجة إلى إعطاء دفعة في مجال الاستثمار السياحي لزيادة عدد الغرف الفندقية من أجل استيعاب الزيادة المُستهدفة في أعداد السائحين خلال السنوات المقبلة، لافتاً إلى أن أحد تلك التحديات يتمثل في تعدد الموافقات والرسوم المتعلقة بالمشروعات السياحية، مشيراً إلى أهمية إيجاد حل سريع لهذه التحديات.
جاء ذلك خلال رئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم الاثنين، اجتماع اللجنة الوزارية للسياحة، بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، والدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، والدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، و أحمد كجوك، وزير المالية، و شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، والدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، والدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء حسام حسين كامل، مدير إدارة المتاحف العسكرية، و حسام الشاعر، رئيس مجلس إدارة الإتحاد المصري للغرف السياحية، واللواء حسام حسن، مساعد وزير الداخلية لقطاع السياحة، والسفير ياسر شعبان، مساعد وزير الخارجية للشئون الثقافية، والدكتور حسام عبد الغفار، مساعد وزير الصحة والسكان للتطوير المؤسسي، ومحمد أيوب، رئيس غرفة المنشآت الفندقية، و حمادة أبو العينين، رئيس جمعية مرسى علم، ومسئولي الجهات المعنية.
وأكد رئيس الوزراء أهمية عمل هذه اللجنة، في ضوء الاهتمام الذي توليه الدولة لقطاع السياحة، وذلك سعياً لتفعيل التنسيق بين الأجهزة المعنية لبحث مقترحات النهوض بالقطاع السياحي، وتذليل مختلف التحديات، والعمل على الارتقاء بالمقاصد والمقومات السياحية الفريدة التي تتمتع بها مصر، بهدف مضاعفة الحركة السياحية الوافدة.
وشدد رئيس الوزراء في هذا الصدد على أهمية توحيد جهة تحصيل الرسوم من المنشآت السياحية، فضلاً عن تدقيق ومراجعة تلك الرسوم لتحديدها على سبيل الحصر وإعلانها بشفافية، مشدداً أيضاً على أهمية تحديد الجهات التي لها حق التفتيش على المنشآت السياحية بوجود ممثل عن وزارة السياحة، وذلك بهدف تحسين جودة الخدمة المقدمة للسائح، وتوحيد جهة التعامل معه عبر منصة إلكترونية مخصصة لهذا الهدف.
ووجه مدبولي كذلك بسرعة العرض على مجلس الوزراء للنظر في منح مختلف الحوافز والمزايا الممكنة للمنشآت والمشروعات السياحية، بما في ذلك الحصول على الرخصة الذهبية، لتحقيق دفعة كبيرة لتلك المشروعات، مع ضرورة التزام الجهات الحكومية المعنية بإصدار الموافقات اللازمة خلال إطار زمني محدد.
ومن جانبه، أوضح وزير السياحة والآثار، أنه يتم التعامل بالفعل مع التحديات التي يتم رصدها لتشجيع الاستثمار السياحي، وذلك عبر اجتماعات يتم عقدها مع الاتحاد المصري للغرف السياحية، وممثلي عدد من جمعيات المستثمرين السياحيين، لافتاً إلى أنه يتم العمل على حل تحدي تعدد الموافقات التي تصدر للمستثمرين السياحيين من عدة جهات، وكذا تعدد الرسوم المطلوبة منهم، وذلك سعياً لتخفيف الأعباء عنهم ودفع المشروعات السياحية.
واستعرض شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، أهم الإجراءات المُتبعة لتهيئة البيئة المُحفزة للاستثمار السياحي في مصر، حيث أشار إلى أن الحركة السياحية شهدت في عام 2023 نمواً يقدر بـنحو 14% أعلى من مؤشرات ما قبل جائحة كورونا، حيث حققت أعداد السائحين والإيرادات أرقاماً إيجابية، كما من المتوقع ـ بالرغم من الظروف الجيوسياسية ـ تحقيق حوالي 15.3 مليون سائح عام 2024، بنسبة نمو 4%، مع العمل لتحقيق رقم 30 مليون سائح عام 2030، لافتاً إلى أن تحقيق هذا النمو يرتبط بمُضاعفة الاستثمارات السياحية في إنشاء الطاقة الفندقية، لافتاً في هذا الصدد إلى أن عام 2024 شهد حتى الآن نمواً في الطاقة الفندقية بواقع 7200 غرفة إضافية، بينها 55% طاقات جديدة.
وتطرق وزير السياحة والآثار إلى الخطوات المُقترحة لتحفيز الاستثمار السياحي في مصر، والتي تتضمن العمل على تيسير الإجراءات الخاصة بإقامة المشروعات السياحية، والسعي لإيجاد استراتيجية للترويج للفرص الاستثمارية الواعدة في هذا القطاع، وذلك في إطار التخطيط لزيادة الطاقة الفندقية ضمن توزيع متوازن بين المقاصد السياحية المتنوعة، إلى جانب طرح مُبادرات وحوافز لتشجيع الاستثمار السياحي، وحل تحديات تعدد جهات الولاية وطول إجراءات منح التراخيص للمشروعات، وكذا إعادة النظر في الرسوم المقررة، بالإضافة إلى العديد من المقترحات الخاصة بزيادة تنافسية المقصد السياحي المصري.
وخلال الاجتماع، أعرب ممثلو القطاع الخاص السياحي عن تأييدهم لما طرح خلال الاجتماع من توحيد جهة تحصيل الرسوم عقب مراجعة مختلف الرسوم، وإقرارها بصورة نهائية.
كما أكد ممثلو القطاع الخاص السياحي أهمية تذليل العقبات الإجرائية أمام المستثمرين من أجل إعطاء دفعة لهذا القطاع المهم.
كما ناقش الاجتماع سبل تطوير بعض الطرق ذات الأهمية الخاصة لقطاع السياحة، لتيسير حركة السائحين بين المقاصد السياحية المتنوعة، حيث وجه رئيس الوزراء بضرورة توفير مختلف الخدمات على تلك الطرق خاصة فيما يتعلق بتغطية شبكات المحمول.
وعرض الفريق مهندس كامل الوزير، خلال الاجتماع، دور مشروعات النقل في تنشيط السياحة، وفي هذا الصدد تم التنويه إلى أن وزارة النقل تشارك في تنشيط ودعم السياحة بمختلف أنواعها، وتشمل: التعليمية، والأثرية، والترفيهية، والدينية، بجانب سياحة اليخوت، وسياحة الغوص، إضافة إلى السياحة الشاطئية، والعلاجية، وذلك من خلال قطاعات النقل المختلفة، التي تضم الطرق والكباري، والسكك الحديدية، وشبكة القطار الكهربائي السريع، ووسائل النقل الحضري، والنقل البحري، وكذلك النقل النهري.
وفي هذا الإطار، تم تسليط الضوء على أهمية شبكة الطرق والكباري في خدمة تنشيط السياحة، حيث تم إنشاء ورفع كفاءة شبكة من الطرق الحرة والسريعة والرئيسية بإجمالي أطوال 30.5 ألف كم منها 7 آلاف كم إنشاء جديد، من بينها 4 آلاف كم تخدم قطاع السياحة والمناطق السياحية.
وفيما يتعلق بالسكك الحديدية، تم التنويه إلى أنه تم وضع خطة لتطوير جميع عناصر السكك الحديدية على كامل خطوط الشبكة، والتي تصل إلى 10 آلاف كم، ومنها خط السكك الحديدية (القاهرة - الأقصر - أسوان)، وخط (القاهرة - الإسكندرية)، التي تخدم قطاع السياحة، فضلاً عن تطوير المحطات الواقعة في نطاق المدن التي تتمتع بمقاصد سياحية وترفيهية، مع تبني الهوية البصرية الموحدة لكل منطقة، مثل تطوير محطات: الأقصر، وأسوان، والإسكندرية، ومحطة مصر بالقاهرة، وإنشاء محطة قطارات صعيد مصر.
وتمت الإشارة أيضاً إلى شبكة القطار السريع بطول 2000 كم، التي تضم 60 محطة، وتخدم 2.5 مليون راكب يومياً، كما تنقل 33 ألف طن بضائع يوميا، حيث تهدف شبكة القطاع السريع إلى الربط بين المناطق السياحية، بما يتيح تنوع البرامج السياحية للسائح في الرحلة الواحدة.
كما تم استعراض أهمية وسائل النقل الحضري، متمثلة في مترو الأنفاق، في خدمة السياحة الدينية، والثقافية لمرورها بالعديد من المزارات، فضلا ًعن اعتبارها كوسيلة لسياحة التسوق، لمرورها بمنطقة وسط المدينة والسياحة العلاجية، إضافة إلى القطار الكهربائي الخفيف، الذي يخدم سياحة التسوق، نظراً لمروره بأكبر المراكز التجارية، والسياحة الترفيهية لمروره بأكبر حديقة دراجات بمدينة المستقبل، والسياحة الرياضية، لمروره بمدينة مصر للألعاب الأولمبية، كما يمر بمطار العاصمة الإدارية الجديدة، فضلا عن المونوريل، الذي يخدم مختلف أنواع السياحة.
كما تم التطرق إلى أهمية وسائل النقل البحري والنهري في خدمة السياحة، حيث يتم استكمال تطوير الموانئ البحرية، من أجل استيعاب الزيادة المطردة في أحجام السفن واليخوت السياحية الأجنبية، والإشارة لاهتمام الدولة حاليا بسياحة اليخوت، حيث تم إنشاء المنصة الرقمية الموحدة لليخوت السياحية، فضلاً عن أهمية النقل النهري في تشجيع زيادة أعداد الفنادق العائمة التي تعمل من القاهرة إلى أسوان.
اقرأ أيضاًمدبولي يُتابع مع وزير الثقافة استراتيجية عمل الوزارة وأهم الأنشطة والفعاليات المُنفذة
مدبولي: جهاز حماية المنافسة له دور مهم في سياسات داعمة للنمو الاقتصادي
مدبولي: نحرص على متابعة جهاز حماية المنافسة لأهميته في تحقيق النمو الاقتصادي