عثرة اقتصاد الصين تدفع شركات عالمية لتغيير إستراتيجياتها
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
شرعت شركات عالمية في خفض الأسعار والتكاليف وتقليص نشاطها بالصين وسط استمرار تعثر ثاني أكبر اقتصاد في العالم رغم جهود بكين لاستعادة الزخم.
وقالت شركات كبرى من بينها إيرميس ولوريال وكوكاكولا ويونايد إيرلاينز ويونيليفر ومرسيدس إن العملاء الصينيين يقللون من الإنفاق في ظل استمرار أزمة العقارات وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب.
وبدأت بعض الشركات بالفعل في تعديل إستراتيجياتها في السوق الصينية.
منافسة صعبةوقالت شركة مرسين الفرنسية لصناعة الغرافيت الكربوني الأسبوع الماضي إنها ستغلق مصنعا لمنتجات نقل الكهرباء في الصين نظرا لصعوبة المنافسة مع الشركات المحلية.
وفي الوقت ذاته، تعمل شركات الأغذية العالمية مثل دانون ونستله على تعزيز التخفيضات في الأسعار أو زيادة المبيعات عبر الإنترنت.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة كوكاكولا، جيمس كوينسي، بالتزامن مع إعلان الأرباح في 23 أكتوبر/تشرين الأول الحالي إن البيئة التشغيلية في الصين لا تزال صعبة، وأضاف للمستثمرين: "لا يبدو أن الاقتصاد سيتحسن".
وتتعهد الحكومة الصينية بتقديم مزيد من الدعم، لكن لم يتضح بعد نطاق إجراءات التحفيز الإضافية وتوقيت تنفيذها، ولم تقنع الحكومة المستثمرين حتى الآن بأن جهودها ستعزز الاقتصاد الذي يبلغ حجمه 18.6 تريليون دولار.
ورغم التباطؤ، لا تزال بعض الشركات تضخ استثمارات.
وتواجه إيرميس، المصنعة لحقائب اليد تراجعا في عدد المشترين لكنها تعوض ذلك بسعيها لزيادة المبلغ الذي ينفقه كل عميل في المتوسط خلال كل عملية شراء، كما تبيع الشركة مجوهرات ومنتجات جلدية وملابس جاهزة للرجال والنساء.
وبعد افتتاح إيرميس متجرا في شنتشن الأسبوع الماضي، تعتزم افتتاح متجر آخر في شنيانغ في ديسمبر/كانون الأول المقبل ومتجر رئيس في بكين العام المقبل.
لكن يرى آخرون أن بيئة الأعمال التجارية في الصين تغيرت بشكل سيدوم لفترة طويلة.
أيام ولّتوقال الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد إيرلاينز، سكوت كيربي: "كنا نُشغل ما يقرب من 10 رحلات يوميا إلى الصين لكن أعتقد أن تلك الأيام ولت".
وتسيّر الشركة الآن ما يصل إلى 3 رحلات يوميا من لوس أنجلوس إلى شنغهاي ولا تتوقع أن يتغير هذا الوضع قريبا، وقال كيربي: "الوضع تغير تماما".
وخلال موسم إعلان نتائج الربع الثالث، المستمر حاليا، يركز المسؤولون التنفيذون للشركات على الحديث عن بيئة الأعمال في الصين ويصفونها بالصعبة.
وتوقع إرمنيجيلدو زينيا، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة السلع الفاخرة الإيطالية التي تحمل نفس اسمه استمرار الوضع "الصعب" في الصين حتى أوائل 2025 على الأقل.
وقالت شركة "إل في إم إتش" -التي ساعدت مبيعاتها بالصين في جعلها أكبر شركة أوروبية من حيث القيمة السوقية حتى العام الماضي- إن ثقة المستهلكين في البلاد وصلت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
2025 عام صعب على قطاع السيارات الكهربائية في الصين بعد مبيعات قوية العام الماضي
حققت شركات صناعة السيارات الكهربائية في الصين بقيادة شركة "بي واي دي" (BYD) طفرة في المبيعات أواخر عام 2024، لتفسح المجال لعام آخر صعب إذ تواجه شركات صناعة السيارات مخاطر الطلب في الداخل والخارج.
إذ:
باعت شركة "بي واي دي" الصينية العملاقة 4.27 ملايين سيارة كهربائية وهجينة تعمل بالكهرباء العام الماضي. سلّمت شركة "لي أوتو" (Li Auto Inc) أكثر من 500 ألف سيارة. ضاعفت شركة "ليبموتور" (Leapmotor) الشريكة لشركة "ستيلانتيس" (Stellantis) مبيعاتها لتفوق 293 ألفا و700 سيارة.وفشلت العلامات التجارية الشهيرة الأخرى، بما في ذلك "نيو" (Nio Inc) و"إكس بينغ" (Xpeng Inc) في تحقيق مستهدفاتها رغم ارتفاع الطلب في نهاية العام.
منافسة شرسةوارتفعت تسليمات العلامة التجارية للسيارات الكهربائية الفاخرة "زيكر" (Zeekr) التابعة لشركة "جيسيانغ جيلي" (Zhejiang Geely) بنسبة 87% إلى 222 ألفا و123 سيارة العام الماضي، متخلفة عن مستهدفها البالغ 230 ألفا.
وسلمت مجموعة جيلي للسيارات الأوسع نطاقا، بما في ذلك علامتها التجارية التي تحمل اسمها، 2.18 مليون سيارة، بزيادة 32% على أساس سنوي.
وتشير النتائج المختلطة إلى عام آخر من المنافسة الشرسة على أكبر سوق للسيارات في العالم، والتي تحملت حرب أسعار لا هوادة فيها شهدت استحواذ الشركات المصنعة الكبرى على حصة على حساب الشركات الأصغر.
إعلانوأثّرت التوترات التجارية المتزايدة مع شركاء تجاريين رئيسيين مثل الاتحاد الأوروبي على صادرات السيارات الكهربائية الصينية، وحثت أكبر مجموعة صناعية في البلاد الحكومة على تمديد التسهيلات للتداول في المركبات القديمة لتحفيز المبيعات المحلية.
ونقلت بلومبيرغ عن الأمين العام لجمعية سيارات الركاب في الصين، كوي دونغشو، قوله إن هذه الشكوك تخيم على بداية عام 2025، على الرغم من النتيجة الأفضل من المتوقع لعام 2024، وقد تزيد مبيعات التجزئة الإجمالية لسيارات الركاب في الصين 2% فقط إلى 23.4 مليون سيارة في عام 2025، من نمو بنسبة 5.7% العام الماضي.
انتعاشوأضاف دونغشو: "لقد شهدنا انتعاشا لشركات صناعة السيارات الأقوى، مثل جيلي وبي واي دي، وقد يستمر هذا الزخم في عام 2025، فضلا عن النمو القوي من شركات مثل شاومي".
وتابع: "تواجه الصادرات مزيدا من الضغوط بسبب القضايا الجيوسياسية، وبالتالي من المتوقع أن تلعب المبيعات المحلية دورا أكثر أهمية".
ومن المرجح أن يضع هذا المزيد من الضغوط على شركات صناعة السيارات الصينية لطرح نماذج أحدث أو عروض محملة بالتكنولوجيا تحظى بشعبية لدى المشترين الذين يزدادون انتقائية في البلاد.
وباعت العلامات التجارية التابعة لتحالف هارموني للتنقل الذكي التابع لشركة هواوي تكنولوجيز، بما في ذلك أيتو، أكثر من 444 ألف سيارة العام الماضي، بعد تخطي هدف التسليم الأولي المتمثل في 100 ألف سيارة سيدان كهربائية "إس يو 7" (SU7).
وقال لي جون رئيس مجلس إدارة شركة شاومي إن مستهدف المبيعات لقسم السيارات الكهربائية الخاص بها سيتم رفعه إلى 300 ألف لعام 2025، مع إطلاق سيارة رياضية متعددة الاستخدامات هذا العام.
وتخاطر شركات صناعة السيارات التقليدية بخسارة مزيد من حصة السوق، ومن المتوقع أن تتراجع تسليمات شركة سايك، الشريك المملوك للدولة لشركة فولكسفاغن، وشركة قوانغتشو شريكة تويوتا عام 2024 بنسبة 20%.
إعلان