الجزيرة:
2024-11-01@07:18:42 GMT

هل يستخدم ترامب الجيش الأميركي في السياسة إذا فاز؟

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

هل يستخدم ترامب الجيش الأميركي في السياسة إذا فاز؟

واشنطن– ألمح الرئيس السابق والمرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترامب إلى أنه يجب استخدام الجيش الأميركي ضد فئة من المواطنين الذين وصفهم بأنهم "العدو الداخلي" للبلاد، مما أثار مخاوف في الوسط السياسي من نواياه إذا فاز بالانتخابات.

وقال ترامب قبل أيام إن هناك تهديدات خطيرة تتعرض لها الولايات المتحدة، مضيفا أن هناك "العدو الخارجي، ثم لدينا العدو في الداخل، والعدو الداخلي، في رأيي، أكثر خطورة".

وشرح ترامب ذلك بالقول إن "المشكلة الأكبر هي الناس في الداخل. لدينا بعض الأشخاص السيئين للغاية. لدينا بعض المرضى، مجانين يساريين راديكاليين. وأعتقد أنه يجب التعامل معهم بسهولة من قبل الحرس الوطني أو الجيش إذا لزم الأمر".

وفي تعقيبه على ما قاله ترامب، أفاد مارك إسبر، وزير الدفاع السابق في عهد ترامب، بأن الأميركيين "يجب أن يأخذوا هذه الكلمات على محمل الجد، خاصة أن ترامب حاول بالفعل القيام بذلك عندما كان رئيسا".

واستدعت تصريحات ترامب ما سبق وقام به خلال فترة رئاسته التي امتدت 4 سنوات، عندما حاول استخدام الجيش خلال احتجاجات صيف 2020، التي اندلعت عقب مقتل جورج فلويد، الرجل الأسود، على يد رجال شرطة بيض.

وزادت تصريحات ترامب من مخاوف واسعة مما قد يخطط للقيام به إذا وصل للبيت الأبيض مرة ثانية، كما ضاعف صدور حكم جديد من المحكمة العليا في الأول من يوليو/تموز الماضي، والذي يمنح الرئيس حصانة عن الأعمال الرسمية، بما في ذلك ربما كقائد أعلى للقوات المسلحة، من هذه المخاوف.

ورفض ترامب الاعتراف بهزيمته الانتخابية أمام جو بايدن في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وبالتشكيك في نتائج الانتخابات بث الحماس في الآلاف من أنصاره قبل اقتحامهم مبنى الكابيتول، في محاولة لوقف عملية التصديق رسميا على نتائج الانتخابات الرئاسية.

ترامب حاول الزج بالجيش الأميركي لقمع احتجاجات 2020 إثر مقتل جورج فلويد (رويترز) استمرار التشكيك

خلال المناظرة الرئاسية التي جمعت الرئيس دونالد ترامب والمرشح السابق جو بايدن في يونيو/حزيران الماضي، ثم بكامالا هاريس الشهر الماضي، رفض المرشح ترامب التعهد بقبول نتائج الانتخابات إذا خسرها، ولا يبدو الرئيس السابق دونالد ترامب مؤمنا بضرورة اتباع التقاليد الأميركية الراسخة، إذ لم يتعهد بقبول نتائج الانتخابات وتهنئة المرشحة كامالا هاريس إذا خسر الانتخابات كما جرت العادة.

وللمرة الثانية، وعلى يد ترامب، يشكك مرشح ورئيس سابق في نتائج انتخابات مستقبلية، وهو ما قد يسبب أزمة ثقة في النظام الديمقراطي للولايات المتحدة وإجراءاتها السياسية، مما يطرح مجددا أسئلة عن موقف الجيش من أزمة مستقبلية.

وقبل إعلان نتائج انتخابات 2020، كان جو بايدن قد قال إنه "مقتنع تماما" بأن الجيش سيتدخل لإخراج الرئيس دونالد ترامب من البيت الأبيض، إذا خسر الأخير الانتخابات ورفض المغادرة.

ثم دخل الجيش على خط النقاش السياسي بعدما وجهت إليسا سلوتكين وميكي شيريل، وهما نائبتان ديمقراطيتان من مجلس النواب، أسئلة مكتوبة إلى كل من وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي قبل انتخابات 2020، تتعلق بالقلق من رفض ترامب ترك منصبه طواعية، أو أنه قد يحاول استخدام الجيش للتشبث في السلطة إذا فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات.

ونأى الجنرال ميلي بالجيش بعيدا عن السجالات السياسية، ورد بخطاب رسمي جاء فيه أنه "في حال وقوع خلاف على جوانب من الانتخابات، حسب القانون، فإن المحاكم الأميركية والكونغرس هما المطالبان بحل أي خلاف، لا القوات العسكرية الأميركية".

القضاء وليس الجيش

وخشي مؤسسو الدولة الأميركية تدخل الجيش في الحياة السياسية، وحد الدستور من أي احتمال لسيطرة ضباط عسكريين غير منتخبين على الحكم. وحدد الدستور بدقة مسؤوليات الرئيس المنتخب، والتي على رأسها أنه قائد أعلى عام للقوات المسلحة. من ناحية أخرى، يثق الأميركيون بأن جيشهم لا تحركه الأهواء السياسية الداخلية أو الحزبية.

ولا يوجد دور للجيش في العملية السياسية، فقد حدد القانون الرجوع للمحاكم الأميركية وصولا للمحكمة الدستورية العليا لحل أي خلاف بشأن هوية المرشح الفائز إذا وقعت أزمة في عدّ أو فرز الأصوات أو عدم اعتراف مرشح بالهزيمة، وهو ما تم اللجوء إليه لحسم انتخابات 2000 بين جورج بوش وآل غور.

ولم يعطِ الدستور أي دور للجيش في عملية الانتقال السياسي، بل اشترط أن يكون وزير الدفاع شخصا مدنيا، كما جرد رئيس الأركان من أي سلطات سياسية، وجعل المنصب ضعيفا يستطيع معه الرئيس أن يقيله.

وللديمقراطية الأميركية أركان عدة، من أهمها خضوع القوات المسلحة لسيطرة الجانب المدني، وعدم تدخل القوات المسلحة في العملية السياسية. ومنذ اعتماد الدستور عام 1788 (الأقدم في العصر الحديث) حرص الآباء المؤسسون للنظام الأميركي على تجنب وجود سيطرة مطلقة ومركزية قد تؤدي لتركز السلطة في يد شخص واحد أو هيئة واحدة تشجع على نمو الممارسات الاستبدادية.

ومن الجدير بالذكر أن البنتاغون لا يعبّر عن تفضيله مرشحا على آخر، ويدلي العسكريون الأميركيون بأصواتهم في الانتخابات بحرية تماما كأي مواطِن آخر، ويمكن لهم كذلك العمل بالسياسة والسعي للوصول لأي منصب سياسي فقط بعد الاستقالة من وظيفتهم العسكرية، أو بعد التقاعد من الخدمة العسكرية.

وعرفت الانتخابات الرئاسية على مدى تاريخها الحديث ظاهرة تسمر المواطنين الأميركيين أمام الشاشات انتظارا لخبر تلقي المرشح الرئاسي الفائز مكالمة هاتفية من المرشح الخاسر يهنئه فيها بالانتصار، ويتمنى له ولأميركا كل الخير والتقدم.

وعلى الرغم من سخونة الحملات الانتخابية وما تشهده من هجمات موضوعية وشخصية من كل فريق على الآخر، يطوي إعلان نتائج الانتخابات صفحة الصراع السياسي بين الفريقين، وتبدأ بعدها مرحلة انتقالية تمتد لأسابيع لنقل السلطة للطرف الفائز، إلا أن دونالد ترامب، وللمرة الثانية قد يمثل تهديدا لهذا العرف الديمقراطي الأميركي الأصيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات نتائج الانتخابات دونالد ترامب جو بایدن

إقرأ أيضاً:

14 ملياردير يؤثرون على نتائج الانتخابات الأمريكية بالأموال.. من أبرزهم؟

كشفت وسائل إعلام أمريكية أن هناك أكثر من 14 ملياردير أمريكيا يقدمون دعمًا ماليًا ضخمًا للمرشحين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ومن أشهر هؤلاء الأثرياء الداعمين لدونالد ترامب وكامالا هاريس، إيلون ماسك وبيل جيتس.

كمية الأموال المجموعة لترامب وهاريس

وذكر موقع «ذا أتلانتيك» الأمريكي، أنه يوجد أكثر من 14 ملياردير أمريكيا يؤثرون في انتخابات 2024، إذ جمع الداعمون لكاملا هاريس 2.2 مليار دولار، مقارنة بـ 1.7 مليار دولار لمؤيدي دونالد ترامب.

أبرز الداعمين لترامب وهاريس

ومن أبرز ممولي حملة هاريس، بيل جيتس مؤسس مجموعة «مايكروسوفت» بـ50 مليون دولار، والمبرمج داستن موسكوفيتز بـ38 مليون دولار، ورائد الأعمال ريد هوفمان بـ16 مليون دولار، أما أبرز ممولي حملة ترامب فهم، تيم ميلون ودفع 150 مليون دولار، ومالك تويتر إيلون ماسك الذي دفع 118 مليون دولار، والطبيبة الثرية ميريام أديلسون بـ100 مليون دولار، بجانب الزوجين المحافظين ليز وديك يوهلين ودفعا 80 مليون دولار.

وأصدرت منظمة «أوبن سيكريتس» غير الحزبية في واشنطن، بيانا ترجح فيه أن تكون الدورة الانتخابية الحالية الأكثر إنفاقا على الإطلاق، بمجموع 15.9 مليار دولار متجاوزة الإنفاق في عام 2020 والذي وصل إلى 15.1 مليار دولار.

المتنافسون في الانتخابات

ويتنافس في هذه الانتخابات 5 مرشحون وهم تشيس أوليفر وجيل شتاين وكونيل وست ودونالد ترامب، وكامالا هاريس، وتجرى الانتخابات في الثلاثاء المقبل الخامس من نوفمبر.

مقالات مشابهة

  • الانتخابات الأميركية.. استياء من تبادل الإهانات
  • الاقتصاد وأوضاع المعيشة.. أبرز اهتمامات الناخب الأميركي
  • ساندرز: سنغيّر السياسة الأميركية تجاه إسرائيل إذا فازت هاريس
  • «5 كتل تصويتية» تحسم نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية
  • "قضية القمامة".. مزحة أشعلت الانتخابات الأميركية
  • استطلاع جديد يتنبأ بنتائج الانتخابات الأميركية في 3 ولايات حاسمة
  • كيف يمكن استخدام التقنيات الحديثة للتنبؤ بنتائج الانتخابات الأميركية 2024؟
  • تشكيل قوة رد سريع لمواجهة التداعيات..الاتحاد الأوروبي “مرعوب” من عودة ترامب..توقعات بتغييرات مفاجئة في السياسة الأمريكية قبل تنصيب الرئيس الجديد..تخوفات من فرض رسوم جمركية على السلع المصدرة لأمريكا
  • البتكوين تتجاوز حاجز 71 ألف دولار وسط ترقب لنتائج الانتخابات الأميركية
  • 14 ملياردير يؤثرون على نتائج الانتخابات الأمريكية بالأموال.. من أبرزهم؟