الجزيرة:
2024-12-03@18:26:50 GMT

الصحة النفسية جانب خفي يضاف لأزمات أفريقيا

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

الصحة النفسية جانب خفي يضاف لأزمات أفريقيا

أفريقيا- الصراعات وانعدام الأمن والأزمات السياسية والإنسانية والتاريخ الاستعماري، عوامل فرضت على المجتمعات في أفريقيا التعامل مع الصدمات النفسية المستمرة، والتي يتخطى تأثيرها المباشر وغير المباشر الأفراد والعائلات.

وتكشف نظرة أكثر تفصيلا على أفريقيا عن واقع مخيف. ويقول "المرصد الصحي الأفريقي المتكامل" التابع لـلأمم المتحدة إن القارة لديها أحد أعلى معدلات الانتحار في العالم.

وبحسب أرقامه، يقدم بمعدل 11.2 شخصا من بين كل 100 ألف نسمة على إنهاء حياتهم كل عام.

وتسجل بعض الدول أعلى حالات انتحار، من بينها ليسوتو وإسواتيني وزيمبابوي وجنوب أفريقيا وموزامبيق وجمهورية أفريقيا الوسطى وبوتسوانا وإريتريا والكاميرون وكوت ديفوار، وفق إحصاءات رسمية لعام 2019.

مشكلة عامة

تقول المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا ماتشيديسو مويتي إن الانتحار هو مشكلة صحية عامة كبرى، ونادرا ما تكون الوقاية منه أولوية في البرامج الصحية للدول، وتضيف أنه لا بد من استثمار جهد كبير لمعالجة العبء المتزايد على أفريقيا جراء الإصابات المزمنة بحالات غير معدية مثل الاضطرابات العقلية التي يمكن أن تساهم في الانتحار.

فعلى سبيل المثال، تخصص أوغندا قرابة 10% من الناتج المحلي على الإنفاق الصحي، لكن جزءا لا يزيد على 1% من مجمل المبالغ يخصص للرعاية العقلية والنفسية، بحسب وزارة الصحة في البلاد. وهو ما يصعب من إمكانية الوصول للخدمات الصحية والدعم النفسي.

وبحسب المديرة الإقليمية لمؤسسة "سترونغ مايندز" في أوغندا كريستينا نتولو، فإن ضعف القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية العقلية في العديد من البلدان الأفريقية سببه انخفاض الاستثمار الحكومي.

ويتخطى تأثير تدهور الصحة النفسية والعقلية بشكل عميق في المجتمعات، وفي أفريقيا التي عانت على مدى قرون من الاستعمار والتمييز، ويصبح التأثير أكثر حدة. وتقول الباحثة في معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا إيسيل راس إن الصدمة في أفريقيا غالبا ما تكون عابرة للأجيال، وتؤثر على الرفاهية النفسية الجماعية.

إلى جانب العوامل النفسية والبيولوجية الفردية، يزيد التعرض لظروف اجتماعية واقتصادية وجيوسياسية غير مؤاتية، بما في ذلك الفقر والعنف وعدم المساواة، خطر التعرض لمشاكل في الصحة النفسية. ويُعد الاكتئاب وخطر إيذاء النفس واضطرابات القلق واضطراب ما بعد الصدمة من أكثر الإصابات انتشارا.

وتقدم دراسة أعدها باحثون في جامعة نيروبي عام 2006 في عدد من الدول التي شهدت اضطرابات أهلية وتجارب نزوح، أرقاما مقلقة. ووفق الدراسة، فإن الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعا في أوغندا بداية القرن الحالي ومجتمعات النازحين في كينيا هي اضطراب ما بعد الصدمة بنسبة 39.9% والاكتئاب بنسبة 52%.

وتقدر وزارة الصحة الأوغندية أن نحو 14 مليون شخص في البلاد من أصل 44 مليون نسمة يعانون من اضطراب نفسي. وتوضح أن ارتفاع النسبة إلى أكثر من 30% من عدد السكان يعود -بشكل أساسي- إلى ضعف نظام الرعاية الصحية في البلاد، والذي شهد تراجعا إضافيا بسبب جائحة كورونا.

أما منظمة الصحة العالمية، فتقدم أرقاما أوسع للوضع العام في القارة، وتفيد بأن قرابة 116 مليون شخص في أفريقيا يعانون بالفعل من صدمات نفسية وأمراض عقلية. وتعرّف الصحة النفسية بوصفها "حالة من الرفاه النفسي التي تمكن الأفراد من مواجهة ضغوط الحياة، والمساهمة في مجتمعاتهم المحلية والوطنية، وأنها حق أساسي من حقوق الإنسان".

تحديات جمة

يُعد نقص التمويل في تقديم خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي وتركزها في المدن، من أهم التحديات التي تواجهها القارة، يضاف إليها نقص الموارد البشرية والوصمة الاجتماعية.

وتقدر الصحة العالمية أن معدل إنفاق وزارات الصحة الأفريقية على الصحة العقلية والنفسية يصل لنحو 50 سنتا أميركيا عن كل مواطن، بينما يعتبر حاجز دولارين للفرد هو الحد الموصى به للدول ذات الدخل المنخفض.

وينسحب انخفاض الإنفاق والاستثمار أيضا على الكوادر الطبية المؤهلة، فلا يتجاوز متوسط عدد الأطباء النفسيين في أفريقيا معدل 0.1 طبيبا لكل 100 ألف شخص. يضاف إليها الوصمات الاجتماعية التي تعيق تشخيص الإصابات بسبب المعلومات المضللة حول المرض العقلي والصدمات.

وتحاول منظمة الصحة العالمية مساندة الدول الأفريقية في الانتقال إلى نظام صحي أكثر شمولية وتعزيز الإنفاق على الصحة العقلية والنفسية، وتعمل "بشكل وثيق مع هذه الدول لتعزيز الاستجابة الشاملة لتحديات الصحة العقلية والنفسية"، حسبما تقول الدكتورة مويتي.

ومنذ أكثر من عقد، بلورت المنظمة ما سمتها "خطة العمل الشاملة للصحة العقلية"، وهي إطار عمل صمم لتحسين خدمات الصحة العقلية في جميع أنحاء العالم، وخاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ويفترض اكتماله بحلول عام 2030.

واستجابت الدول الأفريقية للخطة ونجحت -بالفعل- 28% منها في دمج الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي في خططها للاستعداد للأزمات الصحية المستقبلية. لكن 8 دول من أصل 47 نجحت في إرساء برامج لتعزيز الصحة النفسية.

خطوات إيجابية

تُعد تنزانيا من التجارب الواعدة في مجال الصحة النفسية والعقلية في أفريقيا، أطلقت ما سمته "حوارا وطنيا للصحة العقلية". وتعتبر أنه ضروري من أجل القيام بما يلزم لتحضير البيئة المواتية التي تعزز الصحة العقلية، بحسب ستانسلاوس نيونجو نائب وزير الدولة للتخطيط والاستثمار.

وأضاف نيونجو أن الخطوات يمكن أن تشمل أيضا اتخاذ إجراءات على مستوى الإصلاحات السياسية والتشريعية.

وشهدت البلاد في السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في الإنفاق على قضايا الصحة العقلية والنفسية مدفوعا بزيادة خدمات الصحة النفسية وإمكانية الوصول إليها في العيادات والمستشفيات ومراكز العلاج المتخصصة في جميع أنحاء البلاد، رغم بقاء التحدي الأهم المتمثل في وجود عدد محدود من الأطباء النفسيين وعلماء النفس المتاحين، بحسب مركز "ستاتيستا" للإحصاء.

وسمح النمو الاقتصادي الثابت -الذي شهدته تنزانيا في السنوات الأخيرة وارتفاع المداخيل للسكان- بتخصيص المزيد من الموارد المالية نحو صحتهم العقلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الصحة العقلیة والنفسیة الصحة العالمیة الصحة النفسیة فی أفریقیا

إقرأ أيضاً:

ترامب للدول التي تحاول الابتعاد عن الدولار: سنفرض رسوم جمركية 100%

قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إن واشنطن ستفرض رسوما جمركية تبلغ 100% على الدول التي تحاول الابتعاد عن الدولار، وذلك وفقا لخبر عاجل على قناة القاهرة الإخبارية.

وأوضح ترامب في منشور على شبكة Truth الخاصة به، اليوم السبت: «فكرة أن دول البريكس تحاول الابتعاد عن الدولار بينما نقف نحن ونراقب، انتهت».

وأضاف: «نطلب التزاما من هذه الدول بأنها لن تدشن عملة جديدة لمجموعة البريكس، ولن تدعم أي عملة أخرى لتحل محل الدولار الأميركي القوي»، مشيرا إلى أن هذه الدول في حال اعتراضها يجب أن تتوقع أن تودِّع البيع في الولايات المتحدة الرائعة.

وفي وقت سابق، تم التوسع في عضوية «بريكس» وانضمام دول أخرى إلى المجموعة سيحدثان تغييرا جذريا في الاقتصاد العالمي.

وناقشت مجموعة دول بريكس - كما تُعرف بشكل جماعي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا- قضية إلغاء الدولار في قمة 2023. واكتسب رد الفعل العنيف ضد هيمنة الدولار زخماً في 2022 عندما قادت الولايات المتحدة الجهود لفرض عقوبات اقتصادية على روسيا.

وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بأنه سيجعل من المكلف للدول الابتعاد عن الدولار. وهدد باستخدام الرسوم الجمركية لضمان امتثالهم. واكتسب تهديد يوم السبت أهمية جديدة وسط استعداد الرئيس المنتخب لاستعادة السلطة في يناير

اقرأ أيضاًترودو يعقد اجتماعا طارئا مع رؤساء المقاطعات الكندية لمواجهة تهديدات ترامب

«بيتكوين» تعاود الارتفاع بعد أطول سلسلة خسائر منذ فوز ترامب

البيت الأبيض: بايدن وزوجته سيحضران حفل تنصيب ترامب في يناير المقبل

مقالات مشابهة

  • الصحة النفسية للشباب ووسائل التواصل الاجتماعي
  • ما هي "قاعدة 20-5-3"... لتحسين الصحة العقلية والجسدية؟
  • ملتقى الصحة النفسية يوصي بالعدالة والإنصاف الوظيفي في التعليم
  • «دور الرياضة في الصحة النفسية وأثرها على طلاب المعاهد الأزهرية» ندوة تثقيفية بمعهد بنين مطروح النموذجي
  • مطروح الأزهرية تطلق أولى فعاليات مبادرة «الصحة النفسية» بمجمع مطروح النموذجي
  • المجلس القومي للمرأة ينظم جلسات الصحة النفسية في محافظتي القاهرة والجيزة
  • قومي المرأة ينظم جلسات الصحة النفسية في محافظتي القاهرة والجيزة
  • "القومي للمرأة" ينظم جلسات الصحة النفسية بمحافظتي القاهرة والجيزة
  • القومي للمرأة ينظم جلسات الصحة النفسية في القاهرة والجيزة
  • ترامب للدول التي تحاول الابتعاد عن الدولار: سنفرض رسوم جمركية 100%