ماذا يحدث في المحكمة الجنائية الدولية؟
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
لم يسبق أن تعرضت المحكمة الجنائية الدولية منذ تأسيسها إلى هذا القدر من التشويه وممارسة الضغوط التي وصلت حد الفضيحة. فكل القضايا التي عُرضت على المحكمة سارت في مسارها العادي دون كثير من الضوضاء، وحتى عندما صدرت مذكرات القبض ضد بوتين وهو رئيس دولة نووية، لم نسمع عن تهديدات وضغوط كبيرة.
وُجهت إلى المحكمة انتقادات قانونية محقة بسبب تَلكُّئها وتباطُؤِها في الملف الفلسطيني، فمستوى التحرك في مكتب المدعي العام منذ إحالة الجرائم إلى المحكمة في يونيو/حزيران 2014 لم يرقَ إلى مستوى الجرائم كماً ونوعاً مقارنةً بسرعة التحرك في ملفات أخرى، وخاصة في الدول الإفريقية والملف الأوكراني.
سر الهجمة الشرسة على المحكمة كشف عنه المدعي العام الحالي كريم خان في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن رئيس دولة غربية منتخب قال له: "هذه المحكمة أُنشئت من أجل إفريقيا ومن أجل السفاحين مثل بوتين وليس ضد الدول الغربية وحلفائها". فهم لا يتوقعون أن تطالهم أو تطال ربيبتهم إسرائيل، فجن جنونهم منذ أعلنت المدعية العامة السابقة فاتو بن سودا تحقيقاتها الرسمية في الجرائم المرتكبة في فلسطين، وازداد هذا الجنون بعد طلب خان إصدار مذكرات قبض بحق نتنياهو وجالانت.
تصريح خان حول التنبيهات التي تلقاها وما تضمنته من تهديدات مبطنة (يُعتقد أنها كانت بعد وقت قصير من استلام منصبه) يفسر سبب الجمود في الملف الفلسطيني؛ فخان عَلِم بالمخاطر التي قد تواجهه إذا ما أكمل عمل المدعية السابقة، فاستسلم وتجاهل الملف كلياً، لكن أحداث السابع من أكتوبر وحجم الجرائم التي تُرتكب وتصاعد الانتقادات الموجهة إليه فرض عليه التحرك بالشكل المتواضع الذي رأيناه.
اليوم، هناك أحداث تُوصف بأنها مفاجئة وغير طبيعية تدور في المحكمة الجنائية الدولية كفيلة بتقويضها فقد انتشرت تقارير عن فضيحة تحرش جنسي تورط فيها السيد كريم خان مع موظفة في مكتبه، الأمر الذي نفاه كريم خان جملة وتفصيلاً. كما أعلنت المحكمة استبدال القاضية الرومانية جوليا موتوك، التي ترأس الغرفة التمهيدية وتنظر في مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت، بالقاضية السلوفانية السيدة بيتي هولر لأسباب طبية لم يُكشف عنها.
نشر الفضيحة الجنسية التي تم تداولها في وقت حرج بغض النظر عن صدقيتها ليس بريئا على الإطلاق؛ فمصادر في المحكمة الجنائية تحدثت عن أن نشرها في هذا التوقيت هو عقاب للمدعي العام الذي تجرأ على تقديم طلب للغرفة التمهيدية في 20 من مايو 2024 لإصدار مذكرات قبض بحق نتنياهو وغالانت.نشر الفضيحة الجنسية التي تم تداولها في وقت حرج بغض النظر عن صدقيتها ليس بريئا على الإطلاق؛ فمصادر في المحكمة الجنائية تحدثت عن أن نشرها في هذا التوقيت هو عقاب للمدعي العام الذي تجرأ على تقديم طلب للغرفة التمهيدية في 20 من مايو 2024 لإصدار مذكرات قبض بحق نتنياهو وغالانت.
وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن أن جهاز الموساد الإسرائيلي تجسس على المدعي العام وموظفين وقضاة على صلة بالملف الفلسطيني ووجّه لهم تهديدات. وكشفت هذه التقارير أن المدعية السابقة فاتو بن سودا تعرضت لتهديد مباشر من رئيس الموساد السابق يوسي كوهن خلال لقاء جمعهما، كما تم تسريب تسجيلات شخصية لزوج فاتو تسببت في إحراج لها في الدوائر الدبلوماسية.
الفضيحة التي انفجرت اليوم، فيما سماه كثيرون “ما قبل اللحظات الأخيرة” من إصدار مذكرات القبض، لن تؤثر على قضاة المحكمة، وإن كان نشر الفضيحة يحمل رسالة غير مباشرة لهؤلاء القضاة بأنكم وأُسركم الهدف التالي إن صادقتم على طلب المدعي العام.
وهذا ما يجعلنا نتساءل: هل نجحت هذه الحملة الشرسة على قضاة المحكمة في دفع القاضية الرومانية للاستقالة؟ وهل التأخر في إصدار القرار لأكثر من خمسة أشهر مردّه هذه الضغوط؟ حتى الآن لا يوجد ما ينفي أو يؤكد ذلك، فما أعلنته المحكمة بشكل مفاجئ أن سبب الاستبدال هو أسباب صحية، وقابل الأيام سيكشف ما هي هذه الأسباب الصحية وهل هي حقيقة أم ذريعة؟ وهل بعد التشكيل الجديد للغرفة التمهيدية سيكون إصدار المذكرات وشيكاً؟
نعتقد أن الأسباب الصحية لاستقالة القاضية موتوك غير مقنعة وهي ذريعة غير مسبوقة في كل القضايا التي عُرضت على الغرفة التمهيدية؛ فقد عملت موتوك لفترة طويلة في الغرفة التمهيدية ولم تعانِ من أي شيء، وبرزت معاناتها فجأة في هذا الملف، مما يشير إلى أن هناك ضغوطاً شاركت فيها دولتها رومانيا لإحباط تشكيل أغلبية محتملة تصادق على مذكرات الاعتقال.
وما يعزز ذلك أن القاضية الجديدة هولر نشرت في فبراير/شباط 2015 قبل انضمامها إلى المحكمة مقالاً بعنوان “انضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية: تحليل مختصر”، وفيه تشكك في أن فلسطين دولة وتجادل بأنها لا تملك حدوداً معروفة، وبموجب اتفاق أوسلو لا تملك فلسطين ولاية جنائية على الإسرائيليين وبالتالي لا تستطيع إحالة الجرائم المرتكبة إلى المحكمة، وأن إسرائيل تملك جهازاً قضائياً مستقلاً وفعالاً وبالتالي له الأولوية في التحقيق في الجرائم وفق مبدأ التكامل.
مقال هولر فيه كثير من السياسة وقليل من الفهم القانوني والواقع الذي يعيشه الفلسطينيون في ظل الاحتلال؛ فمسألة أن فلسطين ليست دولة وليس لها حدود قد حُسمت في قرار سابق للمحكمة في فبراير 2021، مفاده أن لا سلطة للمحكمة للنظر في هذه المسألة، فهي محسومة ومحددة في قرارات الأمم المتحدة. فلسطين دولة ضمن حدود الرابع من حزيران، وتأكد ذلك في الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الأخير، الذي اعتبر أن الاحتلال بحد ذاته أصبح جريمة يجب أن ينتهي، وهو الأمر الذي صادقت عليه الجمعية العامة في قرارها الأخير.
أما فيما يتعلق باتفاقيات أوسلو وأن فلسطين لا تملك إحالة الجرائم إلى المحكمة، فقد ردت عليه المحكمة جزئياً في قرارها السابق، معتبرة أن ذلك يخالف قواعد القانون الدولي الإنساني، وقاعدة آمرة في القانون الدولي تنص على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
أما أن إسرائيل تمتلك جهازاً قضائياً فاعلاً يمكن أن يحقق في الجرائم التي تُرتكب ويجب إعطاؤه فرصة وفقاً لمبدأ التكامل، فهذا انفصال عن الواقع؛ فحتى تاريخ كتابة هولر لمقالها، شنت إسرائيل على غزة ثلاث حروب راح ضحيتها الآلاف من المدنيين، ودُمرت مناطق كاملة، وهُجر الآلاف، ولم نسمع عن أي تحقيق جاد. بل طوال عقود من الاحتلال كانت ولا زالت السلطة القضائية أداة في يد الاحتلال لشرعنة الاستيطان والقتل والتعذيب والتهجير.
اليوم، بعد تسع سنوات على مقال هولر، مسألة التكامل وفيما إذا كانت فلسطين تملك إحالة الجرائم إلى المحكمة مطروحة على الغرفة التمهيدية التي شُكلت مؤخراً وجعلت فيها هولر عضواً؛ فهل ستتشبث هولر برأيها بعد كل هذه المذابح وما يجري من إبادة جماعية في قطاع غزة دون أن يرمش لأحد جفن في إسرائيل؟ أم أنها ازدادت وعياً وخبرة بعد سنوات طويلة عملت فيها داخل المحكمة، مما يجعلها تفهم أن القانون والأدلة المتوافرة يؤكدان أن لا مكان لمبدأ التكامل، باعتبار أن إسرائيل بكليتها دولة مارقة، مما يوجب العمل بوتيرة أسرع لإصدار مذكرات قبض ليس بحق نتنياهو وجالانت فقط، إنما بحق الآلاف من المسؤولين والضباط والجنود.
القلق على مصير مذكرات القبض مشروع بعد كل هذه الفوضى، فلا نعلم كيف ستتشكل الأغلبية في المحكمة مع أو ضد. فرئيس الغرفة التمهيدية الفرنسي نيكولاس غيلو لا نعرف له رأياً سابقاً في القضية المطروحة؛ فهل سيتبع سيرته التي تقول إنه “ذو خبرة واسعة، عمل قبل انتخابه قاضياً في المحكمة الجنائية الخاصة لكوسوفو لمدة أربع سنوات كما عمل في المحكمة الخاصة في لبنان” أم أنه سيتبع سيرة بلاده الداعمة لإسرائيل؟!
شنت إسرائيل على غزة ثلاث حروب راح ضحيتها الآلاف من المدنيين، ودُمرت مناطق كاملة، وهُجر الآلاف، ولم نسمع عن أي تحقيق جاد. بل طوال عقود من الاحتلال كانت ولا زالت السلطة القضائية أداة في يد الاحتلال لشرعنة الاستيطان والقتل والتعذيب والتهجير.أما القاضية رين ألابيني ـ غانسو التي تحمل جنسية الدولة الإفريقية بنين، فقد كانت من بين القضاة الذين قرروا في فبراير 2021 أن المحكمة ليس لها سلطة النظر في قرار جمعية الدول الأطراف في انضمام فلسطين لاتفاقية روما، وبالتالي فإن فلسطين دولة، والاختصاص الإقليمي للمحكمة يشمل كافة الأراضي الفلسطينية المعروفة في الأمم المتحدة.
لا شك أن أي قرار بتعطيل إصدار مذكرات القبض سيوجه ضربة قاصمة للمحكمة وسيؤكد ما قاله المسؤول الغربي بأن المحكمة صُممت لأفريقيا وملاحقة بعض “البلطجية”. وهذا قد يؤدي إلى انسحاب جماعي من قبل الدول الأطراف، وخاصة الإفريقية منها، مما يهدد بانهيار المحكمة.
في الوقت الحالي، هناك دعم واسع لعمل المسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية من دول ومنظمات ورجال قانون، فهم ليسوا وحدهم يواجهون العربدة الإسرائيلية. حتى ضحايا الجرائم الإسرائيلية تقدموا لحماية أعضاء المحكمة؛ فبتاريخ 08/10/2024 نشرت صحيفة “الجارديان” خبراً مفاده أن المدعين العامين في هولندا يدرسون شكوى تقدم بها ضحايا فلسطينيون ونشطاء أمريكيون ضد رئيس الموساد وسياسيين أمريكيين هددوا المدعي العام وموظفين فيها.
كان من الواجب ألا تنتظر السلطات القضائية في هولندا ضحايا يهمهم سير العدالة وعدم تعطيلها لتقديم شكوى ضد من يهددون موظفي المحكمة، فالمدعون العامون في هولندا ملزمون بتحريك تحقيقات جدية بناءً على اتفاقية الاستضافة المبرمة بين الحكومة الهولندية والمحكمة، والتي تنص المادة 43 منها على التزام السلطات الهولندية بحماية الموظفين والمقر ضد أي تهديد.
أضف إلى ذلك أن اتفاق روما أصبح جزءاً من القانون الوطني الهولندي، وهو يلزم المدعين العامين بتحريك الدعوى العامة بموجب المادة 70 ضد كل من يحاول تعطيل سير العدالة أمام المحكمة. وهذا ينطبق على كافة الدول الأطراف، وخاصة الأوروبية منها، التي جعلت من اتفاق روما جزءاً من قانونها الجنائي الوطني.
أخيراً، في ظل الحملة المسعورة، كان من واجب مكتب الادعاء العام في المحكمة الجنائية الدولية تفعيل المادة 70 من اتفاقية روما لملاحقة كل الأشخاص مهما كانت جنسياتهم الذين تجسسوا وهددوا موظفي المحكمة، ومنهم المدعي العام نفسه. لكن تراخي مكتب الادعاء العام وعدم التحرك الفعال أدى إلى الأحداث الخطيرة التي تعصف بالمحكمة اليوم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الجنائية الدولية الرأي هولندا هولندا الجنائية الدولية رأي أوضاع مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة تفاعلي سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المحکمة الجنائیة الدولیة إحالة الجرائم المدعی العام مذکرات القبض بحق نتنیاهو إلى المحکمة التی ت
إقرأ أيضاً:
ممثل فلسطين في المحكمة يؤكد استخدام الاحتلال للتجويع كسلاح حرب.. و«الجهاد» تطالب بوقف إبادة غزة فورًا
الثورة / / متابعات
قال ممثل دولة فلسطين أمام محكمة العدل الدولية، عمار حجازي، إن الشعب الفلسطيني يجوع ويقصف ويهجّر من قبل «إسرائيل»، مؤكدًا أن أعلى محكمة إسرائيلية سمحت بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وبدأت محكمة العدل الدولية في مدينة لاهاي الهولندية، أمس الاثنين، جلسات استماع علنية لرأي استشاري بخصوص التزامات الكيان الإسرائيلي الإنسانية تجاه الأمم المتحدة ووكالاتها وهيئاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتجاه الشعب الفلسطيني، بعد أكثر من خمسين يومًا من فرض حصار شامل على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي مزقته الحرب.
وأضاف حجازي، في كلمته أمام محكمة العدل الدولية وفق وكالة «قدس برس»، أن «إسرائيل» تدمر بشكل ممنهج حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتتحدى قرار محكمة العدل الدولية باستخدام الغذاء كسلاح، وتمارس حملة إبادة جماعية بحق سكان غزة.
وأوضح أن «إسرائيل» ترتكب القتل المتعمد بحق المدنيين وطواقم الإغاثة في قطاع غزة، مشددًا على أن الجرائم البشعة التي ترتكبها تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني.
وشدد حجازي على أن القانون الدولي لا يسمح لـ«إسرائيل» بحرمان سكان قطاع غزة من المساعدات الإنسانية لأي سبب كان، متهما إياها بانتهاك وحدة وسيادة الأراضي الفلسطينية، وفرض عراقيل كبيرة على دخول المساعدات الإنسانية إلى كل من قطاع غزة.
وأكد حجازي، أن «إسرائيل» تتعمد تجويع مليوني فلسطيني في قطاع غزة، وتستخدم الغذاء والتجويع كسلاح حرب، وهو ما يُعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي، لافتًا إلى تدميرها مخيمات للاجئين في الضفة الغربية ونزوح أكثر من 40 ألف فلسطيني نتيجة لذلك.
كما اتهم حجازي، «إسرائيل» بالسعي لتحويل غزة إلى مقبرة جماعية، ومنع دخول الغذاء والماء والوقود والكهرباء والدواء إلى قطاع غزة منذ 57 يومًا، ما تسبب بتداعيات كارثية.
وأكد أن القانون الدولي يفرض على «إسرائيل» تزويد قطاع غزة بالغذاء والمساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية، وتجاهلت مطالب «مجلس الأمن» بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية الطارئة، وعمدت إلى عرقلة دخولها إلى قطاع غزة.
وأشار إلى أن «إسرائيل» تنتهك التزاماتها بموجب القانون الدولي، وأن سلطات الاحتلال ملزمة بالتعاون الكامل لتطبيق الخطط الإغاثية.
وفي هذا السياق، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أمس الاثنين، إنه كان الأجدى بمحكمة العدل الدولية في لاهاي أن تطالب العدو الصهيوني فوراً، في جلساتها أمس، باحترام قرارها السابق الذي يقضي بوقف الإبادة الجماعية بغزة، وبوقف فوري لسياسة الحصار والتجويع التي تستهدف إبادة المدنيين الأبرياء في قطاع غزة.
وحملت حركة «الجهاد»، جميع الحكومات والمؤسسات الصامتة على جرائم العدو، وفي مقدمتها الحكومات العربية والإسلامية، مسؤولية تجويع سكان غزة، جراء استمرار هذا الصمت بعدما تنكر العدو لكل الاتفاقات وخرق كل التفاهمات، بدعم علني وسافر من الإدارة الأمريكية التي تشجعه على الاستمرار في ارتكاب المزيد من الجرائم، وتمده بالسلاح والعتاد والغطاء السياسي.
وأضافت الحركة في بيان لها، أن فتح ملف قضايا جرائم العدو في جلسات استماع تستغرق خمسة أيام، يوحي وكأن ممارسات كيان الاحتلال محل نقاش قانوني.
وقالت، إن تعطيل إدخال الغذاء والدواء والوقود يشكل جريمة حرب صريحة وفقاً للقانون الدولي، تحت كل الظروف، والعدو ذاته لا ينكر أنه يستخدم الحصار كسلاح لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية.
وذكرت حركة الجهاد المحكمة بأن المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت في نوفمبر 2024، مذكرة توقيف بحق رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ووزير حربه يؤاف غالانت لاتهامهما بارتكاب جرائم ضد الإنسانية عبر تجويع السكان.
وأضافت الحركة إنه كان «حري بمحكمة العدل الدولية إصدار توصية تلزم الحكومات والدول بتنفيذ هذه المذكرات، وتجريم كل الحكومات التي تتنصل من تنفيذها».
وشددت على أن المماطلات القانونية لن تطعم جائعاً، ولن تنقذ طفلاً، ولا قيمة لعدالة ينالها الأبرياء بعد فوات الأوان.
وبحسب وكالة «وفا» الفلسطينية، سينطلق الماراثون القضائي على مدار خمسة أيام، حيث سيبدأ ممثلو الأمم المتحدة مرافعاتهم أمام هيئة المحكمة المؤلفة من 15 قاضيا، وستكون دولة فلسطين أول من يعرض مداخلته طوال معظم اليوم، بالإضافة إلى مصر وماليزيا.
ووفقا لأجندة المحكمة، ستعقد جلسات الاستماع (مرافعات شفوية) خلال الفترة 28 أبريل – 2 مايو 2025، حيث أنّ 44 دولة و4 منظمات دولية أعربت عن نيتها المشاركة في المرافعات أمام المحكمة. ويأتي هذا التحرك بناء على قرار تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي، بناء على اقتراح من النرويج، يدعو محكمة العدل الدولية لإصدار رأي استشاري يحدد التزامات الكيان الإسرائيلي حيال تسهيل وصول الإمدادات الإنسانية العاجلة للفلسطينيين وضمان عدم عرقلتها.