لجريدة عمان:
2025-01-30@17:05:29 GMT

تحيا الجزائر

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

«تحيا الجزائر، تحيا الجزائر»، بهذه العبارة هتفت طفلة لم تتجاوز الخامسة من العمر مع أمها، فـي ساحة مسجد (كيتشاوة) أسفل حي القصبة بالجزائر العاصمة فـي صيف 2007، أثناء زيارتي الأولى للجزائر، وقد نشرت تفاصيل الرحلة فـي كتاب (الطرف المرتحل. دار الفرقد: 2013). استذكر تلك الكلمات على أثر زيارة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون لسلطنة عمان، الجزائر التي تستعد لإحياء الذكرى السبعين لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية التي انطلقت فـي الأول من نوفمبر 1954 ضد المحتل الفرنسي الذي استعمر بلاد الشهداء ما يقارب 130 عاما، ولكن «الدماء الزاكيات الطاهرات» -لأكثر من مليون ونصف مليون شهيد وشهيدة- كتبت الحرية لشعب أصبح أسطورةً فـي التضحية والفداء والنضال والتمسك بالوطن، وقد تعاطف مع الثورة الجزائرية العديد من أحرار العالم من أصول أوروبية وإفريقية ومن ديانات مختلفة منهم الكاتب والطبيب فرانز فانون، والطبيب بيار شولي وزوجته كلودين، وإيميل شقرون، وبعضهم قدّم روحه فداءً لها كالشهيد هنري مايو، وساهمت نضالاتهم الوطنية ومواقفهم الإنسانية فـي إخراج المحتل من بلاد تعد أكبر البلدان العربية والإفريقية مساحة.

إن الكتابة عن الجزائر وثورتها فـي اللحظة الراهنة تمنح الجماهير العربية أملا بتحرير فلسطين طال الزمن أو قَصُر؛ فالثورة الجزائرية ملهمة وهي التي جلبت الحرية والاستقلال وليس الوعود الدولية والمفاوضات العبثية. ونأمل أن يكون طوفان الأقصى بداية النهاية للغطرسة الصهيونية؛ فالدماء التي سالت والأرواح التي أزهقت لا بد أن يكون المقابل استعادة الحرية وتحرير الأرض من حركة الصهيونية العالمية.

يُذكّرنا استشهاد قادة المقاومة فـي غزة وبيروت بشهداء الجزائر، ولمن يود الاطلاع على العزيمة الفولاذية للشعب الجزائري عليه زيارة مقام الشهيد فـي العاصمة الجزائر، الذي دشنه الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد فـي نوفمبر 1982م، «يقع متحف المجاهد تحت النصب التذكاري المطل على أحياء العاصمة. يضم المتحف بين جنباته مراحل الجهاد فـي الجزائر، من المقاومة الشعبية ومبايعة الأمير عبدالقادر وعمره لم يتجاوز آنذاك الخامسة والعشرين بعد، إلى مقاومة جبهة التحرير التي قادها أبطال أشداء، أذاقوا المحتل الآلام وأثخنوهم بالجراح، وركّعوهم فـي أكثر من موقع، ومن أولئك الأبطال الذين تزين صورهم جدران المتحف، (العقيد عميروش) أو ذئب الصومام -منطقة من مناطق القبائل- و(كريم بلقاسم) و(جميلة بوحيرد)، و(محمد بوضياف) أو (سي الطيب) كما يلقب، ومهندس القنابل (عبدالرحمن طالب)، وصورة (علي عمّار) المعروف (بعلي لابوانت) وما زالت بندقيته المحترقة شاهدة على الطريقة الوحشية التي قُتِل بها». تذكرنا طريقة استشهاد لابوانت بطل معركة الجزائر بالطريقة التي استشهد بها الشهيد البطل يحيى السنوار. «كما توجد صورة للمناضل الشهيد (العربي بن مهيدي) أسطورة الثورة الجزائرية وأحد قادة معركة الجزائر، فـي سجنه والأغلال فـي يده ينظر بتحدٍ إلى سجّانه الفرنسي، وقد استشهد بن مهيدي تحت التعذيب. ليصبح أسطورة للنضال والشهادة».

هكذا تتقاطع الثورة الجزائرية مع الثورة الفلسطينية، فالجزائر شهدت أول إعلان عن قيام الدولة الفلسطينية الذي أعلنه الرئيس ياسر عرفات أمام المجلس الوطني الفلسطيني فـي الجزائر عام 1988، والمعروف بإعلان الجزائر.

عقد الجزائريون «العزم أن تحيا الجزائر» حرة ومستقلة، فهُم جند فـي سبيل الحق والتحرير، ولم يصغِ إليهم أحد حين نطقوا، لكنهم اتخذوا «رنة البارود وزنا، وعزفوا نغمة الرشاش لحنا» هذه العبارات مقتبسة من النشيد الوطني الجزائري (قسما) الذي ألّفه الشاعر مفدي زكريا عام 1956، ولحّنه الموسيقار المصري الذي أُطلق اسمه فـي العام 2017م، على المعهد العالي للموسيقى، معهد محمد فوزي.

أخيرا لستُ وحدي من تستثيره عبارة «تحيا الجزائر» فقد ذكر المناضل الجزائري من أصل أوروبي فـيليكس كلوزي، أن هذه الكلمات تشعره بالقشعريرة؛ لأنها مرتبطة بلحظة إعدام المجاهدين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الثورة الجزائریة تحیا الجزائر

إقرأ أيضاً:

شاحنات قافلة صندوق تحيا مصر تعبر إلى الأراضي الفلسطينية عبر رفح.. صور

عبرت منذ قليل شاحنات قافلة صندوق تحيا مصر إلى الأراضي الفلسطينية عبر معبر رفح البري، تحتوي على الأجهزة والمستلزمات الطبية، والأدوية، وكل المواد الغذائية الأساسية، والمياه المعدنية، والعصائر، والألبان، والخيام الإغاثية، بالإضافة إلى 11 سيارة إسعاف مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية لإتمام عمليات الإنقاذ للجرحى والمصابين، وتقوم حاليًا بتفريغ محتوياتها تمهيدًا لتوصيلها للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري ونظيره الفلسطيني.

إطلاق "صندوق تحيا مصر" أكبر قافلة مساعدات إنسانية


كان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قد شهد أول أمس، إطلاق "صندوق تحيا مصر" أكبر قافلة مساعدات إنسانية شاملة من حي الأسمرات، تتألف من 305 شاحنات "تريلا" تحمل على متنها أكثر من 4200 طن من المساعدات، و11 سيارة إسعاف، تحت شعار "نتشارك من أجل الإنسانية"؛ وذلك من أجل دعم قطاع غزة بعد قرار وقف الحرب، إيمانًا بقيم التآخي والتكافل، وتحملاً لمسئوليتنا الإنسانية في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، بالتعاون مع كل من "بيت الزكاة والصدقات"، و"بنك الطعام"، و"الجمعية الشرعية".

جاء ذلك بحضور اللواء أركان حرب أحمد علي، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، أمين صندوق تحيا مصر، وعدد من الوزراء، والمحافظين، والسفراء، وممثلي القطاع المدني.

وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن هذا الجهد تقوم به الدولة مع مؤسسات المجتمع المدني على المستوى القومي، إلا أن الشيء المهم جداً هو دور مصر المحوري والرائد على مستوى المنطقة، وخاصةً تجاه أشقائنا في جميع الدول العربية وعلى رأسهم أشقاؤنا في غزة، ولذلك نشهد اليوم إطلاق القافلة الخامسة من جهود صندوق "تحيا مصر"، بالإضافة إلى جهود مؤسسات المجتمع المدني، حيث إن قافلة اليوم وحدها تحتوي على 305 شاحنات تحمل أكثر من 4200 طن من الأغذية، والمستلزمات المعيشية، والأدوية، وسيارات الإسعاف المتجهة لأشقائنا في غزة الذين طالت معاناتهم لأكثر من 15 شهراً.

وتقدم الدكتور مصطفى مدبولي بخالص الشكر لجميع مؤسسات المجتمع المدني المشاركة في هذه الفعالية، وكذلك المؤسسات الدولية المشاركة، وقال: "دائماً وأبداً تحيا مصر".

بدوره، أشار تامر عبد الفتاح، المدير التنفيذي لصندوق تحيا مصر، إلى أن القافلة تضمنت الأجهزة والمستلزمات الطبية والأدوية الأساسية، لإمداد المستشفيات الفلسطينية ولضمان استمرار تقديم الرعاية الطبية للسكان في ظل هذا الوضع الإنساني الحرج، بالإضافة إلى 3282 طنا تقريبًا من المواد الغذائية الجافة مثل: الأرز، والمكرونة، والشعرية، والسكر، والزيت، والشاي، والتمور والجبن، والمياه المعدنية والغازية، والألبان، والعصائر، وغيرها، من المواد التي تعتبر جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي.

وأضاف: نظرًا للظروف الصعبة التي يمر بها النازحون بعد فقدان منازلهم وممتلكاتهم تحت وطأة الحرب، ظهرت الحاجة المُلحة للملابس الشتوية، حيث تضمنت القافلة كميات هائلة من الملابس تناسب جميع الأعمار؛ سواء الكبار أو الأطفال والألحفة، والبطاطين، والسجاد، كما شملت مجموعة متنوعة من الاحتياجات الأساسية، بدءًا من المنظفات والمطهرات وحقائب الإيواء التي تحتوي على المستلزمات الضرورية التي تلبي الاحتياجات اليومية، وصولًا إلى البطاطين والخيام المقاومة للظروف الجوية القاسية.

وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن صندوق تحيا مصر قدم نموذجًا يُحتذى به في حشد الجهود والتضامن بين أجهزة الدولة، والقطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، ورجال الأعمال، لجمع المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة؛ من أجل تخفيف معاناة أهالي قطاع غزة الذين يعيشون تحت وطأة الأوضاع الصعبة.

وفي هذا السياق، أشاد تامر عبد الفتاح بدور المتطوعين؛ باعتبارهم جنودا مجهولين، يعملون ليلا ونهارا لإعادة ترتيب المساعدات في طرود صغيرة وفق معايير دولية صارمة، وكل طرد يمر بفحص دقيق لضمان سلامة المحتويات، وصلاحيتها قبل التحميل في مقرات لوجستية مخصصة، ومنها تنقل على الشاحنات لتصل بأسرع وقت إلى أشقائنا في قطاع غزة في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها.


جدير بالذكر أن "صندوق تحيا مصر" أطلق قوافل إغاثية شملت المساعدات المختلفة من مواد غذائية ومستلزمات طبية ومواد إغاثية أخرى لقطاع غزة في عام 2024 تضمنت 507 شاحنات محملة بأكثر من 8000 طن مساعدات إنسانية وسيارتي إسعاف، وفي عام 2021 أطلق قافلة مساعدات تتضمن 130 شاحنة.

وتعد قوافل دعم قطاع غزة أحد أنشطة المحور الاستراتيجي "مواجهة الكوارث والأزمات"، لرفع المعاناة عن المتضررين وتدعيم روح التكافل والتضامن بين الشعوب وتعظيم دور المجتمع المدني في شتى المجالات.

مقالات مشابهة

  • 5 أولويات للمرحلة المقبلة حددها الرئيس السوري الجديد
  • الرئيس الشرع يستقبل أمير دولة قطر
  • بسمة وهبة: تصريحات الرئيس السيسي اليوم تاريخية.. "تحيا مصر وفلسطين"
  • القائد العسكري عصمت العبسي: لقد سقط صاحب صيدنايا صاحب المكابس التي قتل فيها أحبائنا ولم يكن هذا النصر لولا اعتصامنا ووقوفنا خلف القائد أحمد الشرع في لحظة إعلان المعركة.
  • ما الأسرار التي يحاول ترامب كشفها حول اغتيال الرئيس جون كينيدي؟
  • النظام الجزائري يعود للتهريج الفارغ بإستدعاء السفير الفرنسي
  • الخارجية الجزائرية تستدعي السفير الفرنسي.. ما القصة؟
  • الثورة الرأسمالية التي تحتاجها إفريقيا
  • شاحنات قافلة صندوق تحيا مصر تعبر إلى الأراضي الفلسطينية عبر رفح.. صور
  • كوريا الجنوبية.. ما السيناريوهات التي قد يواجهها الرئيس يون بعد اتهامه بالتمرد؟