في قلب النزاعات.. مثلث تحديات متداخلة يهدد كردستنان العراق
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
لم تكن برين طاهر، الموظفة في محافظة دهوك، إحدى المدن الرئيسية في إقليم كردستان، تتوقع أن تهاجم إسرائيل مواقع عسكرية إيرانية في تلك الليلة.
تقول برين (30 عاما) إنها سمعت أخبار الهجوم في الصباح بعد شروق الشمس، وتردف قائلة: "كنت أتوقع أن تتوسع دائرة الرد ورد الفعل وبدأت بمتابعة الأخبار لحظة بلحظة، خاصة تأثير ذلك على وضعنا المعيشي، فيما يتعلق بأسعار سعر صرف الدينار، وأسعار البضائع".
وعبرت عن مخاوفها من تعرض الإقليم لهجوم ايراني بسبب وجود قواعد عسكرية لقوات التحالف، واتهام الإقليم دائما بوجود مقرات إسرائيلية في أربيل.
وأضافت: "كنت متخوفة من تعرض الإقليم لهجوم كما حدث في السابق، ولكن الحمدلله مرت بسلام علينا هذه المرة".
وتجسد تصريحات برين مخاوف يشعر بها مواطنو إقليم كردستان منذ بدأ الصراع الإقليمي والحرب الدائرة، فالإقليم يواجه تحديات جمة في ظل الظروف الاقليمية الراهنة.
التحديات الأمنيةتخشى القيادات الكردستانية من استدراج إقليم كردستان في صراع إقليمي، وتأثره بهذه الحرب، بعدما ترقب الجميع الرد الإسرائيلي، وبهذا الصدد يقول عضو برلمان إقليم كردستان السابق، زياد جبار، لموقع الحرة إن على إقليم كردستان أن يحافظ على علاقاته، وينتهج الحيادية في الحرب بين إسرائيل وإيران كون الدستور العراقي يحدد مسؤولية السياسة الخارجية للحكومة الاتحادية، وهي المسؤولة عنها، ولها الرأي والتأثير عند اتخاذ أي موقف.
ولكون الإقليم جزءا من العراق، إضافة إلى موقعه الجغرافي الهام وتواجد ميليشيات مدعومة من إيران، فإن دائرة الخطر تلف حوله، حسب رأي الخبير الاستراتيجي، الأمين العام السابق لقوات البيشمركة جبار ياور، الذي يقول إن أي حرب طويلة بين إسرائيل وإيران ستعرض أمن الإقليم للخطر بسبب وجود مجموعات من المنظمات التي تسمي نفسها بالمقاومة الإسلامية، وهي منتشرة في العراق وسوريا واليمن ولبنان ومدعومة من إيران.
وأوضح ياور أن هذه المنظمات دخلت الصراع بصورة مباشرة، خاصة في عملياتها ضد إسرائيل، ولكون الإقليم جزءا من العراق فإنه سيتأثر بالوضع بشكل لا لبس فيه.
كما يرى الباحث الاستراتيجي، عبدالقادر النايل، إن إقليم كردستان تعرض سابقأ لهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية من قبل إيران وحلفائها في العراق.
ويثير ذلك مخاوف متزايدة باستهداف الإقليم من جديد، وفي حال تعرض إيران لضربات إسرائيلية متكررة فإن أربيل عاصمة إقليم كردستان قد تتعرض لقصف مماثل كسابقاته من قبل إيران، بحجج عدة بحسب ما يضيف لموقع الحرة.
وتعرضت أربيل لعدة عمليات قصف من قبل إيران، بالصواريخ البالستية أو بالطائرات المسيرة من خلال أذرعها وميليشياتها المنتشرة في العراق وفي الموصل تحديدأ، لذا الخطر الأمني قائم على الإقليم.
النايل يرى أن نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في إقليم كردستان يوم العشرين من شهر أكتوبر المنصرم أثبتت فشل إيران في محاولة دعم أجنحة سياسية لها داخل الإقليم، ويحذر قائلا إن ذلك يجعل الإقليم محط أنظار الإيرانيين بسبب فشل التدخل السياسي الإيراني لانتزاع أربيل، وهذا يجعلها عرضة لخطر الميليشيات، وربما تدخل إيراني واضح، على حد قوله
التحديات الاقتصاديةتحديات اقتصادية إلى جانب الأمنية تنتظر إقليم كردستان، الذي يعاني أصلا مشكلات اقتصادية ومالية منذ سنوات، خاصة بعد أن أوقفت الحكومة العراقية صادرات نفط الإقليم عام 2023.
وفي هذا السياق يقول ريبر فتاح، أستاذ الاقتصاد بجامعة دهوك، إن توسع دائرة الصراع بين إسرائيل وإيران سيؤدي إلى تقلبات في أسعار النفط وإغلاق المنافذ التجارية مما سيؤثر سلبا على العراق وإقليم كردستان الذي يمول حاليا من ميزانية الدولة.
ويشير إلى أن العراق ممر استراتيجي، وممول رئيسي لمالية إقليم كردستان، وأي هفوة في اقتصاد العراق ستؤثر على اقتصاد الإقليم الهش أصلا.
التحديات الداخليةداخليأ يؤكد ناشطون ومختصون أن الإقليم يعاني من مشكلات البطالة، وتأخر الرواتب وكساد اقتصادي.
الكاتب والناشط، بيار صالح، يشير إلى أن التحديات الداخلية أخطر ما تواجه الإقليم، خاصة بعد الانقسامات الحزبية المستمرة منذ أكثر من 30 عاما.
ويقول إن الفساد هو التحدي الأخطر الذي يواجه مستقبل الإقليم، وذلك من خلال استنزاف الموارد النفطية، وتأخر الرواتب وسيطرة أحزاب على الموارد، إضافة إلى تراجع الحريات.
الصحفي رشيد يحيى يلفت إلى التحديات الاجتماعية، كونها من التحديات المستقبلية التي ستواجه إقليم كردستان، خاصة بعد زيادة معدلات البطالة بين الشباب، وتراجع مستوى معيشة الفرد وفقدان الثقة.
ويرى أن تلك المشكلات ستتفاقم في حال أي توتر جديد في منطقة الشرق الأوسط،
ووصف يحيى البطالة بأنها من التحديات الصعبة نظرا لوجود أعداد كبيرة من العاطلين عن العمل، حيث تصل نسبة البطالة حسب مؤسسات حكومية إلى أكثر من 13%، إضافة إلى تراجع مستوى المعيشة.
يبدو أن مستقبل كردستان العراق، حسب المعطيات والمختصين بالشأن السياسي، يعتمد على مدى قدرة الإقليم على تطبيق مبدأ الحيادية، وتجنب استدراجه بنزاعات إقليمية، إلى جانب إجراء إصلاحات داخلية، وضمان دعم دولي لاستقراره في هذه الفترة الحرجة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إقلیم کردستان
إقرأ أيضاً:
«الحوثي» يهدد إسرائيل.. أمامكم 4 أيام!
عقدت منظمة التعاون الإسلامي، الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء الخارجية في مقرها بجدة، يوم أمس الجمعة، حيث تبنى الاجتماع، الخطة العربية لإعادة إعمار غزة التي أعدتها مصر“.
وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، “دعم خطة إعادة الإعمار لقطاع غزة، التي اعتمدتها القمة العربية مع التمسك بحق الشعب الفلسطيني بالبقاء في أرضه، لما تشكله من رؤية مشتركة وواقعية تستوجب من الجميع حشد الدعم المالي والسياسي اللازمين لتنفيذها، في إطار مسار سياسي واقتصادي متكامل لتحقيق رؤية حل الدولتين”.
وحذر من “خطورة الإجراءات والمحاولات الإسرائيلية المرفوضة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين”.
وأكد الأمين العام أنه “لا يمكن الاستغناء عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” ودورها الحيوي أو استبداله في خدمة ملايين اللاجئين الفلسطينيين، مع تأكيده ضرورة مضاعفة الدعم السياسي والمالي والقانوني للوكالة”.
ودعا الأمين العام إلى “المزيد من تظافر الجهود بغية تحقيق وقف إطلاق نار مستدام، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية وإيصال المساعدات الإنسانية، ومساعدة النازحين للعودة إلى بيوتهم، وتمكين الحكومة الفلسطينية من تولي مهامها والحفاظ على وحدة الأرض الفلسطينية بما يشمل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية وتنفيذ برامج الإغاثة الطارئة والانعاش الاقتصادي وإعادة الإعمار، وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين”.
إسرائيل قد تغزو غزة بقوة كبيرة للسيطرة على الأرض واحتلال مناطق معينة
أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” اليوم السبت، بأن “إسرائيل وضعت خططا حربية جديدة للضغط على حركة “حماس”، مشيرة إلى أن إسرائيل قد تغزو قطاع غزة بقوة للسيطرة واحتلال مناطق معينة”.
وقالت الصحيفة إنه “مع تعثر المحادثات لتمديد وقف إطلاق النار لمدة سبعة أسابيع، رسمت إسرائيل مسارا لسلسلة من الخطوات التصعيدية لزيادة الضغط تدريجيا على حماس، وهي الخطط التي قد تؤدي إلى استئناف الأعمال العدائية في الحرب التي استمرت 16 شهرا في قطاع غزة”.
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مصادر مطلعة قولها إن “إسرائيل قد تغزو غزة بقوة كبيرة للسيطرة على الأرض واحتلال مناطق معينة”.
ولفتت إلى أن الرئيس دونالد ترامب” ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف” هددا بالعودة إلى الحرب في قطاع غزة إذا لم تطلق حماس سراح الرهائن المتبقين، فما تخطط إسرائيل بالفعل لكيفية حدوث ذلك”.
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن وسطاء قولهم إن “حركة “حماس” تصر على فتح محادثات بشأن إنهاء الحرب وترفض مناقشة نزع السلاح”.
وقالت وول ستريت جورنال، إن “إسرائيل عرضت تمديد وقف إطلاق النار في غزة لمدة شهر إذا استمرت “حماس” في إطلاق سراح الرهائن”.
الحوثيون يمهلون إسرائيل 4 أيام لإدخال المساعدات إلى غزة
في السياق، أعلن زعيم “جماعة أنصار الله- الحوثيين”، في اليمن، “الاستعداد لاستئناف العمليات ضد إسرائيل، في حال الاستمرار في منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”.
وقال قال زعيم جماعة أنصار الله “الحوثيين” عبد الملك الحوثي: “إذا استمرت إسرائيل بعد 4 أيام، في منع دخول المساعدات وغلق المعابر سنعود لاستئناف عملياتنا البحرية ضدها”.
وأضاف حسب قناة “المسيرة”: “لا يمكن ان نتفرج على التصعيد و منع دخول المساعدات إلى غزة والعودة للتجويع”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “قرر وقف دخول كل المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن”.
وقال نتنياهو، إن “إسرائيل لن تسمح بوقف إطلاق النار من دون الإفراج عن مختطفينا”، وأضاف: “إذا استمرت “حماس” في رفض الإفراج عن المختطفين فستكون هناك عواقب أخرى”.
آخر تحديث: 8 مارس 2025 - 12:10