تصنيف الدعم السريع كمنظّمة إرهابيّة، والتعامل معها على هذا الأساس
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
في غمرة من خلافات الجميع، وتبادل الاتّهامات بينهم، وتباين سرديّاتهم وتبريراتهم، تطوّر ما يعرف بقوّات “الدعم السريع” إلى وضعه الحالي كقوّة غاشمة ضخمة العدد وافرة التسليح عابرة للحدود تحتلّ مساحات شاسعة من الأراضي السودانيّة، وتمارس كافّة أشكال العنف والإرهاب والإجرام والتخريب، وتتسبّب في تهجير الملايين، وتتحدّى العالم بنشر صور إرهابها بإيديها!
تراوحت مواقف الأطراف الفاعلة في المعادلة السياسيّة السودانيّة كثيراً حيال الدعم السريع ما بين التحالف معه أحيانا لضرب الخصوم السياسيّين، وبين التبرّؤ من مسئوليّته أحيانا أخرى، أيضاً لضرب الخصوم السياسيّين بإلقاء اللوم عليهم.
والحقيقة هي أنّ هذه المنظومة تمثّل إحدى خطايا البشريّة التي يلزم التطهّر من عارها، فقد تورّط في التعامل معها طيف واسع من الأفراد والشركات والمؤسّسات والمنظّمات والتكوينات السياسيّة والسلطات، على المستوى المحلّي والإقليمي وحتّى الدولي، بما ساهم في شرعنة وجودها وتقنين نشاطها وزيادة تمويلها وتوسيع نفوذها، حتّى بلغت هذا المبلغ من القوّة والجرأة الذي يجعلها تمارس الإرهاب والابتزاز على مستوى الدول والمنظومات الدوليّة، ناهيك عن الأفراد العزّل والجيش المحلّي، وتتحدّى وتتوعّد الجميع، كما نشاهد بصورة متكرّرة في تصريحات قادتها ومستشاريها.
رغم التحذيرات المتكرّرة، والمطالبات العديدة، فقد تأخّر التعامل مع الدعم السريع كثيراً بفضل محاولة توظيفه لخدمة أجندات سياسيّة، بينما كان هو من جانبه يجيد اللعب بالجميع، ويتحالف مع الأطراف المختلفة لضربها ببعضها، حتّى صار بهذا القدر من القوّة الذي يجعل التعامل معه مستعصياً على أيّ جهة مفردة، ويستوجب التعاون بشكل واسع للتصدّي لهذا الخطر الذي أدّى لأكبر مأساة إنسانيّة في التاريخ، ويهدّد بمحو دولة كاملة بحجم السودان من الخريطة السياسيّة، ويتعدّاها لزعزعة الاستقرار في كلّ المنطقة.
إنّ التعامل مع خطر الدعم السريع أصبح ضرورة ملحّة، والمبدأ الأهم في ذلك هو تصوّره بالشكل الصحيح كجائحة ينبغي التصدّي لها بتعاون الجميع، بدون اشتراطات تستند على أجندات سياسيّة تسعى للتكسّب من وراء ذلك.
إذن، يلزمنا جميعا العمل معا على تفكيك الدعم السريع، دون قيود أو شروط. وكخطوة أولى نحو هذه الغاية، بهذا، نحن الموقّعون أدناه، نعلن سحبنا لأيّ اعتراف صريح أو ضمنّي منّا، إن وُجد، بشرعيّة الدعم السريع، ونطالب بالآتي:
١- تصنيف الدعم السريع كمنظّمة إرهابيّة، والتعامل معها على هذا الأساس؛
٢- تصنيف قادتها كمجرمي حرب، والتعامل معهم على هذا الأسلس؛
٣- عزل المنظومة الإرهابيّة وتجميد أرصدتها وتجفيف مصادر تمويلها وحظر التعامل معها على الأفراد والشركات والمنظومات والدول؛
٤- الملاحقة القضائيّة لمنسوبي الدعم السريع وتقييد حركتهم.
لقد شرعت بالفعل بعض منصّات التواصل الاجتماعي، مشكورة، باتّخاذ خطوات في هذا الاتّجاه نحو عزل المنظومة الإرهابيّة، ونرجو من الجميع حول العالم التعاون نحو تحقيق هذه الغاية لإنقاذ السودان وشعبه من هذا الخطر المهدّد لوجودهم؛
هذا، ونتعهّد نحن ببذل كلّ ما بوسعنا، والتعاون مع الموقّعين معنا، لأجل تحقيق مطالبنا.
Abdalla Gafar
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: التعامل معها الدعم السریع التعامل مع
إقرأ أيضاً:
لجنة إغاثية سودانية: مقتل 4 نازحين في مخيم (أبوشوك) بقصف للدعم السريع
الخرطوم - أعلنت لجنة إغاثية سودانية، الأحد، عن مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في مخيم "أبوشوك" للنازحين في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور (غرب)، جراء قصف مدفعي اتهمت قوات "الدعم السريع" بتنفيذه على المخيم.
وأفادت "غرفة طوارئ معسكر أبو شوك"، في بيان، بأن "قوات الدعم السريع استهدفت اليوم مخيم أبوشوك بالفاشر بقصف مدفعي بعد هدوء لأيام".
وأوضحت أن القصف "أودى بحياة 4 مدنيين عزل وإصابة آخرين".
وغرف الطوارئ هي عبارة عن مجموعات أهلية تأسس أغلبها بعد اندلاع الحرب في منتصف أبريل/ نيسان 2023، وتضم متطوعين ينشطون في أعمال الإسعاف والإغاثة والرعاية.
ولم يصدر أي تعليق من "الدعم السريع" بهذا الخصوص حتى الساعة 13:25 ت.غ.
وفي ذات السياق، حذرت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور (أهلية)، الأحد، من تدهور الأوضاع الإنسانية بمخيمات النازحين في الفاشر، جراء الحصار على المدينة، وتوقف أنشطة المنظمات الأممية الدولية في مخيم زمزم بالفاشر.
وقالت المنسقية في بيان، إن "الأوضاع الإنسانية تتفاقم في مخيمات النازحين في دارفور، خاصة المخيمات بمدينة الفاشر مثل زمزم وأبوشوك وأبوجا، و مراكز الإيواء، في ظل الحصار المفروض عليها (..)".
وحذرت من أن "توقف عمل العديد من المنظمات في مخيم زمزم، ينذر بخطر داهم يلوح في الأفق، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى كافة الأطراف المتصارعة والداعمين لها".
ودعت المنسقية المجتمع الدولي إلى "عدم نسيان الضحايا الذين هم في أمسّ الحاجة إلى خدمات الطوارئ، ويواجهون مصيرهم المحتوم، بالموت البطيء بسبب الجوع والمجاعة ونقص الدواء".
ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش السوداني و"الدعم السريع"، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
والأسبوع الماضي، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، تعليق أنشطتها في مخيم زمزم الذي يعاني من المجاعة، جراء تصاعد أعمال العنف بالمخيم، كما أوقف برنامج الأغذية العالمي توزيع المساعدات الغذائية في المخيم.
وتتهم الحكومة السودانية ومنظمات دولية ولجان شعبية "الدعم السريع" بالهجوم وقصف المخيم مدفعيا بشكل متكرر، بينما تقول الأخيرة إن "قوات الجيش والقوات المساندة له تستخدم المخيم كقاعدة عسكرية".
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
ومنذ أيام وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش بولايات الخرطوم، والجزيرة، والنيل الأبيض، وشمال كردفان.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر على 90 بالمئة من "مدينة بحري" شمالا، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غربا، و60 بالمئة من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، بينما لا تزال "الدعم السريع" بأحياء شرق المدينة وجنوبها.
Your browser does not support the video tag.