ماذا لو خسر ترامب الانتخابات؟
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
واشنطن"أ.ف.ب": ينصب الجزء الأكبر من تركيز العالم خلال انتخابات 2024 في الولايات المتحدة على الوضع في حال فاز دونالد ترامب، لكن البعض، وبينهم أشد معارضيه، يتخوفون من تداعيات هزيمته.
رفض الرئيس السابق الجمهوري الذي تتقارب النتائج بشكل كبير بينه وبين منافسته الديموقراطية كامالا هاريس في السباق إلى البيت الأبيض، الإقرار بأي من هزائمه الانتخابية، وخصوصا انتخابات العام 2020 الرئاسية.
وأحدث إنكاره هذه الهزيمة استقطابا عميقا في البلاد بينما أثارت محاولاته المتكررة لزرع الشكوك في النظام الديموقراطي الأميركي، مخاوف من تكرار مشاهد العنف عام 2021 عندما اقتحم انصاره مبنى الكابيتول.
وقال المحلل السياسي لدى جامعة بينغهامتون في ولاية نيويورك دونالد نيمان "إذا خسر هذه السنة، فلا شك لدي بأنه سيدّعي وجود تزوير وسيقوم بكل ما في وسعه لتغيير النتائج وسيرفض حضور مراسم تنصيب هاريس".
وأضاف "هو شخص لا يتقبل الخسارة بصدر رحب، لا بل لا يقر إطلاقا بهزيمته".
وترامب مدان بـ34 تهمة جنائية على خلفية فضيحة مرتبطة بمبالغ مالية دفعها لإسكات نجمة أفلام إباحية خوفا من إمكان تأثيرها على حملته عام 2016 عبر الحديث عن علاقة جنسية أقامتها معه.
كذلك، وجّهت له التهم مرّتين للاشتباه في أنه حاول قلب نتيجة انتخابات 2020 التي لم يقر بعد بخسارته فيها.
وقبل أربع سنوات، أصر ترامب وحلفاؤه على أنه تم تزوير الانتخابات.
يخشى معارضو ترامب من تكرار أعمال العنف التي نجمت عن هذه الاتهامات. في 2021، ارتكبت جماعات من مؤيديه هاجمت مبنى الكابيتول أعمال شغب قاتلة بعدما دعا ترامب أنصاره للقدوم إلى واشنطن، على خلفية اتهاماته بشأن تزوير الانتخابات.
ويبدو أن الرئيس السابق عاد ليكرر الخطاب نفسه.
وقال أثناء تجمّع انتخابي في ميشيغن الشهر الماضي "إذا خسرت، فسيكون ذلك بسبب تزويرهم (النتائج). هذه هي الطريقة الوحيدة التي ستؤدي إلى خسارتنا، كونهم يغشون".
ويكرر ترامب المخاوف ذاتها التي لا أساس لها بشأن مدى شرعية تعداد الأصوات وتصويت الأجانب وإمكانية الاعتماد على الأصوات التي تصل عبر البريد وغير ذلك.
مهّد الرئيس السابق وحلفاؤه لأعمال شغب العام 2021 بالوسائل القانونية إذ رُفعت أكثر من 60 دعوى قضائية احتجاجا على الطريقة التي بدّلت سلطات الولايات والسلطات المحلية من خلالها قواعد التصويت لأخذ تفشي وباء كوفيد بالاعتبار.
لكنهم خسروا إذ حكم القضاة بأنه كان يتعيّن رفع أي دعاوى للاعتراض على تنظيم الانتخابات قبل وقت طويل من الإدلاء بأولى الأصوات.
واستبق الجمهوريون الأمور هذه المرة فرفعوا أكثر من 100 دعوى قضائية قبل بدء التصويت المبكر بشأن كل جانب من جوانب الانتخابات، انطلاقا من كيفية تسجيل الأميركيين أنفسهم وإدلائهم بأصواتهم وصولا إلى من يحق له التصويت.
وتسعى الكثير من الدعاوى للحد من إمكان وصول ناخبين إلى صناديق الاقتراع ولم يبت بالجزء الأكبر منها قبل موعد الانتخابات، لكن الخبراء يرون أن ذلك يزيد من عدم الثقة حيال عد الأصوات، وهي مسألة أمضى ترامب وغيره سنوات في الحديث عنها.
وقال المحلل السياسي أدرين أوثي، مؤسس شركة "كرونوس" في يوتا المخصصة للعلاقات العامة، إن "المناوشات القانونية قد تتواصل لأسابيع وبناء على حدتها، يمكن أن تؤدي إلى احتجاجات أو حتى أعمال عنف متفرقة في أماكن معينة".
ويتوقع نحو ثلثي الأميركيين وقوع أعمال عنف بعد الانتخابات، وفق استطلاع لـ"سكريبس نيوز/إبسوس" صدر الخميس ويؤيّد معظمهم الاستعانة بالجيش لمنع أي اضطرابات بعد بدء الانتخابات في الخامس من نوفمبر.
ويعتقد أكثر من ربع المستطلعين بأن حربا أهلية قد تندلع، بحسب استطلاع جديد لـ"يوغوف"، وقال 12 في المئة إنهم يعرفون شخصا قد يحمل السلاح إذا ظن أن ترامب تعرّض لعملية غش.
وعبّرت أوساط الاستخبارات عن مخاوف من احتمال وقوع ضحايا في تقرير بشأن التهديدات المرتبطة بالانتخابات من قبل أطراف خارجية نزع مكتب مدير المخابرات الوطنية السريّة عنه وقام بتنقيحه ونشره الأسبوع الماضي.
وقال إن "الأصوات المدفوعة من الخارج أو الاحتجاجات العنيفة المضخّمة من الخارج والعنف أو التهديدات الجسدية.. قد تشكّل تحديا لقدرة مسؤولي الولايات والمسؤولين المحليين على القيام بجوانب من عملية المصادقة على عمل المجمع الانتخابي".
وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في واشنطن تحسبا لأي اضطرابات محتملة، رغم أن محللين تواصلت معهم فرانس برس رأوا أن تكرار أحداث 2021 في العاصمة أمر مستبعد، نظرا إلى وجود مئات الملاحقات القانونية القائمة في هذا الصدد.
لكنهم حذّروا من احتمال وقوع أعمال عنف في الولايات الحاسمة لنتيجة الانتخابات، أثناء الاقتراع وبعده.
وقال نيمان "أخشى خصوصا من أعمال عنف في ماديسون في ويسكنسن ولانسينغ في ميشيجن أو هاريسبرغ في بنسلفانيا من قبل أنصار ترامب لمنع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أعمال عنف
إقرأ أيضاً:
قرية ايطالية تقدم عرضاً مغرياً للأمريكيين المنزعجين من فوز «ترامب»
قدمت إحدى القرى في جزيرة سردينيا الإيطالية عرضا مغريا للأمريكيين المنزعجين من فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.
وتسعى قرية أولولاي منذ فترة طويلة لإقناع الأشخاص بالانتقال والعيش فيها، في محاولة لإنعاش اقتصادها، بعد عقود من تراجع عدد السكان.
ومؤخرا، أطلقت القرية موقعا إلكترونيا موجها للمغتربين الأمريكيين المحتملين، تعرض فيه منازل رخيصة للبيع، على أمل أن يتوجه أولئك الذين يشعرون بالانزعاج من نتيجة الانتخابات الرئاسية لشراء أحد العقارات الخالية.
ويسأل الموقع: “هل أنت متعب من السياسة العالمية؟ هل ترغب في تبني أسلوب حياة أكثر توازنا مع تأمين فرص جديدة؟… حان الوقت لبدء بناء هروبك الأوروبي في جنة سردينيا الرائعة”.
وبدأت القرية الإيطالية في بيع المنازل المتهالكة مقابل يورو واحد، أي ما يعادل أكثر من دولار بقليل.
وقال عمدتها فرانشيسكو كولومبو، إن الموقع الإلكتروني تم إنشاؤه خصيصا لجذب الأمريكيين، موضحا أنه يحب الولايات المتحدة ومقتنع بأن الأمريكيين هم الأفضل للمساعدة في إحياء مجتمعه.
وأضاف: “نحن حقا نريد، وسنركز على الأمريكيين قبل كل شيء. بالطبع لا يمكننا منع الأشخاص من دول أخرى من التقديم، ولكن سيكون لدى الأمريكيين إجراءات سريعة. نحن نراهن عليهم لمساعدتنا في إحياء القرية، وهم ورقتنا الرابحة”.