حذر برنامج الغذاء العالمي من أن المجاعة تهدد كل أنحاء السودان حاليا، وسوف تنتشر، في إشارة إلى مخيم زمزم في دارفور الذي يُعاني فعليًا..

التغيير: وكالات

دعا برنامج الأغذية العالمي، الأطراف المتحاربة في الصراع في السودان إلى منح الوكالة حق الوصول الكامل حيث تواجه البلاد خطر المجاعة الوشيك.

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي “سيندي ماكين” لوكالة فرانس برس “نريد وصولاً كاملاً، بالإضافة إلى القدرة على الدخول من خلال أكبر عدد ممكن من نقاط الدخول المختلفة إلى السودان”.

وحذرت من أن المجاعة تهدد كل أنحاء السودان حاليا، وسوف تنتشر، في إشارة إلى مخيم زمزم في دارفور الذي يُعاني فعليًا.

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 قتالاً عنيفاً بين الجيش وقوات الدعم السريع، بدأ في العاصمة الخرطوم، وامتد إلى مناطق واسعة من دارفور وكردفان والجزيرة وسنار، وأدى إلى أزمات إنسانية كارثية.

وشردت الحرب، نحو 11.3 مليون شخص، من بينهم ما يقرب من ثلاثة ملايين فروا إلى خارج السودان، وفقًا لإحصاءات وكالة الأمم المتحدة للاجئين.

ويواجه نحو 26 مليون شخص، انعدام الأمن الغذائي الحاد. وذكر تقييم مدعوم من الأمم المتحدة في أغسطس، أن الحرب دفعت مخيم زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور إلى المجاعة.

وشددت ماكين على ضرورة إدخال الغذاء والشاحنات إلى هناك، لذا من المهم أن تظل البوابات مفتوحة، مضيفة أن هذا لا يشمل فقط معبر الحدود السوداني مع تشاد، بل وجميع المعابر المؤدية إلى البلاد. وقالت “نحن بحاجة إلى فتح أكبر عدد ممكن منها”.

وفي 18 أكتوبر، حثت الدول الغربية، بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، الجانبان في السودان الذي مزقته الحرب، على السماح بدخول المساعدات “المطلوبة بشكل عاجل” إلى ملايين الأشخاص المحتاجين بشدة.

وقالت الدول الأوروبية والولايات المتحدة في بيان مشترك، إن “عرقلة الجانبين المنهجية للجهود الإنسانية المحلية والدولية هي السبب وراء هذه المجاعة”.

الوسومبرنامج الغذاء العالمي حرب الجيش والدعم السريع وصول المساعدات الإنسانية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: برنامج الغذاء العالمي حرب الجيش والدعم السريع وصول المساعدات الإنسانية

إقرأ أيضاً:

السودان بين ادعاءات الاكتفاء الذاتي وكارثة الجوع: انسحاب الحكومة من التصنيف المرحلي وتداعياته

د. أحمد التيجاني سيد أحمد

المقدمة

بينما تعلن حكومة انقلاب البرهان أن السودان وصل إلى "الاكتفاء الذاتي في كافة المحاصيل"، تظهر تقارير المنظمات الدولية أن البلاد تواجه واحدة من أسوأ أزماتها الغذائية، حيث تهدد المجاعة حياة الملايين. هذا التناقض الصارخ بين الرواية الحكومية والواقع الميداني يعكس أزمة أعمق تتعلق بتسييس البيانات وإخفاء الحقائق في ظل كارثة إنسانية متفاقمة.
١. ادعاءات الاكتفاء الذاتي والتلاعب بالحقائق

في يناير ٢٠٢٥، صرّح عضو مجلس السيادة الانقلابي، إبراهيم جابر، أن تقرير بعثة تقديرات المحاصيل والأمن الغذائي، الذي أعدته فرق وزارات الزراعة والثروة الحيوانية، يشير إلى "بشريات كثيرة"، مؤكدًا أن السودان حقق الاكتفاء الذاتي في كافة المحاصيل.

لكن في المقابل، تفيد التقارير المستقلة، وعلى رأسها التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، بأن السودان يواجه أزمة غذاء كارثية، مع ٧٥٥,٠٠٠ شخص يعيشون في ظروف "كارثية" (المرحلة ٥ - المجاعة)، وتوقعات بأن تنتشر المجاعة إلى ٥ مناطق جديدة بحلول مايو ٢٠٢٥.
٢. انسحاب الحكومة السودانية من نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي

في ديسمبر ٢٠٢٤، أعلنت حكومة البرهان انسحاب السودان من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، معتبرةً أن التقارير الدولية "غير دقيقة" وتستند إلى "بيانات غير موثوقة".

وبررت الحكومة هذه الخطوة بادعاءات أن المنهجية المستخدمة في تقييم الأزمة الغذائية منحازة سياسيًا، متهمةً المنظمات الدولية بمحاولة الضغط على السلطة الحاكمة عبر التلاعب بالمعلومات.
٣. الوضع الحقيقي للأمن الغذائي في السودان

تشير بيانات (IPC) الموثوقة إلى أن:
- ٢٥.٦ مليون شخص في السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة ٣ أو أعلى).
- ٧٥٥,٠٠٠ شخص يعيشون في ظروف مجاعة حقيقية (المرحلة ٥).
- ١٧ منطقة مهددة بدخول مرحلة المجاعة الكاملة بحلول منتصف ٢٠٢٥.
٤. تحديات الإغاثة واستجابة المجتمع الدولي

رغم انسحاب السودان من (IPC)، تستمر المنظمات الإنسانية في تقديم الدعم، لكن بقدرة محدودة بسبب العراقيل اللوجستية ونقص التمويل. ومن بين الجهود المبذولة:
- منظمة الفاو (FAO) وزعت ٣,٩٠٠ طن من البذور الزراعية لدعم ٤٠٠,٠٠٠ أسرة.
- برنامج الأغذية العالمي (WFP) يواصل تقديم المساعدات، لكنه يعاني من نقص التمويل وعرقلة توزيع المساعدات.
٥. السودان على حافة كارثة إنسانية

- انسحاب السودان من نظام (IPC) يعني غياب بيانات دقيقة عن حجم الأزمة، مما يعوق الاستجابة الدولية.
- استمرار النزاع المسلح، القيود الحكومية، ونهب الموارد يجعل من الصعب إيصال المساعدات للمحتاجين.
- بدون تحرك دولي عاجل وضغط على حكومة الانقلاب، فإن المجاعة ستستمر في التفاقم، مما قد يؤدي إلى زيادة هائلة في الوفيات المرتبطة بسوء التغذية.
٦. ما العمل؟ الحلول المقترحة

- ضغط دولي أكبر لإجبار الحكومة على التعاون مع آليات تقييم الأمن الغذائي العالمية.
- تمويل عاجل من المجتمع الدولي لدعم عمليات الإغاثة في المناطق الأكثر تضررًا.
- ضمان وصول المساعدات الإنسانية بعيدًا عن التدخلات السياسية أو العسكرية.

إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية، فإن السودان سيتحول إلى ساحة مجاعة شاملة يصعب احتواؤها.

د. أحمد التيجاني سيد أحمد
٩ مارس ٢٠٢٥ - نيروبي، كينيا

ahmedsidahmed.contacts@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: وضع صحي مزرٍ للغاية في شمال دارفور، و200 منشأة صحية في الفاشر لا تعمل
  • حماس: بوادر مجاعة بغزة مع استمرار منع إدخال الغذاء لليوم العاشر
  • الدرع للسودان وكيكل قائد المرحلة!
  • السودان بين ادعاءات الاكتفاء الذاتي وكارثة الجوع: انسحاب الحكومة من التصنيف المرحلي وتداعياته
  • منسقة الأمم المتحدة تحذر من تخفيض المساعدات للسودان وتدعو لتكثيف الدعم الإنساني
  • مناوي : جنجويد الدعم السريع يوثقون جرائمهم بأنهم قد أعدوا لإحراق معسكر زمزم للنازحين بالفاشر
  • برنامج الأغذية العالمي يدعو لتمويل عاجل للمساعدات في أفريقيا
  • المجاعة فى السودان بالعقل يا إبراهيم جابر
  • أمريكا تأمر موظفيها بمغادرة جنوب السودان فورًا
  • تحركات عاجلة من مجلس السيادة لإنقاذ معسكر تستهدفه الدعم السريع