يُعد التسوّق عبر الإنترنت وسيلة شائعة ومريحة للأشخاص حول العالم من أجل الحصول على احتياجاتهم بشكل سريع وأمام منازلهم، وقد ارتفع عدد الذين يتسوقون عبر الإنترنت في سنة 2024 إلى 2.7 مليار شخص، مما يعكس نموا سنويا بنسبة 2.7%، وبلغت مبيعات التجارة الإلكترونيّة بالتجزئة العالمية خلال عام 2023 نحو 5.8 تريليونات دولار مع توقعات تشير إلى ارتفاع هذا الرقم إلى 39% خلال السنوات المقبلة، حسب بيانات حديثة لمنصة "ستاتيستا" (STATISTA) الألمانية المتخصصة في الإحصاء والتحليل.

في السياق ذاته، يبحث الأشخاص عند رغبتهم في التسوق في عدة مواقع رغبة من أجل الحصول على أفضل العروض، لكن القيام بذلك يمكن أن يزيد من خطر التعرض لمواقع غير آمنة.

ومع تزايد نموّ التجارة الإلكترونية بشكل سريع، تزداد الفرص بالتوازي أمام المجرمين السيبرانيين لاستغلال الثغرات في أنظمة الأمان للمتاجر عبر الإنترنت، فضلا عن عادات المستخدمين، واستخدامها لتحقيق مكاسب مالية.

علامات تحذيرية

مع ارتفاع الإقبال على الشراء عبر الإنترنت، يزداد تعرض المستخدمين للاحتيال والسرقة والجرائم الإلكترونية، ونشرت شركة "كاسبرسكي" (Kaspersky) على موقعها الرسمي علامات تحذيرية يجب الانتباه إليها لمعرفة مدى أمان الموقع الذي يزوره المستخدم، وإليك أهمها:

عناوين وأرقام هواتف مزيفة، فعادة ما يحتوي الموقع الاحترافي على رقم اتصال وعنوان مادي مرئي إما في الرأس وإما في التذييل، وبالمقابل لا يقدم البائعون المزيفون عنوانا أو يستخدمون عنوانا مزيفا، وإذا قمت بنسخ ولصق تفاصيل العنوان في محرك البحث فبإمكانك التحقق من الموقع. غياب بيان الخصوصية، إذ إن المواقع الاحترافية تشرح للمستخدم سياستها في كيفية قيام الشركة بجمع واستخدام وتخزين البيانات الحساسة من عملائها، وغياب هذه الميزة تعدّ علامة حمراء. غياب سياسات الإرجاع. الصفقات التي تبدو جيدة جدا بشكل غير واقعي مثل بيع الملابس والمجوهرات بسعر أقل بكثير من أسعار البيع بالتجزئة المعتاد. احتواء الموقع على الكثير من الأخطاء الإملائية وصور ذات جودة منخفضة، إذ إن العلامات التجارية ذات السمعة الطيبة في العادة تحاول التأكد من جودة النص والصور على مواقعها، وتشير كثرة الأخطاء الإملائية واللغوية إلى أن البائع ليس حقيقيا. غياب ميزة الدفع عن طريق بطاقة الائتمان، حيث إن المواقع التي لا تقبل الدفع عن طريق بطاقات الائتمان تثير الشك والقلق، وذلك لأن المواقع الاحتيالية من الصعب أن تكون معتمدة من قبل شركات بطاقة الائتمان. احتواء الموقع على تقييمات سلبية ومراجعات مزورة.
مع ارتفاع الإقبال على الشراء عبر الإنترنت يزداد تعرض المستخدمين للاحتيال والسرقة والجرائم الإلكترونية (غيتي) قواعد الأمن السيبراني من أجل تسوق آمن عبر الإنترنت

يمكن أن يؤدي تبني إستراتيجية استباقية من حيث الأمن السيبراني في إحداث فرق بين تجربة تسوق آمنة وأن تصبح ضحية للاحتيال، ولحسن الحظ توجد طرق يمكن استخدامها لمواجهة التهديدات السيبرانيّة، ومساعدة المستهلكين لحماية معلوماتهم الشخصية وتحقيق شراء آمن. وإليك أهم النصائح للأمن السيبراني التي يجب عليك اتباعها من أجل حماية نفسك من المخاطر الأمنية للتسوق الإلكتروني:

لا تخزن معلوماتك المالية على المواقع الإلكترونية:
يعتبر تخزين معلومات بطاقة الائتمان الخاصة على منصات التجارة أحد الأخطاء الأكثر شيوعا بين المستخدمين، فهذه الخطوة رغم أنها تبدو وكأنها توفر الوقت في عمليّات الشراء المستقبلية، فإنها تزيد من خطر وصول المجرمين الإلكترونيين إلى هذه المعلومات إذا تعرض الموقع لاختراق أمني.
لذلك يجب في كل مرة تقوم فيها بعملية شراء، أن تدخل بيانات بطاقتك يدويّا وتتجنب حفظها على الموقع، أو في المتصفح، حيث يعد هذا الأمر مهما بشكل خاص على المواقع التي لا تزورها بشكل متكرر أو التي لا تقدم تدابير أمان واضحة. احذر من رسائل البريد الإلكتروني المتعلقة بتتبع الطرود غير المتوقعة:
تعتبر رسائل البريد الإلكتروني المزيفة لتتبع الطرود واحدا من التكتيكات المفضلة لدى المجرمين السيبرانيين، وقد تبدو لك هذه الرسائل للوهلة الأولى شرعيّة، وتحتوي على شعارات شركات معروفة، لكنها في الحقيقة تحتوي على روابط خبيثة قد تقود لتثبيت برمجيات ضارة على جهازك. وإذا تلقيت أي رسالة غير متوقعة حول طلب لا تتذكر أنك قد قمت به، تجنب النقر على الروابط، وبدلا من ذلك قم بالوصول مباشرة إلى موقع المتجر وتحقق من حالة طلبك من خلال حسابك. استخدم بطاقة ائتمان:
تقدم بطاقات الائتمان عادة حماية أكثر من بطاقات السحب في حالات الاحتيال، وإذا تمّ اختراق بطاقة الائتمان الخاصة بك، يمكنك الإبلاغ عن الاحتيال، وبهذا تتجنب الرسوم الإضافيّة. في المقابل، إذا استطاع مجرم إلكتروني الوصول إلى حسابك المصرفي الرئيسي من خلال بطاقة السحب، قد تواجه تعقيدات أكبر لاستعادة أموالك، ولهذا من الأفضل استخدام بطاقة الائتمان الخاصة بك خاصة إن كانت لديك شكوك حول مدى أمان الموقع. لا ننقر على الروابط المشبوهة:
من الشائع تلقي رسائل بريد إلكتروني ترويجية، أو شعارات بشأن الخصومات والعروض، ولكن مجرمي الإنترنت يستخدمون هذه الإستراتيجية لخداع المستخدمين وتوجيههم إلى مواقع ويب احتيالية، ولذلك يجب تجنب النقر على أي رابط مثير للشكوك، والتوجه مباشرة إلى موقع المتجر عبر المتصفح الخاص بك للتثبت من صحة العرض. استخدم عنوان بريد إلكتروني منفصلا لمشترياتك: يعتبر فصل معلومات حياتك الشخصية عن مشترياتك عبر الإنترنت ممارسة جيدة للأمان، إذ إن إنشاء حساب بريد إلكتروني مخصص فقط للتسوق عبر الإنترنت يمكن أن يساعدك في تقليل تعرض بياناتك الشخصية للاختراق. بالإضافة إلى ذلك ستتيح لك هذه الخطوة إدارة الرسائل غير المرغوب فيها والتواصل التسويقي بشكل أفضل. احذر من أكواد الخصم:
غالبا ما يستغل المحتالون الإلكترونيون العروض المزيفة لخداع المستخدمين من خلال رسائل البريد الإلكتروني التي تحتوي على قسيمة أو رمز خصم، لذلك يجب عدم النقر على هذا النوع من الروابط، وبدلا من ذلك من الأفضل القيام بنسخ الرمز ولصقه مباشرة في موقع المتجر للتحقق منه. استخدم كلمة مرور خاصّة لكل متجر:
أحد الأخطاء التي يقع فيها مستخدمو الإنترنت هو إعادة استخدام كلمات المرور لظنهم أنه حل مريح، ولكنه يعرض جميع حساباتهم للخطر إذا تمّ اختراق أحدها. ولتجنب هذا التهديد، من الأفضل استخدام كلمات مرور فريدة وقوية لكل موقع ويب للتسوق، وإن كنت تواجه صعوبة في تذكر العديد من كلمات المرور، فكر في استخدام مدير كلمات مرور يديرها بشكل آمن. تحقق من عناوين "يو إر إل" (URL) للمتاجر:
عند التسوق عبر الإنترنت، انتبه جيدا لعناوين "يو إر إل" (URL) لمواقع الويب، إذ يمكن للمحتالين الإلكترونيين إنشاء مواقع وهمية تشبه كثيرا المواقع الأصلية باستخدام تغييرات دقيقة في هذه العناوين مثل استبدال "i"  بـ""l. من الأفضل إن كانت لديك شكوك حول مصداقية موقع ما، ألا تدخل بياناتك، وابحث عن مراجعات أو معلومات إضافية قبل متابعة الشراء. قم بتفعيل المصادقة المتعددة العوامل "إم إف إيه" (MFA):
تعد المصادقة المتعددة العوامل "إم إف إيه" واحدة من أفضل أدوات الحماية المتاحة اليوم، إذ إن هذا النوع من التدابير الأمنية يضيف طبقة إضافية من التحقق مثل رمز يرسل إلى هاتفك المحمول، وهو ضروري لتسجيل الدخول إلى حسابك. وفي حين يمكن لشخص ما الوصول إلى كلمة مرورك، فإن المصادقة المتعددة العوامل ستجعل من الصعب عليه الوصول إلى حسابك دون العامل الثاني للتحقق. كن ذكيا في أسئلة استعادة كلمة المرور: تسمح العديد من المواقع الإلكترونيّة بتكوين أسئلة أمان لاستعادة الحسابات، ومع ذلك فإنّ الأسئلة من نوع "ما اسم حيوانك الأليف؟" أو "أين ولدت؟" تعدّ سهلة الكشف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو المصادر العامة الأخرى، وبدلا من ذلك يمكن استخدام أسئلة أكثر ذكاء أو إجابات أكثر إبداعا ويصعب تخمينها. استخدم "في بي إن" (VPN): إذا كنت بصدد استخدام شبكة "واي فاي" (WIFI) عامة فقم بتثبيت شبكة خاصة افتراضية "في بي إن"، حيث ستشفر هذه الأخيرة جميع البيانات المنقولة بين جهاز الحاسوب أو هاتفك المحمول وخدمة "في بي إن". وهذا يعني أن المتسللين لا يمكنهم اعتراضه حتى لو كانت لديهم كلمة مرور شبكة الواي فاي التي تستخدمها، مما سيوفر لك الحماية أثناء التسوق من خلال شبكة "واي فاي" عامة. ابحث عن بيان الخصوصية:
يجب أن يكون لدى تجار التجزئة عبر الإنترنت ذوي السمعة الحسنة بيان خصوصية واضح يشرحون فيه سياستهم في كيفية جمع واستخدام وتخزين البيانات الحساسة الخاصة بعملائهم. تحقق من شهادة "إس إس إل" (SSL):
يشير رمز "إس إس إل"، أو ما يطلق عليه أيضا ببروتوكول "تي إل إس" (TLS) أو "بروتوكول أمان طبقة النقل"، إلى أنّ موقع الويب آمن للتسوق، وهو رمز تشفير يجب أن تمتلكه مواقع الويب التي تطلب معلومات حساسة أو شخصيّة مثل تفاصيل بطاقة الائتمان الخاصة بك.

ولتتأكد من أن موقع التسوق عبر الإنترنت يحتوي على شهادة "إس إس إل" محدثة، ابحث عن أيقونة قفل في شريط "يو إر إل" لمتصفح الويب الخاص بك، أو قم بالتحقق من أن عنوان "يو إر إل" يبدأ بـ"إيتش تي تي بي إس" (HTTPS) وليس "إيتش تي تي بي" (HTTP) حيث يرمز الحرف "إس" (S) إلى آمن.

من خلال اتباع هذه الوصايا الأمنية وإعطاء الأولوية للأمن السيبراني خلال التفاعل الرقمي، يمكن للمستخدمين الاستمتاع بالتسوق عبر الإنترنت بثقة كبرى وتفادي الوقوع ضحية الهجمات الإلكترونية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بطاقة الائتمان الخاصة عبر الإنترنت من الأفضل من خلال من أجل

إقرأ أيضاً:

هجوم إلكتروني روسي على أوكرانيا.. «الأكبر من نوعه»

قالت الحكومة الأوكرانية اليوم الجمعة، إن هجومًا إلكترونيًا روسيًا على سجلات وزارة العدل الأوكرانية تسبب في إغلاق الخدمات عبر الإنترنت للزواج ومسائل أخرى، لكن يبدو أنه لم يتم تسريب أو سرقة أي بيانات، حسبما ذكرت وكالة «رويترز».

أكبر هجوم إلكتروني علي أوكرانيا

وأعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني ووزيرة العدل، أولها ستيفانيشينا، خلال مؤتمر صحفي في كييف، أن الهجوم الإلكتروني الأخير على سجلات الدولة الأوكرانية، وهو الأكبر من نوعه، كان مدبرًا من قبل روسيا على مدى أشهر.

وأكدت منصة الخدمة الحكومية أنه تم تعليق الخدمات عبر الإنترنت؛ لتسجيل أمور مثل الزواج أو السيارات أو المواليد أو تغيير الإقامة في أوكرانيا.

ذعر بين المواطنين الأوكرانيين

وألمحت ستيفانيشينا إلى أن الهجوم سعى إلى «غرس الذعر بين المواطنين الأوكرانيين والخارج».

وأكدت إدارة الإنترنت في جهاز الأمن الأوكراني أنَّ المخابرات العسكرية الروسية (GRU) تقف على الأرجح وراء الهجوم الإلكتروني، دون أن يصدر أي تعليق من روسيا على هذه الاتهامات.

وقال ستيفانيشينا: «في هذه المرحلة، يتم تعليق جميع السجلات لأغراض أمنية، كما لم يتم تأكيد تسرب البيانات حتى الآن».

وأضافت بأنه سيتم استعادة جميع البيانات، متوقعةً استعادة الخدمات الأساسية خلال أسبوعين كحد أقصى.

وتعرضت كل من روسيا وأوكرانيا لهجمات إلكترونية على بنيتهما التحتية خلال حربهما المستمرة منذ 33 شهرًا، كما تعرضت أكبر مشغل لشبكات الهاتف المحمول في أوكرانيا للهجوم في ديسمبر الماضي.

مقالات مشابهة

  • الإمارات والسعودية تعززان الأمن السيبراني خلال 2024
  • أفضل أماكن للتسوق في احتفالات الكريسماس.. أشجار الزينة تبدأ من 190 جنيها
  • وزير الاتصالات يناقش مشروعات الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني
  • مسلسل ساعته وتاريخه يفتح ملف الدارك ويب.. ما المخاطر التي يسببها؟
  • هجوم إلكتروني روسي على أوكرانيا.. «الأكبر من نوعه»
  • حقيبة تحتوى على قنبلة في جراج مطار الغردقة .. تجربة طوارئ | صور
  • خطوات الاستعلام عن المخالفات المرورية 2024
  • مصر تحافظ على الصدارة الإفريقية فى سرعة الإنترنت الأرضى
  • مصر تحافظ على الصدارة الإفريقية في سرعة الإنترنت الأرضي
  • هل يمكن تعديل أماكن حجز شقق الإسكان الاجتماعي بعد التسجيل على الموقع؟