أمين البحوث الإسلامية: الإلحاد يفتِّت الروابط الدِّينية ويقوِّض الثوابت الأخلاقية
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
ألقى الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، صباح اليوم، محاضرةً علميةً لعدد من دعاة دولة ماليزيا، بأكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى، حول خطورة الإلحاد وتأثيره على تماسك المجتمعات.
أمين البحوث الإسلامية: العمل الدعوي واجب دِيني ووطني أمين البحوث الإسلامية يجتمع بمسئولي شئون المناطقوقال الدكتور الجندي: إنَّ الإلحاد مرضٌ عُضال يصيب نسيج المجتمع؛ فهو يفتِّت الروابط الدِّينية التي تجمعنا، ويقوِّض الثوابت الأخلاقية التي تحفظ كِياننا، فكما أنَّ الجسد لا يستطيع أن يعيش دون روح، فإن المجتمع لا يستطيع أن يزدهر دون إيمان يوحِّد أفراده ويربطهم ببعضهم بعضًا.
وأوضح الأمين العام أنَّ الإلحاد يسلب الفرد هُويَّته ويشعره بالضياع، فبدلًا من أن يكون جزءًا من منظومة قيم ومعتقدات راسخة، يجد نفسه وحيدًا في عالَم بارد لا يقدم له أي معنًى للحياة، مؤكِّدًا أن الإيمان هو بوصلة الإنسان التي توجِّهه نحو الخير والصلاح.
واستعرض الأمين العام العديد من الحُجَج والبراهين العقلية التي تدلُّ على وجود الخالق سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أنَّ عظمة الخَلْق شاهدة على وجود الخالق؛ فعندما نتأمَّل عظمة الكون وبديع صُنعه، لا يسعنا إلا أن نؤمن بوجود خالق عظيم، فالنظام الدقيق الذي يحكم الكون، والتنوُّع الهائل في الكائنات الحيَّة وغيرها؛ كلها دلائل قاطعة على وجود قوَّة عُليا خلقت وأبدعت، فالكون كتاب مفتوح يروي قصة الخَلْق، وكل شيء فيه يشير إلى وجود خالق حكيم، ومَن يقرأ هذا الكتاب بعناية وتركيز، لا يمكن إلا أن يؤمن بوجود الله تعالى.
واختتم الدكتور محمد الجندي بأنَّ الحوار سبيلٌ إلى القلوب، مشدِّدًا على أنَّ الحوار مع الملحِد يجب أن يكون قائمًا على الحكمة واللين، بعيدًا عن الجدل العقيم والسخرية، فهدفنا ليس إهانة الآخر أو إثبات صحَّة رأينا بالقوَّة، بل هو توصيل الحقيقة بأسلوب حضاري يفتح القلوب والعقول.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: امين البحوث الإسلامية البحوث الإسلامية الأزهر محمد الجندي الدكتور محمد الجندي البحوث الإسلامیة
إقرأ أيضاً:
حوارات ثقافية| الدكتور مصطفى عيسى لـ«البوابة نيوز»: رمضان شهر الإبداع.. أزمة الذوق العام تحتاج إلى دراسات سوسيولوجية وسيكولوجية.. والذكاء الاصطناعي حاليًا غير مفيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق _ رمضان شهر الإبداع وأنظم وقتي بين القراءة والرسم والكتابة_نحتاج إلى صنع قنوات وروافد التقارب بين أجيال الفنانين_الذكاء الاصطناعي حاليًا غير مفيد على كلا المستويين الفنى والنقدى_أزمة الذوق العام تحتاج إلى دراسات سوسيولوجية وسيكولوجية لحلها
فنان وناقد تشكيلي مصري بارز، يتميز بتجربته الفنية العميقة والمتنوعة. خلال مسيرته الفنية، أقام العديد من المعارض الفردية التي تعكس رؤيته الفنية الفريدة، لم يكتف بكل هذا الإبداع، بل أثرى المشهد الثقافى كناقد تشكيلى بدراساته النقدية وكتاباته الفنية المتخصصة، يركز فى أعماله الفنية باستكشاف الجوانب الإنسانية والتعبير عنها بطرق مبتكرة، مما جعله أحد الأسماء البارزة في مجال الفن التشكيلي المصري، إنه الدكتور مصطفى عيسى، التشكيلي والباحث في جماليات الفن المعاصر، التقته «البوابة نيوز» وكان هذا الحوار.
الفنان والناقد الدكتور مصطفى عيسى■ حدثنا عن ذكرياتك في الشهر الكريم.. وما طقوسك كفنان فى رمضان؟
- أولًا كل عام وأنتم بخير في هذا الشهر الكريم والذي يهتم فيه المرء بممارسة العبادات وتكثيفها. ومن ثم قد يكون المتاح من الوقت قابلا للقسمة على عدة ممارسات مختلفة. بالنسبة لي ما يتحدد منها يتمثل في القراءة والرسم والكتابة، باعتباره الثالوث الذي أشعر فيه بوجودي.
■ ما مدى أهمية النقد الفنى للتشكيليين؟
- ليس ثمة شك أن النقد يمثل الطرف الأقرب للفنان إذا كان جادا ومصيبا، وفي موضعه. ولكن الحقيقة أن غالبية التشكيليين المصريين لا يهتمون كثيرا بمتابعة هذا الجانب المهم فيما يعتمدون في ممارستهم على الانطباعات الشخصية السريعة في ظل وجود صور ميديا متقدمة ترهن الخطاب النقدي لما يشبه المناوشات أكثر مما هو عمل جدي يقوم على تفنيد وتفسير وتأويل التجارب الفنية في مشهد فني يتسم الزخم والفوضى معا.
■ كيف ترى الذكاء الاصطناعي فى العملية الإبداعية؟
- لا يزال الذكاء الاصطناعي مجالا مفتوحا على مستقبل غامض، إذ لم يصلنا منه سوى ما قد نقرنه ب "الاسكتش" الذي يستحضرالفكرة فقط. ولهذا فإنني أراه –جاليا- غير مفيد على كلا المستويين الفني والنقدي، ما يعني أننا سوف ننتظر لبعض الوقت حتى نتفهم الكيفية التي تصلح لتعامل الفنان والناقد مع هذا الفتح الجديد. بكلام يتصل بنفس الفهم فإن كل جديد قابل للتطور من داخله وسوف يأتي الوقت الذي نتعامل فيه مع الذكاء الاصطناعي باعتباره ركنا مهما ومادة جيدة تضيف للفنان ولا تخذله.
■ وماذا عن التواصل بين أجيال الفنانين وأهميته للحركة التشكيلية؟
- المؤكد أن الفنان بشكل عام يستمد مادته من روافد كثيرة تقنيا وجماليا ولهذا يظل التواصل بين الأجيال بمثابة مبدأ عام ومهم مما يعني أن التجربة الفنية تحتمل التراكم المعرفي والجمالي وهو ما أعده نقطة مهمة يجب مراعاتها في تعامل الشباب مع أجيال الخبرة وبالعكس إذ أن لكل جيل سمته وحيويته. وربما يحتاج الأمر إلى استرسال أكثر في كيفية صنع قنوات وروافد التقارب بين الأجيال من حيث تسهم فيها أطراف عديدة مؤسسية وغير مؤسسية، وإن ظل الفنان يتحمل العبء الأكبر، فهو مستقبل وفي الوقت نفسه مرسل للآخر.
■ النقد التشكيلى يقرب المسافة بين المبدع والمتلقى.. ما تعليقك؟
- الاجابة عن هذا السؤال مرتبطة بما سبق القول به بيد أن كل الطرفين المبدع والناقد يمثلان وجهين لعملة واحدة نظرا لهذا المعنى من خلال تفهمنا بأن النقد في حقيقته ممارسة إبداعية غير منغلقة على ذاتها، كونها موجهة بالأساس للمبدع. ولهذا فإننا نؤكد على ضرورة أن ينظر كل طرف للآخر باهتمام وأن يتبادلا الحوار الجاد وليس النظرة العابرة الانطباعية والتي تمتلئ أحيانا باستخفاف غير مقبول.
■ هناك أزمة حقيقية فى الذوق العام.. هل هناك حلول لذلك؟
- لا شك أن ثمة أزمة مجتمعية كبيرة نستشعرها في اضمحلال الذائقة الجمالية، ولعلها مجتمعية غير منتسبة لفن بعينه إذا نظرنا إلى تكامل الفنون وتداخلها وتأثيراتها. فما يحدث في الشارع من فوضي تتردد في الأغاني الشبابية مثلا سوف يتردد صداه في فنون التشكيل والقول مثل الرواية والشعر وغيرها. إنها مائدة واحدة، ويجب أن تتسم بالتناغم بينما ما يحدث يأتي غالبا في العكس من ذلك. ولعلي أعتقد في طرح حلول تحتاج بداية إلى دراسات سوسيولوجية وسيكولوجية لكي تضع نقاطا ودوائر حول مناطق الخلل.
■ عودة الدراسات النقدية المصاحبة للمعرض العام هذا العام، كتقليد كان متبعًا في الدورات السابقة هل هو قرار سديد؟
- بالتاكيد أن ما اتخذه قطاع الفنون التشكيلية في شأن الكتابات النقدية أمر مهم أم قد أراه حجرا في بحيرة كبيرة لكنه سوف يترك أثرا قابلا للنمو في اعتقادنا الجدي في ضرورة النقد وممارسته من خلال وسائط عديدة.
482779690_1332521268068757_4323535180304997054_n (1)