الوحدة نيوز:
2025-06-30@22:54:27 GMT

طه العامري : العدو وحلفائه.. والحسابات الخاطئة؟!

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

طه العامري : العدو وحلفائه.. والحسابات الخاطئة؟!

بدت معركة (طوفان الأقصى) بصورة ملحمة استثنائية، وصفت بأنها صناعة (مغامرين) ووصفت بأنها دمرت فلسطين القضية والشعب والقدرات المتاحة.. لكن كل ما قيل عنها لم يكن أكثر من أكثر من رد فعل من صدمة غير معهودة، وحدث استثنائي لم يكن يخطر ببال أحد، حدث صادما للعدو لدرجة الانهيار، صادما للقريب لدرجة الخوف والرعب.

. إنها (إسرائيل) ومن يجروا على أن يفعل بها ما فعل بها (السنوار) والقسام والمقاومة في السابع من أكتوبر 2023م.. ذلك الحدث الجلل الذي زلزل أركان دولة الاحتلال وجيشها وأجهزتها الاستخبارية، كما زلزل وأرعب حلفاء الكيان الذين تقاطروا للتعبير عن تضامنهم مع كيانهم اللقيط، فيما العرب والمسلمين أنظمة وشعوب ونخب وفعاليات اصابهم الرعب والخوف والصدمة والاندهاش من الحدث وصناعه وجراءتهم الغير معهودة والغير مسبوقة في تاريخ الصراع والقضية.. نعم مقاومين هم ولكن هذه المرة لم يقوموا بعملية فدائية نوعية، لم يخطفوا طائرة؟ ولم يستولوا على سفينة من عرض البحر، لم يغتالوا مسؤولا من كيان الاحتلال، ولم يفجروا سيارة مفخخة في مقهى أو في شارع مزدحم بالمستوطنين…؟!

أنهم أقدموا على حدث تجاوز إغراق (المدمرة إيلات) أو تدمير الحفار، أو عملية ميونيخ، ان طوفان الأقصى تستحق وبجدارة أن تتماهي مع اسمها.. نعم هي (طوفان) طوفان كانت كمن القى ليس حجرة بل صخرة في المياه الراكدة..؟!

قرون وعقود والفلسطيني يعاني يناضل يقاوم يحاور ويفاوض من أجل وطن يتنقل من مستعمر الي اخر إلا أن وصل لقبضة مستعمر استيطاني، مستعمر لم يأتي هذه المرة تحت ( راية الصليب) بل جاء حاملا (توراة موسى، ومزامير داوود، وشمعدان الهيكل، ونجمة داوود) دون أن يكون له علاقة بكل هؤلاء، لكنه استخدمهم لأنه يسعى للسيطرة والاستيطان على أرض النبوءة ليس لأنها ( وطن قومي) بل لأنها وطن الثروات والمواد الخام وأرض الحضارات التي تتحكم بطرق التجارة الدولية وتتحكم بمصير العالم أن توحدت، إليها تنتمي كل أديان السماء واليها ينتمي كل الأنبياء والمرسلين، وفيها وضع الله بصماته، ولأنها كذلك فأن إبقائها خارج دائرة السيطرة ستبقي مصدر خطر على العالم الذي لا يساوي شيئا بدون خيراتها وثرواتها وجغرافيتها وقيمها أيضا..!

إذا ماذا صنع (السنوار)؟ صنع ملحمة سيدونها التاريخ في أنصع صفحاته، وصنع نهاية لمعاناة شعب ووطن.. غبي من يتوهم أن ما يجري في فلسطين (شرا) رغم الموت والدمار والقهر والحسرات، ورغم الأنين والجراحات وعويل الثكالى وبشاعة اللحظة.. بالعكس طوفان الأقصى أوجدت فلسطين وقربت من نهاية معاناتها وانعتاقها من شرنقة الاستعمار الاستيطاني الذي يلملم أدواته رغم كل مظاهر التوحش التي يبديها في محاولة من هذا الكيان التعبير عن قوته وصموده وجبروته وانه صاحب الحق في المكان مجسدا فلسفة رموزه بأن (القوة فوق الحق) لكن القوة انهارت في لحظة إرادة أو مغامرة أو حتي ( جنون) كما قيل بحق (السنوار) من قبل أحد (الحكام العقلاء)..؟!

أن (السنوار) أوجد أعظم ملحمة تاريخية زلزلت عرش الاحتلال وافقدته القدرة على التفكير وحين صحي من الصدمة وجدا هذا الكيان نفسه يفكر في أزمة وجودية أزمة هوية وبدأ مستوطنيه يبحثون في أغراضهم القديمة عن هويات ووثائق تثبت انتمائهم لأوطانهم القديمة التي جلبوا منها (لأرض الميعاد) و(الميعاد) أصبح بنظرهم يعني (الموت)..؟!

طوفان الأقصى جرعت العدو ورعاته ولأول مرة في التاريخ هزائم مركبة، هزائم من الصعب أن يتحرروا منها او يتخلصوا من آثارها إلا بالرحيل من أرض خذلتهم كما خذلتهم قوتهم، ويكفي أن أحلام (النبي يوشع) المزعوم الحامي لبنى إسرائيل والذي قيل انه يتجسد بشخص نتنياهو الذي انتهت بعهده أسطورة كيانه وخارت قواه وبدت الأزمة الوجودية تنعش مفاصله كالسرطان.. هزم الكيان وجوديا وحضاريا وامنيا وعسكريا واجتماعيا وانتصر المغامر السنوار بأن وضع شعبه على ضفاف الحرية والاستقلال والدولة والقدس.

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

المنافقون يتفقدون آثار القصف الصاروخي الإيراني على الكيان

#المنافقون يتفقدون آثار #القصف_الصاروخي #الإيراني على #الكيان

العدوان الصهيو أمريكي على إيران (4)

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

دائماً يخفون لنجدتها، ويهبون لمساعدتها، ويخافون عليها ويقلقون من أجلها، ويتسابقون في التعاطف معها، وإظهار الحب والولاء لها، والحزن على مصابها، والبكاء على قتلاها، وذرف الدموع على ضحاياها، ويتنادون لنصرتها والتضامن معها، ويؤيدونها في أفعالها وينسون جرائمها، ويمدونها بالسلاح والمال والعتاد، ويسخرون لها منابرهم الإعلامية ومنصاتهم السياسية، ولا ينتبهون إلى ما فعلته أسلحتها وما دمرته طائراتها، وما خلفته صواريخها، ولا يحرك ضمائرهم حجم الجرائم التي يرتكبونها، والمجازر التي ينفذونها، وأعداد الضحايا المتزايدة من الأطفال والنساء والشيوخ وعامة المدنيين العزل والأهالي الهاربين من القتل والفارين من القصف.

مقالات ذات صلة ميدان الدلقموني .. دوار الصناعية : عندما تفشل اللافتة في تغيير الذاكرة 2025/06/29

وبالمقابل يتطرفون في التنديد بأعدائها ويبالغون في مهاجمة خصومها، ويدعون لمحاسبتها ومعاقبتها، ويحرضون المجتمع الدولي ضدها، ويتآمرون عليها ويتحالفون ضدها، وينعتونها بأبشع النعوت وأقذع الصفات، ويطلقون عليها أسوأ الألقاب، رغم أنها تصد العدوان وترد على الجريمة، وتمارس حقها المشروع في الدفاع عن مواطنيها، وحماية حقوقها، والحفاظ على سيادتها، والذود عن حياضها، وترد بحسابٍ، وتقصفُ بعقلانية، وتتجنب المدنيين وتبتعد عن المنشآت المدنية والتجمعات السكانية، ولا تستهدف الشخصيات ولا تقتل عمداً وقصداً عامة المواطنين في بيوتهم وأماكن لجوئهم.

حجم الدمار الذي تسبب به طيران العدو الإسرائيلي، التي هي طائراتٌ أمريكية هجومية حديثة، تحرص الإدارة الأمريكية على تزويد الكيان بها دون غيرها، ليتفوق بها على المنطقة وكل محيطها، وتعجز دولها عن إسقاطها أو التصدي لها، والتي خلفتها صواريخه الأمريكية الصنع أيضاً، دمارٌ كبيرٌ جداً، وخرابٌ واسعٌ طال مناطق مختلفة من إيران، وتسبب في خسائر كثيرة وألحق أضراراً كبيرة، وأدى إلى استشهاد مئات الإيرانيين، قادةً ومسؤولين وعلماء وفنيين نويين وعامةَ المواطنين، علماً أن ضراوة الغارات الإسرائيلية لا تنفي أبداً حقيقة الرد الإيراني، ولا تقلل من حدة القصف الصاروخي وآثاره التي لم يتمكن العدو من إخفائها وطمسها، وعجز عن حماية مستوطنيه من الانهيار النفسي بسببها، ومحاولة الفرار والهروب خوفاً من المزيد منها.

رغم أن قادة العالم كلهم يعرفون يقيناً أن الكيان الصهيوني ورئيس حكومته نتنياهو يمارسون في المنطقة كلها، وضد جميع سكانها البطش والتسلط والإرهاب، ويعتدون على دولها وينتهكون سيادتها، ويدمرون مقدراتها، إلا أنهم يقفون معه ويؤيدونه، ويصدقون روايته، ويكررون كالببغاء سرديته، ويتماهون مع حالته، ويتباكون معه ويجأرون بالصراخ من أجله، ويلبون دعواته لهم لزيارة كيانهم، والوقوف على أطلال مبانهم، ومعاينة آثار القصف الإيراني على مناطقهم، ليروا بأم أعينهم “الجريمة الإيرانية”، ويقتنعوا بالمظلومية الإسرائيلية، ويفرضوا على دول أوروبا عامةً والغربية خاصةً حماية اليهود ودولتهم، والدفاع عنهم وضمان وجودهم، ومحاربة كل من يهدد كيانهم أو يستهدف وجودهم.

أمام هذه المظلومية الكاذبة والسردية المزيفة، تنشط وزارة الخارجية الإسرائيلية، في توجيه الدعوات لوزراء خارجية الدول وسفرائها، ومبعوثيها وممثليها، وغيرهم من الوفود السياحية والعلمية والثقافية والفنية، لزيارة المناطق التي سقطت فيها الصواريخ الإيرانية، ومعاينة آثارها ومعرفة نتائجها، والإصغاء إلى المرشدين الإسرائيليين الكاذبين، الذين يحفظون رواياتٍ أمنية معدة لهم، ومجهزة خصيصاً لتعمية زوارهم وخداع المتضامنين معهم، وتحريضهم ضد إيران، ودفعهم لإطلاق مواقف وإصدار تصريحاتٍ ضدها، تدينها وتتهمها وتحملها المسؤولية عما يجري في المنطقة، وتدعي عليها بأنها التي بدأت بالعدوان واستعدت له، وأنها التي هيأت الأجواء له وسهلته.

ألا يستطيع أولئك المنافقون الكاذبون، الأفاقون المخادعون، الدجالون المتواطئون، أن يتجاوزوا الأوامر العسكرية الإسرائيلية، ويخالفوا التحذيرات السياسية، وأن يتحرروا من التبعية الصهيونية والعبودية الأمريكية، وأن يكونوا ولو لمرةٍ واحدة في تاريخهم، عقلاء إنسانيين منطقيين، وأن يستفيقوا من غفلتهم ويوقظوا ضمائرهم، فيتجهوا قليلاً إلى الجنوب من حيث سيدهم القاتل، ورسم لهم طريقهم المعتدي الباغي، وأن يزوروا قطاع غزة المدمر، ليروا حجم الدمار الحقيقي الذي ألحقه هذا العدو المتباكي، وأن يحصوا عدد الضحايا الذين قتلهم في مجازر دموية، ومذابح موصوفة ضد الإنسانية، حينها يكون ضميرهم قد صحا، وإنسانيتهم قد استعيدت، وإن كنت وغيري لا نظن أبداً أنهم يريدون أن يستيقظوا من غفلتهم، وأن يعودوا إلى رشدهم، وأن يصطفوا إلى جانب جنسهم الإنساني، ذلك أنهم سبب المشكلة وأساس الأزمة، وصناع الكيان ورعاته، وزارعوه في منطقتنا كخنجرٍ مسمومٍ وحماته.

بيروت في 29/6/2025

moustafa.leddawi@gmail.com

مقالات مشابهة

  • تدشين الجولة الثانية من دورات طوفان الأقصى في بني حشيش بصنعاء
  • فعالية خطابية في بني حشيش تدشيناً للجولة الثانية من دورات “طوفان الأقصى”
  • التحرير بالأمانة تُدشّن المرحلة الرابعة من دورات التعبئة “طوفان الأقصى”
  • هل طوفان الأقصى ورطة؟
  • المنافقون يتفقدون آثار القصف الصاروخي الإيراني على الكيان
  • لقاء في الحديدة تدشيناً للعام الدراسي واستئنافاً لدورات “طوفان الأقصى”
  • حكم العيسى أبو عمر السوري.. أحد مهندسي طوفان الأقصى
  • فشل “النصر الحاسم”… أكبر خسارة للصهاينة!
  • عرض ومناورة عسكرية لخريجي الدفعة الأولى من” طوفان الأقصى” في مديرية ردمان بالبيضاء
  • الفدائي الذي أربك الكبار.. وسام أبو علي على رادار أوروبا بعد ملحمة بورتو