حكم تملك الأراضي عن طريق وضع اليد.. الإفتاء: محرم شرعا ومجرم قانونا
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم تملك أرض تمتلكها الدولة عن طريق ما يُسمَّى بوضع اليد؟ وماذا يفعل من حاز أرضًا بهذه الطريقة؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن الاستيلاء على الأرض عن طريق وضع اليد عليها -دون إذنٍ أو تصريحٍ أو ترخيصٍ- محرم شرعًا، وتزداد الحرمة والإثم إذا كانت تمتلكها الدولة؛ لأن الاعتداءَ على المال العام أفْحشُ وأسْوأُ من الاعتداء على المال الخاص.
وأوضحت أن الاعتداء الحاصل فيه هو اعتداءٌ على مجموع الأفراد، ولا يتوقَّف أثرُه السلبي على فرد بعينه، بل يعود على المجتمع ككل، وكل من غصب شيئًا لزمه ردُّه إن كان باقيًا، وإن تلف لزمه رد بدله؛ لأنه إن تعذَّر رد العين، وجب رد ما يقوم مقامها.
وذكرت دار الإفتاء أن الاستيلاء على الأرض وحيازتها عن طريق ما يُسمَّى بوضع اليد دون إذنٍ أو تصريحٍ أو ترخيصٍ؛ يُعدُّ اغتصابًا لها بغير حق، وهذا محرم، سواء كانت الأرض يمتلكها شخص بعينه، أو تمتلكها الدولة؛ ولا يُعدُّ ذلك من قبيل الإحياء الذي رغب فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأن الأرض المستولى عليها بهذه الصفة المتقدمة، إن كانت غير قابلة للإحياء، وذلك كما إذا كانت مملوكة لأحدٍ، أو حقًّا خاصًّا له، أو كانت داخل البلد- فقد أجمع الفقهاء على أنها لا تكون مواتًا أصلًا؛ فلا يجوز إحياؤها.
أَمَّا إذا كانت هذه الأرض المستولى عليها قابلة للإحياء؛ فلا يجوز أيضًا حيازتها بالصفة المتقدمة؛ وذلك لأن من شروط الأرض القابلة للإحياء: أن يكون الإحياء بإذن الإمام؛ فقد روى الإمامان أحمد في "مسنده" وأبو داود في "سننه" عن هشام بن عروة عن أبيه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيِّتَةً فَهِيَ لَهُ، وَلَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ»، قَالَ مَالِكٌ: وَالْعِرْقُ الظَّالِمُ: كُلُّ مَا احْتُفِرَ أَوْ أُخِذَ أَوْ غُرِسَ بِغَيْرِ حَقٍّ.
ونصَّ قانون العقوبات رقم (58) وفق آخر تعديلاته لسنة 2018م على أن: [كل من تعدَّى على أرض زراعية أو أرض فضاء أو مبانٍ مملوكة للدولة أو لأحد الأشخاص الاعتبارية العامة أو لوقف خيري أو لإحدى شركات القطاع العام أو لأية جهة أخرى ينص القانون على اعتبار أموالها من الأموال العامة؛ وذلك بزراعتها أو غرسها أو إقامة إنشاءات عليها أو شغلها أو الانتفاع بها بأية صورة- يعاقب بالحبس وبغرامة لا تجاوز ألفين من الجنيهات أو بإحدى هاتين العقوبتين، ويحكم على الجاني برد العقار المغتصب بما يكون عليه من مبانٍ أو غراس، أو برده مع إزالة ما عليه من تلك الأشياء على نفقته فضلًا عن دفع قيمة ما عاد عليه من منفعة، فإذا وقعت الجريمة بالتحايل أو نتيجة تقديم إقرارات، أو الإدلاء ببيانات غير صحيحة مع العلم بذلك تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على خمس سنين، وغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، وتضاعف العقوبة المنصوص عليها في الفقرتين السابقتين في حالة العود] اهـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الدولة وضع اليد الاستيلاء على الأرض المال العام عن طریق
إقرأ أيضاً:
لا تملك الكثير لتقدمه.. ما خيارات إيران بعد صدمة حلب؟
التحركات والتصريحات التي اتخذتها وأطلقتها إيران، بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية المسلحة على حلب ومحيطها، تشي بأن طهران "تخشى على نفوذها" ليس ذاك الذي خسرته في المدينة فحسب، بل على صعيد كل سوريا، وفقا لحديث خبراء ومراقبين لموقع "الحرة".
ووصل وزير خارجية إيران عباس عراقجي، إلى تركيا، الإثنين، والتقى بنظيره هاكان فيدان. وكان قبل يوم واحد في دمشق، حيث اجتمع مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في زيارة هي الأولى لدبلوماسي إلى العاصمة السورية بعد فقدان الأخيرة السيطرة على حلب.
وجاء في تصريحات للخارجية الإيرانية، الإثنين، أن "مستشاري إيران العسكريين" سيبقون في سوريا "بناء على طلب" نظام الأسد.
ومن جهته، شدد عراقجي من أنقرة على ضرورة عقد قمة بين تركيا وإيران وروسيا "في أقرب وقت ممكن" على مستوى وزراء الخارجية، لمناقشة الأزمة السورية.
حلب والمناطق الواقعة في ريفها التي سيطرت عليها الفصائل المسلحة، تعرف منذ سنوات بأنها ذات أهمية كبيرة بالنسبة لإيران عسكريا.
وانعكست تلك الأهمية في السنوات التي سبقت عام 2020، عندما زج الحرس الثوري الإيراني بالكثير من الميليشيات هناك على الأرض، كما بدت جلية عندما قتل الأسبوع الماضي، جنرال إيراني كبير يدعى كيومارس بورهاشمي، على يد الفصائل في سوريا، وفق الرواية الإيرانية.
بالإضافة إلى ذلك، ظهرت الأهمية في تسجيلات مصورة نشرتها فصائل مسلحة، خلال الأيام الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، توثق صورا ومقارا كاملة كان يستخدمها الحرس الثوري وينشط بها داخل مدينة حلب وفي أريافها الجنوبية والغربية.
سيناريوهات تركية بعد تغير خريطة النفوذ في الشمال السوري منذ بدء هجوم الفصائل السورية المسلحة على حلب وأريافها اتجهت الأنظار إلى تركيا بشكل مباشر وغير مباشر، من زاوية الدور والموقف الذي تقف عنده إزاء ما يحصل. ومع سيطرة التشكيلات العسكرية على كامل المدينة وغالبية القرى والبلدات المحيطة بها تثار تساؤلات عن الخيارات التي ستتبعها أنقرة للتعاطي مع التغير الكبير الذي طرأ على خريطة النفوذ السورية. "صدمة كبيرة"ويعتقد آرمان محموديان، وهو زميل باحث في معهد الأمن العالمي والقومي، محاضر في جامعة جنوب فلوريدا، أن "إيران لم تخسر بالكامل في سوريا الآن، لكنها تواجه بالتأكيد حملة صدمة ورعب كبيرة".
ويشير إلى أن إيران "لم تكن تتوقع هجوم الفصائل المسلحة بهذه السرعة".
ويوضح محموديان في حديثه لموقع "الحرة"، أن "أفضل سيناريو لإيران لمواجهة التطورات الميدانية الحاصلة، هو ضمان بقاء المؤسسة السياسية في دمشق سليمة، ومنع أي انقلاب أو انتفاضة ضد نظام الأسد".
بالإضافة إلى ذلك، فإن "إبطاء تقدم الفصائل المسلحة شمالا سيكون أمرا بالغ الأهمية"، حسب الباحث.
و"من المرجح أن تعطي عملية الإبطاء كلا من إيران وروسيا الوقت لإعادة تجميع صفوفهما، مما يمكّن روسيا من شن هجوم جوي آخر واسع النطاق، يسمح لإيران بنشر مقاتلين إضافيين تنقلهم من العراق إلى سوريا"، كما يتابع محموديان.
تقرير: مسلحون من فصائل موالية لإيران يصلون سوريا من العراق لدعم نظام الأسد كشفت مصادر سورية لوكالة رويترز، وحسابات داعمة لنظام الرئيس بشار الأسد، عن وصول مقاتلين عراقيين من الحشد الشعبي إلى سوريا لدعم القوات الحكومية في مواجهة الفصائل المسلحة المعارضة التي سيطرت خلال الأيام الماضية على حلب وإدلب. هل تمتلك أي قدرة؟وكشفت مصادر سورية لوكالة رويترز، وحسابات داعمة لنظام الرئيس بشار الأسد، عن "وصول مقاتلين عراقيين من (الحشد الشعبي) إلى سوريا، لدعم قوات النظام" في مواجهة الفصائل المسلحة المعارضة، التي سيطرت خلال الأيام الماضية على مدن وقرى أهمها حلب.
وقال مصدران عسكريان سوريان لرويترز، الإثنين، إن "ميليشيات مسلحة شيعية مدعومة من إيران، وصلت الليلة الماضية إلى سوريا قادمة من العراق، لدعم الجيش السوري في معاركه ضد الفصائل المسلحة المعارضة".
وأضاف مصدر بارز بجيش النظام السوري للوكالة، أن "العشرات من مقاتلي الحشد الشعبي العراقي وصلوا إلى سوريا، من عبر ممر عسكري قرب معبر البوكمال الحدودي".
وأوضح أن المقاتلين "سيتم إرسالهم إلى الخطوط الأمامية"، مشيرا إلى أنهم ينتمون إلى "كتائب حزب الله العراقية ولواء فاطميون". وهي ذات الميليشيات التي كانت رأس حربة "الحرس الثوري" في السيطرة على حلب ومحيطها في مطلع أحداث عام 2011.
ويعتقد الخبير الجيوسياسي، عامر السبايلة، أن المتتبع لمسار التطورات خلال الأشهر الماضية يتبين لديه أنه قائم على "القضاء على النفوذ الإيراني في المنطقة".
ويوضح السبايلة في حديثه لموقع "الحرة"، أن "إيران لم يعد لديها الآن إلا ورقة العراق"، مشيرا إلى الضربات الكبيرة التي لحقت بحزب الله، وقبل ذلك بالنسبة لحركة حماس.
وفي غضون ذلك، يرى الخبير الجيوسياسي أن "قدرة إيران على المناورة باتت تقل بشكل كبير في المنطقة، فيما تتعمق الأزمة لديها وتزداد تكلفتها".
وقبل وصول الإدارة الأميركية الجديدة "لن تستطيع (طهران) أن تفتح جبهات وتتحول لآلة حرب تستهدف الجميع، لأنها تعلم أن ما يجري يستهدف وجودها في المنطقة"، وفقا للسبايلة.
"الأحياء مأهولة والضحايا مدنيون".. سكان في حلب يناشدون النظام وقف الضربات الجوية أطلق سكان من حلب السورية وسماً على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" نددوا من خلاله بالضربات الجوية التي بدأ النظام السوري بتنفيذها على المدينة مما أسفر عن مقتل مدنيين خلال الأيام الماضية من سيطرة الفصائل المسلحة عليها. "ليس لديها الكثير لتقدمه"وهذه المرة الأولى منذ 2020 التي تتغير فيها خرائط السيطرة في شمال غرب سوريا.
وأصبح بيد فصائل المعارضة المسلحة الآن مدينة حلب وكامل أريافها من الجهة الشمالية، والشرقية، والغربية، والجنوبية.
وتسعى الآن إلى فتح جبهة باتجاه مدينة حماة، لكن النظام السوري كان قد استقدم الكثير من التعزيزات العسكرية إلى هناك، خلال اليومين الماضيين.
ويرتبط النظام السوري مع إيران منذ عقود بعلاقة وصفها رئيسه في مطلع أكتوبر الحالي بـ"الاستراتيجية".
ولعب الدعم العسكري الذي قدمته طهران لدمشق بعد عام 2011، دورا كبيرا في حفاظ الأسد على كرسي الحكم، وقد استخدمت طهران لتحقيق ذلك الكثير من الميليشيات على الأرض، منها ما هو محلي وأجنبي.
لكن الآن ومع تقدم الفصائل الكبير في شمال سوريا، يرى السبايلة أن "الظروف والواقع بات مختلفا".
ويقول الخبير إن "إيران ستتحرك في سوريا، لكن بحذر وبأدوات أخرى وأذرع".
ويشير إلى توقيت هجوم الفصائل وما سبقته من تحركات عشائرية في منطقة البوكمال بدير الزور، والضربات التي تلقاها حزب الله، مضيفا: "إيران تعي أنه تتم محاولة تجريدها من أهم ورقة في سوريا. وهي لا تملك الكثير لتقدمه".