بين الحب والغيرة.. مفاتيح تقوية العلاقة مع شريك الحياة
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
تُعتبر الغيرة شعورًا معقدًا يمكن أن يلوح في الأفق كغيمة ملبدة في سماء العلاقات العاطفية، رغم أنها قد تكون دلالة على الحب والاهتمام، إلا أن الغيرة المفرطة قد تؤدي إلى توترات وصراعات تعكر صفو العلاقة.
مفاتيح تقوية العلاقة مع شريك الحياة في هذا المقال، نستكشف جوانب الغيرة وكيفية إدارتها بفعالية لتعزيز الروابط بين الشريكين،وفقا لما نشره موقع هيلثي.
قبل أن نتمكن من إدارة الغيرة، يجب أن نفهم سببها. تنبع الغيرة عادةً من مشاعر عدم الأمان والخوف من فقدان الشريك. قد تُثار من عوامل متعددة، مثل تجارب سابقة أو مقارنات مع الآخرين. إن التعرف على الجذور النفسية لهذا الشعور يمكن أن يُساعد في التعامل معه بطرق أكثر نضجًا.
قوة التواصل الفعالالتواصل هو الحجر الأساس لعلاقة صحية. يجب أن تكون هناك مساحة آمنة بين الشريكين للتعبير عن مشاعرهم دون خوف من الانتقاد. الحوار الصريح حول مشاعر الغيرة يمكن أن يُساعد في تجنب سوء الفهم. من المهم أن نتحدث عن ما يثير الغيرة وكيف يمكن أن نعمل معًا لتجاوز هذه المشاعر.
بناء الثقة كحماية ضد الغيرةبناء الثقة هو عملية مستمرة تتطلب الصبر والالتزام. يمكن تعزيز الثقة من خلال تقديم الدعم المتبادل والتعبير عن المشاعر بشكل دوري. عندما يشعر الشريك بالأمان في العلاقة، تتضاءل مشاعر الغيرة، مما يُمكن الطرفين من الاستمتاع بالعلاقة دون ضغوط إضافية.
ممارسة التقدير والامتنانتقدير الشريك يعد وسيلة فعالة لتقوية الروابط العاطفية. يُمكن أن يكون ذلك من خلال كلمات طيبة أو أفعال بسيطة تعبر عن الحب والامتنان. من خلال تقدير الصفات الإيجابية، يمكن للشريكين تعزيز شعور الانتماء والأمان في علاقتهما.
وضع الحدود الصحيةوضع حدود واضحة بين الشريكين يمكن أن يُساعد في تقليل مشاعر الغيرة. يجب أن يتم مناقشة ما يجعل كل طرف يشعر بالراحة وما قد يؤدي إلى التوتر. الحدود الصحية تمنح كل شريك القدرة على التعبير عن احتياجاته بوضوح، مما يساهم في خلق بيئة من الثقة.
التركيز على النمو الشخصيأحيانًا، يمكن أن تعزز مشاعر الغيرة من خلال التركيز على تحسين الذات، العمل على تطوير المهارات، ممارسة الرياضة، أو الانخراط في أنشطة جديدة يمكن أن يُسهم في تعزيز الثقة بالنفس. كلما زادت الثقة بالنفس، كانت العلاقة أكثر استقرارًا وتوازنًا.
البحث عن الدعم الاحترافيإذا كانت الغيرة تؤثر بشكل كبير على الديناميكية في العلاقة، قد يكون من المفيد استشارة متخصص. المعالجون يمكن أن يقدموا نصائح واستراتيجيات عملية لمساعدتكما في التعامل مع مشاعر الغيرة، وبالتالي تعزيز العلاقة بشكل أكبر.
محمد رمضان يضاعف المكافآت لتحفيز لاعبي الأهلي للفوز على العين الإماراتي لموظفي الحكومة.. شروط تنظيم الإجازات بدون أجر أخبار الفن.. تفاصيل مسلسل محمد فراج الجديد ونجوم الغناء يطمئنون على الكينج بعد أزمته الصحيةالغيرة ليست نهاية العالم، بل هي فرصة للنمو والتواصل، من خلال الفهم، التواصل الفعال، وبناء الثقة، يمكن للشريكين تجاوز هذه المشاعر السلبية وتقوية الروابط العاطفية. إذا تم التعامل مع الغيرة بحكمة، فإنها قد تصبح نقطة انطلاق لعلاقة أكثر عمقًا وتفاهمًا.
بين الحب والغيرة .. مفاتيح تقوية العلاقة مع شريك الحياةبين الحب والغيرة .. مفاتيح تقوية العلاقة مع شريك الحياةالمصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الغيرة الحب مشاعر الغیرة یمکن أن ی من خلال
إقرأ أيضاً:
تشبع إحساس و تبلد مشاعر أم أرقص فَرفِش و انسى همومك
بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
في زمان ليس بالبعيد كانت الناس تخاف الموت و في ذات الوقت توقره ، و كانت تحتفي بالموتى من حيث إقامة المأتم و إعلان الحداد ، و خلال فترة الحداد يعم الحزن و الأسى الناس و المكان ، و تختفي جميع مظاهر الإحتفالات ، و يمتنع الأهل و الأقارب و المعارف و الجيران عن إظهار الفرح و سماع الأغاني و عن الغنآء ، فتغلق جميع أجهزة المذياع ، و تلغي حفلات الأعراس المتزامنة مع حدوث الموت ، و تؤجل تلك التي حانت أو قربت مواعيدها ، و كان النصيب الأوفر من إظهار الحزن و الأسى على الميت من نصيب النسآء ، و قد جرت العادة على أن ترتدي أرملة المتوفى و قريباته الملابس الخشنة مثل ثياب الدَّمُورِيَة و القَنجَة ، كما تعزف النسآء عن إستخدام جميع أدوات التجميل مثل الأصباغ و الحنآء و الكحل و زيوت و كريمات البشرة...
أما في هذه الأيام و مع وفرة الموت و حضوره الدآئم و تكاثر أعداد قتلى الحرب فقد أصبحت الناس تستهين بالموت و لا تأبه له كثيراً و لا تقيم له وزناً ، و مع روتين المذابح الجماعية اليومية غدت أهوال القتل و التمثيل بجثث الموتى من جز الرؤوس و بقر البطون و أكل الأحشآء و الأعضآء من الأمور اليومية العادية التي لا تسترعي الإنتباه أو تثير الشفقة و البكآء أو تستدعي الحزن و إظهار الأسى ، و قد إمتد الإهمال/عدم الإهتمام إلى أيام التعزية التي تقلصت و إلى مظاهر الحداد التي اختفت تماماً ، و هكذا لم تعد أجوآء الإحتفآء بالموت و الموتى حية كما كانت في سابق الزمان!!!...
و الشاهد هو أن سعير الحرب و موجات القتل و الدمار الغير منقطعة و الخوف و الإرهاب المصاحب قد حول حياة الملايين من السودانيين من الذين قرروا عدم النزوح أو الذين عجزوا عن الفرار لأسباب مختلفة إلى رعب و جحيم تخطى حالة الحزن بمراحل عديدة ، فقد تسبب تفاقم أحاسيس الخوف و الهلع و تعاظمها إلى ظهور حالات وبآئية من الكوابيس و الإضطرابات النفسية ، و على الرغم من ذلك فقد أصبح العديد من السودانيين يطيقون المآسي و الألام النفسية و المصاعب المصاحبة و يتعايشون معها كأمر واقع و روتيني لا مفر منه ، و قد إنتقلت تلك الأحاسيس إلى الأهل و الأقارب في بلاد الإغتراب و المهاجر علاوة على الإكتئاب...
و على الرغم من هذه الخلفية المأساوية الكئيبة و الإكتئاب الوبآئي الذي أصاب قطاعات عريضة من السودانيين داخل و خارج الوطن إلا أنه قد تلاحظ أن هنالك نفر/بعض من السودانيين من الذين فروا من ويلات الحرب و نزحوا إلى دول الجوار و العالم يبدوا أنهم لم يتأثروا/يأبهوا كثيراً بالحرب و تبعاتها ، فقد تلاحظ أن سير حياة هؤلآء النفر من السودانيين لم يتغير ، حيث أنهم لم ينقطعوا عن ممارسة حياتهم اليومية و جميع المباهج و الزينات المرتبطة بها من شهوات البطون و الفروج و جمع الذهب و الفضة و الدولار و رصفآءه من العملات الصعبة و كذلك متابعة دوريات كرة القدم الأوروبية و البطولات القارية و العالمية...
و الشاهد هو أن الحرب السودانية الراهنة و موجات النزوح الغير مسبوقة قد أتاحت فرص ذهبية/بلاتينية لجمهرة الناشطين و جماعات اللايفاتية الباحثين عن الشهرة و المشاهدات و الإستحسانات و المشاركات الذين هرعوا إلى تحميل أسافير الشبكة العنكبوتية و منصات التواصل الإجتماعي بدقآئق الأهوال و المستجدات في جبهات القتال و كذلك تفاصيل و أسرار الصراع في الساحات السياسية و دقآئق فضآئح الساسة و الأرزقية و الطفيلية السياسية و الإقتصادية ، و قد شملت التغطيات وجهات نظر الفرقآء المختلفة و أحدث ما تجود/جادت به بعض من الألسن السودانية من الكذب و التدليس و خطابات العنف و الكره العنصري و القبلي و الجهوي المنمقة بفحش القول و أقذر المفردات البذيئة المنتقاة بعناية فآئقة من معاجم ما تحت الصُّرَة و ما بين الفخذين...
كما لم يفت عليهم توثيق الجانب الفرآئحي من حياة النزوح/الفرار فكانت تغطية مراسيم عقود القران و التعديلات التي طرأت على تقليعات حفلات الزواج الباذخة و آخر المستجدات التي أضيفت إلى رقيص العروس حتى يواكب العصر و خطوط الموضة العالمية ، هذا إلى جانب تغطية ما يجري في عالم القُونَات و ما يدور في وسط مطربي الحيرة ، بالإضافة إلى بث حفلات عروض الأزيآء النسآئية و إحتفالات التخريج الجامعي الفاخرة فيما ورآء الحدود و البحار ، و ذلك في تزامن مع بث حلقات مسلسل تعليم اللسان السوداني لغير الناطقين به المصحوبة بدليل صنع الدِّلكَة و اللَّخُوخَة و زيت الكَركَار إلى جانب وصفات الإكيل السوداني و طرق تحضير الكميات التجارية من عصيدة الدُّخُن و مَدِيدَة الحِلبَة و الفسيخ و الشطة المطبوخة و الأَقَاشِي و أُم فِتفِت و كبدة الإبل بالدَّكوَة و الليمون و البصل و الشطة الخضرآء و الحمرآء...
و يظن/يعتقد بعض من المراقبين و المختصين المهتمين بمنصات التواصل الإجتماعي السودانية و بأمر الحرب في بلاد السودان أن مسلسل القتل و المجازر و أهوال الدمار و مآسي التشريد و النزوح قد أوصلت أجهزة الإستقبال الحسية و العصبية عند بعض من جماعات السودانيين و كذلك المراكز الدماغية المختصة بالمشاعر و الأحاسيس إلى درجة التشبع ، و يبدوا أن هذا التشبع قد أفضى إلى حالة من التبلد العاطفي تجمدت فيها المشاعر و أحاسيس الحزن و الأسى و بقية الإنفعالات المصاحبة مما دفع/قاد بعض من السودانيين إلى التصرف مع الأحداث من منطلق أن شيئاً لم يكن...
و على الجانب الآخر فهنالك من يرى أن لا علاقة لتفاعلات هذا البعض من السودانيين النازحين/الفارين بتشبع الأحاسيس أو تبلد المشاعر أو أي شيء من هذا القبيل ، و يعتقدون أن ضآلة/حكمة هؤلآء النفر في التفاعل مع الحرب و أحداثها المأساوية هي أغنية الفنان شرحبيل أحمد:
أرقص و فَرفِش و انسى همومك...
أَوعَك تَزعَل...
فَكِّر و اعمل...
بكرة بتنجح و تعيش أيامك...
تعيش أيامك حلوة جميلة...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com