سواليف:
2025-03-10@12:50:00 GMT

مصطلحات اسلامية: الفتن

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

#مصطلحات_اسلامية: #الفتن
بقلم: د. #هاشم_غرايبه

مقال الإثنين: 28 /10 /2024
الفتنة مصطلح آخر من جملة مفاهيم كثيرة جاء بها الاسلام، وهي تعني الابتلاء من الله للمرء أو الجماعة المؤمنة بتغيير الحال مؤقتا الى حالة مفرحة أو حالة مؤلمة، بقصد الامتحان والتمحيص، وهي مفهوم مختلف تماما عن المعنى اللغوي للفتنة الذي يعني الإيقاع بين اثنين أو أكثر بقصد تأليبهم على بعض وانشاء عداوة بينهم.


ورد هذا الموضوع في بيان كثير من الأمم السابقة، لكي يعلم المؤمنون أنها سنة كونية في كل زمان ومكان، وبين تعالى علتها بقوله: ” أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ” [البقرة:214]، كما ذكر قصص من ابتلاهم بالنعماء ولم يؤدوا حقها فجازاهم على ذلك في الدنيا والآخرة، مثل قارون وكنوزه، وثمود وقوتها، وفرعون وملكه..الخ.
ورأينا ان عظم الابتلاءات مرتبط بعلو المنزلة، فموسى عليه السلام كليم الله، كانت فتونه هي الأكبر: “وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا” [طه:40].
لذلك فالاعتقاد أن منح الله خير للانسان مكافأة، ومسه بسوء هو عقاب: “فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ . وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ” [الفجر:15-16]، هو اعتقاد خاطئ، بدليل قوله تعالى في الآيات التي تليها: “كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ..”.
لقد أراد الله من الدين تنظيم حياة الناس، لكي يؤدوا الوظيفة التي أناطها بهم وهي إعمار الأرض، والمحافظة على التوازن الحيوي والبيئي الذي أوجده لدوام الحياة عليها، فأنزل بالدين تشريعات عادلة تمنع الظلم والتعدي، وجعل الإيمان به وبيوم الحساب ضابطا للتقوى المبني على اتباع الدين، والتقوى دافعه الترغيب بجزاء الله (الجنة) للمستقيمين على منهجه، والترهيب من عقابه (جهنم) للمخالفين.
وجعل استحقاق الجنة متوقفا على تفوق أعماله الصالحة على السيئة منها، لذلك قرن تعالى دائما بين الإيمان به وعمل الصالحات.
ولما كان الظالمون والمتجبرون هم أكثر الناس تضررا من الصلاح المبني على العدالة والمساواة التي يحققها اتباع منهج الله المستقيم، لذلك ناصبوا منهج الله العداء، فصدوا عنه من ناحية، وبدلوا في أحكامه وحرّفوا كتب الله من ناحية أخرى.
أهم التحريفات في العقيدة نالت مبدأ التوحيد، فجعلوا لله أندادا وشركاء وابناء، وأما تحريفات الشرائع فكانت بإلغاء العمل الصالح كشرط لنوال الجنة.
فأتباع شريعة موسى عليه السلام ادعوا أنهم شعب الله وأحباؤه، وبالتالي فهم من سيحظى بالجنة، ولن ينالها سواهم.
وأتباع المسيح عليه السلام، أوهمهم المحرفون من أحبارهم ورهبانهم، أن المتطلب الوحيد لدخول الجنة هو الإيمان بالمسيح، لذلك فمن تعمّد باسمه فلا يسأل عن أعماله.
وأتباع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فقد ادعى المحرفون من بينهم ان اتباع آل البيت واعطائهم الولاية هي المتطلب الأساسي لدخول الجنة.
بالطبع فكل هؤلاء ضالون مضلون، فسلعة الله (الجنة) سلعة غالية، لأنها نعيم أبدي، فلا يمنعها تعالى إلا لمن استحقها وعمل بإخلاص للتؤهل لها.
فلا يكفي المرء أنه شهد لله بالوحدانية وصدق بما أنزله على رسوله، فذلك قول باللسان هين، قد يكون فيه المرء صادقا أو يقوله نفاقا وتقية، فلا يثبت مصداقيته إلا اتباعه الصراط المستقيم (منهج الله)، عملا وتطبيقا.
ولا يثبت ذلك غير مداومته عليه، مهما كانت الظروف وتغيرت الأحوال، وهذا لا يصدق به غير الابتلاء، بالصمود في وجه الفتن.
وأكثر صمود يتحقق عند الاستجابة لدعوة الجهاد، فذلك تصديق أكيد بما عاهد المؤمن الله عليه: “أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ” [أل عمران:142].
هكذا نتوصل الى أن ابتلاء المؤمن بالفتن هي وسيلة دقيقة لبيان صدق الإيمان، ولذلك جعلها الله تعالى سنة دائمة في أمته المؤمنة لتمييز المؤمنين عن المنافقين: “أوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ”.
في هذا العصر منحها النفط ليرى هل ينفقون على تقوية الأمة أم على البذخ والتعالي في البنيان.
وابتلاها بالكيان اللقيط ليرى من سيجاهدون في سبيله ومن يستسلمون لعدوهم بالتطبيع معه.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الفتن هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

الحياء.. شعبة من الإيمان

على كل مسلم الاستحياء من الله حق الحياء، فلا يراك على معصية، ولتكن في المَواطن التي يحبها الله ورسوله، فالحياء من الأخلاق النبيلة التي حث عليها الإسلام، وهو صفة من صفات الله تعالى، ويجب على المسلم أن يكون على يقين، بأن الله يقبل توبته، وأنه واسع المغفرة، فعن سلمان الفارسي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن ربكم حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً»، كما أنه خلق من أخلاق النبي صلى الله عيله وسلم، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه»، (متفق عليه).
وقد أثنى القرآن الكريم على امرأة، خلد ذكرها لما امتازت به من حياء، فقال الله سبحانه وتعالى: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيتَ لنَاَ فَلمَّا جَاءَه وَقَصَّ عَليَهِْ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)، «سورة القصص: الآية 25».
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان».. وقال صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان».. وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الحياء لا يأتي إلا بخير».. وعن عطاء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل حليم حيي ستير، يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر».
والحياء ملَكة في الإنسان وهو نوعان: «حياء فطري»، وهو الذي خلقه الله تعالى في النفوس كلها، كالحياء من كشف العورة أمام الناس، أما «الحياء الإيماني» فهو الذي يمنع المؤمن من فعل المعاصي خوفاً وخشية من الله تعالى، وقد دعا النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى التحلي بخلق الحياء وبيّن معانيه، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استحيوا من الله حق الحياء، قال: قلنا: يا رسول الله إنا نستحيي والحمد لله، قال: ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء: أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء.

رمضان إلى رمضان من المُكفِّرات
يقول الله سبحانه وتعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، «سورة الزمر: الآية 53»، وأخبرت الآية الكريمة أن الله تعالى واسع المغفرة، وأنه لا ذنب يقف في ميزان المغفرة إن تاب العبد، توبة نصوحاً. وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر»، (صحيح مسلم، 233).
ويجب على العبد أن يعتقد أنه لا ذنب يقف في ميزان المغفرة إن تاب العبد، لأن الإنسان مجبول على الخطأ، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل بني آدم خطاءُ، وخير الخطائين التوابون»، (سنن ابن ماجه، 4251).
وفي فضل الصوم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام يوماً في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً»، (صحيح البخاري، 2840).

الثلاث المكفرات
من فضل الله تعالى على الصائم أن أدرك هذه الثلاث المكفرات في رمضان، ففيه يصلي المكتوبات ويحضر الجمعات وهو صائم في رمضان، وهذا الفضل لا يتحقق إلا مرة في كل عام، فصيام رمضان إيماناً واحتساباً يكفّر ما تقدم من ذنوب الصائم. قال صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه»، (صحيح البخاري، 38).

أخبار ذات صلة «إسلامية دبي» تحتفي بختم ثمانية طلاب القرآن الكريم فتوى: هل يجوز التلفظ بنيّة الصوم، أم يكفي استحضارها بالقلب؟

مقالات مشابهة

  • مواطنون من دمشق يطالبون بمحاربة فلول النظام البائد لحفظ الأمن والاستقرار والحذر من الفتن التي تعمل عليها جهات خارجية
  • إذ أراد الجيش انتصار بالخرطوم عليه التصدي بشكل حاسم لظاهرة الشفشفة في المناطق التي يستعيدها
  • ملاحقة الفلول في الأرياف والجبال واتهامات لحزب الله بـنشر الفتن.. سوريا.. هدوء حذر بالساحل ودعوات للحفاظ على السلم
  • نشرة التوك شو| يوسف زيدان يوضح موقفه من الإيمان بوجود الجنة والنار.. وأسباب انسحابه من تكوين
  • هناك قضايا أكثر إلحاحًا.. يوسف زيدان يوضح موقفه من الإيمان بوجود الجنة والنار
  • يوسف زيدان يكشف موقفه من الإيمان بوجود الجنة والنار .. فيديو
  • وزارة الإعلام: نهيب بالمواطنين التحلي بالوعي وعدم الانجرار وراء الأخبار المضللة التي تستهدف النسيج الاجتماعي، ونؤكد على ضرورة الاعتماد على المصادر الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة، لما لذلك من أهمية في الحفاظ على الأمن والسلم الأهلي
  • الإيمان والإستقامة
  • البيومي: الإيمان يقوم على الإخلاص والإيثار من أسمى درجات الإحسان
  • الحياء.. شعبة من الإيمان