غزة - خاص صفا قال البرلماني الكويتي السابق ورئيس "رابطة شباب لأجل القدس العالمية - الكويت" طارق الشايع، إن استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة يتجاوز القضية العسكرية، فهو مشروع استيطاني استعماري يسعى إلى محو الهوية الفلسطينية في كل فلسطين، وخاصة قطاع غزة. وأوضح الشايع، في حوار خاص لوكالة "صفا"، يوم الاثنين، أن عمليات القصف الممنهجة على الأحياء السكنية واستهداف المنشآت المدنية كالمستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء هي محاولات متكررة لترويع السكان وفرض حالة من اليأس.
وأضاف أن تشديد الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات يُعد بحد ذاته جريمة إنسانية، كونه يُؤدي إلى نقص في المواد الأساسية ويمنع إعادة الإعمار، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني، ويُنذر بحدوث كارثة معيشية. وأكد أن إصرار
الاحتلال على الإبادة يُبين بما لا يدع مجالًا للشك مدى غياب العدالة الدولية والتسامح الممنوح للكيان الإسرائيلي على حساب حقوق الإنسان الفلسطيني.
تغول الاحتلال وعن أسباب تغول الاحتلال في غزة، أرجع الشايع ذلك إلى الدعم الأمريكي والأوروبي اللامحدود للكيان الإسرائيلي، الذي يتم تزويده بالمساعدات العسكرية والدبلوماسية، مما يمنحه حصانة ويجعله بعيدًا عن أي مساءلة دولية. ورأى أن غزة بوجودها التاريخي والديمغرافي، تمثل تحديًا للمشروع الاستيطاني الإسرائيلي الذي يسعى للهيمنة والسيطرة على كامل فلسطين. وبين أن قطاع غزة أيضًا يُعد رمزًا للمقاومة الفلسطينية، وأن محاولات الاحتلال لتدميره هي محاولات متواصلة لكسر إرادة الصمود الفلسطيني. وتابع "لا يمكن إغفال البعد العقائدي كذلك، حيث يرى الاحتلال في السيطرة الكاملة على الأرض تحقيقًا لمشروعه التوراتي التوسعي، ما يدفعه لتكرار الحروب والممارسات القمعية". وانتقد الشايع الصمت العربي والإسلامي المتواصل حيال مجازر الإبادة والتجويع التي يرتكبها الاحتلال في غزة، لا سيما في شمال القطاع، قائلًا: إن "هذا الصمت يرجع لعدة عوامل، أبرزها تحالفات بعض الأنظمة مع القوى الغربية التي تدعم الكيان الإسرائيلي، وهذه التحالفات مبنية على مصالح اقتصادية وسياسية تجعل بعض الدول
العربية تتجنب التصادم مع الاحتلال". وأكمل "هناك أيضًا، خوف لدى بعض الأنظمة من تداعيات دعم المقاومة الفلسطينية على استقرارها الداخلي الهش، خاصةً في ظل ما يُسمى بالتطبيع السياسي الذي أصبحت بعض الأنظمة تسعى إليه". وحسب البرلماني الكويتي السابق، فإن "هذا التطبيع يتمثل في بناء علاقات مع الاحتلال تحت مبرر المصالح المشتركة، مما أدى إلى إخماد الأصوات الرسمية وإضعاف الموقف العربي والإسلامي تجاه فلسطين". وأضاف أن "الخلافات السياسية بين الدول العربية والإسلامية كذلك، تلعب دورًا كبيرًا في إضعاف وحدة الموقف الواجب اتخاذه، وهذه العوامل جميعها تعد خيانة عظمى للأمة، في ظل التخاذل عن نصرة أهلنا في غزة".
غياب الإرادة وحول عدم اتخاذ خطوات عربية إسلامية ملموسة على الأرض حتى الآن لوقف العدوان على غزة، أكد الشايع أن ذلك يُكمن في غياب الإرادة السياسية لدى الأنظمة العربية والإسلامية، إذ إن الكثير من هذه الدول أصبحت تعتمد في سياساتها على القوى العالمية التي تحمي الكيان الإسرائيلي وتعتبرها حليفًا استراتيجيًا. و"لذلك، أي خطوة تتخذها الدول العربية والإسلامية قد تُعرّضها لضغوط اقتصادية وسياسية تجعلها تتردد في اتخاذ خطوات جريئة ضد الكيان، فضلًا عن أن هناك ضعف في التنسيق بين الدول التي أصبحت تُفكر في مصالحها الذاتية وتخشى التدخل في القضايا الخارجية". وشدد على أنه رغم توفر الأدوات القانونية والإمكانيات الاقتصادية التي من شأنها التأثير على الكيان، فإن ضعف القرار يجعل من الصعب تفعيل هذه الأدوات.
دور الشعوب وعن دور الشعوب العربية والإسلامية مما يجري في قطاع غزة، قال الشايع: "رغم التحديات الكبيرة، فإن الشعوب العربية والإسلامية تظل واعية ومؤيدة للقضية الفلسطينية، وهي ما تزال تخرج في احتجاجات وتجمعات لدعم غزة، وتحاول إيصال أصواتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معبرة عن رفضها للجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين". ومع ذلك، بين الشايع، أن تأثير الشعوب يظل محدودًا، في ظل قمع بعض الأنظمة لهذه الحركات الشعبية، إذ تسعى بعض الحكومات إلى كبح جماح أي تضامن يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرارها. وأضاف "في الواقع، دور الشعوب يجب أن يكون أقوى وأن تسعى لفرض إرادتها على حكوماتها لدفعها إلى اتخاذ مواقف أكثر شجاعة تجاه القضية الفلسطينية، فالشعوب التي أشعلت الثورات في الربيع العربي قادرة على توجيه حكوماتها لنصرة تلك القضية نصرةً حقيقية".
مستويات عديدة وحول المطلوب لوقف الحرب على قطاع غزة، أكد رئيس "رابطة شباب لأجل القدس"، أن ذلك يتطلب تضافر جهود جميع القوى المؤيدة للحق الفلسطيني على عدة مستويات. وهذه المستويات تتضمن أولًا: الدبلوماسية الدولية عبر تكثيف الضغوط على المجتمع الدولي لتحميل"إسرائيل" مسؤولية انتهاكاتها، والتوجه للمحافل الدولية لفرض عقوبات عليها واعتبارها كيانًا مارقًا يجب عزله. وثانيًا: الدعم العربي والإسلامي إذ ينبغي على الدول العربية والإسلامية التحرك بفعالية لدعم صمود الفلسطينيين في غزة، سواء من خلال تقديم الدعم المالي والمادي أو من خلال اتخاذ خطوات سياسية جادة تضغط على الكيان الإسرائيلي لوقف عدوانه والسماح بدخول المساعدات. وثالثًا: تفعيل الرأي العام العالمي من خلال نشر الوعي بالقضية الفلسطينية عالميًا عبر حملات إعلامية تهدف إلى توضيح الحقائق وكشف جرائم الاحتلال. ورابعًا: المقاومة الشعبية عبر دعم المقاومة الفلسطينية وتزويدها بوسائل الدفاع اللازمة لمواجهة الاعتداءات، كونها تمثل حاجزًا أمام مشاريع الاحتلال التوسعية، وهي الطريق الأوحد لنيل الحقوق. وأخيرًا: الضغط الاقتصادي من خلال تفعيل المقاطعة الاقتصادية وفرض العقوبات على "إسرائيل" في كل المحافل، لتشديد الخناق عليها وجعلها تُدرك أن الاستمرار في سياساتها العدوانية سيكون مكلفًا على الصعيد الاقتصادي. وأكد الشايع أنه لا يُمكن تحقيق العدالة إلا من خلال موقف عالمي موحد يحاسب الاحتلال على جرائمه، ويدعم الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل حقوقه، وإنهاء الاحتلال نهائيًا، وإرجاع كامل الأرض لأهلها.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية:
العربیة والإسلامیة
الدول العربیة
بعض الأنظمة
قطاع غزة
من خلال
فی غزة
إقرأ أيضاً:
خبير علاقات دولية: الاحتلال الإسرائيلي ينتهك سيادة الدول وشأنها الداخلي
قال الدكتور أحمد عبد المجيد، خبير العلاقات الدولية، إنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي تنتهك سيادة الدول وشأنها الداخلي، وتنفذ الاغتيالات وتتباهى بها ولا تلتزم بالقانونين الدولي والإنساني، فيما يتعلق بتجويع والتهجير للفلسطينيين.
الاحتلال الإسرائيلي يحاول ترهيب القيادة الإيرانية
وأضاف «عبد المجيد»، في لقاء عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي تحاول ترهيب القيادة الإيرانية وأذرعها في المنطقة، مثل الحوثيين وحزب الله والفصائل في سوريا، ورغم كل ذلك، فإنها لا تجد من يقف أمامها بسبب غياب العدالة الدولية في هذا الصدد.
وشدد على أن «غياب العدالة الدولية يؤدي إلى صنع نوع من الازدواجية لدى القانون الدولي»، لافتا إلى أنه منذ مؤتمر القاهرة الذي انعقد في أكتوبر 2023، جرى الإعلان عن أن التدخلات الإقليمية على الأراضي العربية تزيد التوترات في المنطقة وتدفع العملية العسكرية إلى المزيد من التداعيات الخطيرة التي تؤثر على استقرار المنطقة العربية.
حل الدولتين هو الحل الرئيسي
وأكد خبير العلاقات الدولية، أن الحل الرئيسي هو حل الدولتين، لتجنب المزيد من التداعيات والتوترات، مشددا على أهمية إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وهو ما ترفضه دولة الاحتلال الإسرائيلي.