وصفت وسائل الإعلام الإيرانية، سواء الرسمية أو المقربة من الحرس الثوري، الهجوم الأخير الذي شنته إسرائيل ضد إيران بالفاشل، مؤكدة أن الدفاعات الجوية الإيرانية نجحت في إحباطه، هذه التصريحات تشير إلى احتمال تراجع التصعيد بين الطرفين، ووضع التوقعات المستقبلية في إطار تهدئة قد توقف سلسلة الهجمات المتبادلة بين طهران وتل أبيب.

تصعيد متبادل وهجوم غير مسبوق

شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا ملحوظًا، حيث نفذت إيران هجومين بالصواريخ والطائرات المسيرة استهدفا مواقع إسرائيلية، وهو ما دفع إسرائيل، ولأول مرة، إلى شن هجوم عسكري مباشر على الأراضي الإيرانية فجر أمس، وجاء هذا الهجوم بعد تهديدات سابقة من الجانب الإسرائيلي، أعقبت استهداف إيران لمواقع عسكرية إسرائيلية في الأول من أكتوبر الماضي.

فيما أكدت إسرائيل أن هجومها استهدف مواقع عسكرية ومنظومات للدفاع الجوي داخل إيران، ونفت الأخيرة صحة هذه الادعاءات، وأعلنت أن دفاعاتها الجوية تصدت بنجاح لجميع المحاولات الإسرائيلية في محافظات متعددة، بما في ذلك طهران وشمال البلاد، وخوزستان في الجنوب الغربي، وإيلام في الغرب.

في ظل التصعيد المتواصل والتوترات الإقليمية، يبقى السؤال مطروحًا حول كيفية رد إيران على هذه العمليات، وهل ستلجأ إلى رد مباشر أم تفضل التصعيد عبر وكلائها الإقليميين؟ الإجابة على هذا السؤال تظل رهن تطورات الأحداث ومقدار الضغط الذي ستتعرض له إيران خلال الأيام المقبلة.

الدكتور خالد شنيكاتسيناريوهات الرد الإيراني المحتمل

ومن جانبه أكد المحلل السياسي الأردني، الدكتور خالد شنيكات، أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع داخل إيران، كانت محدودة النطاق، واستهدفت مواقع دفاع جوي ومنشآت إنتاج الصواريخ الباليستية. 

وتناول شنيكات في تصريحات لـ "صدى البلد"، تفاصيل الهجمات وأبعادها الإقليمية وتأثيرها على توازن القوى في الشرق الأوسط.ومن جانبه أكد المحلل السياسي الأردني، الدكتور خالد شنيكات، أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع داخل إيران، كانت محدودة النطاق، واستهدفت مواقع دفاع جوي ومنشآت إنتاج الصواريخ الباليستية. 

وتناول شنيكات في تصريحات لـ "صدى البلد"، تفاصيل الهجمات وأبعادها الإقليمية وتأثيرها على توازن القوى في الشرق الأوسط.

أوضح شنيكات أن إسرائيل زعمت استهدافها 20 موقعًا إيرانيًا، بينما أكدت إيران أن الضربات كانت مقتصرة على 3 مواقع فقط.

وأشار إلى أن الهجمات المحدودة تعكس رغبة إسرائيل في تجنب التصعيد الواسع، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها في غزة والتي لم تُحسم نتائجها بعد، مما دفعها للرد بشكل محدود على التحركات الإيرانية الأخيرة.

وعن الرد الإيراني المحتمل، يرى شنيكات أن هناك سيناريوهين رئيسيين: 

1. عدم الرد: يمكن أن تختار إيران تجاهل الهجمات وتبرير ذلك بأنها غير فعّالة ولا تستحق الرد، خاصة في ظل التهديدات الأمريكية بالتدخل لصالح إسرائيل. 

2. رد محدود:  قد تلجأ إيران إلى تنفيذ ضربات محدودة تعكس حجم الهجمات الإسرائيلية، دون تصعيد كبير، لتجنب انجرارها إلى مواجهة أوسع.

وأضاف شنيكات أن إيران لا ترغب في الدخول في صراع مباشر مع إسرائيل، حيث إن أولوياتها الحالية تتركز على إنهاء الحرب في غزة بدلًا من توسيع نطاق الصراع.

ردود الفعل الإيرانية وتصريحات الإعلام المقرب من الحرس الثوري تعطي مؤشرات على محاولة إيران وضع حد للتصعيد الحالي، مع إبراز قدراتها الدفاعية في التصدي للهجمات. ومع ذلك، يبقى الوضع معلقًا، حيث سيتوقف تطور الأحداث على مدى استعداد الطرفين للتهدئة أو استمرار المواجهة العسكرية.

ويرى الخبراء أن الرد الإيراني المحتمل مرتبط بمدى الخرق الأمني الذي تعرضت له طهران من خلال اغتيال هنية، وكذلك اغتيال فؤاد شكر في لبنان. 

ووفقًا للخبير العسكري والاستراتيجي العميد ركن حاتم الفلاحي، فإن ما شهدته إيران يعد خرقًا أمنيًا كبيرًا وضربة للسيادة الإيرانية، وهو ما قد يدفعها إلى الرد بشكل يتناسب مع حجم هذا الخرق.

السيناريوهات المحتملة للرد الإيراني يجب النظر إليها في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، ودخول أطراف أخرى في الصراع عبر ما يعرف بـ"وحدة الساحات"، مثل حزب الله في لبنان وجماعة الحوثيين في اليمن، هذه الديناميكيات تجعل من الصعب توقع طبيعة الرد الإيراني، ولكنها تشير إلى أن أي رد قد يكون متعدد الجبهات وبالتنسيق مع حلفاء إيران في المنطقة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ايران إسرائيل الحرس الثوري طهران سيناريوهات الرد الإيراني الرد الإيراني المحتمل الرد الإيراني الرد الإیرانی تصعید ا

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: هذه سيناريوهات ما ستؤول إليه هدنة غزة

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الهدنة التي تستمر 6 أسابيع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لم يتضح بعد هل ستصل إلى نهايتها، وتنتهي إلى وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين المتبقين في غزة، أم أن القتال سيستأنف من جديد قبل نهايتها.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير من القدس بقلم آرون بوكسرمان- أن المسؤولين الإسرائيليين وحماس سيبدؤون بموجب الاتفاق، بعد 16 يوما من وقف إطلاق النار، في التفاوض على إنهاء الحرب، وإطلاق سراح باقي المحتجزين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وول ستريت جورنال: إسرائيل لم تحقق هدف تدمير حماسlist 2 of 2كاتب روسي: هذه دلالات الاتفاق الإستراتيجي بين روسيا وإيرانend of list

بَيد أن القادة الإسرائيليين كانوا مصرّين على أنهم لن ينهوا الحرب حتى يتم تدمير حماس، وذلك ما ظهر أنه لم يحدث، عندما انتشر مسلحو حماس يوم الأحد في أجزاء من غزة، وبعضهم يلوح بالبنادق في شاحنات صغيرة، في استعراض للسلطة أمام الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.

وقد احتفظت كل من إسرائيل وحماس ببعض أوراق المساومة، فحتى نهاية الهدنة، سيبقى لدى حماس نحو ثلثي المحتجزين الـ98 المتبقين، وتبقى إسرائيل تحتل أجزاء من غزة وتحتجز سجناء كبارا، بينهم الشخصية السياسية الأيقونية مروان البرغوثي، ولذلك سيكون على الحكومة الإسرائيلية أن تختار بين إعادة المحتجزين إلى ديارهم وتدمير حماس، وقد يهدد الخيار الأول قبضة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على السلطة.

إعلان

شقوق عميقة

وفي غضون ذلك، اتفق الجانبان على تأجيل التوصل إلى اتفاق حاسم بشأن نهاية الحرب ومستقبل غزة، وهما يأملان أن يلعب وقف إطلاق النار لمدة 42 يوما لصالحهما، كما قال شلومو بروم، العميد الإسرائيلي المتقاعد، موضحا أن حماس على وجه الخصوص، "تأمل أن تمنع الديناميكية الجديدة إسرائيل من العودة إلى القتال".

وبالفعل أدى قرار قبول وقف إطلاق النار المؤقت -حسب الصحيفة- إلى إحداث شقوق عميقة داخل الائتلاف الحاكم المليء بالمتشددين، إذ استقال وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، احتجاجا على مجلس الوزراء وسحب حزبه "القوة اليهودية" من الائتلاف يوم الأحد، كما هدد حزب الصهيونية الدينية، بقيادة بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب أيضا، إذا فشل نتنياهو في تجديد القتال بعد انتهاء الهدنة التي تستمر 42 يومًا.

وإذا ما انسحب حزب سموتريتش فإن حكومة نتنياهو سوف تحتفظ بأقل من نصف المقاعد في الكنيست، وهو ما قد يؤدي إلى سقوطها وإجبارها على إجراء انتخابات جديدة، ولكن نتنياهو أكد أن وقف إطلاق النار مؤقت حتى الآن، وزعم أن إسرائيل تحتفظ بحق العودة إلى الحرب إذا "كانت مفاوضات المرحلة الثانية غير فعالة"، مضيفا أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب سيدعم قراره.

وتأكدت هشاشة الهدنة صباح الأحد عندما لم تسلم حماس على الفور قائمة بالرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم، مما أدى إلى تأخير وقف إطلاق النار 3 ساعات تقريبا، ويقول المحللون إن الاتفاق سوف يشهد على الأرجح العديد من الاختبارات المماثلة على مدى الأسابيع القليلة المقبلة مع قيام الجانبين باستعراض عضلاتهما.

ومن ناحيتها، دعت عائلات المحتجزين الإسرائيليين الذين ما زالوا في غزة الحكومة الإسرائيلية إلى إعادتهم إلى ديارهم من خلال الوفاء بجميع مراحل الصفقة، وقالت نوح أرغاماني، وهي رهينة محررة لا يزال صديقها في الأسر، إن قلبها تحطم لأنه لن يفرج عنه في هذه الجولة، وأضافت أن "التقدم الذي تحقق في الأيام القليلة الماضية يشكل خطوة مهمة للغاية، ولكن الصفقة لابد أن تتم بالكامل، في جميع مراحلها".

إعلان

مقالات مشابهة

  • الجيش يسقط 10 مسيرات ويسيطر على مواقع للدعم السريع بالخرطوم
  • ما سيناريوهات المواجهة بين إسرائيل والحوثيين بعد دخول اتفاق غزة حيز التنفيذ؟
  • قريباً..دبلوماسي أوروبي: إسرائيل قررت ضرب منشآت إيران النووية
  • ابراهيموفيتش: لن أرد على تصريحات رونالدو
  • نقيب الأشراف يشيد بجهود السيسي في وقف الهجمات الإسرائيلية ودعم استقرار فلسطين
  • الرئيس الإيراني يهني الشعب الفلسطيني في غزة ويؤكد انهم واجهوا إسرائيل بقوة
  • نيويورك تايمز: هذه سيناريوهات ما ستؤول إليه هدنة غزة
  • فشل غير مسبوق لـ«إسرائيل».. و«انتصار ساحق» لـ«حماس»
  • "الصليب الأحمر" يبدأ استلام الأسيرات الإسرائيليات من "حماس"
  • وزارة الصحة: ​​ارتفاع حصيلة ضحايا الهجمات الإسرائيلية على غزة إلى 46913 شهيدًا