أمطار استثنائية تحيي بحيرات أماتها الجفاف في صحاري الجنوب الشرقي
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
أحيت أمطار غزيرة هطلت أخيرا بحيرات وبركا مائية كانت قد نضبت لسنوات بسبب الجفاف وارتفاع الحرارة في صحاري جنوب المغرب الشرقي، في ظاهرة استثنائية أعادت الارتياح إلى سكان هذه الواحات السياحية وزوارها.
غيرت هذه الهدية النادرة المنظر العام للمنطقة، حيث صارت البحيرات تتخلل كثبان الرمال كما في ضواحي مدينة مرزوكة، الواقعة على بعد 600 كيلومتر جنوب شرق العاصمة الرباط.
وأدخلت البهجة على سكان المدينة. ويقول أحدهم ويدعى كريم صدوق « جاءت هذه الأمطار في وقت حساس بعدما صار الماء نادرا، ومكنت من إحياء ثراتنا الطبيعي وتلبية حاجيات السكان من الماء ».
ويستطرد المرشد السياحي يوسف آيت شيغا « نحن جد سعداء بعد الأمطار الأخيرة »، بينما يقود مجموعة من السياح الألمان للتنزه في بحيرة ياسمينة الممتدة عند سفح كثبان رملية.
علما أن هذه البحيرة ظلت جافة « منذ العام 2016″، وفق شهادات سكان محليين.
فقد عانى المغرب خلال الأعوام الأخيرة من جفاف حاد بلغ أوجه في العام 2023 الذي كان « الأكثر جفافا على الإطلاق منذ 80 سنة على الأقل بعجز بلغ حوالى 48 في المئة » مقارنة مع متوسط الأمطار في سنة عادية، وفق تقرير أخير للمديرية العامة للأرصاد الجوية.
لكن المفاجأة جاءت من الجنوب والجنوب الشرقي في سبتمبر حين هطلت أمطار غزيرة، سببت أيضا فيضانات أودت بحياة ما لا يقل عن 28 شخصا.
فقد تأثرت تلك المناطق الصحراوية وشبه القاحلة بظاهرة مناخية نادرة تمثلت في « صعود استثنائي للجبهة المدارية جنوب البلاد، وتلاقت مع كتل أخرى باردة قادمة من الشمال »، وفق مديرة الأرصاد الجوية.
تتوقع المديرية أن تصبح مثل هذه الظواهر المناخية القصوى « متواترة أكثر فأكثر »، مرجعة ذلك « جزئيا إلى تأثيرات التغير المناخي الذي يدفع الكتل الجوية المدارية نحو الشمال ».
وتوضح الباحثة في المناخ فاطمة دريوش أن « كل المعطيات تشير إلى أن أن ما حدث علامة على تغير المناخ، لكن من الصعب حسم الموضوع في هذه المرحلة إذ يجب القيام بدراسات، ومن الضروري إعطاء الوقت الكافي للبحث ».
على الصعيد المحلي، مك نت هذه المتساقطات النادرة من رفع مخزون بعض السدود وإنعاش المياه الجوفية ولو جزئيا، بينما تتطلب العودة إلى الوضع الطبيعي تساقط أمطار بنحو منتظم على مدى طويل، وفق خبراء.
تعد الأمطار قضية وطنية في المغرب، حيث ما يزال نمو الاقتصاد مرتهنا بأداء القطاع الفلاحي، الذي يوظف نحو ثلث السكان النشيطين، فيما تعتمد المملكة على تحلية مياه البحر لإنقاذ المدن الأكثر تضررا من العطش.
وتبعث عودتها البهجة في نفوس القرويين على الخصوص، تماما كما أبهجت السائح الفرنسي جان مارك بيروكويرغوين (68 عاما) الذي يتردد بانتظام على منتجعات مرزوكة.
ويشبه سعادته برؤية بحيرة ياسمينة حية من جديد « بفرحة طفل حينما يتسلم هدية.. لأنني استعدت منظرا لم أره منذ 15 عاما ».
تحظى صحاري مرزوكة بشعبية واسعة لدى عشاق هذا النوع من السياحة، وتعد محطة رئيسية في مسارات الاستجمام بالجنوب الشرقي للمغرب، لكن الأمطار الأخيرة « زادتها جاذبية » و »جذبت مزيدا من السياح »، بحسب المرشد السياحي خالد سكندولي.
وتصف السائحة الفرنسية ليتيسيا شوفالييه الأمطار الأخيرة بأنها « كانت هبة من السماء حتى أننا لم نتعرف على المكان لأول وهلة، فقد أصبحت الصحراء خضراء مرة أخرى وبات للحيوانات ما تقتات عليه، وعادت الحياة للنباتات والنخيل ».
إذا كانت الأمطار الأخيرة قد بدلت حاليا المنظر العام للصحاري الممتدة في أنحاء عدة في جنوب شرق المملكة، فإن « تغيرا حادا واحدا لا يمكن أن يكون له تأثير دائم على المنطقة »، كما تنبه فاطمة دريوش.
تعد بلدان شمال إفريقيا عموما من بين الأكثر تأثرا بالإجهاد المائي، وفق مركز الأبحاث في قضايا البيئة « وورلد ريسورس انستيتيوت ».
عن (فرانس بريس)
كلمات دلالية المغرب صحاري مناخالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب صحاري مناخ الأمطار الأخیرة
إقرأ أيضاً:
أوقاف الفيوم تحيي ذكرى الإسراء والمعراج من مسجد صفر بإدارة مركز جنوب
أحيت مديرية أوقاف الفيوم ذكرى الإسراء والمعراج من مسجد صفر، بإدارة مركز جنوب، ضمن جهودها المستمرة لنشر الفكر الوسطي المستنير وتعزيز الدور الدعوي والعلمي والتثقيفي للوزارة، وذلك بحضورالدكتورمحمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، والشيخ سعيد مصطفى،مدير الإدارة، والشيخ محمد عبد الكريم،عضو لجنة المتابعة بالمديرية، وعدد من الأئمة، وجمع غفير من رواد المسجد.
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، الذي يولي اهتماما بهذه المناسبات الدينية.
وخلال اللقاء أكد العلماء،أن من الدروس والعبر في تلك الرحلة المباركة بيان منزلة الصلاة وأهميتها في حياة المسلمين، فقد اختصها الله (عز وجل) بأن فرضها على الأمة المحمدية في هذه الليلة المباركة، في السماء بلا واسطة؛ دلالة على أن الصلاة معراج المؤمنين إلى رب العالمين، تحسن بها أخلاقهم، وترتقي قلوبهم، وتسمو ببركتها نفوسهم، حيث يقول الحق سبحانه: “اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ”.
وقد حرصت أوقاف الفيوم على إقامة هذه الفعاليات لتعزيز القيم الروحية في نفوس المواطنين، وتذكيرهم بفضائل هذه المعجزة العظيمة التي تعتبر من أهم الأحداث في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأمة الإسلام.
وزير الأوقاف يلتقي مدير مديرية أوقاف الفيوم لمتابعة الانضباط الإداري 6baa5b2b-eb93-433c-a575-aa3d8e10b879 8a315629-94f1-4855-9cc7-5b7d07716236 cb7ba037-8eb6-4275-9135-43d6f94c51af dee2e05e-2ecc-4ec7-830b-3cfe8d602f4a ef9198a8-9888-40c4-bcaf-f821fd1c708a 2c90c037-8066-4b11-b0fe-629e1cda3e92 4aa357d3-7330-4006-b045-b0279d3b134a 5ddb1dd7-7ce9-4e7b-b402-c209a129998a 183fd806-a67d-4358-a2ef-6f76311dfc98 9552d5e6-3d47-48b0-8da0-a82b148b5a02 6930638a-5897-454e-92c5-f4b63af903e4 e1e3f66d-d3bf-4c24-a8fa-c48702216390 fb3c2714-74ae-405b-84d9-86324d4a11e3