رفعت امرأة أمريكية دعوى قضائية ضد شركة طيران محلية منخفضة التكلفة، وطالبت بتعويضات تزيد عن 1.5 مليون دولار بسبب تضرّر أسنانها من المثلجات التي قدّمت لها خلال الرحلة.

كانت كيار كوينونيز برفقة خطيبها على متن رحلة متجهة من مطار "جون إف كينيدي" الدولي في نيويورك إلى مطار "شارل ديغول" في باريس، يوم 20 أغسطس (آب) الماضي.

قضمة تسببت بكارثة

بحسب مجلة "بيبول" التي حصلت على نسخة من الدعوى، تتهم الأمريكية من نيوجيرسي شركة طيران "جات بلو" بتقديم آيس كريم بنهكة الفراولة كانت بدرجة حرارة منخفضة جداً بحجم قضمة واحدة، ما جعلتها صلبة إلى درجة تسبّب بكسّر البعض من أسنانها خلال تناولها.

وطالبت بتعويضات تزيد عن 1.5 مليون دولار، مشيرة إلى أن بعض الإصابات صنّفها الأطباء بالمزمنة أو في خانة الإعاقة الدائمة.



ادعت الراكبة في الدعوى أنّ إصابة أسنانها تطلبت قلع أسنان طارئة، وزراعة لاحقة ورعاية إضافية.

وأرجعت السبب إلى إهمال شركة الطيران، الذي تسبب بمعاناة وألم جسدياَ ومعنوياً، وكبّدها نفقات كبيرة على الرعاية الطبية والعلاج المستمر.

لم تحذرها المضيفة 

قدمت كوينونيز شكواها القضائية الأسبوع الماضي أمام محكمة نيويورك الشرقية، زاعمة أن شركة الطيران لم تقدم حلوى آمنة للاستهلاك البشري، ولم تحذرها مضيفة الطيران من خطورة صلابة الحلوى.
وتطالب بإصدار حكم ضد شركة الطيران، وتحديد مبلغ تعويض وفقاً لرؤية هيئة محلفين في المحاكمة، تُضاف إليه أتعاب القضية وكل ما تكبّدته من أموال ونفقات على العلاج الذي لا يزال مستمراً.

حالة أخرى بسبب الحرارة

تأتي هذا الدعوى القضائية بعد حوالى 6 أشهر من قيام راكبة أخرى بمقاضاة نفس شركة الطيران، وأيضاً عن ضرر يتعلّق بالحرارة، ولكن هذه المرّة الحرارة الساخنة وما سببته من حروق.
وادّعت الراكية تهجانا لويس بأنها أصيبت بحروق شديدة بعد سكب كوب شاي ساخن عليها أثناء رحلة جوية من أورلاندو إلى هارتفورد، في مايو (أيار) الماضي، بسبب سوء تقدير من المضيفة.
ووفقاً للدعوى، أصيبت بحروق في الجزء العلوي من الصدر والثديين والساقين والأرداف والذراع اليمنى، وكذلك تشوه وندوب، ما تركها تعاني ألماً مبرحاً وحالة نفسية صعبة، إضافة إلى ضغوط ما بعد الصدمة.

 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حوادث شرکة الطیران

إقرأ أيضاً:

عوامل الركود وموانع الانعتاق بين الماضي والحاضر

بقلم : أحمد عصيد

يخبرنا المؤرخون المختصون في الفترة الحديثة والقرن التاسع عشر على الخصوص، بأن خروج المغرب من التقليد إلى الدولة الحديثة كان مسلسلا عسيرا وبطيئا، ومليئا بالعقبات والصعوبات، وكان العامل الأكبر في ذلك هو الردّ على التحديات الخارجية بالانكفاء والانطواء على الذات، وتكريس العزلة التي تمنع البلد من الاستفادة من المؤثرات الخارجية، الثقافية ومنها والتقنية، حتى أن أحد المؤرخين أشار إلى أن فقهاء المغرب أفتوا بعدم جواز اقتناء المطبعة لأنها “حرام”، وعندما اقتناها أحد الأعيان الكبار وأهداها للسلطان أغلق عليها في مكان داخل القصر بسبب فتوى التحريم. كما يخبرنا مؤرخ آخر بأن فقهاء المغرب عندما استشارهم أحد السلاطين المغاربة عن مدى جواز مدّ السكك الحديدية واستعمال القطار أفتوا بحرمة ذلك وعدم جوازه دينيا لأنه سيؤدي إلى دخول الأجانب علينا واطلاعهم على أسرارنا. وهكذا تأخرت كل تلك المشاريع إلى أن جاءت فترة الاستعمار، فصارت عملية التحديث “قسرية” و”خارجانية”، أي مفروضة من الخارج، عوض أن تكون مسلسلا تطوريا طبيعيا باختيار ذاتي وقناعة وطنية.

ولعل هذا الانكماش على الذات أمام التحديات الخارجية هو الذي أدّى إلى ضياع عقود طويلة دون أن يحدث فيها أي تغيير في بنيات الدولة وفي العلاقات الاجتماعية التي ظلت راكدة، وفي الفكر الذي ظل يجترّ نفس المتون والحواشي القديمة. ومن أهم المؤشرات لذلك الانغلاق نبذ الطلبة الذين كانوا يتلقون تكوينا في العلوم الحديثة في أوروبا، حيث كان أبناء بعض العائلات الأرستقراطية ينجحون في الخروج من البلد وتعلم مبادئ العلوم الحديثة، لكنهم كانوا عند عودتهم يصطدمون بقوى التقليد التي كانت تدفع بهم نحو العزلة أو العودة إلى أوروبا.

وكان لهذا أثر بالغ السلبية في تأخير مسلسل التحديث الفكري والعلمي بسبب اعتبار الحداثة كلها “نبتة غريبة” عن التربة المحلية طوال عقود القرن العشرين، وحتى بعد الاستقلال السياسي من الوصاية الخارجية، حيث حصل النكوص الكبير مع المدّ الديني “الإخواني” و”السلفي” الذي وجد فيه الناس عزاء نفسيا عن التأخر، وجوابا عن التحدي الغربي في دول ما بعد الاستقلال، خاصة وأن هذه الإيديولوجيات الدينية المتشدّدة اعتمدت خطاب العودة إلى الذات بشكل منحرف عبر النكوص نحو الماضي، معتقدة أن تلك هي العملية الضرورية للتقدم. والحال أن الماضي الذي كانت تتم العودة إليه صار ـ بسبب الانقطاع التاريخي الطويل ـ بعيدا زمنيا بما يكفي لجعل فكرة العودة هذه عملية بدون جدوى، خاصة وأن التحولات المجتمعية الجديدة التي اخترقت كل مناحي الحياة وكذا مؤسسات الدولة الحديثة، جعلت من واقع المغرب مجالا لا يستجيب لفكرة العودة الماضوية، التي سرعان ما تحولت إلى خطاب بدون محتوى، إذ لم تعُد تتعدى مستوى الاستقطاب الإيديولوجي والعزاء النفسي والتخدير الجماعي.

ولعل أهم درس تعلمه المغاربة من كل نكسات القرن العشرين، هو أن البلدان التي تظل مشدودة إلى ماضيها، لا تجد طريقها نحو المستقبل، ولكن في نفس الوقت، أن البلدان التي تتنكر لإيجابيات ماضيها التاريخي عبر قطيعة نهائية لا تستطيع إثبات ذاتها أمام الغير، لأن التاريخ لا ينفصل عن الهوية التي هي صيرورة تتشكل في التاريخ. وهذا معناه أن المعادلة الصعبة للحداثة والتحديث إنما تتمثل في القدرة على معرفة الماضي معرفة نقدية وتملكه عوض العودة إليه والانخراط الذهني فيه. ومن هنا خطأ الفكرة القائلة بأن إعادة إنتاج الماضي يؤدي إلى تحقيق التفوق الحضاري، حيث أن الشعوب الراقية أثبتت بأنّ قراءة ماضيها كانت فرصة للاستفادة من أخطائها، من أجل تفاديها لا إعادة إنتاجها.

إن الذين يملكون ماضيهم عبر استيعابه ونقده سرعان ما يتجاوزونه نحو آفاق أكثر رحابة، أما الذين يملكهم ماضيهم ويُهيمن عليهم فلن يجدوا أبدا طريقهم نحو المستقبل، لأنهم يعتقدون أن الأهم بقي وراء ظهورهم.

ومن هذا المنطلق صار من البديهي أنّ كل فكر لم يعُد يفسر الظواهر الجديدة ويُجيب على أسئلة المرحلة الراهنة، يُعدّ فكرا متجاوزا، ولا يمكن الحفاظ عليه لا منهجيا ولا حتى معجميا.

وقد تبين منذ عقود بأنّ ثمة قاعدتان تجعلان بلدان منطقتنا ملزمة بإعادة النظر في وجودها: 1) أن منظومة الفكر الموروث في أزمة بسبب عدم تلاؤمها مع واقع الدولة الحديثة.

2) أن هذه المنظومة متأزمة بسبب منطقها الداخلي، ما يقتضي إما إلغاؤها التام أو إبداع منطق جديد لها.

مقالات مشابهة

  • خلال الشهر الماضي… شركة الأسمدة بحمص تنتج 3400 طن من سماد “كالنترو26”
  • عوامل الركود وموانع الانعتاق بين الماضي والحاضر
  • توزيع 7.34 مليون “وجبة إفطار صائم” في المسجد النبوي خلال شهر رمضان الماضي
  • سمسار يحتال على سيدة باعها شقة لأكثر من شخص واستولى على 150 مليون
  • «طيران الإمارات» تنضم إلى ائتلاف الاقتصاد الدائري في قطاع الطيران
  • التجارة: شركة المواد الغذائية تنجح باسترداد 60 مليون دولار لحسابها
  • (22.1)مليون دولار قيمة استيرادات العراق من الحبوب التركية خلال شهر شباط الماضي
  • صرخة زوجة أمام محكمة أسرة الساحل.. شيرين تطالب بنفقة لها وصغيرها وبدل فرش وغطا
  • فنلندا تطالب واشنطن بخارطة طريق أمريكية لآلية انسحابها من أوروبا
  • طيران الإمارات تنضم إلى ائتلاف الاقتصاد الدائري في قطاع الطيران