في أعماق التاريخ، حيث تتلاقى أحلام الحرية مع فن النحت، ولدت قصة تمثال الحرية، فكان ذلك في فرنسا عام 1871، عندما التقى المفكر السياسي إدوارد دي لابولاي بالنحات الشهير فريدريك أوجست بارتولدي، وكان حلم لابولاي هو إقامة نصب تذكاري يعبر عن الصداقة بين فرنسا والولايات المتحدة، ويُخلّد ذكرى الثورة الأمريكية، فتبلورت الفكرة في ذهن «بارتولدي»، وتصور سيدة تحمل شعلة، رمزًا للحرية، لتطل على العالم من بعيد.

حكاية تمثال الحرية في أمريكا

وتحل اليوم الذكرى الـ138 على تدشين تمثال الحرية بالولايات المتحدة، وذلك في 28 أكتوبر عام 1886، والذي يعتبر أحد معالم الولايات المتحدة الأمريكية الشهيرة، ويقع تحديدًا في خليج نيويورك بولاية نيويورك الأمريكية، واستوحى مهندس التمثال تصميمه من شكل «فلاحة مصرية محجبة» وذلك أثناء زيارته لمصر في العامين 1855 و1856، بحسب ما كشفه باري مروينو، مؤلف عدة كتب حول تمثال الحرية.

كان تمثال الحرية يُمثل عملًا فنيًا جرى إهدائه إلى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل غير رسمي في 28 أكتوبر عام 1886، كهدية تذكارية بهدف تعزيز الصداقة بين فرنسا وأمريكا، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن تمثال الحرية أصوله مصرية، إذ عُرض التمثال على مصر قبل أعوام من تصنيع تمثال «ديليسبس»، بعدما عرض النحات الفرنسي بارتولدي على الخديوي إسماعيل نموذجًا مُصغرًا لتمثال السيدة التي تحمل مشعلًا في يدها، إلا أنّه اعتذر عن قبول الاقتراح نظرًا لتكلفته الباهظة، وذلك بحسب ما كشفته حكومة المهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء في تصريحات سابقة.

وجه تمثال الحرية مستوحى من شخصية فلاحة عربية

وعندما أُعلنت مسابقة لتصميم منارة لقناة السويس عام 1869، قدم بارتولدي تصميمًا مبتكراً يمثل امرأة محجبة تحمل مشعلًا، في إشارة رمزية إلى دور مصر في نشر الحضارة والعلوم في آسيا، وصمم «بارتولدي» تمثالاً يبلغ ارتفاعه 26 مترًا، ووضعه على قاعدة بارتفاع 14.5 مترًا، وقد مر التصميم بعدة مراحل، بدءًا من شخصية فلاحة عربية، وصولاً إلى الشكل الأسطوري الذي نعرفه اليوم، وفقًا لما ذكره إدوارد بيرينسون، مؤلف كتاب عن تمثال الحرية نشرته جامعة «يال» عام 2012.

وبعد أن فشلت فكرة المهندس الفرنسي في تقديم تصميم لـ قناة السويس، أعاد صقلها في مشروع جديد، فحول تصميمه إلى تمثال الحرية الذي أهدته فرنسا إلى الولايات المتحدة، ليكون رمزًا إلى «الضوء الذي يشع على العالم» والذي جرى تدشينه عام 1886، فهذه السيدة تحمل في يدها اليمنى شعلة العدالة المضاءة عاليًا في مواجهة الرياح بينما يواجه وجهها ووضعيتها الجنوب الغربي، ويبلغ ارتفاع التمثال 305 أقدام (93 مترًا) بما في ذلك قاعدته، وفي يدها اليسرى، تحمل ليبرتاس كتابًا يحمل تاريخ اعتماد إعلان الاستقلال.

ويبلغ طول الشعلة الموجودة في يدها اليمنى 29 قدمًا (8.8 مترًا) بدءًا من طرف الشعلة وحتى امتداد المقبض بالكامل، وعلى الرغم من أنه يمكن الوصول إلى الشعلة عبر سلم يبلغ طوله 42 قدمًا (12.8 مترًا) يمر عبر ذراع التمثال، إلا أنه أصبح الآن محظورًا على الجمهور منذ عام 1886 بسبب انتحار شخص من المكان، وجرى تركيب مصعد داخل النصب التذكاري لنقل الزوار إلى منصة المراقبة الموجودة في القاعدة.

ويعتمد التمثال على قاعدة صلبة من الجرانيت والأسمنت بعرض 47 مترًا، ويرتفع بدنه النحاسي نحو 46 مترًا من القدم إلى قمة المشعل، ليصل ارتفاعه الإجمالي مع القاعدة إلى 93 مترا، ويتكون هيكل التمثال من ألواح نحاسية رقيقة بسمك 2.5 ملم مثبتة على هيكل داخلي من الحديد، ويبلغ وزنه الإجمالي 125 طنا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تمثال الحرية تمثال الحریة فی یدها

إقرأ أيضاً:

هذا ما بحثه وزير الخارجية الأمريكي مع نتنياهو في اتصال هاتفي

قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير ماركو روبيو، بحث مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "التهديدات الإيرانية والملاحة في البحر الأحمر"، في اتصال هاتفي.

وأفاد بيان صادر عن الخارجية الأمريكية، الأحد، أن روبيو أكد خلال الاتصال على "دعم الولايات المتحدة لإسرائيل".

كما ذكر البيان أن روبيو بحث مع نتنياهو "العمليات العسكرية" الإسرائيلية المستمرة في غزة، بالإضافة إلى الجهود المبذولة للإفراج عن المحتجزين.



ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة، فجر الثلاثاء، قتلت إسرائيل 675 فلسطينيا وأصابت 1233 آخرين معظمهم من النساء والأطفال حتى الأحد، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب إنه يتم بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع آذار/ مارس الجاري.

ورغم التزام حركة "حماس" ببنود الاتفاق، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المضي قدما في المرحلة الثانية، استجابة لضغوط المتطرفين في حكومته.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 163 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس، أن روبيو أكد دعم الولايات المتحدة لـ"إسرائيل".



وقال بيان عن مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية إن نتنياهو اتصل بوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، وبحثا استئناف الحرب في قطاع غزة وإعادة الأسرى المحتجزين.

وأضاف البيان أن روبيو أكد دعم الولايات المتحدة، غير القابل للتشكيك، لـ"إسرائيل وسياستها".

يأتي ذلك فيما تواصل الولايات المتحدة ضرباتها على أهداف تابعة لجماعة الحوثي، التي تصنفها واشنطن إرهابية، بهدف إعادة الأمن لحركة الملاحة في البحر الأحمر.

مقالات مشابهة

  • سرقة تمثال تتحول إلى قضية رأي عام في بريطانيا
  • رسائل تركية حاسمة من واشنطن.. ماذا طلب فيدان من نظيره الأمريكي؟
  • البرنامج الأممي لمكافحة الإيدز: عدد الوفيات قد يتضاعف 10 مرات بعد وقف التمويل الأمريكي
  • هذا ما بحثه وزير الخارجية الأمريكي مع نتنياهو في اتصال هاتفي
  • شاب صيني من متحدي الإعاقة يكرّم البطل الأولمبي أحمد الجندي برسم تذكاري
  • برسم تذكاري.. شاب صيني من متحدي الإعاقة يكرّم البطل الأولمبي أحمد الجندي
  • رسائل اليمن للعدوان الأمريكي في ذكرى غزوة بدر
  • طفلة مصرية في مجلس القيادة العالمي لمبادرة الأمم المتحدة "أجيال بلا حدود"
  • مرة كل عام .. لماذا تنطفئ الأنوار في ساعة الأرض.. وتفاصيل حكاية سيدني
  • هل تشارك بريطانيا في التصعيد الأمريكي ضد الحوثيين؟