التأثير المحتمل للضربات الإسرائيلية على أصول النفط الإيرانية وأسواق الطاقة العالمية
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
قالت إسرائيل إنها ضربت أهدافا عسكرية داخل إيران ردا على هجمات إيرانية سابقة، مما أثار مرة أخرى مخاوف من أن المواجهة المستمرة منذ فترة طويلة بين الجيشين القويين يمكن أن تتصاعد إلى حرب إقليمية شاملة تجر الولايات المتحدة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مواقع تصنيع صواريخ وأنظمة دفاع جوي إيرانية، فيما بدا أنه رد محسوب للغاية تجنب البنية التحتية الحيوية للطاقة، مثل حقول النفط والمنشآت النووية.
يثير هذا الصراع تساؤلات حاسمة حول التأثير المحتمل على أسعار النفط العالمية، حيث تعد إيران أحد اللاعبين الرئيسيين في سوق الطاقة، وإن تداعيات الحرب بينهما قد تتردد أصداؤها في مختلف أنحاء الاقتصاد العالمي، حيث ستؤثر على كل شيء بدءا من أسعار المستهلك وحتى الاستقرار الجيوسياسي.
وأدى هذا الإجراء إلى تفاقم المخاوف من اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط، مما أثار ردود فعل فورية من الأسواق العالمية. في أعقاب هذه الأحداث، ارتفعت أسعار خام برنت بنسبة 9 في المئة تقريبا، مما يعكس مخاوف المستثمرين بشأن الاضطرابات المحتملة في سلاسل توريد النفط. واعتبارا من أوائل تشرين الأول/ أكتوبر، ارتفعت الأسعار إلى حوالي 81 دولارا للبرميل، وهي زيادة صارخة عن المستويات السابقة.
كانت للصراعات في الشرق الأوسط آثار عميقة على أسعار النفط، وقد أدت أحداث مثل حظر النفط العربي في عام 1973 والثورة الإيرانية في عام 1979 إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار النفط واضطرابات اقتصادية واسعة النطاق. وتعتبر هذه الأمثلة بمثابة تذكير حول كيفية تأثير عدم الاستقرار الجيوسياسي على أسواق الطاقة وأسعار المستهلك على مستوى العالم
لا يمكن التقليل من أهمية دور إيران في سوق النفط العالمية، فباعتبارها واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، تمثل إيران حوالي 4 في المئة من إنتاج النفط العالمي، حيث يحوم الإنتاج حول مليوني برميل يوميا. ومع ذلك، بسبب العقوبات الدولية والتوترات الجيوسياسية، فإن صادراتها الفعلية تقلبت بشكل كبير. وفي أعقاب الهجوم الصاروخي، تشير التقارير إلى أن إيران خفضت صادراتها إلى حوالي 600 ألف برميل يوميا، وهو انخفاض كبير يمكن أن يزيد من الضغط على الإمدادات العالمية إذا تصاعدت الأعمال العدائية.
السياق التاريخي
تاريخيا، كانت للصراعات في الشرق الأوسط آثار عميقة على أسعار النفط، وقد أدت أحداث مثل حظر النفط العربي في عام 1973 والثورة الإيرانية في عام 1979 إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار النفط واضطرابات اقتصادية واسعة النطاق. وتعتبر هذه الأمثلة بمثابة تذكير حول كيفية تأثير عدم الاستقرار الجيوسياسي على أسواق الطاقة وأسعار المستهلك على مستوى العالم.
وفي هذا السياق الحالي، يحذر المحللون من أنه إذا ردت إسرائيل على منشآت النفط الإيرانية أو غيرها من البنى التحتية الحيوية، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض كبير في توافر النفط الإيراني. مثل هذه الإجراءات يمكن أن تزيل ما يقرب من مليوني برميل يوميا من السوق، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار إلى ما بعد 100 دولار للبرميل وحتى التكهنات بالوصول إلى 200 دولار أو أكثر.
السيناريوهات المحتملة
تتعدد السيناريوهات المحتملة في أعقاب تصعيد الصراع، ولكنها مثيرة للقلق:
الهجمات المباشرة على البنية التحتية النفطية: إذا استهدفت إسرائيل المنشآت النفطية الإيرانية أو محطات التصدير مثل جزيرة خرج، فقد يؤدي هذا إلى تعطيل قدرة إيران على تصدير النفط بشكل كبير. ويشير المحللون إلى أن مثل هذه الإجراءات من المرجح أن تؤدي إلى ارتفاعات فورية في أسعار النفط بسبب المخاوف من نقص الإمدادات.
التأثير على سلاسل التوريد العالمية: إن الصراع المستمر قد يهدد الطرق البحرية الحيوية مثل مضيق هرمز، الذي يمر عبره حوالي 20 في المئة من نفط العالم. ولن تؤثر الاضطرابات هنا على أسعار النفط فحسب، بل سيكون لها أيضا آثار أوسع نطاقا على التجارة العالمية.
ديناميكيات السوق
على الرغم من هذه المخاوف، هناك عدة عوامل قد تخفف من التأثير على أسعار النفط العالمية:
زيادة الإنتاج في أماكن أخرى: تمتلك الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية حاليا طاقة إنتاجية فائضة كبيرة يمكن أن تعوض أي خسائر من إيران. وقد قامت الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، برفع مستويات إنتاجها بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.
تباطؤ الطلب: كان الطلب العالمي على النفط بطيئا بسبب التباطؤ الاقتصادي في الأسواق الرئيسية مثل الصين، ومن الممكن أن يساعد هذا الانخفاض في الطلب على استقرار الأسعار حتى في ظل التوترات الجيوسياسية.
يشكل احتمال اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران تهديدا خطيرا لأسواق النفط العالمية والاستقرار الاقتصادي. وفي حين أن الارتفاع الفوري في أسعار النفط من المرجح أن يكون نتيجة لتصاعد التوترات والمخاوف من انقطاع الإمدادات، فإن العديد من العوامل المخففة قد تخفف من هذه الآثار بمرور الوقت. وسيكون التفاعل بين التطورات الجيوسياسية وديناميكيات السوق حاسما في تحديد مدى تأثر أسعار النفط العالمية بهذا الصراع المستمر
المرونة التاريخية: أظهرت الأسواق مرونة في الصراعات السابقة بسبب قدرتها على التكيف بسرعة مع الظروف المتغيرة. على سبيل المثال، وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار في البداية أثناء الصراعات، فإن الأسواق غالبا ما تجد التوازن مع ظهور الإمدادات البديلة.
التداعيات الاقتصادية
إن التأثيرات الاقتصادية الأوسع نطاقا لارتفاع أسعار النفط بسبب الصراع كبيرة:
الضغوط التضخمية: عادة ما تترجم أسعار النفط المرتفعة إلى زيادة تكاليف النقل والإنتاج عبر مختلف القطاعات. ويمكن أن يؤدي هذا إلى ضغوط تضخمية على مستوى العالم، تؤثر على كل شيء بدءا من السلع الاستهلاكية وحتى تكاليف الطاقة.
التأثير على الاقتصادات المعتمدة على النفط: قد تواجه دول مثل باكستان وبنغلاديش تحديات اقتصادية حادة إذا ارتفعت أسعار النفط بشكل كبير، وتعتبر هذه الدول معرضة للخطر بشكل خاص بسبب اعتمادها على موارد الطاقة المستوردة.
المستفيدون من ارتفاع الأسعار: وعلى العكس من ذلك، من المرجح أن تستفيد دول الخليج وشركات النفط الأمريكية من زيادة الإيرادات نتيجة لارتفاع أسعار النفط. وعلاوة على ذلك، قد تحقق روسيا مكاسب مالية من ارتفاع الأسعار مع استمرارها في انخراطها العسكري في أماكن أخرى.
ويشكل احتمال اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران تهديدا خطيرا لأسواق النفط العالمية والاستقرار الاقتصادي. وفي حين أن الارتفاع الفوري في أسعار النفط من المرجح أن يكون نتيجة لتصاعد التوترات والمخاوف من انقطاع الإمدادات، فإن العديد من العوامل المخففة قد تخفف من هذه الآثار بمرور الوقت. وسيكون التفاعل بين التطورات الجيوسياسية وديناميكيات السوق حاسما في تحديد مدى تأثر أسعار النفط العالمية بهذا الصراع المستمر. ومع تطور الوضع، ينبغي لأصحاب المصلحة في مختلف الصناعات أن يظلوا يقظين ومستعدين للتقلبات المحتملة في تكاليف الطاقة التي قد تنشأ عن هذا المشهد الجيوسياسي غير المستقر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل إيران النفط الاقتصاد تصعيد إيران اقتصاد إسرائيل النفط تصعيد مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة تفاعلي سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أسعار النفط العالمیة على أسعار النفط ارتفاع الأسعار فی أسعار النفط من المرجح أن إلى ارتفاع بشکل کبیر یمکن أن فی عام
إقرأ أيضاً:
هل تخسر هاريس أصوات المهاجرات من أصول عربية بسبب غزة؟
في مايو/أيار الماضي، صرحت وزير الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون أن الديمقراطيين لم يأخذوا التهديد الذي تشكله حركة مناهضة الإجهاض بجدية، واعتبرت أنهم كانوا غافلين عن العواقب المحتملة عندما كان دونالد ترامب في السلطة.
وبعد أن قامت المحكمة العليا بإلغاء قرار "رو ضد وايد" عام 2022، أكدت كلينتون أن التحذيرات التي أطلقتها خلال حملتها الانتخابية لم تُؤخذ بعين الاعتبار، وحذرت من أن استمرار سياسة مناهضة الإجهاض يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأزمات السياسية والاجتماعية في البلاد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ترامب يغازل “القوميين المسيحيين” ليعود للبيت الأبيضlist 2 of 2نكاية في ترامب.. هاريس تختار هذا الموقع لمرافعتها الأخيرةend of list"رو ضد وايد" هو قرار تاريخي صادر عن المحكمة العليا الأميركية في عام 1973، الذي أقر حق المرأة في الإجهاض وألغى قوانين الولايات التي كانت تحظر هذه العملية. قررت المحكمة أن حق المرأة في اختيار الإجهاض ينتمي إلى حقوق الخصوصية المحمية بموجب التعديل الرابع عشر. هذا الحكم أصبح نقطة جدل كبيرة في السياسة الأميركية، وتأثر بشكل كبير بالأحداث الأخيرة، حيث ألغت المحكمة العليا هذا القرار في عام 2022، مما أدى إلى إعادة السلطة للولايات لتحديد قوانين الإجهاض.
بواسطة قضية "رو ضد وايد" واحدة من أكثر القضايا القانونية تأثيرًا في تاريخ الولايات المتحدة
واعتبرت كلينتون أن النساء خذلنها في الانتخابات الرئاسية لعام 2016. وأوضحت أن بعض النساء، خصوصا من الفئة البيضاء، لم يدعمنها كما كان متوقعا.
هيلاري كلينتون اعتبرت النساء خذلنها بالانتخابات الرئاسية لعام 2016 (الجزيرة)ويبدو أن حق المرأة في الإجهاض بات إحدى القضايا الأساسية التي قد تحدد مصير الانتخابات الأميركية، ففي المناظرة الأخيرة بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية كمالا هاريس كان موضوع الإجهاض محورا رئيسيا للنقاش.
ودافع ترامب عن تعيينه 3 قضاة في المحكمة العليا، مشيرا إلى أنهم كانوا حاسمين في قرار إلغاء "رو ضد وايد". كما اتهم الديمقراطيين بدعم الإجهاض في مراحل متأخرة من الحمل.
وفي سياق النقاش حول الإجهاض المتأخر، أشار ترامب إلى أن النساء والأطباء يقررون "تنفيذ حكم الإعدام" على الأطفال بعد ولادتهم.
ومن جانبها، أكدت هاريس أهمية الحفاظ على حقوق الإجهاض، محذرة من أن انتخاب ترامب مجددا قد يؤدي إلى فرض حظر وطني على الإجهاض، واعتبرت أن قرار الإجهاض يخص المرأة وحدها وليس للحكومة شأن في ذلك.
ووصفت الإجهاض كحق أساسي من حقوق المرأة، مشددة على أن هذا الموضوع يجب أن يُترك للنساء ولأطبائهن فقط.
كما أشارت إلى أن سياسات ترامب قد تتسبب في تقييد الوصول إلى وسائل منع الحمل وعلاجات التلقيح الصناعي.
تعتقد 75% من الناخبات أن ترامب من المحتمل أن يوقع قانونا اتحاديا يمنع الإجهاض بعد 15 أسبوعا إذا تم تمرير مثل هذا القانون من قبل الكونغرس.
بواسطة استطلاع رأي
هل تنتخب الأميركيات هاريس؟اعتبرت نائبة الرئيس الإجهاض قضية وطنية تستقطب بها أصوات النساء، مما قد يشير إلى أنها نجحت في جذب تأييد كبير من الناخبات تحت سن الثلاثين. ووفقا لاستطلاع حديث، فإن 70% من النساء بهذه الفئة العمرية يفضلن هاريس، مقارنة بـ23% يؤيدن ترامب.
كذلك دفعت تصريحات ترامب بشأن الإجهاض إلى الاستجابة العاطفية ضده على مستويات عدة، إذ تضمنت تعليقاته عقوبات محتملة على النساء أدت إلى ردود فعل قوية بين الأميركيات.
وأظهر استطلاع أجرته شبكة "إيه بي سي" فجوة كبيرة بين الجنسين، حيث تقدمت هاريس على ترامب بـ14 نقطة (56% مقابل 42%) بين النساء، بينما تقدم ترامب مع الرجال بفارق 6 نقاط (51% مقابل 45%). وكانت نائبة الرئيس أيضا مدعومة بفارق 19 نقطة (59% مقابل 40%) مع نساء الضواحي.
الأصوات النسائية من أصول عربية ومسلمةلا تشعر دكتورة فاطمة بالارتياح تجاه برنامج هاريس الانتخابي، ولا تولي اهتماما كبيرا ببرنامجها الداعم لقرار الحق في الإجهاض. إذ تقول للجزيرة نت "هذا الأمر لا يخصنا بصورة مباشرة ولن يؤثر على الأسر العربية أو المسلمة".
وتابعت المواطنة التي عملت في مجال التعليم 15 عاما "ربما يؤثر ذلك على التعليم والمدارس، إلا أن الأساس يرجع إلى دور الأسرة، والمدارس الدينية سواء كانت إسلامية أو مسيحية أو غيرها، التي أصبحت ضرورة في الوقت الحالي، وسوف تساهم في حماية الأجيال الصغيرة".
وأوضحت فاطمة الحاصلة على الدكتوراة في استخدام التكنولوجيا بتعليم اللغات الأجنبية أنها دعمت الرئيس السابق باراك أوباما وجو بايدن بالانتخابات السابقة، إلا أن السياسات الأميركية بالشرق الأوسط والحرب على غزة باتت العامل الرئيسي في تقييمها للمرشحين في الانتخابات الحالية.
وأضافت "البرنامج الاقتصادي للمرشحين يعد محورا أساسيا في التقييم، إذ يربط كثير من الأميركيين بين الجمهوريين وتحسن الاقتصاد، إضافة إلى توافق القيم المحافظة للجمهوريين مع قيمنا العربية والإسلامية، إلا أن سياسات ترامب تجاه العرب والمسلمين واضحة ومتوقعة".
وبنظرة أكثر واقعية ترى أن المواطن وقع في فخ الاختيار بين السيئ والأكثر سوءا. وبينما لا تحظى هاريس بقبول لدى الناخبين، حتى وإن كان البعض يدعم فكرة ترشيح أول سيدة للرئاسة، إلا أنها لم تفز بهذه المكانة لدى الكثيرين. لذلك -حسب قول فاطمة فإن وجود مرشح ثالث قد يكون الحل المثالي الوقت الحالي، وربما يحصل على 5% من الأصوات ويفوز بدعم أكبر بالانتخابات المقبلة.
استطلاع رأي: تقدمت هاريس على ترامب بـ14 نقطة (56% مقابل 42%) بين النساء (رويترز)أما المواطنة أمل مقدادي (أردنية الأصل) فتؤكد أنها لم تشارك بالانتخابات خلال السنوات الماضية لأنها غير مقتنعة بسياسات الحزبين، فهما "لا يعملان لصالح الشرق الأوسط، ونحن دائمًا مع القضية الفلسطينية، بل هي محرك رئيسي في أصوات الكثيرين. ومن المؤسف أن كلاً من ترامب وهاريس سيستمران في طريق الحرب. وأنا، كما أخاف على أبنائي، أخاف أيضًا على أطفال فلسطين الذين يتعرضون للموت يوميًا." وتضيف "في المقابل، الإعلام لا يتحدث عن (المرشحة) جيل ستاين التي لها موقف إيجابي مما يحدث في غزة، لذلك سأنتخبها".
وحول أسباب رفضها لهاريس، تقول أمل "إذا كان ترامب ضد المهاجرين، فهاريس أيضًا لها تاريخ طويل في ترحيلهم. وبرنامجها الاقتصادي سيكمل ما أفسده بايدن خلال الأعوام الماضية. وبينما تهتم المرشحة الديمقراطية بجذب النساء تحت سن الثلاثين لموقفها من الإجهاض، تقول المواطنة "هناك تحديات أخلاقية يواجهها المسلمون والعرب في كثير من الولايات، الأمر أصبح مخيفًا، وسيدفعوننا للعودة إلى بلادنا لتربية أطفالنا".
وقد دفع الغضب من سياسات بايدن بالشرق الأوسط وتجاه الحرب في غزة الكثيرين لاتخاذ مواقف ضد انتخاب مرشحة الحزب الديمقراطي، هكذا ترى حنان مجدلاوي التي تقول للجزيرة نت "لن أنتخب هاريس، فهي لم تتخذ أي موقف إنساني تجاه ما يحدث في غزة. وهذا موقفي، أنا أكثر من كونه تصويتًا في بطاقة انتخابية. أجندة هاريس وترامب لصالح إسرائيل على مدى عقود".
وتتابع "هناك من ينتخب هاريس فقط لإزاحة ترامب من المشهد، ولكن الحقيقة أن هذا الخيار غير صحيح" مؤكدة "لسنا قطيعًا حتى نضطر إلى التصويت لترامب أو هاريس".
بينما تُوصف مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية بأنها "شخصية مستفزة لا تحظى بقبول لدى الكثيرين" من قِبل منة الله ذهني المولودة في الولايات المتحدة لأبوين مصريين.
وتقول منة الله، التي درست العلوم السياسية وحصلت على ماجستير اللغة والتخاطب، إنها حريصة على المشاركة بجميع الانتخابات منذ أن أتمت عامها الـ18 "ندمت على ترشيحي لبايدن وسأنتخب هذه المرة جيل ستاين، حتى يدرك الديمقراطيون أن أصواتنا لها قيمة، وهدفنا أن يحصل حزب الخضر على 5% من الأصوات ليحصل على التمويل الحكومي بالانتخابات اللاحقة".
وتتابع "هاريس منحت المنصة للحديث لليهود بأحد مؤتمراتها، وفي الوقت نفسه تجاهلت المسلمين تمامًا. هي لا ترانا، لذلك سنعلم الحزب درسًا هذه المرة أن أصواتنا كعرب ومسلمين مهمة، وحينما ستخسر هاريس ميشيغان سوف تدرك ما فعلته معنا."
الترشيح المرعلى العكس، تقف هبة عطية معلمة التاريخ بإحدى المدارس الإسلامية التي قضت 24 عامًا من حياتها بالولايات المتحدة، وتدعم الديمقراطيين في معظم الانتخابات. وهي تعتبر أن سياسات الحزب الديمقراطي غير معادية للمهاجرين العرب والمسلمين، ولذلك فهي تؤيد ترشيح هاريس. وفي المقابل، ترى أن سياسات ترامب عنصرية ويمتلك تاريخًا من التلاعب غير الأخلاقي -حسب وصفها- مما لا يجعلها تشعر بالأمان خلال فترة حكمه.
وتؤكد هبة أن المقارنة بين الوضع الاقتصادي خلال فترة حكم بايدن وترامب غير عادلة، ذلك لأن ما جناه الأخير كان إرث إنجازات أوباما الاقتصادية. وربما يسيطر الجمهوريون على الاقتصاد لصالح مرشحهم، ومن ثم قد يحاولون إفشال هاريس اقتصاديا بشتى الطرق.
وأوضحت المواطنة ذات الأصول الفلسطينية أن ترشيحها لهاريس ليس لكونها أول امرأة تصل هذا المنصب، ولا يعني لها دعمها للإجهاض والمثلية شيئًا. فهي -حسب حديثها للجزيرة نت- تقول "هذه قضايا فرعية لا تعنينا، وهي تخص أصحابها فقط ولن تُفرض علي كأميركية من أصول عربية." وتابعت "نحن نواجه تحديات أكبر من الإجهاض، وهم فقط يشغلوننا بهذه القضايا التي تم نقاشها لسنوات بل وتنظيمها داخليًا وفق قوانين كل ولاية".
وأردفت "سياسات الحزبين الخارجية واحدة، وإن اختلفت التصريحات، والواقع يؤكد أن هاريس وترامب يدعمان إسرائيل" لذلك ترى هبة أن تشتيت الأصوات لصالح مرشح ثالث قرار غير صائب لأن أحدًا لم يلتفت لهذه الأصوات.
بينما ترفض إيمان مسلم (ربة منزل) ترشيح ترامب لأي سبب، وتفضل هاريس فقط لاستبعاد المرشح الجمهوري من الساحة لأنه يقود العالم إلى الجنون، حسب وصفها.
وقد تنوعت المواقف ومبرراتها لدى الناخبات، لكن الغضب كان سائدا في محاولة لإثبات أن أصوات العرب والمسلمين ليست مجرد رقم بسيط في معادلة هاريس ترامب.