سلطنة عمان والجزائر .. علاقات تجارية واستثمارية نحو مستقبل مزدهر
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
تشهد العلاقات التجارية والاستثمارية بين سلطنة عُمان وجمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مما يعكس عمق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، ووفقًا للإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، بلغ حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان وجمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية حتى نهاية يوليو من العام الجاري نحو 37 مليونًا و857 ألفًا و524 ريال عُماني، أي ما يعادل 98.
وأكّدت الإحصائيات أن مجموع قيمة الصادرات من سلطنة عُمان إلى جمهورية الجزائر (بما في ذلك إعادة التصدير) بلغ 37 مليونًا و348 ألفًا و252 ريالًا عُمانيًا، فيما بلغ مجموع قيمة الواردات إلى سلطنة عُمان من جمهورية الجزائر 509 آلاف و272 ريالًا عُمانيًا، وذلك حتى نهاية يوليو من العام الجاري.
وتبرز الجزائر كشريك تجاري مهم لسلطنة عُمان، حيث تسهم في الاستثمارات العُمانية من خلال 262 شركة مسجَّلة، بمساهمة إجمالية تقدر بحوالي 6.75 مليون ريال عُماني، كما أن العلاقة الاقتصادية لا تقتصر على التبادل التجاري فحسب، بل تشمل أيضًا التعاون الاستثماري وتبادل الخبرات في مجالات متعددة، مما يعزز من فرص النمو المشترك بين البلدين.
المنتجات العُمانية المصدرة
أوضحت إحصائيات المركز أن «خامات الحديد ومركزاتها مكتلة» استحوذت على النصيب الأكبر من المنتجات العُمانية المصدرة إلى جمهورية الجزائر بنهاية يوليو 2024، مسجِّلة قيمة بلغت 19.6 مليون ريال عُماني، تلتها «أسلاك من الألومنيوم غير المخلوط الذي يتجاوز مقاس أكبر مقطع عرضي لها 7 مم» بقيمة 4.8 مليون ريال عُماني، ثم «البولي (إيثيلين تيرفثالات) ذو رقم لزوجة يبلغ 78 مل/جرام أو أعلى» بقيمة 3.4 مليون ريال عُماني، و«صهاريج خزان المياه للاستعمالات المنزلية التي تتجاوز سعتها 300 لتر من حديد صب أو حديد أو صلب» بقيمة 1.1 مليون ريال عُماني.
المنتجات المستوردة
استحوذت «زيوت وقود السفن» على القيمة الأعلى من المنتجات المستوردة من الجزائر إلى سلطنة عُمان حتى نهاية يوليو 2024، مسجِّلة قيمة بلغت 169.6 ألف ريال عُماني، تلتها منتج «الشوكولاتة المحشوة بشكل قطع أو ألواح أو أصابع» بقيمة بلغت 119.5 ألف ريال عُماني، ثم منتج «البسكويت المحلى» بقيمة بلغت 119.2 ألف ريال عُماني، فيما بلغت قيمة منتجات «حلاوة التوفي (كاراميللا)» و«راحة الحلقوم» و«النوجا (حلاوة لبنية)» 20.4 ألف ريال عُماني.
الترتيب العالمي
أوضحت إحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن جمهورية الجزائر تحتل المرتبة (31) في إجمالي الصادرات العُمانية (تشمل النفط والغاز وإعادة التصدير) بالنسبة لدول العالم، بقيمة بلغت 23.5 مليون ريال عُماني، كما تحتل الجزائر أيضًا المرتبة (31) في الصادرات العُمانية «غير النفطية» بالنسبة لدول العالم، مسجِّلة قيمة بلغت 23.5 مليون ريال عُماني، وذلك حتى مايو عام 2024.
المنتجات المعاد تصديرها
أشارت إحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن منتجات «أجزاء الحنفيات والصمامات والأجهزة المماثلة للمواسير والمراجل والخزانات والدنان والأوعية المماثلة» استحوذت على النصيب الأكبر من المنتجات المعاد تصديرها من سلطنة عُمان إلى جمهورية الجزائر حتى يوليو الماضي، مسجِّلة قيمة بلغت 143.3 ألف ريال عُماني، تلتها منتج «مثاقب الحفر للآبار» بقيمة بلغت 58.5 ألف ريال عُماني، في حين بلغت قيمة «أجهزة القطع العرضي للفحص المجهري (ميكروتوم) أجزاء ولوازم» 17.9 ألف ريال عُماني، وقيمة منتج «الفواصل الآلية المانعة للتسرب» 14.4 ألف ريال عُماني.
المنتجات العُمانية التي لها فرص للتصدير
من جانب آخر، أوضح موقع فرص التصدير في مركز التجارة الدولية أن أهم المنتجات التي تتمتع بأكبر إمكانات التصدير من سلطنة عمان إلى الجزائر هي مسحوق الحليب المجفف، وبولي إيثيلين تيريفثالات غير خلوي بأشكال مسطحة، والدهون والزيوت النباتية والكسور المهدرجة والمسترة. كما تتمتع سلطنة عُمان بأعلى قدرة على توريد اليوريا.
الاستثمار الجزائري المُسجَّل
أوضحت وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار أن إجمالي عدد الشركات المسجلة في سلطنة عُمان التي بها مساهمة جزائرية بلغ 262 شركة حتى سبتمبر 2024، حيث بلغ عدد المساهمين الجزائريين فيها 386 مساهمًا، وقد بلغت القيمة الإجمالية لمساهمتهم حوالي 6.75 مليون ريال عُماني، مشكلة نسبة 78% من إجمالي رأس المال المستثمر في هذه الشركات، والبالغ 8.65 مليون ريال عُماني.
وأشارت إحصائيات الوزارة إلى أهم القطاعات المستثمَر فيها، وهي تجارة الجملة والتجزئة، وإصلاح المركبات ذات المحركات والدراجات النارية، وقطاع التشييد، وأنشطة الإقامة والخدمات الغذائية، وأنشطة الخدمات الإدارية وخدمات الدعم، وقطاع النقل والتخزين، والأنشطة المهنية والعلمية والتقنية، وقطاع التعليم، والصناعة التحويلية، والأنشطة العقارية، وقطاع المعلومات والاتصالات.
وأوضحت الوزارة أهم الشركات المسجَّلة التي بها حصص استثمارية جزائرية في سلطنة عُمان حتى سبتمبر من العام الجاري، وهي شركة الوحدة والنمو، وشركة الحلول الفنية النفطية، وشركة يونيفرسال لخدمات النفط والغاز والطاقة وقطع الغيار، وشركة الحلول للوساطة، وشركة لويزة للتجارة، والشركة الخليجية الجزائرية الدولية، وشركة السعيد للتجارة والتطوير، وشركة الأولى العالمية للاستشارات والتدريب والأعمال المتقدمة، وشركة منارة مسقط الجديدة، وشركة رياض الفتح العالمية، وشركة شوامخ الفلاح للتجارة، وشركة الإدريسي للتجارة والأعمال.
العلاقات الثنائية الاقتصادية
ترتبط سلطنة عُمان بجمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية بعلاقات ثنائية اقتصادية منذ القدم، منها اتفاقية النقل الجوي بين حكومة سلطنة عُمان وحكومة الجزائر عام 2007، واتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي بالنسبة للضرائب على الدخل عام 2000، واتفاقية حول التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات عام 2000، واتفاقية التعاون العلمي والفني عام 2006، ومذكرة تفاهم في مجال أنشطة الشباب الرياضية والثقافية عام 2003، واتفاق حول تأسيس اللجنة المشتركة عام 1990، ومذكرة تفاهم بين وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بسلطنة عمان (تمثلها المديرية العامة للمواصفات والمقاييس) ووزارة الصناعة وترقية الاستثمارات بالجمهورية الجزائرية عام 2010، واتفاقية التعاون في مجال النقل البحري عام 2010، ومذكرة تفاهم في مجالي حماية النباتات والصحة الحيوانية عام 2010، ومذكرة تفاهم في مجال الإعفاء من التأشيرات للجوازات الدبلوماسية والخاصة والخدمة عام 2013، ومذكرة تفاهم في مجال التعليم التقني والتدريب المهني عام 2013، ومذكرة تفاهم في مجال الصناعات التقليدية والحرف عام 2005، ومذكرة تفاهم في مجال الأوقاف والشؤون الدينية عام 2003، والنظام الداخلي للجنة البحرية المشتركة العمانية الجزائرية عام 2015، ومذكرة تفاهم بين وزارة التراث والسياحة بسلطنة عُمان ووزارة الثقافة بالجمهورية الجزائرية في مجال الثقافة عام 2015، ومذكرة تفاهم بين هيئة تنظيم الاتصالات بسلطنة عُمان وسلطة الضبط للبريد والمواصلات الجزائرية عام 2015، ومذكرة تفاهم بين وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ووزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد عام 2015، ومذكرة تفاهم بين هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والمديرية العامة للأرشيف الوطني في مجال الوثائق والمحفوظات عام 2015، ومذكرة تفاهم بين وزارة الخارجية متمثلة في المعهد الدبلوماسي والمعهد الدبلوماسي والعلاقات الدولية بوزارة الشؤون الخارجية للجمهورية الجزائرية عام 2015، ومذكرة تفاهم بين وزارة الخارجية بسلطنة عُمان ووزارة الخارجية بالجمهورية الجزائرية حول التشاور السياسي عام 2015، واتفاقية إنشاء مجلس رجال الأعمال المشترك بين سلطنة عُمان والجزائر عام 2006، وبرنامج تنفيذي في مجال الشباب والرياضة بين سلطنة عُمان والجزائر عام 2015، ومذكرة تفاهم بين وزارة البلديات (سابقًا) بسلطنة عُمان ووزارة الموارد المائية والبيئة بالجزائر في مجال الموارد المائية والصرف الصحي عام 2015، ومذكرة تفاهم بين هيئة تنظيم الاتصالات بسلطنة عُمان وسلطة الضبط والبريد والمواصلات الجزائرية عام 2015، ومذكرة تفاهم في المجالات الاجتماعية بين حكومة سلطنة عُمان وحكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية عام 2024، ومذكرة تفاهم في المجال العلمي والقانوني بين المدرسة العليا للقضاء والمعهد العالي للقضاء بسلطنة عُمان عام 2024، وبرنامج عمل تنفيذي للتعاون في مجال التقييس والإشهاد بالمطابقة بين وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني متمثلة بالمعهد الجزائري للتقييس ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار متمثلة بالمديرية العامة للمواصفات والمقاييس عام 2024، وبرنامج تنفيذي في مجال الأرشيف (2024-2025) خلال عام 2024.
استثمارات الجزائر الإستراتيجية
أكّدت الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار أن عام 2023 تميز بالانطلاق الفعلي لقطاع الصناعة في جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية، الذي استأنف نموه نظرًا للإصلاحات الهيكلية والمؤسسية والتنظيمية المقترنة باستثمارات الدولة والشركات، مما أدى إلى تحرير الإنتاج الصناعي على الرغم من مناخ التوتر والنقص على الصعيد الدولي.
وتهدف رؤية الجزائر إلى تثمين الإنتاج الوطني الصناعي والزراعي والخدمات من خلال التحفيزات الضريبية، وتقليص الواردات، وتنفيذ سياسة تصنيع موجهة للصناعات المصغرة والصغيرة والمتوسطة، بهدف تلبية الاحتياجات الوطنية، وتعويض المنتجات المستوردة بمنتجات محلية لتقليص الواردات وتوفير احتياطيات الصرف، ومضاعفة عدد المؤسسات الناشئة، وتوجيه الاستهلاك الوطني المباشر والطلبيات العمومية نحو هذا الإنتاج، وتشجيع ظهور جيل جديد من حاملي المشروعات.
وأوضحت الوكالة أن من أبرز الصناعات التي تتاح لها فرصة للاستثمار هي الصناعة الميكانيكية والجوية والبحرية، والصناعات الكهربائية والإلكترونية والكهرومنزلية، والصناعات الغذائية، والصناعات الكيماوية، وصناعة المواد، والنسيج والجلود، وصناعة الحديد والصلب.
وأشارت الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار إلى أن قطاع الفلاحة يعد قطاعًا رئيسيًا في الجزائر وركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني، نظرًا لمساهمته في التوظيف والناتج المحلي الإجمالي، حيث يوظف حوالي 2.6 مليون شخص كعمال زراعيين، ما يمثل أكثر من 74% من اليد العاملة الريفية و24% من القوى العاملة الوطنية، ويضمن القطاع الأمن الغذائي للجزائر من خلال تغطية أكثر من 74% من الاحتياجات الوطنية من المنتجات الفلاحية.
وأوضحت الوكالة أن رؤية الحكومة لنموذج النمو الاقتصادي المعتمد في مجال الفلاحة، الذي يستجيب لعدة تحديات، يقوم من باب الأولوية على ترقية الاستثمار الفلاحي والصناعات الزراعية الغذائية، اعتمادًا على تعبئة أكبر لرؤوس الأموال والمبادرات الخاصة الضرورية لإنعاش القطاع الفلاحي والريفي، وفي هذا الشأن تتمثل الأعمال ذات الأولوية التي تطمح الحكومة إلى تحقيقها في آفاق سنة 2024 أساسًا في تغطية الاحتياجات الغذائية الأساسية من خلال زيادة الإنتاج والإنتاجية الزراعية، وتطوير نموذج زراعي وريفي جديد مدفوع بالاستثمار الخاص وظهور جيل جديد من المنتجين، وتحسين القدرة التنافسية للمنتجات الغذائية الزراعية والغابية وإدماج سلاسل القيمة الدولية، والتنمية المستدامة والمتوازنة للمناطق الريفية، لا سيما في المناطق الجبلية والصحراوية، وتحديث الزراعة من خلال دمج المنتجات ذات الصلة بالمعرفة والرقمنة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: جمهوریة الجزائر الدیمقراطیة الشعبیة ومذکرة تفاهم بین وزارة ومذکرة تفاهم فی مجال ملیون ریال ع مانی ألف ریال ع مانی من المنتجات بین وزارة ا بقیمة بلغت الع مانیة ع مانی ا من خلال عام 2024
إقرأ أيضاً:
سلطنة عمان تسجل إنجازا طبيا بإجراء أول عملية زراعة قلب
حققت سلطنة عُمان إنجازًا طبيًا استثنائيًا، بإجراء أول عملية زراعة قلب في تاريخها، تحت إشراف فريق طبي عُماني مختص. ويعتبر هذا الحدث علامةً فارقةً وتحولًا جوهريًا في مسيرة المنظومة الصحية الوطنية ودليلا على قدرة الكوادر الطبية على في العمل بثقةٍ وكفاءةٍ في ميادين الطب الأكثر دقةً وتعقيدًا. وأجريت العملية التي استغرقت 5 ساعات في المركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني.
وأعلنت وزارة الصحة اليوم نجاح العملية التي أجريت لمريض عُماني بعد الحصول على قلب متبرع متوفى دماغيا، وقام بإجرائها فريق طبي وطني متكامل، بقيادة معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة ومشاركة مختصين دوليين لمراقبة سير العملية.
وعبر المريض عن فرحته بنجاح العملية بعد معاناته من قصور عضلة القلب، شاكرا أسرة المتبرع والطواقم الطبية في المستشفى السلطاني، حيث فتحت له حياة جديدة بقلب ينبض بالأمل ليعود إلى أسرته بكامل عافيته.
وقال معالي الدكتور هلال السبتي وزير الصحة: "إن هذا الإنجاز يُعد مرحلة فارقة في مسيرة القطاع الصحي في سلطنة عمان، إذ جرى زرع قلب مأخوذ من متبرع متوفى، وفقًا لأعلى المعايير الطبية والأخلاقية، وبما يتوافق مع القوانين الوطنية والتوصيات الدولية المعتمدة في مجال التبرع بالأعضاء". ويعكس الإنجاز تقدم القطاع الصحي بمختلف مستوياته ما يؤكد على بناء الثقة بين المجتمع العماني والقطاع الصحي ويجسد التعاون الوثيق بين الطرفين، مشيرا إلى أن هذا الإنجاز ليس ثمرة جهد فريق طبي فحسب؛ بل يعكس رؤية وطنية متكاملة تتجلى فيها القيادة الحكيمة وكفاءة القدرات الوطنية وروح العطاء الإنساني.
وأشاد معاليه بكفاءة الكوادر الوطنية حيث أثبت العاملون في القطاع الصحي جاهزيتهم لأداء المهام الطبية بدرجات من الكفاءة والمسؤولية العالية".
وكشف معاليه العمل على إيجاد خطة وطنية لرفع كفاءة الكوادر الوطنية وتأهيلهم حيث سيتم إنشاء كلية الطب في محافظة ظفار وهناك توجيه بزيادة عدد الملتحقين بالتمريض لمواجهة تحدي نقص الموارد البشرية والعمل على إمداد المؤسسات الصحية بالكادر المؤهل والمزج بين أصحاب الخبرات والخريجي الجدد.
وأوضح معاليه أن الشخص الذي زرع له القلب في عمر الثلاثين وفقد شقيقيه بالمرض ذاته، وهو حاليًا بصحة جيدة وتم إجراء العملية وفق البروتوكلات المتعارف عليها دوليا والمعتمدة من منظمة زراعة الرئة والقلب الدولية والبروتوكلات العلاجية جاءت متناسقة مع خبرات الفريق الطبي، كما تواجد فريق من المراقبين الدوليين لمتابعة سير العملية والتأكد من كفاءة سير عملية زراعة القلب.
وقال معاليه: نأمل التوسع في خطة تدريب الكوادر الصحية في زراعة الأعضاء وعلم الأنسجة والأمراض وهذا ما نقوم به الآن، حيث تشهد زراعة الأعضاء تقدما ملحوظا بما في ذلك زراعة الكلى هي الأكثر شيوعا والكبد والقلب في الوقت الحالي وكذلك زراعة القرنية، ونطمح لزراعة القلب للأطفال.
ودعا معاليه الجميع إلى التبرع بالأعضاء حيث وصل عدد المسجلين في التبرع بالأعضاء ما يقارب 20 ألفا أغلبهم يتبرع بالكلى والكبد والقلب حيث يسعى المختصون إلى تعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء في المجتمع العماني والعمل على توعية المجتمع في كافة المحافظات.
إنجاز وأمل
من جانبه قال الدكتور نجيب بن زهران الرواحي مدير المركز الوطني لطب و جراحة القلب: أولا يجب أن نشكر عائلة المتبرع على موافقتها على أن يكون ابنها المتوفى بسكتة دماغية متبرعا بعدد من الأعضاء منها القلب، وساعدت على إحياء أمل الحياة لعدد من المرضى الذين كانت حالتهم خطيرة.
وأوضح أن عملية زراعة القلب الناجحة هي شهادة على سنوات من التفاني والتدريب المكثف والروح التعاونية التي يتمتع بها فريقنا بأكمله بدءا بالفريق المتخصص بالعناية بمرضى قصور عمل القلب الشديد و فريق الجراحة و فريق التخدير و فريق العناية المركزة القلبية لما بعد الجراحة، كانت كل خطوة من هذه العملية تحت إشراف مباشر من وزير الصحة. وأضاف: هذا النجاح يؤكد التزامنا كفريق واحد بتقديم أرقى مستويات الرعاية القلبية الشاملة في سلطنة عمان. ونحن فخورون للغاية بهذا الإنجاز والأمل الذي يجلبه للمرضى الذين يعانون من مراحل متأخرة من أمراض القلب.
وقال الدكتور قاسم بن صالح العبري استشاري جراحة: " كتبنا صفحة جديدة من الإنجازات الطبية في سلطنة عمان، مع نجاح أول عملية زراعة قلب بأيدٍ عمانية خالصة، في إنجاز غير مسبوق يعكس مستوى التقدم الذي وصل إليه قطاعنا الصحي. هذا النجاح الباهر هو ثمرة سنوات من العمل الجاد، والتخطيط الدقيق، والاستثمار في الكفاءات الوطنية، وهو رسالة فخر واعتزاز لكل عماني، ودعوة مفتوحة لكل فرد في المجتمع بأن يسهم في استمرار هذه المسيرة بدعم ثقافة التبرع بالأعضاء، لأن كل تبرع هو أمل جديد وحياة متجددة لشخص آخر. معًا نستطيع أن نبني منظومة صحية أقوى وأكثر رحمة".
فريق متكامل
وقال الدكتور إسحاق بن سعيد العامري، استشاري تخدير القلب: أسهمت عدة فرق طبية في التجهيز للعملية حيث شارك فريق الجراحين وأطباء التغذية والممرضين، بالإضافة إلى مختصين من قسم العناية المركزة وأطباء القلب والمناعة والالتهابات. تم عقد اجتماعات لمدة 3 إلى 4 أيام قبل العملية لإجراء الفحوصات اللازمة للمتبرع والمستقبل لضمان ملاءمة العضو للمريض.
وأوضح: تمت العملية في غرفتين مختلفتين، حيث يقوم فريق باستئصال القلب وآخر بزرعه في نفس الوقت. كان لفريق التخدير دورٌ مهم في تأمين بيئة ملائمة لإجراء العملية وتقييم القلب قبل الاستئصال. بعد استئصال القلب، تم زرعه للمريض الآخر الذي كان يعاني من مشكلات في عضلة القلب. وتعتبر عملية التخدير في مثل هذه الحالات معقدة، إذ قد تحدث مضاعفات تؤثر على وظائف القلب. لكن، الحمد لله، تمت عملية التخدير بنجاح. كانت لحظة نبض القلب الجديد من أجمل اللحظات، وشعرنا بفرحة كبيرة. بعد انتهاء العملية، تم نقل المريض إلى العناية المركزة، حيث عمل الفريق المناوب على مدار 24 ساعة لمدة أسبوع كامل، بالتعاون مع أطباء القلب والجراحة وفريق التمريض.
خطط مستقبلية
وكشف الدكتور الوارث الهاشمي استشاري جراحة و زراعة الكبد والبنكرياس ورئيس قسم زراعة الأعضاء بالمستشفى السلطاني: نتطلع في المستقبل إلى رفع عدد عمليات الزراعة ونعول الكثير على توعية أفراد المجتمع ورفع مستوى إقبالهم على التبرع بالأعضاء ونتطلع إلى التوسع في زراعة القلب وهناك خطى لإجراء عملية زراعة البنكرياس وفي السنوات القادمة سنتوسع في زراعة الرئتين. وأضاف: الآن بشكل أسبوعي نقوم بعمليات زراعة الكلى وشهريا ما يقارب 3-4 عمليات زراعة الكبد.