نفت مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء في لبنان، مارلين البراكس، وجود أي علاقة بين التفجيرات الأخيرة في جنوب لبنان واحتمالات وقوع هزات أرضية زلزالية.

ويأتي هذا النفي بعد تحذيرات من تأثير الضربات الجوية في مناطق بجنوب لبنان على النشاط الزلزالي العام بالبلاد.

وسجلت، السبت، سلسلة من الإنذارات الزلزالية في شمال إسرائيل، والتي أكدت دائرة الأرصاد الجوية الإسرائيلية أنها ناجمة عن تفجيرات عسكرية في المنطقة الشمالية.

وقد شملت هذه العمليات تفجير مبانٍ في بلدتي دير سريان والعديسة بالقطاع الشرقي للجنوب اللبناني، حيث شعر السكان على جانبي الحدود بارتجاجات أرضية، حسبما أفادت مراسلة الحرة في بيروت.

وأوضحت البراكس في تصريح لموقع "الحرة" أن هذه التفجيرات، رغم قوتها، لا تحدث في أعماق كبيرة ولا تتكرر في الموقع نفسه، كما أن عددها محدود نسبياً، مما يجعل تأثيرها على النشاط الزلزالي منعدما.

وأشارت مديرة المركز الحكومي التابع للمجلس الوطني للبحث العلمي، إلى أن تفجير السبت، رغم قوته التي رُصدت في تركيا والأردن، لم تتجاوز شدته 3.5 درجة على مقياس ريختر، وهي قوة غير مؤثرة ولا تستدعي القلق.

وأضافت الخبيرة اللبنانية أن المركز، بأجهزته شديدة الحساسية، لم يرصد أي تغيرات في النشاط الزلزالي بعد هذه التفجيرات، سواء في موقع التفجير أو في المناطق المحيطة به في لبنان.

نشاط زلزالي

ونقل موقع "I24News" الإسرائيلي عن مسؤولين بالجيش، السبت، عن تفجير موقع تابع لقوة الرضوان يمتد على طول كيلومتر تحت الأرض، باستخدام 400 طن من المواد المتفجرة. 

وأظهرت مشاهد التفجير سحابة ضخمة من النيران والغبار، مما أدى إلى خروج سكان بشمال إسرائيل من منازلهم إلى المناطق المفتوحة بعد تفعيل إنذارات زلزالية في المنطقة. 

وأوضح المعهد الجيولوجي الإسرائيلي، أن أنظمة الرصد سجلت الانفجار باعتباره نشاطا زلزاليا، مما أدى إلى إطلاق التحذيرات تلقائيا. 

وسارعت السلطات المحلية وقيادة الجبهة الداخلية إلى طمأنة السكان، مؤكدة أن الأمر يتعلق بتفجير مُسيطر عليه في لبنان، ولا يوجد ما يدعو للقلق، بحسب الموقع الإسرائيلي.

في هذا الجانب، أوضحت الخبيرة اللبنانية،  أن التفجيرات لا يمكن أن تؤثر على النشاط الزلزالي إلا إذا كانت عميقة (عدة كيلومترات داخل الأرض)، ومتكررة في نفس المنطقة، وبقوة تفجيرية جد كبيرة، وهي شروط غير متوفرة في الحالة الراهنة.

وأكدت البراكس على أن لبنان، وإن كان يقع في منطقة معرضة للزلازل بحكم وجود فالق نشط، إلا أن ربط أي نشاط زلزالي محتمل بالتفجيرات الحالية أمر غير دقيق علميا، معربة عن أسفها لانتشار مثل هذه التحليلات غير العلمية في وقت تمر فيه البلاد بظروف عصيبة.

ولقي منشور على منصة "إكس" للخبير الجيولوجي اللبناني، طوني نمر، تفاعلا كبيرا، بعد أن حذر من خطورة الغارات الإسرائليية وإمكانية تحفيزها لأنشطة زلزالية، خاصة في منطقة العديسة التي تقع بين فوالق نشطة زلزاليا.

1/2
بعيداً عن السياسة وضجيج الحرب القائمة على لبنان، ما حصل اليوم في العديسة من تفجيرات متتالية ومهولة فعّلت أجهزة رصد الهزات الأرضية في "الشمال الاسرائيلي" هو بمثابة العبث مع مقدرات الطبيعة الى الشمال من منخفض الحولا حيث ينفصل فالق البحر الميت الى فالقي اليمونة وروم

— Tony S. Nemer, PhD (@tony_nemer) October 26, 2024

وفي توضيحات لموقع "الحرة"، قال نمر، إن القصف القريب من الفوالق الزلزالية يمكن أن يؤدي إلى تغيير في الضغوطات، مما قد يحفز الحركة عليها (الفوالق)، مشددا على ضرورة تجنب الأنشطة التفجيرية قرب المناطق الحساسة جيولوجيا.

ويوضح أن تفعيل أجهزة استشعار النشاط الزلزالي ليس "إنذارا خاطئا" بل هو دليل على رصدها حصول اهتزازات قوية، تشبه الاهتزازات الأرضية.

ويوضح نمر، أن القصف البعيد عن الفوالق الزلزالية كما كان يحصل في غزة وفي لبنان إلى حدود تفجير السبت، لا يسبب مشكلة زلزالية، لأن تأثيرها يتلاشى قبل الوصول إلى الفوارق الزلزالية وتحفيز الحركة عليها، غير أن قربه "أمر خطير"، قد يؤدي لاستحثاث الحركة الزلزالية.

ويشير المتحدث ذاته إلى أن لبنان يضم 4 فوالق زلزالية نشطة، بالتالي لا ينبغي "العبث بالضغوطات عليها"، مما قد يؤدي إلى هزات بسيطة قد تتمدد لتكوّن هزات عنيفة، عبارة عن زلازل.

يذكر أن مناطق واسعة في جنوب شرق تركيا وشمال سوريا المجاورة قد استفاقت فجر السادس من فبراير 2023 على وقع زلزال مدمّر أودى بحياة نحو ستين ألف شخص في البلدين.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: النشاط الزلزالی فی لبنان

إقرأ أيضاً:

تراجع نمو نشاط قطاع الخدمات في الصين

الثورة نت
تراجعت وتيرة نمو نشاط قطاع الخدمات في الصين خلال الشهر الماضي مع تباطؤ تدفق الأعمال الجديدة وشطب الوظائف.

وبحسب مسح مؤسسة “إس أند بي غلوبال”، الصادر اليوم الأربعاء، تراجع مؤشر مديري مشتريات قطاع الخدمات في الصين خلال يناير الماضي إلى 51 نقطة مقابل 52.2 نقطة خلال الشهر السابق، في حين كان المحللون يتوقعون ارتفاعه إلى 52.3 نقطة.

وتشير قراءة المؤشر أكثر من 50 نقطة إلى نمو النشاط الاقتصادي للقطاع، في حين تشير قراءة أقل من 50 نقطة إلى انكماش النشاط.

وجاء نمو حجم الأعمال الجديدة بفضل تحسن الطلب وجهود الشركات الناجحة لزيادة نشاط الخدمات. في الوقت نفسه عاد الطلب الأجنبي إلى النمو بعد انخفاضه في نهاية عام 2024.

وعلى صعيد الأسعار، أظهر المسح أن ضغوط التكلفة زادت في يناير الماضي، حيث بلغ معدل التضخم في أسعار مستلزمات التشغيل أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر. وبسبب ارتفاع أسعار المدخلات، رفع مزودو الخدمات أسعارهم للشهر الثاني على التوالي.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تحرق وتفجر منازل في بلدتين بجنوب لبنان
  • تراجع نمو نشاط قطاع الخدمات في الصين
  • عواصف زلزالية تضرب بحر إيجة وتتسبب بإجلاء الآلاف.. نحو ألف هزة خلال أيام
  • حرق وتفجير منازل.. خروقات جديدة للعدو الصهيوني بجنوب لبنان
  • هل يؤثر تسونامي اليونان على مصر؟.. خبير يجيب
  • بالصورة: إسرائيل تهدد الصحفيين الأجانب في جنوب لبنان!
  • طبيب يحذّر من التهاب المفاصل في مناطق غير متوقعة
  • أهمية صعود الدرج لصحة القلب
  • كيف تتحكم النقطة الزرقاء في الدماغ بجودة النوم والانتباه؟
  • اليونان.. النشاط الزلزالي المتكرر يثير «الخوف» والمئات يرحلون (فيديو)