أبوظبي تدشن أول مشروع للصلب المستدام في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
حسام عبد النبي (أبوظبي)
استكملت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، ومجموعة «إمستيل»، اليوم، تطوير المشروع التجريبي الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لإنتاج الصلب المستدام باستخدام الهيدروجين الأخضر. ودخل المشروع التجريبي الذي يستخدم الهيدروجين الأخضر لاختزال خام الحديد في خطوة أساسية في عملية إنتاج الصلب، حالياً مرحلة التشغيل الكامل وبدأ في إنتاج الصلب المستدام بنجاح.
وتم اعتماد الهيدروجين الأخضر الذي ينتجه المشروع من قبل مختبرات «أ ڤانس»، وهي الجهة المعتمدة من قبل المؤسسة الدولية لمراقبة المعايير، بالتوافق مع مواصفات آيزو 19870 للهيدروجين الصادرة مؤخراً.
كما تم التحقق من صحة بيانات الشهادة من قبل شركة «بيرو ڤيريتاس»، التي توفر خدمات مستقلة لأطراف ثالثة لاختبار وفحص وإصدار شهادات للمنتجات. ويعد إنتاج الصلب من أهم الصناعات في دولة الإمارات، إلا أنه يعتبر من القطاعات كثيفة الانبعاثات التي يصعب الحد منها، حيث تسهم صناعة الصلب بما يتراوح بين 7 و8% من انبعاثات الكربون في العالم، ويعتبر الحد من الانبعاثات الكربونية في هذا القطاع مساراً أساسياً للمضي نحو تحقيق الحياد المناخي في المستقبل. ك
ما يمثل ارتفاع الطلب العالمي على الصلب الأخضر المستدام فرصة لتعزيز نمو قطاع الصلب الإماراتي، حيث تطمح الدولة إلى أن تكون مركزاً رئيسياً لإنتاج الصلب المستدام.
وقال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر»: إن إزالة الكربون من القطاعات التي يصعب تخفيف انبعاثاتها تعد عاملاً حيوياً ومهماً يدعم تحقيق اتفاق الإمارات التاريخي الذي تم التوصل إليه خلال مؤتمر الأطراف COP28، كما يشكل الهيدروجين الأخضر ركيزة أساسية تدعم الجهود المحلية والعالمية لتحقيق أهداف الحياد المناخي.
ومن جهته، أكد المهندس سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إمستيل» التزام المجموعة بمواصلة دورها في دعم إزالة الكربون في قطا ع الصلب، بما يتماشى مع استراتيجية الإمارات للحياد المناخي بحلول 2050، حيث أسفرت جهود المجموعة عن تحقيق نتائج مثمرة تمثلت في زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة إلى أكثر من 80% في 2023، كما أن المجموعة تعد أول شركة لصناعة الحديد في العالم تقوم بالتقاط انبعاثاتها الكربونية، لتصبح انبعاثات عملياتها أقل بنسبة 45% من المتوسط العالمي. ويتماشى هذا المشروع التجريبي مع السياسة العامة للهيدروجين منخفض الكربون في أبوظبي، التي من المتوقع أن تسهم بدور كبير في تعزيز تكنولوجيا الهيدروجين منخفض الكربون كمصدر للطاقة النظيفة في المستقبل.
وتأتي هذه السياسة انسجاماً مع استراتيجية الإمارات الوطنية للهيدروجين التي تهدف إلى ترسيخ مكانة الدولة كمنتج عالمي رائد للهيدروجين منخفض الانبعاثات بحلول عام 2031. وتستهدف شركة «مصدر» إنتاج مليون طن من الهيدروجين الأخضر أو مشتقاته سنوياً ضمن مشاريعها في الدولة وحول العالم خلال عقد من الزمن. كما تتطلع لتعزيز القدرة الإنتاجية لمحفظة مشاريعها في قطاع الطاقة المتجددة لتصل إلى 100 جيجاواط بحلول عام 2030.
114 مليار دولار مشتريات الصلب الأخضر عالمياً بحلول 2030
يتجاوز حجم مشتريات الصلب الأخضر المستدام 4 مليارات دولار، ويتوقع أن تنمو بمعدل نمو سنوي مركب 60% لتبلغ 114 مليار دولار في عام 2030، بحسب سعيد الغافري، الرئيس التنفيذي لشركة حديد الإمارات، الشركة التابعة لمجموعة «إمستيل».
وكشف الغافري لـ «الاتحاد» عن سعي الشركة في الوقت الحالي لتوقيع اتفاقيات تعاون مع عدد من الأطراف في الخارج لتسويق إنتاجها من الصلب المستدام باستخدام الهيدروجين الأخضر في ظل وجود اهتمام من جهات عالمية بالمنتج. مشيراً إلى أن الدول الأوروبية تعد من أكثر الدولة المستوردة للحديد الأخضر في الوقت الحالي.
وفيما يخص ارتفاع تكلفة إنتاج الحديد باستخدام الهيدروجين الأخضر مقارنة بطرق الإنتاج التقليدية، أكد الغافري، أن أي تقنية جديدة في الإنتاج تكون تكلفتها مرتفعة في البداية ومع مرور الوقت تصبح ذات جدوى اقتصادية، خاصة بعد نشر المعرفة لدى الجهات المعنية والجمهور عن أهمية هذه التقنية وفوائدها.
وقال: إن شركة حديد الإمارات كان لديها تجربة سابقة في تبني التكنولوجيا الجديدة، حين بدأت خطة تخفيض البصمة الكربونية في صناعة الحديد في عام 2014، واليوم أصبحت تجربة الشركة مقياساً للنجاح، ويستهدف عدد كبير من الشركات تطبيق تلك التجربة التي كانت مرتفعة التكلفة في البداية.
وأوضح أنه بدعم من تكاتف الجهود والمبادرات الحكومية الرائدة، نجحت شركة «حديد الإمارات» في تخفيض البصمة الكربونية في الإنتاج لتصبح أقل بنسبة 45% من معدل الانبعاثات الكربونية في شركات الحديد والصلب العالمية، منوهاً بأنه رغم أن صناعة الصلب مسؤولة عن 8% من انبعاثات الكربون عالمياً في الوقت الحالي، الإ أن أغلب هذه الانبعاثات تأتي من الدول الأكثر انتاجاً وأهمها الصين التي تنتج نحو مليار طن من الحديد والصلب سنوياً، في حين أن شركات صناعة الحديد والصلب في الإمارات ملتزمة بتنفيذ مستهدفات دولة الإمارات بالوصول إلى صفر صافي انبعاثات كربونية في عام 2050.
وحول الجدول الزمني للمشروع التجريبي لإنتاج الصلب المستدام باستخدام الهيدروجين الأخضر، ذكر الغافري، أن الإنتاج التجريبي بدأ بالفعل ويمثل مبادرة أولى ضمن خطة الشركة لاستخدام الهيدروجين الأخضر في الإنتاج، خاصة بعد الانتهاء من الجزء الرئيسي لالتقاط الكربون، مؤكداً أن مشروع إنتاج الصلب المستدام باستخدام الهيدروجين الأخضر، سيوجد أسواقاً جديدة لتصدير إنتاج الشركة مع زيادة تنافسية منتجاتها في الأسواق العالمية، ولافتاً في الوقت ذاته إلى أهمية زيادة الوعي لدى الجمهور عن أهمية إنتاج الصلب المستدام، وتكاتف الجهود عبر 5 محاور هي الجهات الحكومية وشركات إنتاج الطاقة، وصناع الحديد، والجمهور، وشركات التكنولوجيا المستخدمة في الصناعة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: إيكاد انبعاثات الکربون الکربونیة فی فی الوقت
إقرأ أيضاً:
وزير الكهرباء يبحث مع سفير هولندا تعزيز الشراكة في مشروعات الهيدروجين الأخضر
بحث الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، مع بيتر موليما، سفير هولندا لدى مصر والوفد المرافق له، سبل تعزيز التعاون والشراكة في مختلف المجالات، وخاصة في مشروعات الهيدروجين الأخضر والطاقة الجديدة والمتجددة.
وأوضحت وزارة الكهرباء - في بيان اليوم الثلاثاء - أنه تم استعراض فرص دعم وتعزيز التعاون بين مصر وهولندا في مجالات الهيدروجين الأخضر، وتطوير وتقوية التعاون والترويج للتطوير المستدام والتشارك لتحقيق الأهداف المرجوة فيما يتعلق بإنتاج ومعالجة واستخدام وتخزين ونقل الهيدروجين الأخضر، وكذلك مشروعات البنية التحتية بالتعاون مع القطاع الخاص في الدولتين.
وتطرق اللقاء إلى بحث تبادل المعرفة والتكنولوجيا، ومشاركة الشركات الهولندية واستخدام التكنولوجيا الهولندية في المشروعات ذات الصلة بسلسلة القيمة للهيدروجين الأخضر في مصر، والتعاون في مجالات السياسات التنظيمية والأطر المالية للتطوير.
وأكد عصمت على ضرورة تعزيز الاستثمار المشترك والبحوث بين البلدين، والسعي لتنفيذ مشروعات محددة على سلسلة القيمة للهيدروجين الأخضر، والترويج لتطوير السوق الخاصة به من خلال التكامل متعدد الأطراف والتعاون مع المنظمات الدولية والمبادرات ذات الصلة، مشيرًا إلى العلاقات الوثيقة التي تربط بين مصر وهولندا والتي لها آثارها الإيجابية في شتى مجالات العمل الاقتصادي.
وأكد على اهتمام مصر بالتعاون الثنائي في العديد من القطاعات، خاصة التنموية والاقتصادية والاستثمارية، لاسيما في المجالات المتعلقة بالهيدروجين الأخضر والطاقات الجديدة والمتجددة، وذلك في إطار الاستراتيجية الوطنية للطاقة المستدامة وخطة العمل للانتقال للطاقة المتجددة وجهود الدولة للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة النظيفة.
اقرأ أيضاًوزير الكهرباء: ندعم بقوة التصنيع المحلي وصناعة مهمات الطاقات المتجددة
وزير الكهرباء يفتتح معرض المنتجات الكهربائية المصرية بالعاصمة الإدارية
وزير الكهرباء: المشروع التجريبي لتبادل الطاقة بين دول المشرق العربي نواة أساسية لسوق عربية مشتركة