حسام عبد النبي (أبوظبي)

استكملت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، ومجموعة «إمستيل»، اليوم، تطوير المشروع التجريبي الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لإنتاج الصلب المستدام باستخدام الهيدروجين الأخضر. ودخل المشروع التجريبي الذي يستخدم الهيدروجين الأخضر لاختزال خام الحديد في خطوة أساسية في عملية إنتاج الصلب، حالياً مرحلة التشغيل الكامل وبدأ في إنتاج الصلب المستدام بنجاح.

وتم اعتماد الهيدروجين الأخضر الذي ينتجه المشروع من قبل مختبرات «أ ڤانس»، وهي الجهة المعتمدة من قبل المؤسسة الدولية لمراقبة المعايير، بالتوافق مع مواصفات آيزو 19870 للهيدروجين الصادرة مؤخراً.

كما تم التحقق من صحة بيانات الشهادة من قبل شركة «بيرو ڤيريتاس»، التي توفر خدمات مستقلة لأطراف ثالثة لاختبار وفحص وإصدار شهادات للمنتجات. ويعد إنتاج الصلب من أهم الصناعات في دولة الإمارات، إلا أنه يعتبر من القطاعات كثيفة الانبعاثات التي يصعب الحد منها، حيث تسهم صناعة الصلب بما يتراوح بين 7 و8% من انبعاثات الكربون في العالم، ويعتبر الحد من الانبعاثات الكربونية في هذا القطاع مساراً أساسياً للمضي نحو تحقيق الحياد المناخي في المستقبل. ك

ما يمثل ارتفاع الطلب العالمي على الصلب الأخضر المستدام فرصة لتعزيز نمو قطاع الصلب الإماراتي، حيث تطمح الدولة إلى أن تكون مركزاً رئيسياً لإنتاج الصلب المستدام.

وقال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر»: إن إزالة الكربون من القطاعات التي يصعب تخفيف انبعاثاتها تعد عاملاً حيوياً ومهماً يدعم تحقيق اتفاق الإمارات التاريخي الذي تم التوصل إليه خلال مؤتمر الأطراف COP28، كما يشكل الهيدروجين الأخضر ركيزة أساسية تدعم الجهود المحلية والعالمية لتحقيق أهداف الحياد المناخي.

ومن جهته، أكد المهندس سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إمستيل» التزام المجموعة بمواصلة دورها في دعم إزالة الكربون في قطا ع الصلب، بما يتماشى مع استراتيجية الإمارات للحياد المناخي بحلول 2050، حيث أسفرت جهود المجموعة عن تحقيق نتائج مثمرة تمثلت في زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة إلى أكثر من 80% في 2023، كما أن المجموعة تعد أول شركة لصناعة الحديد في العالم تقوم بالتقاط انبعاثاتها الكربونية، لتصبح انبعاثات عملياتها أقل بنسبة 45% من المتوسط العالمي. ويتماشى هذا المشروع التجريبي مع السياسة العامة للهيدروجين منخفض الكربون في أبوظبي، التي من المتوقع أن تسهم بدور كبير في تعزيز تكنولوجيا الهيدروجين منخفض الكربون كمصدر للطاقة النظيفة في المستقبل.

وتأتي هذه السياسة انسجاماً مع استراتيجية الإمارات الوطنية للهيدروجين التي تهدف إلى ترسيخ مكانة الدولة كمنتج عالمي رائد للهيدروجين منخفض الانبعاثات بحلول عام 2031. وتستهدف شركة «مصدر» إنتاج مليون طن من الهيدروجين الأخضر أو مشتقاته سنوياً ضمن مشاريعها في الدولة وحول العالم خلال عقد من الزمن. كما تتطلع لتعزيز القدرة الإنتاجية لمحفظة مشاريعها في قطاع الطاقة المتجددة لتصل إلى 100 جيجاواط بحلول عام 2030.

 

 114 مليار دولار مشتريات الصلب الأخضر عالمياً بحلول 2030

 يتجاوز حجم مشتريات الصلب الأخضر المستدام 4 مليارات دولار، ويتوقع أن تنمو بمعدل نمو سنوي مركب 60% لتبلغ 114 مليار دولار في عام 2030، بحسب سعيد الغافري، الرئيس التنفيذي لشركة حديد الإمارات، الشركة التابعة لمجموعة «إمستيل».

وكشف الغافري لـ «الاتحاد» عن سعي الشركة في الوقت الحالي لتوقيع اتفاقيات تعاون مع عدد من الأطراف في الخارج لتسويق إنتاجها من الصلب المستدام باستخدام الهيدروجين الأخضر في ظل وجود اهتمام من جهات عالمية بالمنتج. مشيراً إلى أن الدول الأوروبية تعد من أكثر الدولة المستوردة للحديد الأخضر في الوقت الحالي.

وفيما يخص ارتفاع تكلفة إنتاج الحديد باستخدام الهيدروجين الأخضر مقارنة بطرق الإنتاج التقليدية، أكد الغافري، أن أي تقنية جديدة في الإنتاج تكون تكلفتها مرتفعة في البداية ومع مرور الوقت تصبح ذات جدوى اقتصادية، خاصة بعد نشر المعرفة لدى الجهات المعنية والجمهور عن أهمية هذه التقنية وفوائدها.

وقال: إن شركة حديد الإمارات كان لديها تجربة سابقة في تبني التكنولوجيا الجديدة، حين بدأت خطة تخفيض البصمة الكربونية في صناعة الحديد في عام 2014، واليوم أصبحت تجربة الشركة مقياساً للنجاح، ويستهدف عدد كبير من الشركات تطبيق تلك التجربة التي كانت مرتفعة التكلفة في البداية.

وأوضح أنه بدعم من تكاتف الجهود والمبادرات الحكومية الرائدة، نجحت شركة «حديد الإمارات» في تخفيض البصمة الكربونية في الإنتاج لتصبح أقل بنسبة 45% من معدل الانبعاثات الكربونية في شركات الحديد والصلب العالمية، منوهاً بأنه رغم أن صناعة الصلب مسؤولة عن 8% من انبعاثات الكربون عالمياً في الوقت الحالي، الإ أن أغلب هذه الانبعاثات تأتي من الدول الأكثر انتاجاً وأهمها الصين التي تنتج نحو مليار طن من الحديد والصلب سنوياً، في حين أن شركات صناعة الحديد والصلب في الإمارات ملتزمة بتنفيذ مستهدفات دولة الإمارات بالوصول إلى صفر صافي انبعاثات كربونية في عام 2050.

وحول الجدول الزمني للمشروع التجريبي لإنتاج الصلب المستدام باستخدام الهيدروجين الأخضر، ذكر الغافري، أن الإنتاج التجريبي بدأ بالفعل ويمثل مبادرة أولى ضمن خطة الشركة لاستخدام الهيدروجين الأخضر في الإنتاج، خاصة بعد الانتهاء من الجزء الرئيسي لالتقاط الكربون، مؤكداً أن مشروع إنتاج الصلب المستدام باستخدام الهيدروجين الأخضر، سيوجد أسواقاً جديدة لتصدير إنتاج الشركة مع زيادة تنافسية منتجاتها في الأسواق العالمية، ولافتاً في الوقت ذاته إلى أهمية زيادة الوعي لدى الجمهور عن أهمية إنتاج الصلب المستدام، وتكاتف الجهود عبر 5 محاور هي الجهات الحكومية وشركات إنتاج الطاقة، وصناع الحديد، والجمهور، وشركات التكنولوجيا المستخدمة في الصناعة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: إيكاد انبعاثات الکربون الکربونیة فی فی الوقت

إقرأ أيضاً:

1600 جهة عارضة في معرض الشرق الأوسط للطاقة

دبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة الإمارات تشارك في اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالقاهرة «دوكاب» تطلق كابلات الألياف الضوئية ذات الجهد العالي لأول مرة في الخليج

ينطلق معرض الشرق الأوسط للطاقة 2025 اليوم في مركز دبي التجاري العالمي، معلناً بدء الدورة الأكبر في مسيرة الفعالية الممتدة على مدى 49 عاماً. 
ويُقام المعرض برعاية وزارة الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات، ويستمر حتى 9 أبريل، ويشهد هذا العام الدورة الأولى من معرض البطاريات الشرق الأوسط.
ويستعد مركز دبي التجاري العالمي لاستقبال ما يزيد على 40.000 من الخبراء الدوليين في مجال الطاقة، بما في ذلك أكثر من 500 من كبار المشترين، للاطلاع على أحدث الابتكارات التي تقدمها 1.600 جهة عارضة ممّا يزيد على 90 دولة. ويمتد المعرض على 16 قاعة، تشمل 17 جناحاً دولياً، ليقدم حلولاً متكاملة تغطي جميع جوانب سلسلة القيمة في قطاع الطاقة، بدءاً من إنتاج الطاقة وتخزينها وصولاً إلى التنقل المستدام وتقنيات الشبكات الذكية.
ويفتتح معالي سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة، فعاليات المعرض الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام، حيث يترأس الجلسة العامة ورفيعة المستوى لقمة القيادة في المعرض.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال مارك رينج، مدير معارض الطاقة في شركة إنفورما ماركتس، الجهة المنظمة للمعرض: «صممنا هذه الدورة من معرض الشرق الأوسط للطاقة لتعكس الديناميكية والطموح والإمكانات الكبيرة التي يزخر بها قطاع الطاقة في المنطقة. ومن المتوقع أن يُحدث معرض الشرق الأوسط للطاقة 2025 نقلة نوعية في تصورنا لمستقبل قطاع الطاقة، بفضل مزيجه الفريد الذي يجمع بين أبرز الابتكارات في السوق، وفرص التواصل المميزة، والانطلاقة الأولى لمعرض البطاريات».
ويمثل إطلاق «معرض البطاريات الشرق الأوسط» أبرز المستجدات المرتقبة في معرض الشرق الأوسط للطاقة لعام 2025، وهو النسخة الإقليمية لإحدى أهم المنصات العالمية لتكنولوجيا البطاريات والتنقل الكهربائي. 
ويشغل المعرض الجديد قاعة كاملة، ويضم أكثر من 200 جهة عارضة، ويشهد انطلاقة مؤتمر معرض البطاريات. ويتناول المؤتمر قضايا بالغة الأهمية، مثل تخزين الطاقة، والبنية التحتية للمركبات الكهربائية، وتحديات سلسلة التوريد، ودمج الشبكات الذكية في سوق البطاريات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، والذي تشير التوقعات إلى أن قيمته ستصل إلى 9.98 مليار دولار أميركي بحلول عام 2029، مدفوعاً بتحولات فاعلة في السياسات، وتنامي استخدامات الطاقة المتجددة، وزيادة الطلب الإقليمي على حلول الكهرباء.
وإلى جانب مؤتمر معرض البطاريات، يستضيف برنامج معرض الشرق الأوسط للطاقة 150 من نخبة قادة الفكر، وذلك ضمن خمس مؤتمرات أخرى تشمل قمة القيادة، والندوات التقنية برعاية معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، و«مؤتمر إنترسولار آند إيس الشرق الأوسط»، ومنتدى الابتكار العالمي، ومنتدى قادة الأعمال في أفريقيا.
وأضاف رينج: «يوفر المعرض أجندة شاملة تساهم في تمكين أصحاب المصلحة من التعامل مع المشهد سريع التغير في قطاع الطاقة. ويهدف كل مؤتمر إلى إطلاق نقاشات جوهرية، وتعزيز التواصل بين خبراء القطاع والمختصين الأكاديميين، واستكشاف الابتكارات التي تعمل على إعادة صياغة أساليب توليد الطاقة وتوزيعها واستهلاكها».
وتغتنم مجموعة كابلات الرياض، وهي الراعي التيتانيوم لمعرض الشرق الأوسط للطاقة 2025، هذه الفعالية لتسليط الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه البنية التحتية المتطورة في تمكين حلول الطاقة المستقبلية.
مشاريع البنية التحتية 
قال بسام ناعس، مدير تسويق مجموعة كابلات الرياض: «تسهم مشاريع البنية التحتية في منطقة الشرق الأوسط في إحداث نقلة نوعية على مستوى قطاع الكابلات، مما يرفع مستوى الطلب على المنتجات المبتكرة وعالية الأداء. وتمثل الكابلات البنية التحتية الأساسية التي تدعم التحول الذي تشهده المنطقة، بدءاً من المدن الذكية ومشاريع الطاقة المتجددة وصولاً إلى مراكز البيانات المتقدمة. ومع استمرار النمو والتحديث في الشرق الأوسط، يصبح لزاماً على قطاع الكابلات مواكبة هذا الزخم وتقديم حلول تستجيب للتحديات الخاصة بالمشاريع الطموحة في المنطقة. ونسعى خلال فعاليات معرض الشرق الأوسط للطاقة 2025 إلى تسليط الضوء على الآفاق الواعدة لقطاع الكابلات في الشرق الأوسط والفرص الواسعة للابتكار».

مقالات مشابهة

  • 1600 جهة عارضة في معرض الشرق الأوسط للطاقة
  • كيف غيّرت حرب صدام مع إيران وجه الشرق الأوسط واقتصاد العالم؟
  • مشاريع تنموية للنهوض بالجبل الأخضر كوجهة سياحية واستثمارية واعدة
  • مشروعات تنموية في الجبل الأخضر بـ 4.5 مليون ريال
  • تقرير المتابعة لبرنامج «نُوَفِّي»: توقيع اتفاق تمويل مشروع خط سكة حديد "الروبيكي العاشر من رمضان بلبيس" ومترو أبو قير
  • مصر تطور 5 خطوط نقل ضمن «نوفي+».. واهتمام خاص بالربط الإقليمي والمناخي
  • نتنياهو يجر الشرق الأوسط إلى نكبة ثانية
  • خبير عسكري لبناني: نحن أمام مشروع إسرائيلي وحشي لتغيير خريطة الشرق الأوسط
  • خبير عسكري يحذر: نحن أمام مشروع إسرائيلي وحشي لتغيير خريطة الشرق الأوسط
  • القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط... أيها ستختار واشنطن إذا هاجمت طهران؟