أهل السودان لا بواكي لهم.. جرائم الدعم السريع تثير غضب مغردين عرب
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
رجل بلحية بيضاء، يظهر عليه الخوف، يمسك بأطراف لحيته قائد ميداني في قوات الدعم السريع -يُطلق عليه لقب "شارون"- يأخذ الرجل المسن ذهابا وإيابا، وهو يكرر كلمات مهينة تظهر تشفيا من المدنيين، ويوثق ما يفعله بفيديو التقطه بزاوية "سلفي"، ويحيط به مسلحون آخرون يبدون مساندين لما يفعله.
الفيديو المنتشر للراجل الكبير، دا بابا
دا بابا.
يشهد الله اسوأ ليلة مرت بيها عائلتنا
بابا، اخواني،و اهلنا كلهم في السريحة.
و الڤيديو دا آذانا فوق ما تقدروا تتصوروا ف ارجوكم بطلوا تنشروا المقطع
و عند الله تجتمع الخصوم.
#السريحة#الجزيرة_تستباح pic.twitter.com/7y1gGDTO8X
— رانية الطيب???? (@Raniaibrahim_) October 26, 2024
انتشر مقطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثار غضبا في أوساط المغردين السودانيين والعرب على حد سواء، خاصة بعد أن نشرت ابنته تغريدة قالت فيها إن الرجل في هذا الفيديو هو والدها، وإن عائلتها عاشت أسوأ ليلة في حياتها.
في حين قال آخرون إن الرجل اسمه الطيب ماهر، وإنه من أوائل مهندسي الكهرباء في السودان، وكان قد عمل لفترة في الخليج قبل أن يعود إلى قرية السريحة بولاية الجزيرة، حيث فتح مشروعه الخاص.
ما يحدث في #السودان الحبيب وأهله الكرام يشيب له الولدان
أي بشر هؤلاء الذين تسوّل لهم أنفسهم أن يهينوا كبارنا وأهلنا؟
مأساة السودان المنسي تفوق حد الخيال#السودان #أنقذوا_الجزيرة #الجزيرة_تستباح pic.twitter.com/oNnbNQHldB
— جَبْرْ | فِلَسْطِين هُوِيَّتَي وَقَضِيَّتَي ???????? (@jabr_hafez) October 26, 2024
وسلط فيديو الرجل ماهر الضوء على الانتهاكات التي يرتكبها مقاتلو الدعم السريع في قرية السريحة بولاية الجزيرة، وأثار تضامن مغردين وشخصيات عربية على مواقع التواصل.
ومن أبرز المتفاعلين مع المقطع المنتشر مفتي سلطنة عمان أحمد بن حمد الخليلي الذي نشر بيانا قال فيه "أزعجنا كثيرا ما وقع للشعب السوداني العربي المسلم الشقيق من عدوان العصابات الإجرامية، إذ دخلت قرية من قراه فأبادت رجالها عن بكرة أبيهم، وتلك خطة فرعونية تَبًّا لمخططها ومنفذها"، متسائلا عن دور المنظمات الدولية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
أزعجنا كثيرا ما وقع للشعب السوداني العربي المسلم الشقيق من عدوان العصابات الإجرامية إذ دخلت قريةً من قراه فأبادت رجالها عن بكرة أبيهم، وتلك خطة فرعونية تَبًّا لمخططها ومنفذها؛ فأين المنظمات العربية والإسلامية والدولية؟ وأين منظمات حقوق الإنسان في العالم؟!!
#السودان pic.twitter.com/E7bMoLDWY2
— أحمد بن حمد الخليلي (@AhmedHAlKhalili) October 27, 2024
وخرجت مظاهرة نسائية في موريتانيا بعنوان "نفس الإرهاب في غزة في السودان"، ونشر مغردون سودانيون فيديو يوثق جانبا من التظاهرة، وعلق أحدهم: "نساء موريتانيا العظيمات خلال احتجاجية اليوم يناصرن السودان، شكرا بحجم السماء يا عظيمات".
"نفس الإرهاب في غزه في السودان"
نساء موريتانيا العظيمات خلال احتجاجيه اليوم يناصروا السودان ????????
شكرا بحجم السماء يا عظيمات????????????????
عندنا ناس كدا إخوانهم بموتوا في الولاية اللي جمبهم على طول وامبارح شغالين احتفالات بالزخيره عشان ماتش كوره ????????♀️
كفانا المهازل #الدعم_السريع_يستبيح_الجزيره pic.twitter.com/MFfpSLiEFl
— اسراء???????? (@EsraaSalhin19) October 27, 2024
واستنكر أحد المغردين سكوت العالم عن السودان، "فلا عواجل في القنوات، ولا اجتماعات في مجلس الأمن، ولا مناشدات لمساعدتهم وإغاثتهم" وفق قوله، ودعا آخرون إلى إظهار التضامن مع ضحايا السودان وسط ضعف التغطية الإعلامية.
#السودان تُذبح بصمت
429 شهيد في قرية السِريحة، محلية شرق الجزيرة – ولاية الجزيرة بوسط السودان #السريحة#قرية_ازرق_والسريحة#قرية_السريحة_تنزف#قرى_الجزيرة_تباد pic.twitter.com/a2f3UaodfO
— أنس المعراوي anasmaarawi (@anasanas84) October 26, 2024
وشارك رواد منصات التواصل الاجتماعي العرب مقطع فيديو لرجل بزي عسكري قال فيه إن "هؤلاء (عناصر الدعم السريع) ليسوا وطنيين ولا سودانيين، الأرض هذه حقتنا، يا إحنا يا هم، الموت أحسن لينا من العيشة"، في حين علق أحدهم بأن "دمعة هذا المسن عندي ترجح بشرف وتاريخ من يدعم المليشيات المتمردة لخراب وتفتيت السودان".
#الدعم_السريع.. حسبنا الله ونعم الوكيل؛ ستهزمون هزيمة نكراء أنتم ومن خلفكم ومن يقف معكم ومن يؤيدكم أيها المرتزقة.. اللهم انصر اخواننا المستضعفين في السودان على الميليشيات الارهابية "الدعم السريع" ????????#الجزيرة_تستباح #الدعم_السريع_يستبيح_الجزيره pic.twitter.com/93WfRftf2x
— سلطان النفيعي (@sultanalnefaie) October 26, 2024
وقال ناشطون وأطباء إن قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة في قرية السريحة راح ضحيتها مئات المدنيين، في ما قيل إنه انتقام لانشقاق قيادات من الدعم السريع وانضمامها للجيش السوداني. وقالت منصة "مؤتمر الجزيرة" المختصة بأخبار الولاية إن قوات الدعم السريع اغتالت عددا من المدنيين والناشطين، وسط نزوح نحو 10 آلاف من نحو 100 قرية ومخاوف من تصفية مئات الأسرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الدعم السریع فی السودان pic twitter com
إقرأ أيضاً:
???? مجلة أمريكية متخصصة: فريق بايدن يدفع باتجاه تصنيف الدعم السريع جماعة إرهابية
تقول مجلة “ناشونال سيكيورتي ديلي” الأمريكية المتخصصة في أخبار البيت الأبيض و السياسة الأمنية و الخارجية الأمريكية، إن إدارة الريئس بايدن، في أيامها الأخيرة “تدفع بقوة صوب إطلاق حملة في اللحظات الأخيرة لمعالجة الحرب الأهلية المدمرة في السودان والتي تحولت إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية المستمرة في العالم”.
وتضيف المجلة التي تعرف نفسها بأنها أداة لتمكين المتخصصين الأمريكيين في السياسات والمواد الاستخبارية اللازمة في تشكيل أولويات الحكومة، إن مسؤولي الإدارة الأمريكية يدرسون حالياً “خططاً لإعلان الفظائع التي ترتكب في السودان إبادة جماعية وإصدار حزمة من العقوبات الجديدة على ميليشيا سودانية تتنافس على السلطة في الحرب” ، وفقاً لما قاله أربعة مسؤولين حاليين وسابقين مطلعين على الأمر لصحيفة “نات سيك ديلي”.
وتشير المجلة إلى أن هذه الإجراءات العقابية تتضمن فرض عقوبات على رأس “ميليشيا ما يُسمى بقوات الدعم السريع، محمد حمدان “حميدتي” دقلو ومؤسسات أخرى تابعة لقوات الدعم السريع”. كما تشير المجلة إلى أن الولايات المتحدة سبق و اتهمت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب، لكنها “اتهمت قوات الدعم السريع بالتطهير العرقي” في السودان.
ويشير الكاتبان السيد روبي جرامر و السيدة نهال توسي إلى أن مسؤولين وخبراء آخرين خارج الإدارة الأمريكية يضغطون على فريق الرئيس جو بايدن لتعيين مسؤول كبير في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “للإشراف على استمرار تدفق المساعدات الأمريكية والدولية إلى السودان المنكوب بالحرب في وقت تستعد واشنطن لتبادل كراسي الحكم بين إدارة جو بايدن وإدة دونالد ترامب”.
ويأتي هذا الضغط – وفق المجلة – في الوقت الذي يسافر فيه وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى نيويورك اليوم (الخميس) ليترأس اجتماعاً رفيع المستوى للأمم المتحدة بشأن السودان. وقبل اجتماع الأمم المتحدة، دفع المسؤولون الأمريكيون لإنشاء ممرات إنسانية جديدة إلى المناطق المتضررة بشدة في السودان، بما في ذلك الخرطوم، عاصمة البلاد.
و تقول المجلة إن هذه التدابير مجتمعة تعكس الدفعة الأخيرة التي يبذلها فريق بايدن لدفع التقدم نحو إنهاء الحرب الأهلية السودانية بعد جولات متعددة من محادثات السلام الفاشلة والضغوط المتزايدة من المشرعين الأميركيين والجماعات الإنسانية لبذل المزيد من الجهد خلال شهرهم الأخير في مناصبهم.
و تضيف المجلة أنه، وعلى الرغم من أنها لا تحظى إلا بجزء ضئيل من الاهتمام العام أو تتلقى إلا اليسير من تمويل الإغاثة الإنسانية مقارنة بما تحظى به الحروب في غزة أو أوكرانيا، إلا أن الصراع في السودان دفع الملايين من الناس إلى شفا هوة المجاعة.
” لقد أصبح السودان برميل بارود جيوسياسي”، حيث تتنافس القوى الأجنبية بما في ذلك المملكة العربية السعودية وإيران ومصر والإمارات العربية المتحدة وروسيا على النفوذ بين الأطراف المتحاربة بينما تطيل الحرب وتزيد من تفاقمها.
وتقول المجلة إن إدارة بايدن تلقت انتقادات حادة من المشرعين الأمريكيين من أمثال السناتور جيم ريش (جمهوري من أيداهو)، الرئيس المقبل للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، لعدم بذلها ما يكفي من الجهد حتى الآن لمحاسبة من يحركون الحرب الأهلية السودانية.
ويقول الكاتبان إن “منظمات حقوق الإنسان انتقدت إدارة بايدن لعدم محاسبة الإمارات العربية المتحدة علنًا على دورها في الصراع أيضًا. وجرى اتهام الإمارات العربية المتحدة، الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، على نطاق واسع بتمويل وتسليح قوات الدعم السريع بينما تنفذ حملة من القتل الجماعي والاغتصاب في جميع أنحاء السودان.”
وقال السناتور بن كاردين (ديمقراطي من ماريلاند)، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ المنتهية ولايته، لصحيفة نات سيك ديلي: “على الولايات المتحدة بذل المزيد من الجهد. وعلى الإمارات العربية المتحدة التوقف عن تأجيج النار هناك”.
ونقلت المجلة عن كاميرون هدسون، الخبير في العلاقات بين الولايات المتحدة وأفريقيا من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن أي إجراءات نهائية من جانب إدارة بايدن بشأن السودان يمكن أن “تحرر ترامب من الاضطرار إلى اتخاذ هذه القرارات” وتمكين المشرعين الذين يركزون على الصراع من “استخدام هذا كوقود لمواصلة دفع ترامب لمواصلة القيادة الأمريكية في السودان”. وقال: “أي زخم يمكن أن يأتي من هذا يصبح أمراً جيداً إذ سينتقل إلى الإدارة القادمة”.
وتشير المجلة إلى أن النظر في توصيف المليشيا بارتكاب الإبادة الجماعية أو الفظائع المتجددة على أنها أداة سياسية مهمة لحشد انتباه المجتمع الدولي إلى الأزمة.
ووفقاً للمجلة فقد أكد مسؤولان إن وزارة الخارجية الأمريكية ما زالت تدرس إعلان الإبادة الجماعية، وهو ما يتطلب مراجعات قانونية وفنية داخلية مكثفة، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان بلينكين سيؤيد مثل هذا الإجراء. وقد حذر خبراء الأمم المتحدة بالفعل من أن الصراع في السودان يشبه بشكل متزايد الإبادة الجماعية.
ورفضت وزارة الخارجية التعليق على الأمر على وجه التحديد، قائلة إنها لا تناقش العقوبات أو القرارات الجديدة علنًا ومسبقًا. وقالت إنها تدفع من أجل وقف فوري للأعمال العدائية وفتح ممرات إنسانية إلى السودان للوصول إلى المدنيين الأكثر ضعفًا في البلاد. ورفض مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض التعليق، وفقا للمجلة.
نيويورك – المحقق
إنضم لقناة النيلين على واتساب