«وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ».. علي جمعة يكشف كيف خلد الله ذكر نبيه
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
كشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر عن جوانب تفضيل الله عزوجل لنبيه محمد وذلك تخليد ذكره صلى الله عليه وسلم.
تخليد ذكر النبي محمدواستدل علي جمعة بقول الله تعالى مخاطبًا نبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ [الشرح :4]، وفي هذه الآية وعد آخر برفع ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وتخليده في العالمين، ولقد شهد الواقع -وما زال يشهد كل يوم- بتخليد ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فليس هناك نبي، ولا شخص، ولا شيء من مخلوقات الله يذكر في أنحاء الأرض كافة مثل النبي صلى الله عليه وسلم، حتى إخوانه من أنبياء الله العظماء كعيسى عليه السلام والذي عبده بعض الناس، واعتقدوا أن الله حل فيه، أو أنه أقنوم من أقانيم الإله يدعونه ابن الله، حتى هؤلاء لا يذكرون عيسى أو يسوع بالشكل الذي يذكر المسلمون به نبي الله محمدًا صلى الله عليه وسلم.
وبين علي جمعة أن رسول الله يذكر في اليوم والليلة في كل وقت في الآذان في جميع أنحاء الأرض، وهي ما نستطيع أن نطلق عليها ديمومة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليس هناك وقت في اليوم أو الليلة إلا وهناك ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم إما في الآذان أو الإقامة أو الصلاة.
وشدد: هذا تخليد لذكره الشريف في العالمين، ولا يستطيع أحد أن يوقف ذلك الذكر حتى يرث الله الأرض ومن عليها، لأن الوعد من الله، ولا يخلف الله وعده.
هل ترك الركعتين خلف مقام إبراهيم يؤثر في ثواب العمرة؟.. علي جمعة يوضح هل يخفف العذاب عن أبي لهب كل يوم اثنين بسبب فرحته بمولد النبي؟.. علي جمعة يوضحوأوضح: كان ﷺ جميل الصورة حسن الهيئة، ولرؤية هذا الجمال النبوي أثر كبير في ارتقاء الناس في الدنيا والآخرة، فبرؤيته يرقي العبد في مراقي العبودية إلى الله مدارج لا يعلمها إلا الله، ومن هذا ما أجمع عليه المسلمون من أنه لا يسمى الصحابي بهذا الاسم إلا بلقاء رسول الله ﷺ واجتماعه بجسده الشريف، وإن كان معه في عصره فقط لا يعتبر صحابي.
فقد ارتفع الصحابة منزلة على رؤوس العالمين بسبب اجتماعهم به ﷺ ورؤيتهم له ﷺ والنظر إليه، وكذلك كانت رؤية صورته الشريفة في المنام من أكبر منن الله على المسلم الصادق إذ يقول ﷺ: «من رآني في المنام فقد رآني» [رواه البخاري ومسلم].
وقد تعجب أصحابه من جماله ومدحوا ذلك الجمال فيه ﷺ فقد قال حسان بن ثابت:
وأجمل منك لم تر قط عيني ... وأكمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرءا من كل عيب ... كأنك قد خلقت كما تشاء
وأضاف: فكان هذا الجمال المغطى بالجلال، والمكسو بجميل الخصال وحميد الخلال سببا في دخول الإيمان قلب كل صادق غير متبع لهوى بمجرد مواجهته الشريفة ﷺ.
وكان أصحابه يعظمونه ويهابونه ويقومون لهذا الجمال والجلال تأدبًا منهم، وعجز عن ترك القيام رغم أن النبي ﷺ نهاهم عن ذلك القيام [رواه أبو داود في سننه] لشدة جماله وبهائه ﷺ فقال حسان:
قيامي للحبيب علي فرض ... وترك الفرض ما هو مستقيم
عجبت لمن له عقل وفهم ... ويرى ذاك الجمال ولا يقوم
ورؤية رسول الله ﷺ تحتاج إلى تصوره وتخيله، وهذا لا يكون إلا إذا علمت أوصافه وشمائله، ولم يصف رسول الله ﷺ كثيرون لما كان يعلوه ﷺ من الجلال فكانوا لا يستطيعون النظر إلى وجه الكريم، فقد وصفته أم معبد، وهند بن أبي هالة، وعلي بن أبي طالب رضى الله عنهم، فأما حديث أم مبعد فتقول :
« رأيت رجلا ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (مشرق الوجه) لم تبعه نحلة (نحول الجسم) ولم تزر به صعلة (والصعلة صغر الرأس، وخفة البدن ونحوله)، وسيم قسيم (حسن وضئ) في عينيه دعج (شدة السواد)، وفي أشفاره وطف (طويل شعر الأجفان)، وفي صوته صهل (بحة وحسن)، وفي عنقه سطع (طول)، وفي لحيته كثاثة (كثافة الشعر)، أزج أقرن (حاجباه طويلان ورقيقان ومتصلان)، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سماه وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأجلاهم وأحسنهم من قريب، حلو المنطق، فصل لا نزر ولا هذر (كلامه بين وسط ليس بالقليل ولا بالكثير)، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربعة لا تشنؤه من طول، ولا تقتحمه عين من قصر (ربعة ليس بالطويل البائن، ولا القصير)، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرا، وأحسنهم قدرا، له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا لأمره، محشود محفود (عنده جماعة من أصحابه يطيعونه)، لا عابس ولا مفند (غير عابس الوجه، وكلامه خال من الخرافة)».
فكان ﷺ كما قال الإمام البوصيري :
فهو الذي تم معناه وصورته ... ثم اصطفاه حبيبًا بارئ النسم
منزه عن شريك في محاسنه ... فجوهر الحسن فيه غير منقسم
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء الأزهر صلى الله علیه وسلم رسول الله علی جمعة
إقرأ أيضاً:
الإعجاز القرآني فى قوله سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ.. تعرف عليه
أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن هناك نقطة عجيبة في بداية سورة الإسراء، وهي أن الله سبحانه وتعالى بدأ السورة بالتسبيح فقال: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ".
وقال الدكتور هاني تمام، خلال تصريحاته، "ما كان ينبغي أن نغفل عن هذا التبديع من الله في الحديث عن هذه الرحلة العظيمة التي تمت في جزء من الليل، وهي رحلة الإسراء والمعراج للنبي صلى الله عليه وسلم، رحلة تخرق نواميس الكون، حيث طوى الله سبحانه وتعالى الزمان والمكان لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم".
وأضاف "ربنا بدأ السورة بالتسبيح بدلًا من الحمد لسبب عجيب، العرب كانوا يستخدمون التسبيح للتعبير عن التعجب، وهو ما نجده حتى الآن في قولنا 'سبحان الله' عندما نُصاب بدهشة أو استغراب من أمر ما، فالله سبحانه وتعالى بدأ بهذه الطريقة ليثبت للناس أن هذه الرحلة هي منحة إلهية محضة، وليس للنبي صلى الله عليه وسلم أي تدخل فيها، هو فقط عبد لله سبحانه وتعالى، ولذلك بدأ سبحانه وتعالى بالتسبيح الذي يعني التنزيه، أي تنزيه الله عن أي نقص أو عيب".
وتابع: "هذه الرحلة المباركة تدل على قدرة الله المطلقة، وأنه لا يعجزه شيء، فالله سبحانه وتعالى يخرق نواميس الكون متى شاء، ولذلك ما من شيء يستحيل على الله، في الوقت الذي كان العرب فيه يسافرون المسافة بين مكة والقدس في شهر كامل، جاء الله سبحانه وتعالى ليُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم في جزء من الليل. وهذا درس آخر نتعلمه من هذه الرحلة: أن حسابات البشر لا تُقاس بحسابات الله".
وأضاف: "ما يُستغرب أو يُستحيل بالنسبة للبشر هو ممكن على الله سبحانه وتعالى، فلا يجب أن نتوقع أي شيء عجز أو مستحيل من قدرة الله."
أكد الدكتور هاني تمام أن هذه الرحلة هي حدث فاق عقول البشر، ومع ذلك كان القرآن الكريم ثابتًا في إثباتها كحدث حقيقي حدث للنبي صلى الله عليه وسلم، بما لا يدع مجالًا للشك.