فى ملتقى الهناجر الثقافي .. نصر أكتوبر إرادة شعب
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
أقام قطاع المسرح برئاسة المخرج خالد جلال، فى إطار أنشطة وفعاليات وزارة الثقافة للاحتفال بذكرى نصر أكتوبر المجيد، ملتقى الهناجر الثقافي بعنوان "أكتوبر ٧٣ إرادة شعب"، أمس الأحد، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادي سرور .
أدارت الملتقي الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى، وقالت موضوع الملتقى اليوم من الموضوعات التى يجب أن نحتفى بها طوال العام، ونقدم للأجيال الجديدة هذه الفترة الزمنية الهامة ليتعرفوا على بطولات الأجداد والآباء وبث روح الوطنية فى نفوسهم، ونقدم فى هذا اليوم تحية إجلال لشهداء مصر الأبرار، الذين حققوا هذا الانتصار العظيم الذى يعد فخر ليس لمصر فحسب بل فى تاريخ العرب الحديث والمعاصر، ذلك الانتصار الذى أذهل العدو وأدخل السعادة فى كل بيت مصرى ومثل اللحمة الوطنية، وجسد المواطنة والوطنية بلا حدود، هذا الانتصار الذى قوامه وأساسه ومفاده إرادة شعب .
تحدث ️اللواء أركان حرب هشام الهناوي مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة، عن نصر أكتوبر وأحداثه وحرب الاستنزاف وما حققته من خسائر للعدو باعترافات من الجانب الاسرائيلى، مستعرضا على شاشة العرض صور فوتوغرافية وأفلام وثائقية أرخت لما ذكره، مشيرا إلى إستعداد القيادة السياسية للحرب والتخطيط لها على أساس استرداد الأرض المحتلة وتحطيم غطرسة العدو، بالإضافة إلى خطة الخداع الاستراتيجية التى أعترف بنجاحها العدو الإسرائيلي نفسه، واستخدام اللغة النوبية كشفرة في القوات المصرية خلال حرب .
من جانبه أكد الأستاذ الدكتور خلف الميري أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، أن مصر دولة متفردة وصلبة على مر التاريخ، وصلابة مصر تتمثل فى تأمين الجبهة الداخلية والخارجية، لذا فأن انتصارات أكتوبر تعبر بالفعل عن إرادة شعب، ونحن شعب لا يعرف المستحيل ولديه قوة ورغبة فى تحدى الصعاب، ونقف جميعا جيش واحد فى مواجهة التحديات، لأن الخطر يكون علينا جميعا، وتطرق إلى الدور الهام للمخابرات المصرية قبل وخلال نصر أكتوبر، مؤكدا أن الأحداث الكبرى فى التاريخ ستظل ملهمة، وثمن ماتشهده مصر الآن من بناء وتعمير متخذا منطقة العالمين مثالا لذلك، ةالتى تحولت إلى مدينة سياحية .
أوضح ️اللواء الدكتور محمد الهمشري المتخصص فى الاستراتيجيات وإدارة الأزمات والمخاطر بأكاديمية ناصر العسكرية، أن الاستفادة من نصر أكتوبر مستمرة للأجيال الجديدة، وأن حرب أكتوبر بفضل الله منحت مصر أن تمضي فى طريق البناء والتنمية، ومصر أقدم تاريخ عسكرى فى العالم، فالشعب دائم الرفض للهزيمة، مشيرا إلى أن الكتلة الحيوية فى مصر تختلف عن دول العالم، فالدولة المصرية تكاد تكون الدولة القومية الوحيدة فى العالم، لافتا إلى وجود حمالات تشويه فى كل المجالات تتصدى لها هذه الكتلة، مؤكدا أن روح أكتوبر كان يسودها نكران الذات .
الدكتور طارق أبو هشيمة مدير المؤشر العالمي للفتوى بدار الإفتاء المصرية، قال إن التحدى الكبير هو بناء العقيدة القتالية، وأن فكرة الوطن جزء من الشخصية التى تأبى التخلى عنه، وكان من الضرورى بناء هذه الفكرة فى نصر أكتوبر وبناء العقيدة القتالية والتضحية، وفكرة الإيمان ورفع شعار النصر أو الشهادة، يعقب كل ذلك فكرة البناء والإرادة والعزيمة والعمل، كل ذلك كان تحدى للإنسان المصرى لتحقيق النصر، مشيرا إلى وجود إفتاءات غير صحيحة على الإنترنت وجهات تكون إما متطرفة أو ملحدة، لذا علينا أن نهتم بالتعليم والثقافة فالمعركة اليوم كبيرة، ولابد أن تتحقق فكرة التكامل والتلاحم للحفاظ على الهوية .
وقالت الكاتبة الصحفية الدكتورة سامية أبو النصر مدير تحرير الأهرام، إننا حققنا المعادلة الصعبة فى نصر أكتوبر واستعادنا شرف العسكرية المصرية، وتحدثت عن إحدى مؤلفاتها التى تناولت نصر أكتوبر ودور المرأة المصرية بجوار الرجل المقاتل، سواء بإمداده بالمعلومات او مداواة الجرحى، وترجمة كل ماينشر عن مصر، مشيرة إلى أن خلال الحرب اختلط دم المصريين ولم يفرق بين مسلم أو مسيحي وهذا يدل على تلاحم أبناء الشعب المصرى، كما أشارت إلى الدور الهام والمشرف للتكاتف العربي واللحمة العربية فى حرب النصر، وقالت كان مفتاح النصر "الله أكبر" وعلينا أن نكون يقظين والسلاح صاحي دائما .
️اللواء الدكتور أحمد الشحات الخبير في شئون الأمن الإقليمي والدولي، قال إن الشخصية المصرية لديها بطولات وملحمة كبيرة بين أفراد الشعب تنتقل من جيل لجيل، وهذا التأثير الذى صنعه أكتوبر متأصل فى الجندى المصرى ويستمر من جيل لآخر، والدولة لديها بعض التحديات والصعوبات ولكن الشخصية المصرية قوية وممزوجة بالتحدى والإصرار، ووقت الخطر تكون كل فئات المجتمع وحدة واحدة، والشباب المصري فى حرب أكتوبر وضعوا حلول غير تقليدية تحت مظلة قادة احتضنوا هذا الفكر وتبنوه، واستطاع هذا الجيل أن يضعنا فى دائرة أحلام جديدة .
ووجهت ️الأستاذة الدكتورة آميرة جمال رئيس قسم الصحة العامة بجامعة قناة السويس، تحية تقدير وإجلال لكل رجال القوات المسلحة، وتحدثت عن دور المرأة خلال الحروب على مر التاريخ والذى كان قديما من خلال تنظيمات وجمعيات أهلية لتساعد فى خدمة أسر الشهداء وتشجع على تطوع المرأة فى التمريض والتبرع بالدم وتدعيم الجبهة الداخلية، وذكرت على سبيل المثال أنه أثناء حرب ٥٦ كان هناك كتائب للمتطوعات للتدريب على الإسعافات الأولية والتمريض، ومن هن ما شاركن فى المقاومة وتحرير البلاد، لافتة إلى أن المرأة البدوية فى فترة الحرب أثبتت انها سيدة مخلصة ومحبة لوطنها وأم للشهداء .
من جهته عرف الكاتب الصحفي والمؤرخ محمد الشافعي، النصر بأنه هو فرض الإرادة والعزيمة هى شل الحركة، وتحدث عن معركة رأس العش الذى وصفها بالرائعة، وكيف نجحت كتيبة أبطال الجيش فى منع العدو من الوصول لرأس العش، مشيرا إلى ضرورة الإستمرار فى إعادة تقديم البطولات والتضحيات التى سجلت عبر التاريخ للأجيال الجديدة لبث روح الوطنية والإنتماء لديهم، فمصر كانت ولا تزال مستهدفة وهذا الإستهداف يستلزم أن نكون دائما على أهبة الإستعداد، وذكر العديد من أحداث وبطولات القوات المسلحة فى حرب الاستنزاف، وكيف أثر حدث استشهاد الفريق أول عبد المنعم الرياض فى زيادة درجات الوعي والمقاومة والشراسة لدى المقاتل المصري، كما استعرض عدد من بطولات الجيش فى حرب أكتوبر .
️وقدمت فرقة "شموع" بقيادة المطرب الكبير "سعيد عثمان" عدد من الفقرات الغنائية، حيث تغنى الفنان سعيد عثمان بباقة من أجمل الأغانى الوطنية، منها : "الأرض بتتكلم عربى، اخلف بسماها وبترابها، عاش، ابنك يقولك يابطل، لفى البلاد يا صبية، النجمة مالت على القمر، بسم الله" .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ملتقى الهناجر الثقافي أكتوبر نصر أكتوبر إرادة شعب الهناجر نصر أکتوبر إرادة شعب مشیرا إلى فى حرب
إقرأ أيضاً:
الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقافي السوفياتي بالروسية؟
كان اسم شمشاد عبد اللهيف ذاته تقاطعًا بين الثقافات، حيث يجمع بين اسم فارسي ("شجرة تشبه الصنوبر")، ولقب عربي ("عبد الله")، والنهاية السلافية "يف" التي تعني ببساطة "من".
هذه التوليفة الثقافية كانت ممكنة في قلب طريق الحرير العظيم السابق، وتحديدًا في أوزبكستان السوفياتية السابقة، الدولة الواقعة في آسيا الوسطى والتي ارتبطت -في الحقبة السوفياتية- بالمأساة السياسية وعمالة الأطفال في صناعة القطن.
بمظهر يشبه نجمًا سينمائيًا إيطاليًا متقدمًا في العمر وسلوك أرستقراطي رفيع، كان شمشاد عبد اللهيف، الذي توفي هذا العام بسبب السرطان عن عمر ناهز 66 عامًا، شاعرًا وكاتبًا يبدع بالروسية. إنتاجه الأدبي كان متواضعًا، عدة كتب صغيرة من الشعر والمقالات، وسيناريو لفيلم لم يُنتج، ولكنه ساعده في شراء شقة في مدينة فرغانة الأوزبكية في أواخر الثمانينيات.
رغم افتقاد قصائده للقافية والوزن الثابت، فإن حياته وأعماله تقدم إجابات على أسئلة شائكة تواجه الفنانين اليوم: هل يمكن للفن أن يكون مسؤولا عن الحروب والإمبريالية؟ وكيف يمكن إزالة الاستعمار من ثقافتك إذا كنت تكتب بلغة المستعمر السابق؟ ومع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية في عامها الثالث، يبرز سؤال آخر: إلى أي مدى يجب أن ترفض اللغة والثقافة الروسية؟ خاصة إذا كانت هذه اللغة هي أداة التعبير الفني لشخص غير سياسي يكره الاستبداد، وليس له أصول روسية، وتعرض للنقد لعدم اتباعه التقاليد الشعرية الروسية.
إعلانونشر عبد اللهيف أول مجموعة شعرية له بعنوان "الفجوة" في سانت بطرسبورغ عام 1994 من خلال مجلة Mitin. لاقت المجموعة إشادة نقدية واسعة وحصلت على جائزة أندريه بيلي في العام نفسه، وهي واحدة من الجوائز الأدبية الأكثر أهمية في روسيا.
فرغانةيرتبط اسم "فرغانة" بالنسبة لمعظم من يعرفون آسيا الوسطى السوفياتية السابقة بوادي يقطنه 16 مليون شخص، وهو المنطقة الأكثر خصوبة وكثافة سكانية بين الصين وإيران وروسيا. لعب هذا الوادي دورًا محوريًا في طريق الحرير العظيم، حيث جمع بين الثقافات والأديان والتكنولوجيا. ورغم تقسيمه بين أوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان، أصبح موقعًا للتوترات السياسية والمجازر بعد الحقبة السوفياتية.
لكن عبد اللهيف جعل من اسم "فرغانة" رمزا لمزيج ثقافي غير تقليدي من خلال كتاباته. ففي سبعينيات القرن الماضي، جلب عبد اللهيف تيارات الحداثة الغربية المحظورة إلى الشعر الروسي، وأسس عبد اللهيف "مدرسة فرغانة الشعرية" عام 1990 إلى جانب الشعراء الأوزبكيين حميد إسماعيلوف وهمدام زاكيروف. تميزت هذه المدرسة بتركيزها على كتابة الشعر باللغة الروسية واعتبارها أداة للحوار الثقافي بين الشعوب ما بعد السوفياتية.
الظهيرة – مشدود – بجلد ليلكي (لون زهر الليلك)
تشق على طول طية، تكشف عن طريق إلى التفتح،
العش يشعر بثقل، والموت
لا يغرق في إناء من العسل المتقزح الألوان"
(من قصيدة "الظهيرة، 1975″، مترجم بواسطة أليكس سيغال)
"النجم الشرقي"تميز أسلوب عبد اللهيف بالهروب الداخلي الذي كان مناهضًا لنبرة ولغة وأسلوب الأدب السوفياتي الرسمية، واستطاع الابتعاد عن رقابة السلطات بفضل موقع فرغانة النائي عن موسكو. أصبحت المدينة الهادئة، المغطاة بأشجار الجميز، مهدًا للإبداع غير التقليدي بعيدا عن رادار المسؤولين الشيوعيين والخدمات السرية التي أجبرت الكتاب الأكثر تسييسًا -والحائزين جائزة نوبل في المستقبل- ألكسندر سولجينتسين ويوسف برودسكي على الخروج من الاتحاد السوفياتي.
إعلانوفي فرغانة قدم موسيقيون وفنانون مثل إنفر إزمايلوف وسيرجي أليبكوف إبداعات مميزة، حيث طور الأول أسلوبًا فريدًا في العزف على الجيتار، بينما دمج الأخير بين الفن الأوروبي والآسيوي.
ظهرت أعمال عبد اللهيف فقط بعد إصلاحات البيريسترويكا التي فتحت الاتحاد السوفياتي للعالم. ومنذ عام 1991، عمل عبد اللهيف محررًا للشعر في المجلة الأدبية "زفيزدا فوستكا" ("النجم الشرقي")، ونشرت المجلة أعمال الحداثيين الغربيين التي كانت محظورة، إلى جانب الترجمة المنقحة للقرآن الكريم، وأعمال الفلاسفة الصوفيين، والفلاسفة الطاويين الصينيين، والشاعر السوري أدونيس.
برز شمشاد عبد اللهيف كأيقونة بين الفنانين غير التقليديين في الجمهوريات السوفياتية السابقة، في حين قوبل بازدراء من قبل الكتّاب المحافظين.
يقول دانييل كيسلوف، أحد أتباع عبد اللهيف الذي أصبح لاحقًا محررًا للموقع الإخباري المؤثر "فيرجانا.رو" ومحللًا لشؤون آسيا الوسطى: "في الثمانينيات، كان شمشاد قد بدأ بالفعل في استخدام لغة شعرية جديدة اخترعها بنفسه، مما أثار استياء جميع التقليديين في الأدب الروسي".
في عام 1994، حصل عبد اللهيف على جائزة تحمل اسم الشاعر الروسي البارز أندريه بيلي، وهي جائزة ثقافية مضادة يتمثل رمزها في كأس من الفودكا وتفاحة، كان على الفائز تناولها أمام لجنة التحكيم والجمهور الأدبي. ورغم أن عبد اللهيف لم يكن من هواة الكحول، فقد أجبر نفسه على "قبول" الجائزة.
شهدت مجلة "زفيزدا فوستكا" قفزة هائلة في شعبيتها، حيث بلغ توزيعها رقمًا مذهلا وصل إلى 250 ألف نسخة، معظمها بيعت في روسيا المستقلة والجمهوريات البلطيقية.
صديقي ومرشديفي تلك الفترة، تعرفت إلى شمشاد عبد اللهيف وأصبحنا صديقين. على الفور، أقنعني بترجمة عدة قصائد من الإنجليزية والإيطالية. كنت طالبًا في التاسعة عشرة من عمري أدرس الأدب الإنجليزي، وسعدت برؤية اسمي منشورًا في مجلة "جادة".
إعلانلاحقًا، بعد أن حصلت على وظيفة مكتبية، توليت كتابة عشرات من قصائده على الحاسوب لإرسالها عبر البريد الإلكتروني إلى ناشريه وأصدقائه المنتشرين على مسافات تبعد آلاف الكيلومترات.
كان عبد اللهيف يكرر لي مقولته الشهيرة: "مركز العالم ليس في أي مكان، وهو في كل مكان"، مؤكدًا أن الأدب من الطراز العالمي قد يُنسى في أماكن نائية من آسيا الوسطى.
لكن مجلة أدبية رائدة لم تكن شيئًا يمكن لرئيس أوزبكستان السلطوي إسلام كريموف أن يتسامح معه. ففي عام 1995، أمر بفصل جميع أعضاء هيئة تحرير مجلة "زفيزدا فوستكا".
شاعر بلا عملأصبح عبد اللهيف شاعرًا عاطلًا عن العمل، يعيش في حالة رثة قريبة من الفقر، لكنه ظل يسافر بشكل متكرر إلى مهرجانات أدبية في الاتحاد السوفياتي السابق وأوروبا والولايات المتحدة.
مثل مئات الفنانين ذوي الفكر المستقل، الذين يتجنبون رعاية الدولة وضجيج الإعلام والسياسة، جسد عبد اللهيف بشكل رمزي استعادة الفن الراقي لنقائه الأصلي.
بين التضحيات والإمبراطورياتيتطلب الفن الراقي عقودًا من التفاني في شكل فني – سواء كان موسيقى أو أدبًا أو رسمًا – ويستند إلى قرون من التقاليد. ورغم ذلك، فإنه يزدهر غالبًا في البلدان الغنية التي عادة ما تكون إمبراطوريات، إذ تقوم هذه الدول أحيانًا بتلميع سجلها الملطخ بالدماء من خلال دعم الفنون.
كان "المؤلف" الأول المعروف في التاريخ هو الشاعرة الأكدية الأسطورية إنخيدوانا، التي جعلها والدها سرجون الأكدي الكاهنة الكبرى لإله القمر "نانا"، بينما كان يوحد إمبراطورية قديمة كبرى بالشرق الأوسط.
في روما القديمة، أغدق الإمبراطور أغسطس بالذهب على الشاعر الروماني فيرجيل، الذي أصبحت قصيدته الطويلة "الإنيادة" محور الأدب اللاتيني، وجاءت هذه الثروات من غنائم حروب الإمبراطورية في حوض البحر الأبيض المتوسط.
وبالنسبة للإيرانيين، تمثل "شاهنامه"، الملحمة التي كتبها الفردوسي، الروح الوطنية الإيرانية. لكن هذه الملحمة دُعمت ماليًا من قبل السلطان محمود الغزنوي، الذي غرق في بحور من الدماء خلال حملاته شمال شبه القارة الهندية وما يعرف الآن بباكستان.
إعلان الفنانون المستقلون ودروس التاريخمع ذلك، لم يكتب فنانون مثل فنسنت فان جوخ، ومعلم الهايكو الياباني ماتسو باشو، والشاعر الفرنسي شارل بودلير، وعبد اللهيف، أناشيد مدح للحكام. لم ينحنوا أمام السلطة، ولم يقبلوا بالعمولات الغنية أو المعاشات الحكومية، ودفعوا ثمن صدقهم بحياتهم:
"أغنية الطائر المحاكي تتسرب إلى طعم الكرز الأسود
خاصة هنا في ساحة الأب والأم
حيث للمرة الأولى يُسمع السؤال
والجواب بالتناغم
انتعاش المناطق النائية المختفية في
نهاية القرن عندما
تشبه المرحلة النهائية لأي كون صغير فجرًا طويلًا."
(من قصيدة "العائلة"، ترجمة أليكس سيجال).