مؤلفة وعمها يؤسسان مكتبة لأطفال المناطق النائية بمصر
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
أسست مؤلفة كتب الأطفال ريم نافع وعمَها حمدي نافع مكتبة بريف مصر، لنشر الثقافة في المناطق النائية، ويديران المكتبة التابعة لجمعية الصف الخيرية، حيث يستمتع عشرات الأطفال بقراءة الكتب والتعرف على العلوم والتكنولوجيا في قرية كفر أبو نافع بمحافظة الشرقية بمصر.
وأكد نافع رئيس المكتبة: " توجد هوة ساحقة ما بين الكتاب والقارئ، فالجميع يعتمد على الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، ومعظمها للأسف بلا مرجع وتتضمن مغالطات كبيرة، أما الكتاب معروف مؤلفه ومعروف الجهة الناشرة، يعني الكتاب يعتبر صديق أمين للثقافة".وتمنى تأسيس حضانة، مبيناً أن تأسيس الحضانة أصعب، لا بد من توفر اشتراطات بالمبنى، اشتراطات في الأساس، في كل شيء".
وذكرت ريم: إنها أرادت إتاحة مساحة للأطفال لقضاء وقت أفضل في ظل نقص الخدمات الثقافية في القرية النائية البعيدة عن القاهرة حيث توجد معظم هذه الأنشطة.
يذكر أن المكتبة افتُتحت قبل عام وتفتح أبوابها 6 أيام في الأسبوع، لكن يتم تخصيص مساحة محدودة مرتين في الأسبوع لكل مجموعة من الأطفال بسبب عدد الأطفال الكبير.
وتحلم ريم بإنشاء مكتبات مماثلة في آلاف القرى في مصر، وبدأت في تطوير مشروع مماثل بمدينة المنصورة في دلتا النيل.
واستطردت ريم قائلة "تستقبل المكتبة الأطفال، و الشباب، وتستقبل السيدات، وحتى الرجال، كل من يحتاج دعما ثقافيا أو معلومات أو (دورات) من أي نوع، المكتبة مؤهلة لاستقبال كل من لديه استعداد ليتطوع ويعلم الناس في ريف مصر، نظرا لبعد ومركزية الدورات والخدمات الثقافية في العاصمة".
وتحدثت الطفلة لينا عبد الرازق (11 عاماً) عن شعورها قائلة " قبل افتتاح المكتبة لم تكن لدي معلومات كتيرة عن العلوم والتكنولوجيا والرياضة، وعند افتتاح المكتبة تعلمت الكتير وعرفت كيف استخدم الكمبيوتر".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية مصر
إقرأ أيضاً:
الكتاب أصل الأشياء
وأنا أشاهد فـيلم (هاري بوتر وحجر الفـيلسوف) الذي جرى عرضه فـي دار الأوبرا السلطانية مسقط، مصحوبًا بعزف موسيقيّ حيّ أدّته أوركسترا الدولة السيمفوني فـي أرمينيا، استحضرت الجزء الأول من رواية (هاري بوتر) للكاتبة البريطانية جوان رولينج، التي بنى عليها الفـيلم أحداثه، وهي من الروايات التي نالت شهرة عالمية كبيرة، إذ بيعت منها ملايين النسخ منذ صدور جزئها الأول فـي منتصف 1997 وترجمت إلى العديد من اللغات،
ويكفـي أن الجزء السادس من الرواية الذي حمل عنوان (هاري بوتر والأمير الهجين) بيعت منه 10 ملايين نسخة يوم صدوره، وكان لا بدّ للسينما العالمية أن تستثمر هذا النجاح، فأنتجت 8 أفلام من أجزائها، كلّها حققّت أرقاما قياسيّة فـي الإيرادات.
روايات أخرى شقّت طريقها إلى السينما، لعلّ من أبرزها رواية (العرّاب) للكاتب الأمريكي ماريو بوزو الصادرة عام 1968م التي أخرجها للسينما المخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا، بدءا من جزئها الأول عام 1972م وكان من بطولة مارلون براندو وآل باتشينو، أعقبه بجزأين آخرين، وقد اعتبر نقّاد السينما الجزء الثاني من الفـيلم ثالث أفضل فـيلم فـي تاريخ السينما،
وكانت هوليوود قد اشترت حقوق تحويل الرواية إلى فـيلم قبل انتهاء الكاتب من كتابتها، وحقّق الفـيلم شهرة مدوّيّة حتى عاد فريق العمل، وأنتج الجزء الثالث عام 1990م، وكلّنا نعرف أن الرواية تتحدث عن نفوذ إحدى عائلات المافـيا الإيطالية، وتحكّمها فـي مجريات الأمور، لتشكّل دولة داخل الدولة.
وبعيدا عن (هاري بوتر)، و(العرّاب)، باعتبارهما ظاهرتين فـي تاريخ الأدب العالمي والسينما، لو ألقينا نظرة على أهم الأفلام التي أنتجتها السينما العربية والعالمية لرأينا أنّها استندت إلى روايات عالمية أخرى، كـ(البؤساء)، و(أحدب نوتردام) لفـيكتور هوجو، و(زوربا اليوناني) لكازنتزاكي، و(بائعة الخبز) للفرنسي كزافـييه دومونتبان، وروايات دوستويفسكي وأجاثا كريستي، وتشارلز ديكنز، وماركيز، ومن أسماء الكتّاب العرب الذين تحوّلت أعمالهم إلى أفلام: نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس ويوسف إدريس ويوسف السباعي، والطيّب صالح، رغم أن المخرجين يأخذون من الروايات ما يحتاجون إليه فـي أفلامهم، ويستغنون عن صفحات كثيرة، فلغة السينما التي تقوم على الصورة،
تختلف عن لغة الرواية التي تستند إلى الكلمة المكتوبة، فهناك قواعد فـي الفن السينمائي ينبغي مراعاتها عندما تدخل السينما حرم الرواية، وهذه تعتمد على عوامل عديدة أبرزها رؤى المخرجين، والإنتاجيات المرصودة، لتنفـيذ تلك الأفلام، وكم من مشهد بصري قصير اختصر صفحات عديدة دبّجها الكاتب فـي وصف ذلك المشهد! وهذا موضوع متشعب، «لكن، لولا النجاح الباهر لتلك الروايات،
وقوة حبكتها السردية، والتوقعات العالية لإيرادات شباك التذاكر، هل كانت لتحظى باهتمام المنتجين وتلفت أنظارهم؟»؟ أرقام تلك الإيرادات تجيب عن هذا السؤال، فالسينما صناعة، وأنجح الأفلام وحتى المسلسلات التلفزيونية، والمسرحيات، هي تلك التي قامت على روايات ناجحة، فمنها يستلهم المخرجون رؤاهم،
وبين حين وآخر، يعود المنتجون إلى كتب الروايات، التي تحقّق أرقاما عالية فـي الكتب الأكثر مبيعا، يتصفّحونها، ويفكّرون فـي تحويلها إلى أفلام وكم من رواية عاد القرّاء إليها بعد مشاهدتها فـي السينما! فاستثمر الناشرون نجاحها وأعادوا طباعتها، فاستفادوا من الشهرة التي حقّقتها السينما لتلك الروايات التي تبقى نتاج عبقريات فذّة، وتجارب حياتية كبيرة، ومخيّلة خصبة، ولهذا شقّت طريقها إلى السينما ولولا الجهد الذي بذله كتّابها لتكدّست فـي المكتبات ولم يلتفت إليها أحد.
وإذا كان الفـيلسوف اليوناني أرسطو طاليس يرى بأن الماء هو أصل الأشياء،
فالورق الجيد يقف وراء نجاح أي فـيلم جيد، فهو الأصل، والورق بلغة المشتغلين بالسينما هو النص، والنص نجده فـي بطون الكتب ومن هنا فالكتب أصل الأشياء.