الجزيرة:
2024-12-22@08:37:30 GMT

حشرات العالم تنقرض بتسارع والسبب هو الإنسان

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

حشرات العالم تنقرض بتسارع والسبب هو الإنسان

توصل فريق دولي من الباحثين إن المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب والضارة والمواد الكيميائية الزراعية الأخرى تعد ضمن أهم أسباب تراجع أعداد الحشرات، التي تبين أن أعدادها حول الأرض آخذة في الانحدار بمعدل 2-3% سنويا.

وفي الدراسة، التي نشرها الباحثون في دورية "ساينس" عرّض المؤلفون يرقات ذبابة الفاكهة لأكثر من ألف جزيء موجود داخل مكتبة مختبر البيولوجيا الجزيئية الأوروبي، ووجدوا أن 57% من المواد الكيميائية التي تم اختبارها غيّرت سلوك يرقات ذبابة الفاكهة بشكل كبير حتى بكميات معروفة بأنها ليست قاتلة.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة لاوتارو جاندارا -زميل ما بعد الدكتوراه في مختبر البيولوجيا الجزيئية الأوروبي في ألمانيا- إن النتائج كشفت عن أنه عند تعريض يرقات الحشرات لجرعات منخفضة جدا من المواد الكيميائية، تسبب هذا التعريض في حدوث تغييرات واسعة النطاق في العمليات الفسيولوجية التي تشكل جوهر كيفية نمو هذه اليرقات وسلوكها.

الفريق البحثي فحص تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة على الحشرات (بيكسابي)

وأضاف جاندارا في تصريحات للجزيرة نت أن الفريق البحثي فحص تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة على هذه التغييرات، محاكين اتجاهات الانحباس الحراري العالمي. ولتقييم تأثير درجة الحرارة، زاد الفريق تدريجيا من درجة حرارة بيئة النمو، بدءا من 25 درجة مئوية، ورفعها إلى 29 درجة مئوية. وعند هذه الدرجة العالية من الحرارة، لاحظوا تأثيرا أكثر وضوحا على اليرقات.

"وعلاوة على ذلك، قمنا بخلط بعض المواد الكيميائية المحمولة جوا الأكثر شيوعا بجرعات ذات صلة بيئية مرة أخرى، لتعريض ذباب الفاكهة لمصادر التلوث منذ الفقس. ثم لاحظنا تأثيرا أقوى بكثير. شملت هذه التأثيرات انخفاضا بنسبة 60% في معدلات وضع البيض وظهور سلوكيات أخرى مثل الانحناء"، كما أوضح المؤلف الرئيسي للدراسة في تصريحه.

الانحناء القاتل

ويقصد الباحث بالانحناء الوضع الذي تثني فيه اليرقات أجسادها بشكل مفرط، وهو ما يمكن أن يشير إلى الإجهاد أو التعرض للسمية، وقد يشير إلى اضطرابات عصبية أو فسيولوجية كامنة. ويضيف قائلا: "على السطح، قد يبدو الانحناء غير مهم، ولكن حتى التغييرات الصغيرة في السلوك يمكن أن تؤثر على اللياقة البدنية إذا أثرت سلبا على التغذية والتزاوج والهجرة".

وفي حين لم يتمكن العلماء من تفسير سبب حدوث الانحناء، إلا أنهم تمكنوا من ربطه بتغيرات أخرى، مثل انخفاض معدل وضع البيض، إذ يتوقع الفريق ألا تتمكن اليرقات -التي تمضي كثيرا من الوقت في الانحناء بدلا من الأكل- من الازدهار والنمو بشكل طبيعي، وهو ما يعني موت هذه اليرقات والتهديد بانقراض نوعها، وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع المختبر الأوروبي للبيولوجيا الجزيئية.

يضيف جاندارا أن الحشرات -حتى تلك التي قد تبدو وكأنها آفات- مهمة للكوكب. فهي التي تلقح النباتات التي نأكلها وهي جزء مهم من شبكة الغذاء.

وعن أهمية الدراسة، يشير جاندارا إلى أنه لفترة طويلة لم يكن العلماء قادرين على تفسير سلوك الحشرات، رغم وجود عدد من التوقعات المسبقة بهذا الخصوص، ويقول: "لكن الدراسة الجديدة تساعد في توضيح عامل مساهم مهم. إحدى أكبر النتائج المستفادة من هذا العمل هو أنه حتى الكميات الصغيرة من بعض المواد الكيميائية لها تأثيرات كبيرة على سلوك الحشرات".

التنوع البيولوجي

وتأتي الدراسة في سياق انطلاق المؤتمر الأممي "كوب 16" للتنوع البيولوجي في كولومبيا، الذي حضره أكثر من 15 ألف مشارك، بمن فيهم 10 رؤساء دول وأكثر من 100 وزير من مختلف أنحاء العالم، وذلك للحديث عن الكيفية التي يمكن بها الحفاظ على التنوع البيولوجي على كوكب الأرض.

ويتخذ المؤتمر من "إطار كونمينغ-مونتريال للتنوع البيولوجي" خريطة طريق، وهي خطة بارزة لوقف وعكس فقدان التنوع البيولوجي بحلول عام 2030، وتم اعتمادها بالمؤتمر الـ15 الذي أقيم بكندا ديسمبر/كانون الأول 2022.

وكان "كوب 15" بمثابة معاهدة سلام تاريخية مع الطبيعة تهدف إلى حماية الأراضي والمحيطات والأنواع الحيوانية من التدهور عاما بعد عام، مع وتخصيص 30 مليار دولار من المساعدات السنوية للبلدان النامية في جهودها لحماية التنوع البيولوجي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المواد الکیمیائیة التنوع البیولوجی

إقرأ أيضاً:

آمنة الضحاك: الإمارات تمتلك منظومة متكاملة لتعزيز الأمن البيولوجي

ترأست الدكتورة آمنة الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، الاجتماع الرابع لعام 2024 للجنة الوطنية للأمن البيولوجي، والتي ناقشت عدة مواضيع أهمها مستجدات الوضع الوبائي العالمي، وسبل دعم جاهزية الدولة لتعزيز الأمن البيولوجي بالتعاون مع السلطات المختصة في كل إمارات الدولة، والجهود الوطنية المشتركة لمكافحة البعوض، والقائمة الوطنية الموحدة للمواد الخطرة وضوابطها والمختبرات الأكاديمية، ومراكز الإيواء والرعاية وحدائق الحيوان.

شهد الاجتماع حضور العديد من الجهات الاتحادية والمحلية المختصة. وخلال كلمتها الافتتاحية، أكدت الدكتورة آمنة الضحاك، على أهمية التعاون المشترك وتضافر الجهود بين الجهات المعنية المختلفة، وأن الأمن البيولوجي أحد أهم أولويات دولة الإمارات، حيث تسعى القيادة نحو تحقيق أمن بيولوجي مستدام والذي يسهم أيضاً بشكل كبير في تحقيق الاستدامة في مختلف القطاعات الأخرى، وضمان سلامة الإنسان والحيوان والنبات والبيئة.  
وقالت: يعد الأمن البيولوجي أحد أهم أسس التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في دولة الإمارات. ونظراً للتطور العلمي المتسارع في هذا المجال فإنه أصبح من الضروري وضع أسس استراتيجية لتقييم المخاطر المرتبطة بالعوامل البيولوجية ووضع التدابير لوقف انتشار وإدخال العوامل الضارة وتعزيز الجاهزية واستشراف المستقبل.
وأضافت: تمتلك الإمارات بالفعل منظومة متكاملة وفق أحدث التقنيات والممارسات العالمية في هذا الشأن، والتي تؤهل الدولة لتعزيز أمنها البيولوجي أمام أية تهديدات قادمة من الخارج وعلى رأسها الأوبئة المنتشرة في العديد من المناطق حول العالم. كما تمتلك الدولة البنية التشريعية والقوانين والقرارات المنظمة في هذا الشأن، والتي نحرص في وزارة التغير المناخي والبيئة وبالتعاون مع كافة الجهات المعنية على التأكد من مواكبتها المتغيرات العالمية وتنفيذها والالتزام بها على أرض الواقع. مناقشات

وناقش الاجتماع الرابع للجنة الوطنية للأمن البيولوجي عدد من الموضوعات والتي من بين أهمها "القائمة الوطنية الموحدة للمواد الخطرة" وضوابطها والمختبرات الأكاديمية، وتهدف القائمة إلى توحيد اجراءات تقييد وحظر المواد الخطرة في دولة الامارات، لما لها من آثار ضارة بالأرواح والممتلكات والبيئة.

وتقضي القائمة الموحدة بضرورة الحصول على تصاريح خاصة لاستيراد المواد الخطرة، وأن يكون نقل وتخزين تلك المواد من خلال وسائل نقل ومخازن مطابقة لشروط والمواصفات المعتمدة من الجهة المختصة في الدولة.  كما تم التطرق الى الاتفاقيات الرئيسية والجهات المعنية بالقائمة الوطنية، وإجراءات استيراد أو تصدير المواد الخطرة.
كما تناول الاجتماع الوضع الوبائي العالمي لعدد من الأمراض، ومدى جاهزية الدولة للتعامل معها ضمن جهود تعزيز الأمن البيولوجي بالتعاون مع مختلف السلطات المحلية في كل إمارات الدولة، واتباع الإرشادات والإجراءات ذات الصلة.
تم التطرق أيضاً إلى الجهود الوطنية والمحلية المشتركة لتعزيز مكافحة البعوض في الدولة. كما تم عرض أبرز مخرجات مشاركة الإمارات في "المؤتمر الدولي الأول لمكافحة نواقل حمى الضنك في سلطنة عمان" الذي انعقد خلال الفترة من 29-30 أكتوبر في سلطنة عمان وكانت أبرز مخرجاته التعرف على أحدث أساليب المكافحة البيولوجية للبعوض الناقل لمرض حمى الضنك ومن ضمنها آليات المكافحة البيولوجية مثل تقنية أوكسيتيك (Oxitec)، وبرنامج ولباكيا (Wolvachia)، والفطريات الممرضة للحشرات، ومصائد البيوض القاتلة+بكتيريا Bti. كذلك مجالات استخدام البعوض الودود (المعدل وراثياً) واستخدام بعض أنواع القشريات وبكتيريا ولباكيا والفطريات التي تقوم بالتخلص من البعوضة الناقلة للمرض في قارات مختلفة ومدى نجاحها. كما تم الاطلاع على الدروس المستفادة في مجال حملات التوعية والتثقيف في سلطنة عمان. حيث هدفت المشاركة إلى الاطلاع على أفضل الممارسات في مجال مراقبة وحوكمة عمليات مكافحة البعوض وغيرها من النواقل.
كما ناقش الاجتماع الرابع للجنة الوطنية للأمن البيولوجي "مراكز الإيواء والرعاية وحدائق الحيوان" في الإمارات، وأبرز التشريعات المنظمة لحيازة الحيوانات واستيرادها وتصديرها وتداولها في الدولة. حيث تهدف تلك المراكز إلى تعزيز جهود الدولة في حماية الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض والمدرجة على قائمة ملاحق السايتس.

وتناولت المناقشات تنظيم عمل مراكز الإيواء والإكثار وحدائق الحيوانات والمنشآت الأخرى التي تنظم هذا الشأن، بجانب تطوير التشريعات المنظمة لحيازة الحيوانات واستيرادها وتصديرها وتداولها في الدولة ومجالات التعاون المطلوبة.

مقالات مشابهة

  • ابنة أنجلينا جولي تترك منزل والداتها.. والسبب غير متوقع
  • عمرو جمال يكشف موعد عودته للملاعب.. والسبب الحقيقي لأزمة حسام غالي وأسامة نبيه
  • محافظ عدن طارق سلام: اليمن بقيادة السيد عبد الملك الحوثي بات البوصلة التي تتجه نحوها أنظار العالم
  • الأسلحة الكيميائية.. سر نظام الأسد المظلم الذي يخشاه الغرب وإسرائيل
  • حسام موافي: تحديد العلاج المناسب مرتبط بالعمر البيولوجي للمريض
  • حسام موافى: الأدوية تُصرف بناء على العمر البيولوجي
  • الخديعة الكبرى التي اجتاحت العالم .. شحوم المواشي علاج للبشر ام كارثة على البشرية
  • استعدوا لشتاء قارس وأسعار خيالية على وقود التدفئة والسبب.. نقص إمدادات الغاز والتوتر السياسي
  • إعادة بناء العالم وذكاء طفل . . !
  • آمنة الضحاك: الإمارات تمتلك منظومة متكاملة لتعزيز الأمن البيولوجي