تتعالى الأصوات داخل لبنان في الوقت الحالي من أجل تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1559، والذي من شأنه أن يسمح بتعافي لبنان، وخروجها من الهيمنة الإيرانية.

ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية، عن رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل، أن الأولوية في الوقت الحالي هو الحفاظ على لبنان، مؤكدا أن تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1559، شرط أساسي لتعافي لبنان.

وبين الجميل خلال لقاء مع السفير الفرنسي أن تطبيق هذا القرار هو شرط أساسي لاستعادة لبنان كامل سلطته في اتخاذ القرار، ويجب على الدولة أن تستعيد قرارها وتشرف على الدفاع.

ويؤكد محللون وخبراء أن تنفيذ قرار 1559 أصبح أمرًا حاسمًا لاستعادة السيادة اللبنانية وإعادة التوازن بين القوى السياسية والعسكرية داخل البلاد، فمنذ اتفاق الطائف عام 1990، الذي نصّ على نزع سلاح جميع الميليشيات وتسليم أسلحتها إلى الجيش اللبناني، واجهت الدولة صعوبة في تطبيق هذا البند بشكل كامل، بسبب الاستثناءات الممنوحة لحركات المقاومة المسلحة، مثل حزب الله الذي احتفظ بسلاحه بحجة مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب موقع المؤسسة من أجل الدفاع عن الديمقراطية، ومقرها الولايات المتحدة، فإنه بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000، فقد حزب الله المبرر الرسمي للاحتفاظ بسلاحه. وقد دفع هذا التطور المجتمع الدولي إلى إصدار القرار 1559 في عام 2004، والذي يدعو صراحةً إلى نزع سلاح جميع الميليشيات اللبنانية.

لكن القرار لم يُنفذ، حيث استمرت قوة حزب الله في النمو بدعم إيراني، مما منحه أفضلية عسكرية على الجيش اللبناني. واليوم، يفوق تسليح حزب الله قدرات الجيش، ما يثير المخاوف من تفكك الدولة وتصاعد الانقسامات الداخلية.

وبحسب المؤسسة، فإن وجود السلاح خارج سيطرة الدولة يشكل تهديدا مباشرا لاستقرار لبنان، موضحة أن حزب الله بجناحه العسكري، اكتسب القدرة على اتخاذ قرارات أحادية الجانب في مسائل الحرب والسلم، متجاوزًا الحكومة بالكامل. فعلى سبيل المثال، أدى تورط لبنان في الحرب الأخيرة في عام 2023 إلى خسائر كبيرة ودمار واسع النطاق دون تحقيق الأهداف المرجوة في حماية الوطن، وقد ألحق الصراع المزيد من المعاناة بالشعب اللبناني وأضعفت مكانة الدولة على الساحة العالمية، دون تحقيق هدف حزب الله المعلن.

ولفتت المؤسسة إلى إن التطورات الأخيرة تؤكد حاجة لبنان إلى جيش وطني موحد تحت سلطة الحكومة لحماية حدوده وسيادته الوطنية، مضيفة أن المجتمع الدولي يدعم هذا النهج، إذ يرى في استمرار حزب الله في التسلح خارج المؤسسة اللبنانية، يعزل لبنان ويقوض مكانته السياسية.

واختتمت المؤسسة الأمريكية بالقول إن العديد من الفصائل الداخلية في لبنان، بينها حزب الكتائب دعت إلى تطبيق القرار 1559، داعيةً إلى حلّ الميليشيات وتمكين الدولة من بسط سيطرتها على جميع أراضيها، مؤكدين أن تطبيقه سيكون خطوة حاسمة نحو إعادة بناء لبنان كدولة كاملة السيادة حيث يكون الجيش الوطني وحده مسؤولًا عن حماية الوطن بدلًا من الميليشيات التي تخدم مصالح خارجية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

دلالات زيارة ماكرون القصيرة إلى لبنان.. دعم المؤسسات واحترام السيادة

رصد خالد شقير، مراسل «القاهرة الإخبارية» من مدينة مارسيليا الفرنسية، أبرز عناوين الصحف الفرنسية بشأن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، موضحًا أن الصحافة الفرنسية اهتمت وأشادت بهذه الزيارة، كما نشر الرئيس الفرنسي عبر صفحته على موقع «إكس» صورا من الزيارة، وأكد أن فرنسا دعمت وستدعم لبنان خلال الفترة المقبلة.

زيارة ماكرون إلى لبنان

وذكر «شقير»، خلال رسالة له على الهواء، ببرنامج «صباح جديد»، المُذاع عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن زيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان كانت قصيرة، ولكنه أحضر معه عددا من أهم الوزراء، ومنهم وزير الخارجية الفرنسي ووزير الجيوش، مؤكدًا أن هذ الوفد له دلالة كبيرة تتمثل في أن فرنسا تسعى من خلال الدبلوماسية لأن تصبح لبنان حرة وذات سيادة بدون تدخل من دول الجوار، وأن فرنسا ستدعم الجيش اللبناني.

زيارة مرتقبة لجوزيف عون إلى باريس

وأشار مراسل «القاهرة الإخبارية» إلى أن الرئيس الفرنسي خلال كلمته التي ألقاها بالقصر الرئاسي اللبناني أكد أن الجيش اللبناني سيأخذ مكانه في 26 من يناير الجاري، في إشارة منه إلى أهمية انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، موضحًا أنه من المتوقع أن يكون هناك زيارة للرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون إلى العاصمة الفرنسية باريس في الشهر المقبل.

وتابع: «نحن أمام مشهد جديد في لبنان تريد فرنسا من خلاله تقديم الدعم للدولة اللبنانية، ولا تريد أي تدخل من دول الجوار في هذه المرحلة الجديدة».

مقالات مشابهة

  • غوتيريش يلتقي القادة اللبنانيين.. دعوات لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب البلاد واستعادة السيادة
  • القريو: 10 مليارات دولار أصول للاستثمار الخارجي بموافقة مجلس الأمن
  • لبنان بعد انتخاب عون رئيساً.. خريطة طريق بدون حزب الله
  • دلالات زيارة ماكرون القصيرة إلى لبنان.. دعم المؤسسات واحترام السيادة
  • المغرب يقود جهودا دولية لتعزيز دور أمناء المظالم في حماية حقوق الإنسان
  • غوتيريش يطالب بوقف انتهاكات القرار 1701 بجنوب لبنان
  • حكومة الوحدة الوطنية الليبية: قرار مجلس الأمن خطوة تاريخية لتعزيز السيادة المالية
  • المفتي حجازي حيا مواقف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المُكلف
  • نجيب ميقاتي: الرئيس الفرنسي وعد بدعم الحكومة اللبنانية الجديدة
  • السودان يرفض عقوبات الخزانة الأمريكية على رئيس مجلس السيادة