تعالي الأصوات المطالبة بتطبيق القرار 1559 من أجل حماية السيادة اللبنانية
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
تتعالى الأصوات داخل لبنان في الوقت الحالي من أجل تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1559، والذي من شأنه أن يسمح بتعافي لبنان، وخروجها من الهيمنة الإيرانية.
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية، عن رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل، أن الأولوية في الوقت الحالي هو الحفاظ على لبنان، مؤكدا أن تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1559، شرط أساسي لتعافي لبنان.
وبين الجميل خلال لقاء مع السفير الفرنسي أن تطبيق هذا القرار هو شرط أساسي لاستعادة لبنان كامل سلطته في اتخاذ القرار، ويجب على الدولة أن تستعيد قرارها وتشرف على الدفاع.
ويؤكد محللون وخبراء أن تنفيذ قرار 1559 أصبح أمرًا حاسمًا لاستعادة السيادة اللبنانية وإعادة التوازن بين القوى السياسية والعسكرية داخل البلاد، فمنذ اتفاق الطائف عام 1990، الذي نصّ على نزع سلاح جميع الميليشيات وتسليم أسلحتها إلى الجيش اللبناني، واجهت الدولة صعوبة في تطبيق هذا البند بشكل كامل، بسبب الاستثناءات الممنوحة لحركات المقاومة المسلحة، مثل حزب الله الذي احتفظ بسلاحه بحجة مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب موقع المؤسسة من أجل الدفاع عن الديمقراطية، ومقرها الولايات المتحدة، فإنه بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000، فقد حزب الله المبرر الرسمي للاحتفاظ بسلاحه. وقد دفع هذا التطور المجتمع الدولي إلى إصدار القرار 1559 في عام 2004، والذي يدعو صراحةً إلى نزع سلاح جميع الميليشيات اللبنانية.
لكن القرار لم يُنفذ، حيث استمرت قوة حزب الله في النمو بدعم إيراني، مما منحه أفضلية عسكرية على الجيش اللبناني. واليوم، يفوق تسليح حزب الله قدرات الجيش، ما يثير المخاوف من تفكك الدولة وتصاعد الانقسامات الداخلية.
وبحسب المؤسسة، فإن وجود السلاح خارج سيطرة الدولة يشكل تهديدا مباشرا لاستقرار لبنان، موضحة أن حزب الله بجناحه العسكري، اكتسب القدرة على اتخاذ قرارات أحادية الجانب في مسائل الحرب والسلم، متجاوزًا الحكومة بالكامل. فعلى سبيل المثال، أدى تورط لبنان في الحرب الأخيرة في عام 2023 إلى خسائر كبيرة ودمار واسع النطاق دون تحقيق الأهداف المرجوة في حماية الوطن، وقد ألحق الصراع المزيد من المعاناة بالشعب اللبناني وأضعفت مكانة الدولة على الساحة العالمية، دون تحقيق هدف حزب الله المعلن.
ولفتت المؤسسة إلى إن التطورات الأخيرة تؤكد حاجة لبنان إلى جيش وطني موحد تحت سلطة الحكومة لحماية حدوده وسيادته الوطنية، مضيفة أن المجتمع الدولي يدعم هذا النهج، إذ يرى في استمرار حزب الله في التسلح خارج المؤسسة اللبنانية، يعزل لبنان ويقوض مكانته السياسية.
واختتمت المؤسسة الأمريكية بالقول إن العديد من الفصائل الداخلية في لبنان، بينها حزب الكتائب دعت إلى تطبيق القرار 1559، داعيةً إلى حلّ الميليشيات وتمكين الدولة من بسط سيطرتها على جميع أراضيها، مؤكدين أن تطبيقه سيكون خطوة حاسمة نحو إعادة بناء لبنان كدولة كاملة السيادة حيث يكون الجيش الوطني وحده مسؤولًا عن حماية الوطن بدلًا من الميليشيات التي تخدم مصالح خارجية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء اللبناني: صفحة سلاح حزب الله طويت بعد البيان الوزاري
قال رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، الجمعة، إنّ: "صفحة سلاح حزب الله قد طويت بعد البيان الوزاري، وأصبح شعار -شعب جيش مقاومة- جزءاً من الماضي"، وذلك خلال لقاء تلفزيوني.
وأكّد سلام على أنّ: "البيان الوزاري يحدد بوضوح أن السلاح يجب أن يكون حصراً بيد الدولة، وأن الجميع ملتزم بهذا المبدأ، ولا يوجد أي توجه يعمل ضد حصر السلاح بيد الدولة".
وأبرز رئيس الوزراء اللبناني أنّ: "تحقيق هذا الهدف لن يتم بين عشية وضحاها"، فيما تابع في الوقت نفسه: "كلما تعرضت لضغوط سأتمسك بأهدافي أكثر، نضع اللمسات الأخيرة لمشروع قانون يعزز استقلالية القضاء والتحقيق في انفجار المرفأ عاد لمساره الطبيعي".
"إسرائيل تبرّر بقاءها في الجنوب باستخدام سلاح حزب الله، وهو أمر يتناقض مع القانون الدولي والتفاهمات الأخيرة" أبرز سلام، مردفا: "على إسرائيل أن تنسحب بالكامل من الجنوب، ونحن نضغط عربيا ودوليا من أجل تحقيق ذلك، إذ أن الدولة هي المسؤول الوحيد عن تحرير الأراضي من الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف: "نسعى لاستعادة ثقة الدول العربية، والاستثمارات لن تأتي للبنان طالما هناك سلاح خارج الدولة"، مؤكدا: "الجيش تمكّن من إغلاق معابر تهريب بالحدود الشرقية، كما عملنا بحزم لإعادة فتح طريق المطار بعد رفض هبوط طائرة إيرانية".
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة اللبنانية، برئاسة نواف سلام، كانت قد أسقطت من بيانها الوزاري البند المتعلق بـ"المقاومة". فيما شدّد البيان على: "التزام الحكومة بتعهداتها، لاسيما لجهة تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 كاملا".
كذلك شدّد البيان نفسه على: "القرارات ذات الصلة حول سلامة أراضي لبنان وسيادته واستقلاله السياسي داخل حدوده المعترف بها دوليا، حسبما ورد في اتفاق الهدنة بين إسرائيل ولبنان في مارس (آذار) 1949".
وتؤكد الحكومة اللبنانية، أيضا، وفقا للبيان، على: "التزامها بالترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية وفق الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة السابقة في 27 نوفمبر 2024".
من جهته، أكد حزب الله اللبناني، أنّ: "ادعاءات العدو الإسرائيلي تأتي في سياق الذرائع لاستمرار اعتداءاته على لبنان والتي لم تتوقف منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار" في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024. وذلك عقب زعم الاحتلال الإسرائيلي تعرّض المطلة لهجوم صاروخي مصدره لبنان، ورد على إثره بقصف عدد من قرى وبلدات جنوب لبنان، ما أسفر عن شهداء وجرحى.
إلى ذلك، جدّد "حزب الله" تأكيد التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، وأنه "يقف خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد الصهيوني الخطير على لبنان".
وفي بيان نفى الحزب "أي علاقة له بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على الأراضي الفلسطينية المحتلة"، مجددا تأكيد التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، وأنه "يقف خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد الصهيوني الخطير على لبنان".