مع الانقاذ اختفت الصداقة الحقيقية وحتى الحب بين الاشقاء (1)
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
كل شئ قد فسد منذ أن صار للكوز كلمة اوسطوة في السودان .الاجانب كانوا يندهشون عندما يرونا نتقابل لدقائق ونصير كأننا اخوة. يستغربون لاننا نعرف بعضنا ويكون بيننا الكثير من الاهل الاصدقاء المشتركين . كانت لنا كرامة لا نتنازل عنها . كنا نعتبر كل سوداني اخانا وحبيبنا عن صدق . لم يفهموا انه ليست بيننا حواجز واسوار.
اتصل بي اخي عبد الله خيري مدير بنك البركة السابق ، ليخبرني بأن اخي جعفر الطيب جبارة الله قد انتقل الى جوار ربه . جعفر هو اخي ابن امنا امدرمان . لم نكن نفترق . في المنزل او في حضن العباسية . كنت كثير الاتصال بالرجل الجنتلمان رجل البنوك اسماعيل الفيل طيب الله ثراه ،الذي قتلته قبل شهوراحدى دانات الجيش الذي من المفروض أن يحمي المواطن من الموت بدلا عن تسبيبه للموت .كنت اتسقط اخبار اخي جعفر واعرف انه يجلس امام منزلهم لأن له مشتل. في احد الايام اتصل بي اسماعيل وعند سماع صوته قلت له.... عندي احساس بانك مع جعفر .
استلمت التلفون لاجد اخي جعفر على الخط. تطرقنا لشقاوتناومغامراتنا في البحروفي احراش خيران امدرمان بحثا عن الطيور . ذكرني جعفر انه كانت عندنا ،، نبل لم تتوفر لغيرنا كانت عبارة عن تحفة صنعها لنا حداد في سوق الحداحيد. كانت مصنوعة من قضيب تم تشكيلة بمهنية فائقة.تحدثنا وتحدثنا عن اهلنا الين انتقلوا الى جوار ربهم ، والسعادة المرح الذي تسربلنا به والاخاء الصادق .
من الطرائف انني كنت امارس لعب البلي ويتوفر لي الكثير من البلي . بعد اليوم يكون عندي قرشا وعند اخي عبد المجيد محمد سعيد قرشا متبقيا من فلوس الفطور . وعند الساعة الخامسة نحس بالجوع بعد الكرة. كنت ابيع بعض البلي بسعر متدني ونذهب الى اليمني قايد وتكون قدرة الفول قد نضجت . ندفع ثلاثة قروش وتعريفة . اتنين عيش بقرشين فول بقرش وزيت بتعريفة وموية جبنة . في احد الايام لم تتوفر لنا سوى ثلاثة قروش . ظهر جعفر فناديته وقلت له هات تعريفة . ضحك بطريقته المهذبة وقال..... تعريفة ؟؟ انا كايس زول يديني كف ويديني تعريفة . ضحك عبد المجيد من كل قلبة . وصار يردد كلام جعفر . دخلت البيت واحضرت قرشين وذهب معنا جعفرواكلنا صحن فول بي بوخو .
وسط كل الحزن والالم تذكرت هذه الحادثة التي اعطتني الكثير من الراحة وكان جعفر يطالعني ببسمته وروحه العذبة . عبد المجيد كان يردد كلام جعفر ويقول عندما نحتاج لبعض الفلوس...... ما نلقى زول يدينا كف !!
ما يخفف عنا كثيرا في هذا الزمان الاغبرذكرى الاحباب والحياة الرائعة التي عشناها . رحم الله اخي جعفر الطيب جبارة الله .
من موضوع طويل تحت عنوان البعض لا يفهم لماذا نهيم بامدرمان ؟؟
اقتباس
في 1957 انتقلنا الى السردارية العباسية . واستأجرنا منزل العم محمد مصطفي الكمالي الذي كان الحاكم العسكري في ملكال ثم ياورو الرئيس عبود . واستاجرنا منزل قريبه الاستاذ عز الدين الحافظ الذي صار وزير دولة للتربية في حكومة عبود . وفتحنا نفاجا بين البيتين . وكان يجاورنا من الحائط الجنوبي اسرتان رائعتان . وهما اسرة الطيب جبارة الله وشقيقه محمود جبارة الله . والضابط جبارة الله كان من كبار الضباط وترك ذلك المنزل الضخم لابنائه . والعم محمود كان يسكن ويعمل خارج امدرمان ، واظن في النيل الازرق . ولكن ابنه مزمل كان يدرس في الاحفاد الثانوية ويسكن في المنزل . وتقبلنا آل جبارة الله والحي باريحية كاملة ولم يأخذ الامر الا ايام معدودات وصرنا نحس اننا وسط اهلنا . وفي هذا الحي وبقية العباسية عشت اجمل، اسعد فترة واغنى ذكريات في كل حياتي .
دار الرياضة كانت على مرمى حجر وكنا ندخل الربع ساعة الاخيرة . ومركز البوليس والمحاكم كانت مليئة بالمفارقات نذهب اليها لنتعلم . والمجلس البلدي يستقبل الالاف . وهنالك الاطفائية ورجالها . والترام والبصات تأتي لكي تنام.هنالك ميدان بيت الخليفة مكان للكثير من النشاطات وهنا كان المولد وسوق الزلعة . ومستشفي امدرمان كان كفستفال في ايام الزيارة كما قال الشاعر عبد الرحمن الريح في اغنية الكاشف . وقبة المهدي تشهد الكثير من الاحتفالات . ومستشفي الدايات يستقبل الناس حتى بعيدا من الاقاليم . لقد كان الحي مليئا بالحركة .
ومع زواج شقيقتي امتلأ المنزلين بالضيوف وبعضهم من رفاعة . وبكل بساطة ازال آل جبارة الله جزءا من الحائط الذي يفصلنا وصارت اربعة حيشان متصلة . وصرنا اهلا . اهل والدتي اتو من مشو واهل والدي من الرباطاب وآل جبارة الله الذين رحبوا بنا وهم اهل الدار ،اتو من جنوب السودان . التقينا في امدرمان وصارت نعيمة الطيب جبارة الله التي صارت مضيفة مع ابنة الحى زهرة حامد مضيفات صديقة شقيقتي ابتسام التي غرقت مع ثلاثة من اطفالنا . كن يبتناقشن ويرتفع صوتهن وكانهن سيتعاركن وهن يناقشن روايات احسان عبد القدوس .
صرت لا افترق عن جعفر الطيب جبارة الله والتصق اخوتي الصغار بابناء العم الطيب جبارة الله . وكانت والدتهم الخالة حليمة حسين تتواجد مع والدتي اغلب الوقت .ونتبادل اطباق الطعام خاصة في رمضان . وكنا عندما نري العم الطيب جبارة الله بقامته الطويلة وملابسه الانيقة في الطريق نقف له تأدبا . وكان رجلا ملئ هدومه يستحق الاحترام .
في احد الايام شاهد العميد يوسف بدري مزمل يتسلق سور المدرسة هاربا . فقام بطرده وطلب منه احضار ولي امره او عدم الرجوع للمدرسة . وشاهدت مزمل محمود جبارة الله في غرفة ابي . ثم سمعت والدي يقول ليوسف بدري في التلفون ... الولد ده ولي امرو انا . ثم طلب من مزمل الذهاب الى المدرسة .
بعد حادث طرد مزمل باربعة سنوات اراد كمال ابراهيم بدري السفر للجنوب بالطائرة وكان الموظف يقول له انه لا توجد اماكن شاغرة . وصار كمال الذي كان نائبا يمثل جنوب السودان يطلب من الموظف وضع اسمه في قائمة الانتظار . والموظف يرفض لعدم جدوى الامر . فقال كمال ياخي اكتب كمال ابراهيم بدري ورقم التلفون ، اذا في زول اتخلف انا بجي طوالي فقال الموظف ...انت اخو شوقي وشنقيطي ، شيل شنطتك وتعال طوالى . وكان الموظف مزمل محمود جبارة الله . وكمال كان يقول لي . فاكر نفسي عضو برلماني مهم ولقيت حجز بسبب اخواني الصغار .
نهاية الاقتباس
عندما افكر فيما يدور في الوطن اليوم اجد نفسي غير مصدق بما عشناه وشاهدناه من روعة أمن وحب في السودان . هل كان الامر حلما ام هو خيال فقط؟؟
شوقي
shawgibadri@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الکثیر من
إقرأ أيضاً:
مولوي يتابع عملية الإنقاذ في حريق مبنى الزيلع بطرابلس.. ويوجه بتكثيف الجهود
اندلع حريق هائل في مبنى الزيلع في شارع المنتزه قرب محطة الشلبي في منطقة الميناء - طرابلس.
وعلى الفور عملت فرق الانقاذ التابعة للدفاع المدني وفوج اطفاء اتحاد بلديات الفيحاء على اخلاء المبنى والمباشرة بإطفاء الحريق، لكن المبنى تداعى سريعا وانهار اثناء ذلك وبداخله عنصرين تابعين للدفاع المدني وفوج الاطفاء.
مشاهد جديدة من مكان سقوط مبنى في الميناء#lebanon24https://t.co/mo6ASjCfQw pic.twitter.com/wDqW8IShwu
— Lebanon 24 (@Lebanon24) December 24, 2024وعلى الاثر، تابع وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي عملية الانقاذ، واجرى اتصالات فورية بكل من محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا ورئيس اتحاد بلديات الفيحاء حسن غمراوي والقائم بأعمال بلدية الميناء ايمان الرافعي وقائد منطقة الشمال في قوى الامن الداخلي العميد مصطفى بدران لتكثيف عملية الانقاذ بالسرعة اللازمة،
وأعطى الوزير مولوي تعليماته الى المدير العام للدفاع المدني بالتكليف العميد نبيل فرح بالتوجه فورا الى موقع المبنى المنهار والإشراف المباشر على عملية رفع الانقاض وانقاذ العنصرين المفقودين.