تحليل خطاب الاستسلام المقنَّع: قراءة في التحولات الدعائية بعد الهزائم الميدانية
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
التحول في خطاب مناصري الجيش السوداني على منصة "كلوب هاوس" من تأييد العمليات القتالية إلى شعار "لا للحرب" يعكس تحولاً استراتيجياً قد يكون مرتبطاً بمتغيرات ميدانية أو سياسية ضاغطة. هذا الطرح يتقارب مع موقف القوى المدنية التي طالبت بإنهاء القتال منذ البداية، لكن صياغته بصيغة "لا للحرب ونعم للاستسلام" يثير التساؤلات حول دوافعه الحقيقية وأهدافه بعيدة المدى.
تحليل هذا التحول
ملامح التأثر بتوجهات القوى المدنية
قد يكون المناصرون قد أدركوا أن الدعم الشعبي للجيش يتراجع نتيجةً للخسائر البشرية والمادية، مما يجعلهم يميلون نحو خطاب يعزز السلام كقيمة أساسية وينأى عن المطالبات بالمزيد من القتال.
بالتقارب مع القوى المدنية، يسعى هؤلاء لكسب شرعية أخلاقية وموقف موحد، مما قد يسهل تبرير خطوات مثل الدعوة لوقف إطلاق النار والبحث عن حلول تفاوضية.
الضغط الدولي والإقليمي
الدعوات المتزايدة من المجتمع الدولي لوقف الحرب قد تكون قد دفعتهم لإعادة تقييم موقفهم، إذ أن الاستمرار في الحرب قد يعرض السودان لعقوبات أو تضييق دبلوماسي أكبر.
يُمكن أن يكون لهذا التحول تأثير إيجابي على صورتهم الخارجية، مما يجعل موقفهم يبدو أكثر اعتدالاً وتوافقًا مع معايير حقوق الإنسان الدولية.
محاولة لحفظ ماء الوجه والتراجع بشكل محسوب:
يشير شعار "نعم للاستسلام" بشكل ضمني إلى الاعتراف بفقدان بعض السيطرة على الوضع الميداني أو عدم جدوى استمرار الحرب، مما قد يكون أسلوبًا للتراجع التدريجي دون إعلان صريح للهزيمة.
قد يساعد هذا الخطاب في تهدئة الأوضاع وإعداد أنصار الجيش لاحتمال التفاوض أو قبول حل وسط مع الخصوم.
مستقبل هذا الخط الجديد
الانتقال إلى عملية تفاوضية إذا استمر المناصرون في الدفع بهذا الخط، قد يصبح التركيز على التفاوض وتفعيل الوساطات الإقليمية والدولية أكثر وضوحًا، بما يسمح بإيجاد حلول سياسية وتجنب المزيد من النزيف.
تعزيز موقف الجيش كضامن للأمن وليس كقوة قتال مستمرة: قد يستفيد الجيش من هذا الخطاب ليعيد تقديم نفسه كجهة مؤهلة لحفظ السلام والأمن عند الوصول إلى هدنة.
مزيد من الانقسام بين مناصري الجيش: قد يواجه هذا التحول مقاومة من بعض العناصر الأكثر تشددًا، مما قد يُعقد المشهد الداخلي لمؤيدي الجيش، ويدفع باتجاه ظهور تيارات جديدة تطالب بعودة التصعيد.
بالمجمل، هذا التحول قد يشير إلى إرهاصات نهاية النزاع المسلح المباشر، لكنه يعتمد على مدى قبول الأطراف الأخرى بهذا التوجه ومدى استعدادهم للتخلي عن مطالبهم الحصرية لصالح حل سياسي يحقق بعض التوازنات. و
الذين يسوقون هذا الخطاب، وللأسف، يفتقرون إلى تاريخ ناصع في الطرح الفكري أو السياسي، مما يجعل من السهل التكهن بأن هذا التحول ليس نابعًا من قناعات ذاتية، بل قد يكون نتيجة توجيه حزبي أو استخباراتي. فمن المحتمل أن الهدف من هذا الخطاب هو توجيه الرأي العام نحو الضغط على الطرف الآخر للاستسلام، خصوصًا بعد الإخفاقات المتكررة والهزائم الميدانية. لكن السؤال الأهم: هل يفتقر الطرف الآخر إلى الأدوات التي تمكنه من تفكيك وتحليل هذا الخطاب الجديد؟
بكل تأكيد، يمتلك الطرف الآخر الوسائل اللازمة لفهم هذا الخطاب واستخلاص المضامين التي يحملها. إذ أن دراسة طبيعة هذا التحول في المواقف، وربطه بالهزائم الميدانية، يكشف أن الدعوة الحالية لوقف الحرب والسلام ربما تخفي رغبة في التراجع دون خسائر إضافية، دون إعلان اعتراف مباشر بفقدان القدرة على الحسم.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذا التحول هذا الخطاب قد یکون
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض: الرئيس ترامب أكد أن عصر الاستسلام الاقتصادي انتهى
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب ألقاه في حديقة الورود بـ البيت الأبيض، المعروف بخطاب "يوم التحرير"، أن "عصر الاستسلام الاقتصادي قد انتهى".
خلال هذا الخطاب، كشف ترامب عن أمر تنفيذي يفرض تعريفات جمركية شاملة على الواردات، بهدف معالجة ما وصفه بممارسات تجارية غير عادلة أسهمت في عجز تجاري كبير للولايات المتحدة.
تضمنت هذه السياسة فرض تعريفات جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات، مع تعريفات إضافية محددة على حوالي 60 دولة، استنادًا إلى تقييم الإدارة لممارساتها التجارية.
أمر قضائي يطالب إدارة ترامب بإعادة آلاف الموظفين الاتحاديين
الاتحاد الأوروبى يكشف عن خطة للرد على تعريفات ترامب الجمركية
وزير الخزانة الأمريكي: ترامب ملتزم بإصلاح اختلالات التجارة
إدارة ترامب توقف تمويل برامج الغذاء الطارئة في 13 دولة
على سبيل المثال، فُرضت تعريفات بنسبة 34% على الصين، بالإضافة إلى الرسوم السابقة، مما رفع المعدل الإجمالي إلى 54%. وُصفت هذه الإجراءات بأنها "إعلان استقلال اقتصادي"، واعتُبر الثاني من أبريل "يوم التحرير".
وأدت هذه الخطوات إلى ردود فعل دولية قوية، حيث تعهدت الصين "بالقتال حتى النهاية" ضد التهديدات الجمركية الأمريكية.
كما حذر زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، من أن هذه التعريفات قد تؤدي إلى "ركود اقتصادي على مستوى البلاد".
في الأيام التالية، شهدت الأسواق المالية العالمية اضطرابات كبيرة، حيث انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 4,000 نقطة خلال 48 ساعة، مما أثار مخاوف من ركود اقتصادي وشيك.
رغم الانتقادات الواسعة، دافع ترامب عن سياساته، مؤكدًا أن هذه الإجراءات ضرورية لاستعادة الوظائف الصناعية وتعزيز الإنتاج المحلي.
وأشار إلى أن هذه التعريفات ستؤدي إلى "تريليونات وتريليونات الدولارات" لتقليل الضرائب وسداد الديون الوطنية.
في الختام، يمثل إعلان الرئيس ترامب عن نهاية "عصر الاستسلام الاقتصادي" تحولًا جذريًا في السياسة التجارية الأمريكية، مع تداعيات واسعة النطاق على الاقتصادين المحلي والعالمي.