أحمر الناشئين يسجل الوصول الحادي عشر لنهائيات أمم آسيا
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
تأهل منتخبنا الوطني للناشئين لنهائيات كأس أمم آسيا دون 17 والتي تستضيفها السعودية العام القادم ضمن أفضل 5 منتخبات احتلت المركز الثاني في المجموعات العشر بالتصفيات الآسيوية، وكان المنتخب قد خسر مواجهته الثالثة والأخيرة بالمجموعة العاشرة طاجيكستان بهدفين نظيفين في اللقاء الذي احتضنه استاد بيشان في سنغافورة، ليضمن المنتخب الطاجيكي صدارة المجموعة بتسع نقاط في حين احتل منتخبنا المركز الثاني، حيث تنص لوائح التصفيات على تأهل صاحب المركز الأول في كل مجموعة من المجموعات العشر إلى جانب أفضل خمس منتخبات حاصلة على المركز الثاني، إلى النهائيات التي تستضيفها السعودية خلال الفترة من 3-20 أبريل 2025، وخلال النهائيات التي ستشارك في 16 منتخبنا تضمن المنتخبات التي تصل للربع نهائي المشاركة بشكل مباشر في نهائيات كأس العالم للناشئين دون 17 عاما والتي ستقام في قطر العام المقبل.
خسارة بعثرت الحسابات
وتعرض منتخبنا لخسارة بثنائية نظيفة بعثرت الحسابات حيث احتاج لبعض الحسابات في بقية المجموعات التسع قبل تأهله ضمن أفضل الثواني، ولعب منتخبنا مباراته الأخيرة بتشكيلة مكونة من الحارس علي العويني، والقائد الحسن القاسمي وإبراهيم الشامسي وفهد المشايخي وإبراهيم التميمي، وفي المنتصف الوليد البريدعي وأسامة المعمري وعبدالعزيز البلوشي وسليمان الخروصي وثنائي الهجوم الوليد الراشدي وأحمد العمراني، واختار المدرب ماركو راجيني مدرب طاجيكستان أبوبكر رحمونكولوف، وفي الدفاع مخرج الدين روزيكوف والقائد مصطفى خاسانبيكوف وساميلواخ دافلاتوف وأحمدوجون شوييف، وفي الوسط ظريف ظريفزودا وعبدالله إبراجيمزودا وديفيد مقصودوف وثلاثي الهجوم نصرولو أشوراليزودا ورمزون باختالاييف وعبدالصمد ميليكمورودوف.
مع صافرة الحكمة الكورية الجنوبية كيم يو جيونج اندفع لاعبو طاجيكستان للأمام بُغية محاصرة الأحمر الصغير حيث شكل ضغطا على مرمى العويني في الدقائق الأولى، وأسامة المعمري سدد أولى الكرات الخطيرة عند الدقيقة 13 ومع هذه التسديدة استفاق لاعبو منتخبنا وبدأوا بفرض أسلوبهم على منافسهم في وسط الملعب، ظريف ظريفزودا حاول مغالطة الحكمة الكورية وبحث عن ركلة جزاء غير موجودة لينال الإنذار الأول في المباراة في منتصف الشوط الأول، العرضية الأخطر في المباراة كانت بقدم فهد المشايخي عند الدقيقة 30 ولكن لم تجد اللاعب الذي يحولها للمرمى الطاجيكي، واللاعب ذاته قاد هجمة ولكنه اختار التسديد ليحتضنها الحارس رحمونكولوف بكل أريحية، والشوط الأول ينتهي على وقع الإنذار الثاني في المباراة بوجه أحمدوجون شوييف.
الشوط الثاني يبدأ بتغييرين في منتخب طاجيكستان بدخول حيدرشو خودويدودوف وبارفيز بوبونازاروف من أجل منح الفريق نفسا جديدا في وسط الملعب، ورد المدرب أنور الحبسي بتغييرين أيضا بدخول الوليد آل عبدالسلام ومحمد يعقوب المشايخي، وسجل منتخبنا أفضلية في معظم ردهات النصف الأول من الشوط الثاني حيث فوت أحمد العمراني فرصة تسجيل الهدف الأول، وباغت البديل وهداف التصفيات محمد نزارييف حينما أرسل كرة يسارية وسط زحمة مدافعي منتخبنا لتسكن الشباك قبل 20 دقيقة من النهاية، ويغادر العمراني المباراة متأثرا بالإصابة التي تعرض لها في الشوط الأول ويدخل لاعب وسط نادي ظفار قيس أمين.
في الربع ساعة الأخير ضغط منتخبنا على المرمى الطاجيكي بهدف تعديل النتيجة وإنقاذ حظوظ التأهل، ومع رغبة منتخبنا في التعديل فاجأ محمد نزارييف منتخبنا بالهدف الثاني وسط تباطؤ في التغطية ليضع طاجيكستان في النهائيات الآسيوية بشكل رسمي، أجرى منتخبنا تغييرين بدخول عبدالله السعدي وفراس السعدي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولكن لم يتغير شيء لتنتهي المباراة بفوز منتخب طاجيكستان بهدفين نظيفين ليضمن الأخير صدارة المجموعة العاشرة بينما اكتفى منتخبنا بالمركز الثاني.
اكتمال قائمة المتأهلين
واكتملت قائمة المنتخبات الـ16 والتي ستتنافس في السعودية شهر أبريل القادم، حيث تأهل منتخب كوريا الشمالية متصدرا للمجموعة الأولى وأفغانستان حققت نتائج لافتة وتصدرت المجموعة الثانية وكوريا الجنوبية وتايلند وأوزبكستان من المجموعات الثالثة والرابعة والخامسة، واليابان وأستراليا والإمارات تصدرت المجموعات السادسة والسابعة والثامنة، واليمن وطاجيكستان قالت كلمتها في المجموعتين التاسعة والعاشرة، وتأهلت الصين وفيتنام وإندونيسيا كأفضل الثواني برصيد 4 نقاط، بالإضافة لإيران ومنتخبنا الوطني الذي تأهل بفارق هدف واحد عن العراق حيث سجل منتخبنا 5 واستقبل هدفين بينما سجل العراق 4 أهداف واستقبل هدفا وحيدا بعد شطب نتائج صاحب المركز الرابع في المجموعات التي ضمت 4 منتخبات والمركزين الرابع والخامس من المجموعات الأولى والثانية والثالثة والتي ضمت 5 منتخبات.
وشارك منتخبنا من قبل 10 مرات في نهائيات كأس أمم آسيا دون 17 عاما أولها عام 1994 في قطر واحتل المركز الثالث بعد فوزه على البحرين بثلاثة أهداف لهدفين في مباراة تحديد المركز الثالث ليتأهل حينها لأول مرة لنهائيات كأس العالم في الإكوادور تحت قيادة المدرب الإنجليزي جورج سميث، بينما آخر تأهل كان عام 2018 في ماليزيا وخرج من الربع نهائي أمام اليابان بهدفين لهدف وقاده يومها المدرب الوطني يعقوب الصباحي، وفي مجمل المشاركات العشر السابقة لعب منتخب الناشئين في النهائيات الآسيوية 43 مباراة فاز في 19 وخسر 18 وتعادل في 6 مواجهات وسجل هجومه 73 هدفا واهتزت شباكه 62 مرة.
عودة البعثة
تصل فجر الثلاثاء بعثة المنتخب لأرض مطار مسقط الدولي، وترأس البعثة في التصفيات علي العجمي عضو مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم، وأنور الحبسي مدرب الفريق ومصعب الضامري مساعد المدرب وناصر العبري معد بدني وجاسم الدوحاني مدرب الحراس وعارف المخيني أخصائي علاج طبيعي وعمر الصالحي محلل أداء ووحيد السعدي مدلك ومحمود السعدي مسؤول المهمات ونبيل المزروعي المنسق الإعلامي وإسماعيل الفارسي مصور الفريق، فيما ضمت قائمة اللاعبين كلا من: أحمد بن سالم العمراني (العين الإماراتي) وأسامة بن عبدالخالق المعمري (الوحدة الإماراتي) وزياد بن علي المطاعني وفهد بن جميع المشايخي ووقاص بن سعيد الأزكي (مسقط) وقيس بن أمين بيت شجنعه (ظفار) والوليد بن خالد آل عبدالسلام وعلي بن إبراهيم العويني (صحم) والوليد بن طلال الراشدي (نزوى) ويزن بن محمد الخالدي وعبدالله بن خليفة السعدي واليزن بن منصور البلوشي وفراس بن بدر السعدي والوليد بن خالد البريدعي (السويق) وعبدالعزيز بن محمد البلوشي (الخابورة) وسليمان بن داود الخروصي (السيب) وشهاب بن أحمد الغزالي وأحمد بن عبدالله الرواحي وإبراهيم بن سالم التميمي والحسن بن علي القاسمي ومحمد بن يعقوب المشايخي (العامرات) وإبراهيم بن بدر الشامسي (فنجاء) ورياض بن محمد الطارشي (الشباب).
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المرکز الثانی
إقرأ أيضاً:
جميَل بن خميس السعدي
عاش جميل بن خميس بن لافي بن خلفان السعدي في قرية القرط بولاية المصنعة، وولد في العقد الثاني من القرن الثالث عشر الهجري، تلقى علومه الدينية والعربية في المصنعة. عاصر الشيخ جاعد بن خميس الخروصي، ومهنا بن خلفان بن محمد البوسعيدي، وناصر بن جاعد الخروصي، وخميس بن راشد العبري، وكانت له مراسلات ومباحثات مع العلامة سعيد بن خلفان الخليلي والشيخ حمد بن خميس السعدي.
عقد الشيخ جميل بن خميس السعدي العزم منذ بداية شبابه على أن تكون حياته مسخرة لطلب العلم وخدمته، فعكف على دراسة كتب الفقه والعقيدة الإسلامية ودراسة اللغة العربية والعلوم المتعلقة بها.
و حرص أن يكون له أثر في خدمة وطنه من خلال نشره للعلم الذي حواه في صدره فأنشأ مدرسة فقهيه لغوية، لإثراء الحركة العلمية في عمان وتنشيط حركة التأليف. والتحق بمدرسته الكثير من الطلاب من جميع ربوع عمان. وتحلقوا حوله لينهلوا من فيض معرفته وعلومه. واعتمد السعدي في تعليم طلابه على أسلوب كان قائما في تلك الفترة حيث يركز على كتاب معين ليكون منهج يسير عليه في خطته التدريسية، فيقرأ من هذا الكتاب على طلابه كل يوم جزء منه ثم يقوم بشرح ما قرأه وتقديم إضافات علمية وشروحات من كتب أخرى. وقع اختيار السعدي على كتاب بيان الشرع لمحمد بن إبراهيم الكندي في تدرسيه لطلابه، حيث يقرأ لهم أحيانا، وفي أحيانا أخرى يطلب منهم القراءة، ثم يضيف إضافات من الكتب الفقهية الأخرى، ويوضح لهم ما يستصعب عليهم فهمه. وشرح لطلابه أرجوزة دلالة الحيران لمؤلفها سالم بن سعيد الصايغي، التي أعاد ترتيبها وجعلها في ثلاثة وستون بابا أولها باب في طلب العلم وآخرها باب أحكام الإمامة.
قرر الشيخ السعدي أن تقييد العلم وكتابته أفضل لحفظه ولتنتفع به الأجيال اللاحقة، فكتب موسوعة فقهية تضم جميع أبواب الفقه وعنون هذه الموسوعة ب"قاموس الشريعة الحاوي طرقها الوسيعة" يقع هذا القاموس في تسعين جزء لذا يعد هذا الكتاب الفقهي أضخم كتاب عماني. وبدأ في كتابته في عام 1256مـ/ 1840م،و اعتمد السعدي في كتابة هذا السفر الضخم على عدد من المصادر أبرزها كتاب بيان الشرع لمحمد بن إبراهيم الكندي والمصنف لأحمد بن عبدالله الكندي، وجامع ابن جعفر وغيرها من الكتب الفقهية.
وسار السعدي على نهج الشيخ محمد بن إبراهيم الكندي صاحب كتاب بيان الشرع في تأليف كتابه من حيث أنه قسم الكتاب إلى أبواب وقسم الباب إلى فصول ومسائل. واعتمد السعدي نفس الأسلوب الذي اتبعه في تدريس طلابه فنقل من بيان الشرع ما يحتاج إليه من المادة العلمية ثم يطعم هذه المادة ويضيف إليها من مؤلفات أخرى ككتاب الجامع لمحمد بن جعفر الإزكوي، وكتاب الضياء لسلمة بن مسلم العوتبي، ومؤلفات محمد بن عبدالله السليمي المعروف بابن بركة، ومؤلفات محمد بن سعيد الكدمي ، ومنهج الطالبين وبلاغ الراغبين لخميس بن سعيد الشقصي، واعتمد السعدي على مؤلفات غير عمانية مثل كتاب العدل والإنصاف للورجلاني، وكتاب الأشراف لمحمد بن إبراهيم النيسابوري.
حظي كتاب قاموس الشريعة الحاوي طرقها الوسيعة عناية الباحثين والعلماء، فاعتنوا به دراسة وبحثا لما يحويه من علم غزير ومعارف شاملة، قال عنه أبو إسحاق اطفيش:" قاموس الشريعة هو أكبر كتاب في الفقه ظهر لآن إذ يبلغ تسعين جزءا مستقل كل منها، وقد وقفت عليه كله من خزانة قطب الأئمة، فقد استطاع مؤلفه أن يحشر فيه كل أبواب الفقه والأصول والآداب الشرعة وما إليها، ويوجد منه أجزاء في دار الكتب المصرية بالقاهرة". أما الشيخ سالم بن حمود بن شامس السيابي في كتابه إسعاف الأعيان في أنساب اهل عمان قال واصفا كتاب قاموس الشريعة، قال:" ومنهم شيخ العلم الجليل صاحب الاعتناء الواسع والاطلاع الجامع، والهمة البارزة: جميل بن خميس بن لافي صاحب قاموس الشريعة، وهو تسعون مجلدا، كل مجلد جامع ضخم، كله فقه وأدب وتشريع وحوار وجدل، وأنه لأشبه بدائرة معارف علمية بجميع ما يشمله اسم العلم، في فنون عدة لا مقام لذكر تراجمها وحسب المطلع على هذا الكتاب الذي لم تفته شاردة ولا واردة إلا جاء بها وافية".
بعد أن انتهى الشيخ جميل من كتابة كتابه قاموس الشريعة حرص على إعادة نسخه بنفسه، وهذه همه عالية منه فتأليف كتاب من تسعين جزء ثم إعادة نسخه أكثر من مرة مهمة شاقة جدا لا يقوم بعبئها إلا الشخص المحب للعلم، صاحب هدف سامً وهو نشر العلم بين الناس طاعة لله عز وجل طالبا الآجر والثواب منه.
تقلد الشيخ جميل السعدي منصب والي صحار وهذا المنصب من الأهمية بمكان تجعل من الشخص حريصا عليه وعلى المكانة الاجتماعية الرفيعة التي تصاحب هذا المنصب، إلا أن السعدي ترك هذا المنصب وعاد إلى المصنعة ليتفرغ لطلابه وعلمه، إدراكا منه صعوبة الجمع بين خدمة العلم وأعباء المنصب ، فقرر أن العلم أولى من المناصب وأن خدمة العلم و طلابه أشرف عنده من أي منصب.
عاش جميل السعدي حياة غنية بالعطاء المعرفي، عاش حياة محبه للعلم والكتب، ومما قاله السعدي في محبته لكتاب بيان الشرع ما كتبه في مقدمة كتابه حيث كتب:" فاعتمدت إلى ربي، وتناولت قصارى حبي كتاب بيان الشرع الجامع للأصل والفرع". وفي موضع آخر قال:
أنيسي كتابي في الزمان المبتلي أنيسي جليسي فوق صهوة محفلي
كليمي ومنهاجي وسراجي وذروتي بحب بيان الشرع لا شك مبتلي
تلادي وأعضادي وصحبي بغربتي وعن حبه أمسيت لم أتعذل
أسامره والليل فل نجومه ونجم بيان الشرع ليس بآفل
فما خاب طلاب لديه نعم ولا يوفق قاليه كبير المحفل
انتقل الشيخ جميل بن خميس السعدي إلى جوار ربه في عام 1278م/ 1862م ، ويعد رحمه الله من العلماء الخالدين الذين سيخلدهم التاريخ لإنجازهم العلمي الرصين، واجتهادهم في طلب العلم ونشره.