مجموعة المناصرة من أجل السلام في السودان (AGPS) السودان على حافة الهاوية: نداء عاجل لوقف التعبئة القبلية
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
إننا في مجموعة المناصرة من أجل السلام نذكِّر العالم، وبكل أسى، بمأساة الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا بسبب التحشيد القبلي ونقولها بالصوت العالي إنه ما لم يحدث تدخل عاجل للحول دون الانزلاق نحو الحرب القبلية، فإننا في السودان مقبلون بلا أدني شك علي مأساة إنسانية قد تفوق مأساة الإبادة الجماعية التي شهدتها القارة الأفريقية في
بيان عام
25 أكتوبر 2024
إننا في مجموعة المناصرة من أجل السلام نذكِّر العالم، وبكل أسى، بمأساة الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا بسبب التحشيد القبلي ونقولها بالصوت العالي إنه ما لم يحدث تدخل عاجل للحول دون الانزلاق نحو الحرب القبلية، فإننا في السودان مقبلون بلا أدني شك علي مأساة إنسانية قد تفوق مأساة الإبادة الجماعية التي شهدتها القارة الأفريقية في العام ١٩٩٤، فالأعراض هي ذاتها والخصائص هي ذاتها، والمؤشرات هي ذاتها التي سبقت الإبادة في رواندا.
اتخذ الصراع في السودان، في الأسابيع الأخيرة، منعطفًا خطيرًا، الأمر الذي ينذر باحتمال اندلاع حرب قبلية شاملة في جميع أنحاء البلاد، يؤجج نيرانها طرفي الحرب. إن تصاعد العنف العرقي يهدد بانزلاق كارثي قد يؤدي إلى مجازر واسعة ودمار ربما يمكث في الضمير الإنساني إلى الأبد. فالتقارير من شرق ولاية الجزيرة تفيد بأن قوات الدعم السريع (RSF) قد اقتحمت المدن والقرى والأحياء، ما أسفر عن مقتل عدد لم يحصر بعد من المدنيين وإرتكاب انتهاكات واسعة ضد الأفراد الأبرياء العزل، ما قاد بدوره إلى تشريد جماعي نحو منطقة البطانة في ظل ظروف شديدة الصعوبة. في الوقت ذاته، وفي المقابل، كثفت القوات المسلحة السودانية (SAF) من غاراتها الجوية على المناطق المدنية في دارفور وكردفان والجزيرة، ما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في الأرواح وإلى أضرار واسعة بالبنية التحتية وتدمير للثروة الحيوانية بسبب القصف العشوائي.
كثف الطرفان من خطاباتهما الحربية، وانحرفت لغة الخطاب لتدفع بالناس إلى التعبئة على أسس عرقية وإقليمية. وقد أدى هذا التحريض إلى تصاعد مضطرد في الولاء القبلي والاستياء، خاصة في سهول البطانة بشرق الجزيرة، وولايات نهر النيل والشمالية، والمجتمعات في دارفور وكردفان وشرق السودان. وبدأت بعض الشخصيات ذات التأثير من زعماء المجتمع والشعراء والمغنون في نشر الدعوات للانتقام، ليس فقط ضد المقاتلين، بل تشمل مجتمعات بأكملها مرتبطة بجماعات اجتماعية مختلفة. هذا التصعيد الحرج يهدد بتحويل
النزاع إلى مرحلة كارثية من التحالفات القبلية والإقليمية، مما يعرض البلاد لخطر حدوث مجازر واسعة النطاق ومآسي إنسانية ضخمة.
تُرسل مجموعة المناصرة من أجل السلام في السودان (AGPS) هذا التحذير العاجل، وتدعو الجميع لتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية لإتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذا الانزلاق المرتقب نحو الحرب الشاملة والإبادة الجماعية. لقد أدى الصراع الحالي بالفعل إلى تمزيق النسيج الاجتماعي للسودان، حيث أصبحت القبلية سلاحاً خطيراً للتعبير عن المظالم السياسية والاجتماعية. وهذا المسار الآن يضع المدنيين في خطر أكبر ويزيد من معاناتهم ويضاعف دمار الحرب.
إننا نصدر هذا النداء العاجل إلى جميع الأطراف المعنية. فالتدخل الفوري والحاسم أضحى ضرورة حياة أو موت لوقف الانزلاق نحو حرب قبلية شاملة ومن ثم لابد من العمل بأسرع ما يمكن لإرساء أساس للسلام والاستقرار. فالإبطاء في التحرك السريع والمنسق، سيقود إلى أن يواجه السودان خطر الإبادة الاجتماعية. والتفكك الاجتماعي والدمار الإنساني الذي يصعب الخروج منه.
ندعو نحن كمجموعة المناصرة إلى تعبئة كل القنوات المتاحة لفرض وقف فوري للأعمال العدائية. إن إشراك الطرفين المتحاربين للدخول في هدنة أمر حاسم لحماية المدنيين ومنع تحول النزاع إلى حرب قبلية واسعة النطاق. كما أن إنشاء منطقة عازلة آمنة ومحايدة داخل كل مناطق النزاع أمرٌ ضروريٌّ لتخفيف التوترات وردع العنف المدفوع بالانتماءات العرقية. إننا نحذر بأن السودان يقف عند حافة الهاوية، وأن علامات مأساة رواندا في العام ١٩٩٤ بدأت تطل برأسها وقد لاحت نذرها في الأرجاء. وها هي طبول الحرب قد دوت في القري والبوادي، الأمر الذي يستوجب التحرك الفوري الموحد لمنع هذا النزاع الوحشي من تمزيق البلاد بصورةٍ لا يمكن علاجها. هذا التصعيد الذي يجري الآن بوتيرة متزايدة سيقود حتمًا إلى وقوع مجازر بشرية ضخمة لا يمكن معالجتها بسهولة. كل خطوة عاجلة تتخذ لوقف الأعمال العدائية والتركيز على السلام سوف تنقذ أرواح عزيزة وتجنبنا مآس كارثية.
ندعو جميع الأطراف المحلية والوطنية والدولية إلى توحيد جهودهم الآن لحماية السودان من نكبة وشيكة الحدوث. معًا، يجب أن نبني مستقبلًا قائمًا على السلام والتماسك - مستقبل يعيش فيه كل مواطن بكرامة وأمان، ويشهد على وعد دائم بسودان موحد.
مجموعة المناصرة من أجل السلام في السودان (AGPS)
Email: buthaina.elnaiem@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی السودان إننا فی
إقرأ أيضاً:
حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة
أنه وعلى الرغم من وقوف أمريكا مع إسرائيل إلا أن الأخيرة تشعر بالعزلة العالمية لتجد نفسها في مواجهة العزلة الدبلوماسية المتزايدة بسبب حربها في غزة، وبرغم من ذلك فان حكومة الاحتلال المتطرفة باتت غير مهتمة بما يقال عنها او بما وصلت أليه من مستوى غير مسبوق من الاتهامات المباشرة لارتكابها جرائم الحرب والإبادة الجماعية وانها غير مبالية بما يعتقده العالم عنها، بينما أصبحت دولة غير أمنة للعديد من الإسرائيليين المقيمين فيها والذين اغلبهم قد غادروها بالفعل بلا رجعة .
وتصدر المشهد نتنياهو عبر مواقفه وعزمه على تغير واجهة الشرق الأوسط بينما افتقدت إسرائيل الأمن والهدوء ولم يعد قادرا في واقع الأمر على إقناع الإسرائيليين بتوفير الاستقرار حيث أصبحت إسرائيل تعيش في عزلة دائمة وأصبحت دولة غير أمنة بالنسبة للعديد من الإسرائيليين وخاصة هؤلاء أصحاب الجنسية المزدوجة وأن العديد منهم يعترفون بعدم الارتياح لأنهم لا يسمعون من نتنياهو أي نهاية واقعية باستثناء المزيد من الصراع ويعترفون بأنهم أصيبوا بصدمة بسبب السرعة التي فقدت بها إسرائيل التعاطف العالمي والعواقب المترتبة على ذلك وواقعهم ومستقبلهم المعيشي.
حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة عكست إستراتجية جديدة لهيمنة اليمين الإسرائيلي وحملت توجهات في إعادة تشكيل الشرق الأوسط وتثير الأصوات المتطرفة داخل الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، مخاوف مما يسميه البعض «التطلعات التوسعية نحو ما يعرف بإسرائيل الكبرى» حيث يعتقد التكتل المتطرف انه بإمكانه التمدد الى بما يعرف إسرائيليا بين دجلة والفرات ويعلنون صراحة من خلال خرائط يلتقطون الصور أمامها أنهم لن يكتفوا بغزة.
ولا يمكن أن تكون تلك التطلعات التوسعية العابرة للحدود على الأجندة الآنية لحكومة الاحتلال بالرغم من ان التكتل اليميني المتطرف يتبنى مثل هذه الشعارات وفي حقيقة الأمر تبقى الصورة التي تتمحور في عقلية نتنياهو في الوقت الراهن وما يمكنه رسمه عبر الشرق الأوسط الجديد حول تمكين إسرائيل من استيطان ما تبقى من الأراضي الفلسطينية وإعادة احتلال قطاع غزة وضم الضفة الغربية ولا تخفي إسرائيل نواياها بشأن تمديد مشروعها الاستيطاني وأعلنت وبشكل صريح عن نيتها مضاعفة عدد المستوطنين إلى مليون، رغم ما يلقاه ذلك من انتقادات عربية ودولية.
وضمن إليه المشهد السياسي الإسرائيلي فان هناك عدد من الوزراء في الحكومة اليمينية المتطرفة لا يؤمنون بحل الدولتين، والآن نبدو أبعد ما نكون عن قيام دولة فلسطينية منذ اتفاقات أوسلو ولكن لا يمكن الاعتقاد أن المجتمع الدولي سيوافق على هذه الخرائط الإسرائيلية التي تخلو من الأراضي الفلسطينية حيث تؤكد كل المعطيات ان المنظور الإسرائيلي للشرق الأوسط الجديد لا يمكن تحقيقه وصعب ان يصبح أمر واقع وتغيب شعب فلسطين عن المشهد بمجرد تنفيذ مخططات الاحتلال التصفوية.
ولا يمكن لدولة الاحتلال ان تستمر في حربها دون تقديم الدعم الشامل والمتكامل وتبني المشروع الإسرائيلي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والتي عملت خلال الحرب على توفير الدعم العسكري والسياسي والمالي لحكومة التطرف وقامت بإمدادها بالسلاح المناسب لخوض حربها ووفرت لها التغطية السياسية الدولية مستخدمة حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي لأكثر من ثلاث مرات لعدم تمرير قرارات إدانة لإسرائيل حيث قدمت دعما كبيرا لإسرائيل لتضمن تفوقها الاستراتيجي وكثفت من وجودها العسكري في ظل تزايد التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.
الدستور الأردنية