الصحافة الإسبانية : المغرب خرج منتصراً بعد تخلي فرنسا عن حيادها التقليدي ودعم وحدة المغرب الترابية
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
زنقة 20. مدريد / مراسلة خاصة
لقيت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرسمية إلى المغرب صدى واسعاً في وسائل الإعلام الإسبانية، التي تناولت الحدث باعتباره علامة بارزة على المصالحة بين البلدين وخطوة هامة في موقف فرنسا تجاه قضية الصحراء.
وعبرت صحف كبرى مثل إلباييس، لاراثون، ولافانغوارديا ( (El País, La Razón, La Vanguardia عن تقديرها للدعم الدبلوماسي الفرنسي لمقترح الحكم الذاتي المغربي، معتبرة أن هذا الدعم يشكل دفعة قوية للعلاقات الثنائية التي شهدت توتراً خلال السنوات الأخيرة.
واعتبرت إلباييس أن زيارة ماكرون تعد “بادرة مصالحة”، مؤكدة على موقف فرنسا الواضح في دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي، وهو موقف يتماشى مع توجهات الولايات المتحدة ويمثل خطوة تتجاوز دعم إسبانيا لهذا الحل عام 2022. ونوهت الصحيفة بأن ماكرون وصل إلى المغرب مصحوباً بتسعة وزراء وأكثر من خمسين رجل أعمال، في إشارة واضحة إلى سعي باريس لتعزيز دورها كحليف استراتيجي رئيسي للمغرب في شمال أفريقيا. وفي ظل مكانتها كأكبر مستثمر أجنبي في المملكة، تطمح فرنسا إلى ترسيخ مكانتها كشريك أساسي في دعم الاستقرار والتنمية الاقتصادية في المغرب.
من جانبها، ركزت لاراثون على أبعاد التعاون الاستراتيجي والاهتمام الفرنسي بتعزيز الحضور العسكري في المغرب، وأشارت إلى أن من بين الملفات المطروحة للنقاش إمكانية بيع غواصات فرنسية من طراز “سكوربين“، في خطوة تنافسية مع ألمانيا التي تسعى أيضاً للفوز بهذه الصفقة. وتأتي هذه التحركات في سياق التوتر الإقليمي المتصاعد مع الجزائر، التي تمتلك غواصات روسية الصنع ضمن أسطولها. وتؤكد هذه الزيارة، بحسب الصحيفة، على رغبة باريس والرباط في تعزيز علاقاتهما الثنائية وترسيخ دور المغرب كحليف أمني محوري في المنطقة.
أما لافانغوارديا فقد وصفت زيارة ماكرون بأنها “تاريخية”، معتبرة إياها نقطة تحول جذرية في الدبلوماسية الفرنسية تجاه المغرب. وأشارت الصحيفة إلى أن الدعم الفرنسي الصريح لسيادة المغرب على الصحراء، وتخلي باريس عن حيادها التقليدي في هذا الملف، يمثلان موقفاً جريئاً من قبل فرنسا رغم التحديات التي قد يفرضها على علاقتها مع الجزائر. وأكدت الصحيفة أن هذه الشراكة ستسهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة وتثبيت المغرب كشريك موثوق ومؤثر.
وأجمعت الصحف الإسبانية على أن زيارة ماكرون تشكل نصراً دبلوماسياً للمغرب وتعكس اهتمام فرنسا بتعميق الشراكة في مجالات محورية كالنقل والطاقة والدفاع. وتأتي هذه الخطوة مصحوبة بتوقيع اتفاقيات بقيمة مليارات الدولارات ودعم من شركات فرنسية كبرى مثل إيربوس Airbus ونافالكروب Naval group. وتسعى فرنسا من خلال هذه الزيارة إلى تعزيز مكانة المغرب كحليف اقتصادي وسياسي، مما يدشن مرحلة جديدة من التعاون الوثيق بين البلدين في منطقة المغرب الكبير.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
كمال داود أمام القضاء الفرنسي
فتحت العدالة الفرنسية، أمس الخميس، ملف قضية الكاتب الفرنكو - جزائري، كمال داود، صاحب جائزة “غونكور 2024” الأدبية، عن روايته “حوريات”.
وجاء هذا بعد اتهامه وزوجته في الجزائر، بـ”سرقة الحياة الخاصة” لشابة “سعادة عربان” عانت من ويلات المأساة الوطنية إبان العشرية السوداء، واستغلال قصتها في عمله الأدبي.
ووفقا لما كشفته، صحيفة ” لوفيغارو” الفرنسية، فقد تم رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود، بتاريخ أمس الخميس 13 فيفري 2025، في فرنسا، بتهمة المساس وعدم احترام الحياة الخاصة للسيدة سعادة عربان.
وكد المصدر ذاته ان محضرا قضائيا قد سلّم داود بلاغا بالمثول أمام محكمة بباريس يوم 7 ماي المقبل، بينما كان الكاتب في جلسة إهداء روايته “حوريات” بمنطقة جيروند، في جنوب غرب فرنسا.
واتهمت عربان، كمال داود بـ “سرقة قصة حياتها” وتوظيفها في روايته “حوريات”، التي نال عنها جائزة “غونكور” الأدبية الراقية في فرنسا، بتاريخ 4 نوفمبر 2024.
وبتاريخ 18 نوفمبر من سنة 2024، قبلت المحكمة الابتدائية لوهران، إيداع ملف دعوى قضائية لـ “سعادة عربان” ضد الروائي كمال داود، التي تتهمه وزوجته بصفتها أخصائية أمراض نفسية، كانت متابعة لحالة سعادة منذ 2015 بـ”انتهاك الحياة الشخصية وإفشاء السر الطبي”، من خلال روايته.
وسبق لمحامية الضحية، فاطمة الزهراء بن براهم، أن كشفت أنه تم رفع قضيتين اثنتين على مستوى المحكمة الابتدائية لوهران، تتعلق الأولى “بإفشاء السر المهني” الذي تتورط فيه زوجه كمال داود بصفتها طبيبة الضحية.