الخلفيات السياسية لتعثر تشكيل حكومة بنكيران الثانية.. محاولة للفهم والتفسير
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
كيف يمكن فهم التعثر الكبير الذي شهدته عملية تشكيل الحكومة وما هي الخلفيات الحقيقية وراء إعفاء عبد الإله بنكيران وتعيين شخصية ثانية من نفس الحزب؟ وكيف تعامل حزب العدالة والتنمية في هذه المحطة المهمة في تاريخه السياسي، بل والغير المسبوقة في التاريخ السياسي والدستوري المغربي؟
في هذه المقالة نحاول تسليط الضوء على هذه المحطة المفصلية ورصد مختلف التفاعلات التي كان لها تأثير كبير على مكانة حزب العدالة والتنمية وعلى التوازنات السياسية التي كانت قائمة بعد دينامية الربيع العربي.
كيف تفاعلت أعلى سلطة في البلاد مع تعثر تشكيل الحكومة؟
انطلاقا من مضامين بيان الديوان الملكي الذي صدر يوم 15 مارس 2017 نستشف بعض عناصر الفهم التي تعبر عن نظرة المؤسسة الملكية للموضوع.
في أول فقرة من بلاغ الديوان الملكي، تذكير بالحرص الملكي على تعيين عبد الإله بنكيران رئيسا للحكومة مباشرة بعد الانتخابات، وقد جاءت العبارة واضحة على الشكل التالي: "لقد سبق لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أن بادر بالإسراع، بعد 48 ساعة من الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية لسابع أكتوبر 2016، بتعيين السيد عبد الإله بنكيران رئيسا للحكومة"، فعل المبادرة وفعل السرعة هما بمثابة تذكير باحترام المؤسسة الملكية للمنهجية الديموقراطية وحرصها على تكريس العرف الدستوري القاضي بتعيين رئيس الحزب المتصدر لنتائج الانتخابات رئيسا للحكومة، وليس الاكتفاء بتعيين شخصية من الحزب الفائز بالانتخابات، وهي محاولة واضحة لاستبعاد أي تفسير سياسي بأن هناك إرادة معينة تستهدف التخلص من عبد الإله بنكيران كشخص، ولو كانت هذه الإرادة موجودة لتم منذ اليوم الأول تعيين شخصية أخرى من حزب العدالة والتنمية كما يسمح بذلك الدستور الذي لم يلزم الملك صراحة بتعيين رئيس الحزب الأول في منصب رئيس الحكومة.
إن المشاورات التي خاضها رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران من أجل تشكيل الحكومة وبناء أغلبية برلمانية، اصطدمت بعراقيل حقيقية من طرف معظم الأحزاب السياسيةومما يؤكد هذا التفسير أن بلاغ الديوان الملكي حاول أن يحمل مسؤولية التأخر الكبير في تشكيل الحكومة لرئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران، وفي هذا السياق ذكر البلاغ بأن "جلالته سبق أن حث رئيس الحكومة المعين، عدة مرات، على تسريع تكوين الحكومة الجديدة"، واستطرد بيان الديوان الملكي ليذكر بأن " جلالة الملك بعد عودته إلى أرض الوطن بعد الجولة التي قادته إلى عدد من الدول الإفريقية الشقيقة، أخذ علما بأن المشاورات التي قام بها السيد رئيس الحكومة المعين، لمدة تجاوزت الخمسة أشهر، لم تسفر إلى حد اليوم، عن تشكيل أغلبية حكومية، إضافة إلى انعدام مؤشرات توحي بقرب تشكيلها" وبناء عليه "وبمقتضى الصلاحيات الدستورية لجلالة الملك، بصفته الساهر على احترام الدستور وعلى حسن سير المؤسسات، والمؤتمن على المصالح العليا للوطن والمواطنين، وحرصا من جلالته على تجاوز وضعية الجمود الحالية، فقد قرر، أعزه الله، أن يعين كرئيس حكومة جديد، شخصية سياسية أخرى من حزب العدالة والتنمية".
وأضاف البيان بأن "جلالة الملك فضل أن يتخذ هذا القرار السامي، من ضمن كل الاختيارات المتاحة التي يمنحها له نص وروح الدستور، تجسيدا لإرادته الصادقة وحرصه الدائم على توطيد الاختيار الديمقراطي، وصيانة المكاسب التي حققتها بلادنا في هذا المجال".
والخلاصة، أن بلاغ الديوان الملكي حاول أن يبلغ ست رسائل سياسية بشكل مباشر:
أولا، الحرص الملكي على احترام الدستور وفق تأويل ديموقراطي إيجابي وتمثل ذلك في تعيين عبد الإله بنكيران رئيسا للحكومة وتكليفه بتشكيلها.
ثانيا، الحث الملكي لرئيس الحكومة المعين بضرورة تسريع تشكيل الحكومة.
ثالثا، مسؤولية رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وراء تعثر تشكيل الحكومة بعد مرور أزيد من خمسة أشهر على تعيينه، وانعدام مؤشرات توحي بتشكيلها في القريب العاجل.
رابعا، المسؤولية الدستورية للملك رئيس الدولة بصفته الساهر على احترام الدستور وعلى حسن سير المؤسسات، والمؤتمن على المصالح العليا للوطن والمواطنين، التي تقتضي التدخل من أجل تجاوز وضعية الجمود الحالية.
خامسا، اتخاذ قرار بتعيين رئيس حكومة جديد، وهو شخصية سياسية أخرى من حزب العدالة والتنمية انسجاما مع روح الدستور، وهو ما يعني ضمنيا إعفاء عبد الإله بنكيران. وقد تجنب بلاغ الديوان الملكي استخدام مصطلح الإعفاء لأنه ليس له ما يسنده من الناحية الدستورية، ولذلك كانت تقنية تعيين شخصية من نفس الحزب وحلوله محل رئيس الحكومة المكلف هي الآلية الممكنة لتجنب الإحراج الدستوري الذي لا يفسح المجال لإقالة رئيس الحكومة.
سادسا، الإشارة إلى اختيارات أخرى متاحة يمنحها نص وروح الدستور للملك، وهي اختيارات لم يتم الكشف عنها لإبراز أن أفضل هذه الخيارات هي الحفاظ على المبدأ الدستوري القاضي بتعيين رئيس الحكومة من الحزب الأول المتصدر لنتائج الانتخابات، واستبعاد خيارات أخرى ممكنة، وهي في هذه الحالة ـ في نظرنا ـ اللجوء لإعادة الانتخابات، أما ما تم ترويجه من إمكانية تعيين شخصية من الحزب الحاصل على الرتبة الثانية في الانتخابات، فهو خيار مستبعد، سياسيا ودستوريا، كما سنوضح في المقال المقبل..
كانت هذه هي الرسائل الأساسية لبلاغ الديوان الملكي، لتجاوز تعثر تشكيل الحكومة لمدة تزيد عن خمسة أشهر بعدما استعصى على عبد الإله بنكيران توفير أغلبية برلمانية مساندة للحكومة.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل هذه الاعتبارات كافية لفهم تعثر تشكيل الحكومة أم إن هناك اعتبارات أخرى كانت تقف وراء ذلك؟ وكيف تفاعلت قيادة حزب العدالة والتنمية مع بلاغ الديوان الملكي في هذه اللحظات السياسية الحاسمة؟
محاولة لفهم الخلفيات السياسية التي كانت وراء ما سمي ب"البلوكاج" الحكومي..
بغض النظر عن السبب المعلن في بلاغ الديوان الملكي والمتمثل في كون "المشاورات التي قام بها السيد رئيس الحكومة المعين، لمدة تجاوزت الخمسة أشهر، لم تسفر عن تشكيل أغلبية حكومية، إضافة إلى انعدام مؤشرات توحي بقرب تشكيلها" فإن هناك بعض الاعتبارات الأخرى التي ينبغي استحضارها في التحليل، وهي الظروف السياسية التي طبعت تلك المرحلة والتي تسمح بفهم الخلفيات السياسية لما سمي ب"البلوكاج الحكومي".
أولا، قبل انتخابات السابع من أكتوبر 2016، كانت القوانين الداخلية لحزب العدالة والتنمية تقضي بتنظيم المؤتمر الوطني العادي سنة 2016، ونظرا لتزامن هذا الاستحقاق التنظيمي الداخلي مع سنة انتخابية، فقد قرر حزب العدالة والتنمية تأجيل مؤتمره الوطني لمدة سنة، وهو ما يعني تجديد الثقة في عبد الإله بنكيران لرئاسة الحزب لمدة سنة إضافية، والرهان عليه كمرشح لرئاسة الحكومة للمرة الثانية إذا حصل الحزب على الرتبة الأولى في الانتخابات، خصوصا وأن الحزب حقق نتائج مبهرة في الانتخابات البلدية التي أجريت يوم 4 نونبر 2015 ونجح في ترؤس المجالس الجماعية للمدن الكبرى في المغرب (الدار البيضاء، الرباط، سلا، فاس، مراكش، أكادير ، طنجة وغيرها..) وهنا تنبغي الإشارة إلى أن الحياة السياسية المغربية المعاصرة منذ الاستقلال إلى اليوم، لم يسبق أن سجلت تولي حزب سياسي لرئاسة الحكومة مرتين متتاليتين..
ثانيا، هذا الاختيار كان نابعا من إحساس الحزب بأهمية الدور التواصلي الذي كان يقوم به عبد الإله بنكيران، والذي طبع بأسلوبه الحياة السياسية المغربية خلال هذه المرحلة ونجح في إثارة الاهتمام بالسياسة لدى شرائح واسعة من المغاربة، ورسم لديها انتظارات وآمال عريضة في إمكانية الإصلاح، وهو ما ساهم في الرفع من شعبية الحزب وأزعج خصوم العدالة والتنمية ورفع من منسوب الرغبة لديهم في إضعافه وتحطيم عناصر قوته.
ثالثا، يبدو بأن شعبية عبد الإله بنكيران أصبحت مزعجة للكثيرين، الذين باتوا يعقدون مقارنات كيدية، حول نسبة المشاهدات التي أصبحت تحظى بها جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة، والتي باتت تستقطب جمهورا جديدا لم يكن مغرما بالخطاب السياسي، وأصبحت مناسبة للمتابعة وحتى "للفرجة" السياسية في المقاهي ومشاهدة كيف يقوم عبد الإله بنكيران بالتنكيل بمعارضيه وتسفيه آرائهم ومواقفهم.
بغض النظر عن السبب المعلن في بلاغ الديوان الملكي والمتمثل في كون "المشاورات التي قام بها السيد رئيس الحكومة المعين، لمدة تجاوزت الخمسة أشهر، لم تسفر عن تشكيل أغلبية حكومية، إضافة إلى انعدام مؤشرات توحي بقرب تشكيلها" فإن هناك بعض الاعتبارات الأخرى التي ينبغي استحضارها في التحليل، وهي الظروف السياسية التي طبعت تلك المرحلة والتي تسمح بفهم الخلفيات السياسية لما سمي ب"البلوكاج الحكومي".وهنا ينبغي الإقرار بأن الخطاب السياسي لعبد الإله بنكيران كثيرا مع تسبب في خلق أزمات معينة مع القصر سرعان ما يتم احتواؤها، إما ببيانات مؤسساتية، أو بتصريحات تصحيحية، لكن ما ينبغي التوقف عنده، هو ما كشف عنه مؤخرا مصطفى الرميد عضو الأمانة العامة آنذاك، ووزير العدل والحريات في حكومة بنكيران ووزير الدولة في حكومة سعد الدين العثماني، في حوار صحافي من أن الاستقبال الملكي لتعيين عبد الإله بنكيران يوم 10 أكتوبر 2016 رئيسا للحكومة، كان متبوعا في نفس اليوم باستقبال غير معلن لعبد الإله بنكيران مرفوقا بمصطفى الرميد. هذا اللقاء الذي كانت بمثابة جلسة محاسبة وتأنيب لعبد الإله بنكيران وتبليغه انزعاج الملك من مجموعة من التصريحات التي تضمنتها خطاباته أو خطابات بعض القياديين في الحزب، وهو ما كان ينبغي أن يفهم منه أن مهمة بنكيران لن تكون سهلة.
رابعا، خاض حزب العدالة والتنمية حملة انتخابية قوية في مواجهة حزب الأصالة والمعاصرة، وهو حزب تأسس من طرف السيد فؤاد عالي الهمة الذي كان يشغل آنذاك منصب وزير منتدب في الداخلية ومعروف بقربه الكبير من الملك، وسبق له أن أعلن بشكل مباشر أن مهمته تكمن في مواجهة الإسلاميين...،ورغم ابتعاده عن الحزب في أعقاب احتجاجات 20 فبراير والتحاقه بالديوان الملكي كمستشار خاص للملك، فقد بقي حزب الأصالة والمعاصرة في نظر العديد من المراقبين يتمتع بدعم خاص تمثل في حجم الأعيان الملتحقين به وفي حجم الإمكانيات المادية التي توفرت له في ظرف وجيز وفي الدعم الواضح الذي كان يتلقاه من طرف السلطات المحلية في الكثير من المحطات، ولذلك فإن نجاح حزب العدالة والتنمية في إلحاق الهزيمة الانتخابية به، وتحقيقه للرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية للمرة الثانية بعد ترؤسه للحكومة لولاية كاملة، اعتبر بمثابة تحطيم لقواعد الضبط الانتخابي الموجودة، وإشارة تحدي لكل من راهنوا على حزب الأصالة والمعاصرة كبديل لحزب العدالة والتنمية.
خامسا، إن المشاورات التي خاضها رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران من أجل تشكيل الحكومة وبناء أغلبية برلمانية، اصطدمت بعراقيل حقيقية من طرف معظم الأحزاب السياسية، فباستثناء حزب التقدم والاشتراكية وحزب الاستقلال اللذين عبرا عن استعدادهما للمشاركة في الحكومة، فإن الأحزاب الأخرى لم تعبر عن إرادة حقيقية لتيسير مهمة رئيس الحكومة، وسيزداد الوضع تعقيدا حينما أدلى حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال بتصريحات مثيرة حول مورتانيا، وهو ما أثار استياء الحكومة الموريتانية وأثار استياء السلطات المغربية، مما جعل مشاركته في الحكومة غير مرغوب فيها، وهو ما عبر عنه بشكل صريح عزيز أخنوش الرئيس المنتخب حديثا آنذاك لحزب التجمع الوطني للأحرار حينما ربط مشاركته في الحكومة بعدم مشاركة حزب الاستقلال كما اشترط عدم تضمين "الدعم الاجتماعي المباشر للمواطنين" في البرنامج الحكومي..
سادسا، إن تلكؤ رؤساء الأحزاب السياسية وعلى رأسها عزيز أخنوش في التجاوب الإيجابي مع مشاورات رئيس الحكومة بعد مرور ثلاثة أشهر، دفعت عبد الإله بنكيران إلى إصدار بيان يعلن فيه عن انتهاء المفاوضات مع عزيز أخنوش ومع امحند العنصر الأمين لحزب الحركة الشعبية، وذلك بعد إصدارهما لبيان مشترك إلى جانب حزبين آخرين هما حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاتحاد الدستوري، أعلنوا فيه حرصهم على المشاركة مجتمعين في الحكومة المزمع تشكيلها، رغم أن رئيس الحكومة المكلف أعلن رغبته في الاكتفاء بمشاركة أحزاب التحالف الحكومي السابق، وهي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية.
وقد كشف بنكيران في بيانه المقتضب، أن "المنطق يقتضي أن يكون لكل سؤال جوابا، وبما أن السؤال الذي وجهتُه للسيد عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار يوم الأربعاء 4 يناير 2017 حول رغبته من عدمها في المشاركة في الحكومة التي عينني جلالة الملك يوم الإثنين 10 أكتوبر 2016 رئيسا لها وكلفني بتشكيلها" وتابع بالقول: "وهو السؤال الذي وعدني بالإجابة عنه بعد يومين، وهو الأمر الذي لم يفعل وفَضل أن يجيبني عبر بلاغ خطه مع أحزاب أخرى منها حزبان لم أطرح عليهما أي سؤال، فإنني أستخلص أنه في وضع لا يملك معه أن يجيبني وهو ما لا يمكن للمفاوضات أن تستمر معه حول تشكيل الحكومة، وبهذا يكون معه قد انتهى الكلام ونفس الشيء يقال عن السيد امحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية".
وفي اجتماع موالي للأمانة العامة ثمنت مضامين بلاغ عبد الإله بنكيران في رسالة دعم واضحة له، وهو ما يستدعي استعراض مواقف الأمانة العامة خلال تلك المرحلة ووضعها في ميزان النقد والتقييم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير تاريخه المغربي المغرب تاريخ حكم سياسة اسلاميون سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العدالة والتنمیة بلاغ الدیوان الملکی عبد الإله بنکیران المشاورات التی رئیسا للحکومة السیاسیة التی فی الانتخابات بتعیین رئیس تعیین شخصیة فی الحکومة عزیز أخنوش أکتوبر 2016 الذی کان أخرى من من طرف وهو ما فی هذه
إقرأ أيضاً:
أمر حاسم.. ماذا يريد حزب الله من رئيس الجمهورية؟
التأكيد الدائم من رئيس الجمهوريّة جوزاف عون على مسألة حصر السلاح بيد الدولة وآخره في حديث له يوم أمس خلال زيارته الإمارات العربية المتحدة، لهو عنوانٌ رئيسيّ بات معتمداً من الآن حتى تحقيق الأساس في الشعار، ذلك أن الوصول إلى الهدف قد يستغرق وقتاً طويلاً خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بـ"حزب الله" وسلاحه.
في بادئ الأمر، ثمّة مسألة مهمة جداً يجب البحث بها وهي قدرة رئيس الجمهورية على استمالة الحزب إليه في ظل مطالبته بـ"حصرية السلاح". كما هو معلوم، فإنَّ المسألة شائكة والمضي بها ليس بالأمر السهل، فمن الصعب جداً وللغاية الوصول إلى هذا المبتغى بـ"رضى الحزب الكليّ" والسريع، إلا إذا كانت هناك عملية واضحة أساسها التسليم بالواقع الجديد الذي فُرض على "حزب الله" بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.
السؤال الأساسي هنا هو التالي: كيف سيقنع عون الحزب بـ"حصرية السلاح"؟ ما هو الأساس الذي يجب أن يعتمد عليه لإرساء هذا الأمر؟ هنا، يقول مرجع سياسي مقرّب من الحزب لـ"لبنان24" إنَّ المبدأ الذي على عون التمسك به يرتبطُ بضرورة "طمأنة حزب الله" بالدرجة الأولى وعدم الذهاب نحو استعداء بيئته التي تريد قولاً واضحاً عنوانه إنها غير مستبعدة وغيرُ مستهدفة وهي شريكة داخل الوطن.
المسألة هذه يعيها عون، وفق المصدر، ولهذا السبب لا يتجه نحو إرساء أي رسالة للمواجهة، فالأمور قيد الدبلوماسية والكلام الموجّه في إطار دقيق، وبالتالي فإن "الغزل" بين عون و"حزب الله" لم ولن ينتهي طالما أن المصلحة بين الطرفين قائمة علماً أنَّ العلاقة قديمة.
يلفتُ المصدر إلى أن عون لا يريدُ أن يخذل بيئة الحزب بقدر ما أنه يريد أن يجعلها "مرتاحة" من أي مُستقبل قادم وذلك في ظل الهجمة التي قيل إنها تستهدف الحزب وبيئته وتؤدي إلى إقصائه.
بالتوازي مع كل ذلك، فإنَّ "حزب الله" يسعى لتعزيز أوراقه لدى رئيس الجمهورية والأساس في ذلك تثبيت القاعدة الشعبية وقوتها، وما الانتخابات البلدية إلا العنوان الأساس لذلك. هذا الأمر تعيه قيادة الحزب تماماً، فالانتخابات تكشف الأحجام الانتخابية وتعطيها زخماً وتكرس واقعاً يريده الحزب للقول إن مؤيديه بصموا له انتخابياً، ما يعني أن مسألة الإقصاء لا يمكن تحقيقها سياسياً، كما أن الإلغاء ينفيه تثبيت الوجود لاسيما عبر الوكالة الشرعية.
كل هذا الأمر، كما يقول المصدر، يعني "طمأنة حزب الله"، مشيراً إلى أن الأخير يريد الاستماع لهواجسه، وهذا ما يدور في أروقة الحوار بين الحزب وعون على قاعدة تبديد المخاوف.
المصدر اعتبر أيضاً أنّ "حزب الله" يملي ثقة كبيرة بعون، فاعتماده الواضح على ما قد يفرضه رئيس الجمهورية من طروحات قد يمهد الطريق نحو تفاهم أكبر وأعمق.. هنا، المسألة قد لا تكون حاسمة لكنها ستكون مهداً أولياً للحل.. فهل باتت الأمور قريبة حقاً؟ المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة "طريق المطار"...مَن يريد توتير العلاقة بين رئيس الجمهورية و"حزب الله"؟ Lebanon 24 "طريق المطار"...مَن يريد توتير العلاقة بين رئيس الجمهورية و"حزب الله"؟ 01/05/2025 10:00:34 01/05/2025 10:00:34 Lebanon 24 Lebanon 24 "حزب الله": نُعرب ب عن تضامننا العميق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية Lebanon 24 "حزب الله": نُعرب ب عن تضامننا العميق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية
01/05/2025 10:00:34 01/05/2025 10:00:34 Lebanon 24 Lebanon 24 ماذا يحدث داخل "حزب الله"؟ "إختبار إستراتيجي"! Lebanon 24 ماذا يحدث داخل "حزب الله"؟ "إختبار إستراتيجي"!
01/05/2025 10:00:34 01/05/2025 10:00:34 Lebanon 24 Lebanon 24 حوار عون و"حزب الله"لم يبدأ بعد ولا معطيات حاسمة حيال الموعد والشكل Lebanon 24 حوار عون و"حزب الله"لم يبدأ بعد ولا معطيات حاسمة حيال الموعد والشكل
01/05/2025 10:00:34 01/05/2025 10:00:34 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 تابع قد يعجبك أيضاً
بطالة وهجرة ورواتب متدنية.. عمال لبنان "في ورطة كبيرة"!
Lebanon 24 بطالة وهجرة ورواتب متدنية.. عمال لبنان "في ورطة كبيرة"!
02:30 | 2025-05-01 01/05/2025 02:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 في بيان مشترك.. هذا ما تم الاتفاق عليه بين لبنان والامارات
Lebanon 24 في بيان مشترك.. هذا ما تم الاتفاق عليه بين لبنان والامارات
02:53 | 2025-05-01 01/05/2025 02:53:38 Lebanon 24 Lebanon 24 بوشكيان للعمال: أنتم العمود الفقري للاقتصاد والنهوض الوطني
Lebanon 24 بوشكيان للعمال: أنتم العمود الفقري للاقتصاد والنهوض الوطني
02:48 | 2025-05-01 01/05/2025 02:48:40 Lebanon 24 Lebanon 24 مسعد للعمال: انتم صمام الامان لاقتصادنا
Lebanon 24 مسعد للعمال: انتم صمام الامان لاقتصادنا
02:47 | 2025-05-01 01/05/2025 02:47:14 Lebanon 24 Lebanon 24 الحجار في عيد العمال: التزام بالعمل على تحسين اوضاعهم وحماية حقوقهم
Lebanon 24 الحجار في عيد العمال: التزام بالعمل على تحسين اوضاعهم وحماية حقوقهم
02:46 | 2025-05-01 01/05/2025 02:46:04 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
قبل طلاقها... ماذا قالت ماريتا الحلاني عن كميل أبي خليل؟ إليكم الفيديو التالي
Lebanon 24 قبل طلاقها... ماذا قالت ماريتا الحلاني عن كميل أبي خليل؟ إليكم الفيديو التالي
07:39 | 2025-04-30 30/04/2025 07:39:58 Lebanon 24 Lebanon 24 "تعري وقلة أدب".. ميريام كلينك بإطلالة فاضحة تُعرضها لهجوم عنيف (فيديو)
Lebanon 24 "تعري وقلة أدب".. ميريام كلينك بإطلالة فاضحة تُعرضها لهجوم عنيف (فيديو)
03:17 | 2025-04-30 30/04/2025 03:17:21 Lebanon 24 Lebanon 24 أطلت بالأبيض ممسكةً بيد حبيبها.. نجمة "ستار أكاديمي" تعلن خطوبتها (صورة)
Lebanon 24 أطلت بالأبيض ممسكةً بيد حبيبها.. نجمة "ستار أكاديمي" تعلن خطوبتها (صورة)
09:27 | 2025-04-30 30/04/2025 09:27:36 Lebanon 24 Lebanon 24 زوجها ممثل عالميّ.. مُحامية لبنانيّة قد تُمنع من دخول الولايات المتّحدة الأميركيّة ما السبب؟
Lebanon 24 زوجها ممثل عالميّ.. مُحامية لبنانيّة قد تُمنع من دخول الولايات المتّحدة الأميركيّة ما السبب؟
06:55 | 2025-04-30 30/04/2025 06:55:47 Lebanon 24 Lebanon 24 مفاجأة الطقس في لبنان خلال الساعات المقبلة.. هذا ما سيحصل
Lebanon 24 مفاجأة الطقس في لبنان خلال الساعات المقبلة.. هذا ما سيحصل
13:53 | 2025-04-30 30/04/2025 01:53:25 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب
محمد الجنون Mohammad El Jannoun @MhdJannoun صحافي وكاتب ومُحرّر أيضاً في لبنان
02:30 | 2025-05-01 بطالة وهجرة ورواتب متدنية.. عمال لبنان "في ورطة كبيرة"! 02:53 | 2025-05-01 في بيان مشترك.. هذا ما تم الاتفاق عليه بين لبنان والامارات 02:48 | 2025-05-01 بوشكيان للعمال: أنتم العمود الفقري للاقتصاد والنهوض الوطني 02:47 | 2025-05-01 مسعد للعمال: انتم صمام الامان لاقتصادنا 02:46 | 2025-05-01 الحجار في عيد العمال: التزام بالعمل على تحسين اوضاعهم وحماية حقوقهم 02:45 | 2025-05-01 بين لبنان وسوريا.. هذا ما فعله "نازحون" فيديو جحيم في الجبال.. إسرائيل تستنجد لإخماد حرائق القدس (فيديو)
Lebanon 24 جحيم في الجبال.. إسرائيل تستنجد لإخماد حرائق القدس (فيديو)
12:08 | 2025-04-30 01/05/2025 10:00:34 Lebanon 24 Lebanon 24 إعلامي شهير يشن هجوماً عنيفاً على بسمة بوسيل.. هذا ما قاله عنها (فيديو)
Lebanon 24 إعلامي شهير يشن هجوماً عنيفاً على بسمة بوسيل.. هذا ما قاله عنها (فيديو)
04:00 | 2025-04-30 01/05/2025 10:00:34 Lebanon 24 Lebanon 24 اتصل بها بعد يوم من زواجه ببسمة بوسيل.. جليلة المغربية تفضح علاقتها بتامر حسني: بقبل كون زوجة تانية (فيديو)
Lebanon 24 اتصل بها بعد يوم من زواجه ببسمة بوسيل.. جليلة المغربية تفضح علاقتها بتامر حسني: بقبل كون زوجة تانية (فيديو)
01:59 | 2025-04-30 01/05/2025 10:00:34 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24