يطالب ممثلو جمعيات إسلامية بتعيين مفوض حكومي لحياة المسلمين في ألمانيا

ينتشر شعور بنقص الأمن في بعض الجمعيات المسلمة في ألمانيا. إنه مزيج من الخوف والقلق وحتى السخط. فمنذ سنوات تتلقى الجمعيات المسلمة (المساجد) في هذا البلد رسائل تهديد، وبعض الرسائل تم توجيهها إلى الكنائس المسيحية. ومؤخرا تلقى مسجد في منطقة أوسنابروك رسالة مجهولة المصدر.

مختارات ألمانيا ـ بعد اكتشاف خلية متطرفة.. لماذا هذه الكراهية تجاه المسلمين؟ الحكومة الألمانية تدين "المخططات المرعبة" لهجمات ضد مساجد إخلاء ثلاثة مساجد في غرب ألمانيا بسبب تهديدات ضدها الادعاء العام: نازيون جدد وراء التهديدات بتفجير مسجدي ميونخ جمعيات إسلامية ألمانية تدين تهديد المساجد بالقنابل

شرطة أوسنابروك تقول، على لسان المتحدث باسمها ماتياس بيكرمان، إنها تشتبه في أن الجاني أو الجانية في منطقتهم وجه الرسالة ليس بدافع الاستهداف الديني، وإنما بهدف إزعاج أفراد معينين. وعندما سألته DW، أوضح بيكرمان أن الشرطة تفترض في هذه الحالة أن اختيار المرسل إليهم "لا يعتمد على انتمائهم الديني".

رسائل تهديد في أنحاء مختلفة من ألمانيا 

قد ينطبق هذا الأمر على عدة حالات في أوسنابروك. ولكن هناك حالات كثيرة غيرها في أجزاء أخرى من نفس الولاية (ساكسونيا السفلى)، وفي ولايات هيسن  وبافاريا  وبرلين،   حيث تلقت المساجد خلال السنوات الأخيرة رسائل تهديد.  ومن المحتمل أن يكون العدد الإجمالي للرسائل مجهولة المصدر أكبر مما هو معروف. بحسب المعلومات الواردة إلى DW تقوم إدارات المساجد بإبلاغ الشرطة، ولكنها أحيانا تفضل ألا يصل الأمر إلى وسائل الإعلام. بالإضافة إلى ذلك، يتلقى بعض الممثلين للجمعيات الإسلامية رسائل تهديد أيضا، يتم الإشارة فيها إلى أفراد أسرهم، بمن فيهم الأطفال القصر.

 "إن التهديدات التي تتعرض لها الجمعيات المسلمة ليست بالأمر الجديد"، يقول برهان كسيجي، رئيس المجلس الإسلامي بألمانيا، في حديث لـDW. ففي الماضي كانت تصل رسائل تهديد من حين لآخر. حينها كان من الواضح أنها كانت رسائل من أفراد، وبعضها مكتوب بخط اليد. أما الآن فالرسائل الواصلة إلى الجمعيات صارت أكثر. وأحيانا تكون هناك إشارة إلى ارتباطها بالإرهاب أو بالخلية اليمينية "NSU"، (التي تعتبر من جماعات النازيين الجدد). ويصف كسيجي ذلك بأنه "أمر مقلق، ومحبط أيضا. لأنه لا يمكنك فعل أي شيء حيال ذلك".

ضحايا الخلية اليمينية المتطرفة، ما عدا واحدة، كانوا من المهاجرين - حجر تذكاري لأحد الضحايا في دورتموند

وبحسب الشرطة، فإن 18 من الرسائل الواردة منذ عام 2018 مرتبطة بمحتوى الجماعة الإرهابية اليمينية المتطرفة (NSU). وهي الجماعة التي قام أعضاؤها، بين عامي 2000 و 2007، بقتل تسعة مهاجرين من أصحاب المحلات الصغيرة، إضافة لشرطية واحدة. وبقيت سلسلة جرائم القتل تلك دون حل لفترة طويلة. ولم يتم القبض على الجناة إلا في عام 2011. وإلى يومنا هذا هناك تكهنات حول الشبكة في البيئة المحيطة بالجناة الرئيسيين.

وتحديدا هذا الارتباط بالخلية اليمينية إياها، يثير قلق العديد من المسلمين في ألمانيا، يقول عبد الصمد اليزيدي، الأمين العام للمجلس المركزي للمسلمين، في حديث لـDW. ويضيف: "إن  الإشارة إلى إرهاب خلية NSU  يظهر حقيقة أن الجناة ينظرون إليهم، من خلال الايديولوجية المتشابهة، على أنهم قدوة وأنهم يريدون إحياء الأعمال الإرهابية اللاإنسانية التي قامت بها الخلية، وأنهم يمجدونها". ولذا يجب على الجميع في المجتمع العمل معا لمواجهة الأمر.

 

عبد الصمد اليزيدي: الإشارة إلى إرهاب خلية NSU يظهر حقيقة أن الجناة ينظرون إليهم، من خلال الايديولوجية المتشابهة، على أنهم قدوة لهم

شعور بنقص الأمان ممزوج بخيبة أمل 

الشعور بنقص الأمان يتعلق بسياق أكبر. لنعد إلى عام 2006، حينها انطلق مؤتمر الإسلام، الذي بات الآن في مرحلته الخامسة، ولكنه لا يحظى باهتمام كبير. ومن أحد نتائج هذا المؤتمر، قامت في نهاية يونيو/حزيران 2023، وبعد حوالي ثلاث سنوات من العمل، مجموعة مستقلة من الخبراء بتقديم تقرير شامل عن معاداة المسلمين في ألمانيا. التقرير تحدث عن ظاهرة منتشرة. وتضمنت النصائح العشرين التي قدمها الخبراء للحكومة الاتحادية: تعيين مجلس دائم للخبراء، وتعيين مفوض اتحادي لمكافحة العداء للمسلمين. ولكن لم يتم تنفيذ أي شيء حتى الآن. 

ويشتكي عبد الصمد اليزيدي من أنه "لم يتم حتى الآن البدء بتنفيذ أي واحدة من التوصيات العشرين التي أصدرها مجلس الخبراء"، ويضيف: "نحن المسلمين نتعرض للتمييز المستمر، ونتعرض للهجوم في المجتمع، ولكن ليس لدينا مفوض لحياة المسلمين، كما هو الحال مع المجتمعات الدينية الأخرى، التي لديها ذلك منذ فترة طويلة. في ألمانيا نحتاج إلى مثل هذا المفوض الذي يضع اصبعه على الجرح". 

هل يجب أن تتواجد قوات الشرطة أمام المساجد  كل يوم جمعة؟ لم يعلق ماتياس بيكرمان، المتحدث باسم الشرطة في أوسنابروك، على ذلك. واكتفى بالقول إنه سيتم تكييف أي تدابير بشكل مستمر مع الوضع الحالي. حاليا لا توجد معطيات تشير لخطر واضح. وعلى ذلك علق ممثلو المسلمين بشكل مختلف. العديد منهم في ولاية ساكسونيا السفلى يضغطون من أجل وجود حماية واضحة من جانب الشرطة هذه الأيام، ويقولون: "إن لم يكن الآن، فمتى؟".

المساجد توفر الحماية بنفسها

بينما يرى رئيس المجلس الإسلامي كسيجي أن توفير الحماية للمساجد من جانب الشرطة يمكن أن يكون "متناقضا" مع الهدف. فمن لا يستطيع أن يصل لمسجده إلا بحماية الشرطة، سيصبح خائفا. أما الأمين العام للمجلس المركزي للمسلمين، اليزيدي، فيطالب بمزيد من التضامن في المجتمع بكامله.

إحدى الصلوات في المسجد المركزي في كولونيا

ويضيف: "بالطبع، نتوقع من السلطات الأمنية توفير الحماية في الموقع المعني، في حالة حدوث خطر محدد"، ويضيف: "ولكن ما نتوقعه أكثر -في ضوء زيادة العنصرية ضد المسلمين- هو  المزيد من التضامن، والمزيد من التعاطف، والمزيد من العمل على جعل حياة المسلمين طبيعية في ألمانيا، وإدماج المسلمين وجمعياتهم ونشاطهم الاجتماعي في الحياة في ألمانيا". كما يتمنى من السياسيين أن يظهروا بكل وضوح، من خلال زيارتهم للمساجد، أن المسلمين جزء من ألمانيا.

وبالمناسبة، تحاول بعض إدارات المساجد، منذ وقت طويل، اتخاذ تدابير الحماية الخاصة بها. وبعضها يعين أيضا عناصر أمن. ويناشد المجلس المركزي للمسلمين المساجد المنتمية له المشاركة في برنامج SOAR لعموم أوروبا، والذي تدعمه المفوضية الأوروبية.

SOAR، اختصار لعبارة: "تعزيز أمن ومرونة المواقع والمجتمعات الدينية المعرضة للخطر". وخلفه يوجد خبراء يساعدون الأقليات الدينية في جميع أنحاء العالم لحماية منشآتهم. ومنذ عام 2021، صاروا ينشطون أيضا في فرنسا وألمانيا وغيرهما. وفي هذا العام يتركز الاهتمام على دعم النساء. وتنطلق الدورة القادمة في سبتمبر/أيلول.

كريستوفر شتراك/ف.ي

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: مؤتمر الإسلام دويتشه فيله مؤتمر الإسلام دويتشه فيله رسائل تهدید

إقرأ أيضاً:

الصومال: القضاء على عناصر إرهابية

مقديشو (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «مجلس شباب تريندز» يناقش «أهمية التعليم بين الشباب» «الوطنية لأهداف التنمية المستدامة» تدعو للاستثمار بالمواهب

أعلن الجيش الوطني الصومالي، أمس، القضاء على عناصر من جماعة «الشباب» الإرهابية كانوا يتحصنون في مناطق تابعة لمدينة أوطغلي بمحافظة شبيلى السفلى. 
وجاء ذلك في إطار عملية عسكرية شنها الجيش الوطني الصومالي وأسفرت أيضاً عن استيلائه على مركبات كانت الجماعة الإرهابية تستخدمها في جمع الأموال إجبارياً من السكان المدنيين.
ووفقاً لوكالة أنباء الصومال الحكومية (صونا) فقد أكد قائد «الكتيبة 14 أكتوبر» في الجيش الوطني الصومالي، العقيد نور محمد غابو، أنه تم تنفيذ العملية العسكرية بنجاح وتدمير قواعد الجماعة الإرهابية وملاحقة فلولها.
وإلى ذلك، فقد ذكر تقرير إخباري، أمس، أن بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال اختتمت رسمياً المرحلة الثالثة من تقليص حجم قواتها، مما يؤكد تقدم الصومال نحو الاعتماد على إمكاناته الذاتية في مجال الدفاع والأمن الوطني.
ومنذ بداية عملية خفض عدد القوات في عام 2023، استطاعت بعثة الاتحاد الإفريقي نقل السيطرة على 21 قاعدة عسكرية إلى الجيش الوطني الصومالي، وسحبت 9000 جندي من البلاد، وذلك وفقاً لموقع الصومال الجديد الإخباري.
ويأتي هذا التخفيض تطبيقاً لخطة خروج بعثة الاتحاد الإفريقي، التي تنتهي ولايتها في 31 ديسمبر 2024، بهدف تمكين قوات الأمن الصومالية من تحمل مسؤوليتها الكاملة عن حفظ الاستقرار وضبط الأمن.
 ومن المقرر أن تبدأ عملية أمنية أخرى للاتحاد الإفريقي في الصومال، في يناير المقبل، لتخلف بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية، دعماً للصومال في تعزيز قدراته الأمنية.  لكن العملية الإفريقية القادمة ستركز على التدريب والشراكة مع القوات الصومالية التي ستضطلع بالدور القيادي في الملف الأمني والعسكري.

مقالات مشابهة

  • ألمانيا .. اعتقال 111 في مظاهرة مؤيدة لفلسطين ومناهضة لإسرائيل
  • ألمانيا: إحباط هجوم بسكين أمام مركز شرطة في كيل
  • دراسة: ارتفاع مخيف بمعدلات كراهية المسلمين والأجانب في ألمانيا
  • أمريكي يربّي 200 ثعبان في منزله.. بعضها ينام مع أطفاله
  • الصومال: القضاء على عناصر إرهابية
  • طائرات f16 العراقية توجه ضربة لخلية إرهابية في وادي زغيتون
  • شاهد.. أكراد في ألمانيا يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن أوجلان
  • «القاهرة الإخبارية»: قطع الغاز عن المطعم الفرنسي بعد تهديد محتجز الرهائن بالانتحار
  • رجل يقضم أذن شرطية في ألمانيا
  • عقوبات ترامب تقلق أسواق النفط العالمية.. هل سيستهدف صادرات إيران وفنزويلا؟